أبو أحمد: سوق العاطلين عن العمل يتهاوى.. وتنامي ظاهرة مقيتة

بلغ عدد المسجلين في مصلحة التشغيل كطالبي عمل، منذ بداية الإغلاق الثالث، في 27 كانون الأول/ ديسمبر 2020، 144,599 طالب عمل، بينهم 2948 تسجلوا يوم الخميس الماضي، في مصلحة التشغيل.

أبو أحمد: سوق العاطلين عن العمل يتهاوى.. وتنامي ظاهرة مقيتة

(أ ب)

أظهر تقرير نشرته مصلحة التشغيل الإسرائيلية، يوم الخميس، بأن النساء يشكلن نسبة 70% من العاطلين عن العمل الجُدد، وعددهم نحو 100 ألف عاطلة جديدة عن العمل، وذلك في أعقاب فرض الإغلاق المشدّد الثالث، وذلك إضافة إلى مئات آلاف النساء العاطلات عن العمل في أعقاب الإغلاقات في العام الماضي نتيجة جائحة كورونا.

وبلغ عدد المسجلين في مصلحة التشغيل كطالبي عمل، منذ بداية الإغلاق الثالث، في 27 كانون الأول/ ديسمبر 2020، 144,599 طالب عمل، بينهم 2948 تسجلوا يوم الخميس الماضي، في مصلحة التشغيل.

وتشير التقديرات إلى أن تمديد الإغلاق بعشرة أيام سيدفع 20 ألف عامل آخر إلى البطالة.

وفي حديث أجراه مراسل موقع "عرب 48"، مع رئيس مجلس عمال لواء الناصرة، كمال أبو أحمد، قال إن "ظاهرة فصل الفتيات أو إخراجهن إلى إجازة غير مدفوعة الأجر يعود إلى أن معظم المحلات غير الحيوية التي لم تفتح أبوابها في فترة الإغلاق كمحلات بيع الملابس والأحذية والمطاعم غالبيتهم الساحقة من النساء والفتيات البائعات أو النادلات، وهذا قد يفسر حقيقة أن معظم الذين خرجوا إلى البطالة أو إلى عطل غير مدفوعة الأجر هن نساء".

"عرب 48": هل ستنعكس هذه المعطيات على ازدياد فجوة حضور النساء في سوق العمل عامة؟

كمال أبو أحمد

أبو أحمد: بالطبع ستكون لهذا الإقصاء نتائج وخيمة وخطيرة ليس فقط على سوق العمل، فلا ننسى أن القسم الأكبر من النساء العاملات في مجتمعنا هن من الجيل الشاب، وكنت أقول إن غالبيتهن من الطالبات الجامعيات اللواتي يعملن من أجل تمويل تعليمهن الجامعي وتغطية مصاريفهن، وسنلاحظ نتائج هذا الفصل من العمل على المستقبل العلمي أو التعليمي للفتيات اللواتي قد يؤجلن أو يوقفن تعليمهن الأكاديمي بعد أن وجدن أنفسهن اليوم في سوق البطالة.

"عرب 48": هل متوفرة معطيات حول البطالة بين الذكور من طلاب جامعيين وعمّال؟

أبو أحمد: لا شك أن الأمر ينسحب على الذكور أيضًا، فالبطالة في أوساط الرجال والعمال هي أيضا بارتفاع مستمر منذ بداية الإغلاق الثالث. وهذه النسب ستواصل الارتفاع حتى بعد الخروج من الإغلاق.

ونوّه أبو أحمد إلى ظاهرة مقيتة يشهدها سوق العمل وهي محاولة أصحاب العمل التخلص من العمال والموظفين القدامى – ذوو الرواتب المرتفعة – واستبدالهم بموظفين أو موظفات جدد يدفع لهم صاحب العمل الحد الأدنى من الراتب وقد يعادل نصف ما كان يدفعه لموظف أو موظفة أو عامل صاحب أقدمية. فأصحاب العمل يجدون فرصة جيّدة للتخلص من عمالهم وموظفيهم المُكلفين. وهذا أمر مؤسف فعلا وهي ظاهرة جديدة نشهدها يوميا.

