بطيرم: "الأطفال العرب الأكثر موتا بسبب حوادث الطرق"

تطرقت مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد من خلال ندوة لها بعنوان "أمان الأولاد في البيئة المتغيرة"، إلى إصابات ووفيات الأولاد والأطفال في البلاد والتي شملت آخر المعطيات المتعلقة بإصابات الأولاد بسبب الحوادث غير المتعمدة في البلاد

بطيرم:

أطفال في النقب (أرشيفية أ ف ب)

تطرقت مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد من خلال ندوة لها بعنوان "أمان الأولاد في البيئة المتغيرة"، إلى إصابات ووفيات الأولاد والأطفال في البلاد والتي شملت آخر المعطيات المتعلقة بإصابات الأولاد بسبب الحوادث غير المتعمدة في البلاد، وذلك بغية دعم وتعزيز سياسة وقائية عينية تعود بالفائدة في هذا المجال.

ويستدل من معطيات "بطيرم" أنه "بناء على المتغيرات التي جرى معاينتها على مدار 15 عاما، طرأ انخفاض ملحوظ بنسبة 41% في وفيات الأولاد من جراء إصابات غير متعمدة، بالإضافة إلى انخفاض أقل حدة في نسب الأولاد الذين أحيلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج بنسبة 15% و7% على التوالي".

كما بينت أن "الانخفاض على مدار السنوات الماضية في نسب الوفيات من جراء الإصابات غير المتعمدة حاد أكثر من الانخفاض بنسب وفيات الأولاد من جراء المرض والتي وصلت إلى 30%، وبالمقارنة مع دول العالم دلت المعطيات على انخفاض في تدريج إسرائيل مقارنة مع الدول المتطورة من المرتبة الخامسة عشر في عام 2000 إلى المرتبة 21 في العام 2016".

واتضح من المعطيات أن "الفجوة في نسب الإصابة بين الأولاد اليهود والعرب لا زالت كبيرة، إذ أن نسبة الوفيات لدى الأولاد العرب ضعفي نسبتهم من شريحة الأولاد، علمًا أن الوزن النسبي للوفيات نتيجة حوادث الطرق أعلى في البلدات العربية مقارنة مع البلدات اليهودية، في حين أن الوزن النسبي لوفيات الأولاد من جراء الحوادث المنزلية وأثناء قضاء أوقات الفراغ كحوادث الغرق والاختناق أعلى في البلدات اليهودية".

وأشارت إلى ان "البلدات العربية تتميز عن بعضها البعض بعدة نواحي منها نمط الحياة وبالخلفية الاجتماعية للسكان، وبناء عليه فإن مستويات الإصابة تتغير بين الشرائح السكانية المختلفة في المجتمع العربي، إذ بلغت نسبة وفيات الأولاد بسبب الحوادث غير المتعمدة في البلدات العربية المعترف بها بالنقب 18.2 حالة سنويا لكل 100 ألف ولد بين السنوات 2014-2018، مقارنة مع نسبة وفيات وصلت إلى 6.4 حالة في البلدات العربية و4.3 في البلدات العربية التي يسكنها فئات سكانية مختلفة و3 في البلدات الدرزية".

وتابعت "أما فيما يتعلق بالأطفال والرضع فإن الفجوات بين الفئات السكانية أوسع، إذ أن نسبة الوفيات أعلى بكثير بما يعادل 33.4 حالات سنويا لكل 100 ألف ولد في البلدات البدوية، مقارنة مع نسبة وفيات وصلت إلى 6.8 في البلدات العربية التي يسكنها السكان المسلمون غير البدو و4.5 في البلدات الدرزية و3.3 في البلدات العربية ذات فئات سكانية مختلفة، بالإضافة إلى أنه خلال العقد الأخير طرأ انخفاض بنسبة 28% وأكثر بنسبة وفيات الأولاد لدى الدروز، وفي التجمعات العربية التي يقطنها السكان المسلمين غير البدو في منطقة النقب، مع ذلك يبقى الانخفاض في وفيات الأولاد العرب بالنقب أقل قدرا حيث وصلت إلى 8% فقط".

وبحسب التقرير فإن معظم الحوادث التي تؤدي إلى وفاة الأولاد في البلدات البدوية تقع في المنزل، إذ أن السبب الشائع هو حوادث الدهس التي يكون فيها الطفل متواجدا في البيئة المحيطة بالسيارة، وعلى الرغم من أن المعطيات التي يتضمنها التقرير تتعلق بالبلدات المعترف بها، إلا ان هناك تطرقا منفصلا إلى البلدات غير المعترف بها في النقب، هذه التجمعات تعاني من انعدام البنى التحتية الحضارية وتتميز بوعي منخفض لدى الأهل لمواضيع أمان الأولاد بصورة تساهم بشكل كبير في ارتفاع احتمال الإصابة.

هذا، وحددت مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد أهدافا تتعلق بتقليص إصابات الأولاد حتى عام 2030، مع التطرق إلى المعطيات المذكورة في التقرير بما في ذلك ارتفاع في نسب وفيات الأولاد بسبب حوادث الدراجات الكهربائية في أوساط الشبيبة والفتيان وارتفاع في نسب حالات الغرق في برك السباحة في أوساط الأولاد في جيل 9 سنوات وما دون، وأيضًا نسبة الوفيات المرتفعة للأولاد البدو، وقد جرى تحديد بعض التوصيات القابلة للتطبيق لكل هدف مع التشديد على تخصيص الموارد للبلدات ذات الخلفية الاجتماعية الاقتصادية المدنية، لذا فإن تبني هذه الأهداف كاستراتيجية ملزمة من قبل كافة الجهات العاملة في مجال أمان الأولاد سيكون بمثابة دعم وتعزيز الجهود المشتركة وسيساهم في تحسين المعطيات التي يتضمنها التقرير الحالي.

التعليقات