"عرب 48": هل تتوقع أن يشهد سوق العمل انفراجا بعد انتهاء الإغلاق الثالث، والذي يرجح بأنه سيكون الاغلاق الأخير نتيجة توفر التطعيم؟

أبو أحمد: أعتقد أن الأمر سيحتاج إلى وقت طويل، وسنشهد أزمة عميقة مع تزايد عدد العاطلين عن العمل في الإغلاق الأخير، أعتقد بأن الكثير من العمال الذين خرجوا إلى عطلة غير مدفوعة الأجر لن يعودوا إلى أماكن عملهم ولن يتم استيعابهم مرة أخرى لذلك أنا أتوقع أن تكون هنالك أزمة اقتصادية وأزمة بطالة للمدى البعيد.

"عرب 48": هل ازدادت التوجهات والشكاوى ضد المشغلين وأصحاب العمل من قبل العمّال والموظفين أم أن هنالك حالة من التفهم للأوضاع الصعبة السائدة في البلاد عامة؟

أبو أحمد: نحن في مجلس عمال الناصرة نعالج القضايا العينية للعمال والموظفين الذين يتوجهون إلينا بشكاوى، ونحاول أن لا يقع أي ظلم أو غبن على أي عامل أو موظف خسر مكان عمله. بالإضافة إلى معالجة القضايا التي تحدثت عنها سابقا وهي استبدال عمال مكان عمال قدامى سعيًا من صاحب العمل للتقليل من مصروفاته وسنبدأ بمعالجة قضايا من هذا النوع، وهذه الظاهرة بلا شك مرتبطة أيضا بأزمة كورونا وما تكبدته المصالح التجارية من خسائر لن يكون من السهل تعويضها.

وعن موضوع زيادة الشكاوى ضد أصحاب العمل والمشغلين، قال أبو أحمد إن هنالك زيادة يصعب حصرها وإحصائها فقد كنا قبل الأزمة نعالج بين عشرة إلى عشرين ملفا في اليوم أما اليوم فقد وصلت إلى بضع عشرات لغاية مئات الملفات كل يوم واحد وجميعها تتعلق بالبطالة والفصل من العمل. فالارتفاع ليس مضاعفا فقط بل مضاعفا بعدة مرات في قضايا حقوق العمال في مجال ومكان العمل.

مركز تجاري افتتح حديثًا في باقة الغربية (عرب ٤٨)

وانتقد أبو أحمد بعض السلطات المحلية التي أغلقت مؤسسات التعليم الخاص في فترة الإغلاق الثالث، وهو أمر مخالف للقانون، فالحكومة حين أقرت الإغلاق استثنت منه التعليم الخاص، لكن بعض السلطات المحلية التي تريد أن توفر على خزينتها وتدفع لمعلمي التربية الخاصة 70% من رواتبهم قررت هذه السلطات عدم فتح مؤسسات التعليم الخاص

وتجدر الإشارة الى أن المتضررين الأساسيين من الإغلاق الحالي، وعددهم 37,254، هم العاملون في مجال التعليم، والإرشاد وتسجلوا كطالبي عمل منذ بداية الإغلاق، نهاية الشهر الفائت.

وبعد تشديد الإغلاق، تسجل 80,416 طالب عمل جديد، وشكلوا 57% من مجمل المسجلين خلال الإغلاق.

ووفقا للمعطيات، فإن 19% من طالبي العمل خلال الإغلاق الحالي لا يتواجدون في إجازة بدون راتب، وعددهم 26,545 شخصا وتم فصلهم من العمل أو قدموا استقالاتهم في بداية الإغلاق.

وأخرِج 115,106 طالب عمل جديد إلى إجازة بدون عمل منذ بداية الإغلاق، في 27 كانون الأول/ ديسمبر الفائت، ونسبتهم 81.2% بين طالبي العمل الجدد.

التعليقات