"ليلة العودة إلى الدامون": تجديد عهد العودة إلى القرى المهجرة

جمعت "ليلة العودة إلى الدامون" المئات من أبناء قرية الدامون المهجرة، مساء أمس الأربعاء، للتأكيد على مشروع العودة لأبناء هذه القرية، وذلك بمبادرة من لجنة أهالي الدامون التي تضم أبناء الدامون من الداخل الفلسطيني والشتات. وتخللت الأمسية فقرات ثقافية متنوعة.

الدامون، الليلة الماضية (عرب 48)

جمعت "ليلة العودة إلى الدامون" المئات من أبناء قرية الدامون المهجرة، مساء أمس الأربعاء، للتأكيد على مشروع العودة لأبناء هذه القرية، وذلك بمبادرة من لجنة أهالي الدامون التي تضم أبناء الدامون من الداخل الفلسطيني والشتات. وتخللت الأمسية فقرات ثقافية متنوعة.

وقالت عضو لجنة الدامون، أمل بقاعي كيال، لـ"عرب 48" إنه "اعتدت القدوم إلى الدامون برفقة والدي المرحوم، حتى واصلت نهج أبي في العودة إلى بلدتنا المهجرة، إلى أن نحقق مشروعنا بالعودة المؤكدة لنا ولجميع أبناء شعبي الذين هُجروا من بيوتهم".

وأضافت أن "ليلة العودة إلى الدامون باتت برنامجا سنويا نجتمع من كابول وطمرة وجديدة المكر، ونتواصل مع أهالي الدامون الحاضرين في قلبنا، غالبتيهم في لبنان وخاصة في مخيم النهر البارد، ونأمل أن نراهم قريبا هنا على تراب الدامون".

ورأى المهندس أسعد مرشد من سكان كابول ومن قرية الدامون المهجرة بأنه رغم البعد الزمني عن أحداث النكبة إلا أنها قريبة من الأجيال الشابة، وقال لـ"عرب 48": "نحن على بعد 73 عاما من النكبة، لكن هذه الأحداث نعيشها من ذاكرة أبي وجدي اللذين نقلا الأحداث عبر السنين إلى ذاكرتنا نحن الأبناء، وبدورنا نسعى لتحقيق مشروعنا بحمل الذاكرة الجماعية الوطنية إلى أطفالنا ولتحقيق مشروع العودة، فالدامون ليست مجرد أرض، بل هي بلدي الذي حمل تاريخ وجذوري أهلي".

وشارك في أمسية ليلة العودة إلى الدامون راعي كنيسة الكاثوليك في كفر كنا، الأب سيمون خوري، وقال لـ"عرب 48" إن "جدي عبد الله اليعقوب من الدامون وقد شغل دور مختار البلد، وأبي ولد هنا في الدامون ثم هُجر. لي الشرف أن أقف على اتراب أجدادي والكثيرين من أهالي الدامون الذين دفنوا هنا، ومن هنا أحمل رسالة لأبنائنا احذروا عندما تسيرون على أرض بلادنا، لأننا ربما نسير على أتراب أبنائنا وأجدادنا".

وأكد أن "وجودنا على أرضنا في قرية الدامون المهجرة يعتبر رسالة للعالم أننا باقون، وتقع على أكتافنا مهمة كبيرة، وهي نقل الرسالة للأجيال القادمة، نحن شعب لنا حق والمسلم والمسيحي هم أخوة أبناء شعب واحد، ولن يفصلنا أي شيء الواحد عن الآخر، لدينا نضال مشترك وآمال وأحلام مشتركة وسنحقق هذه الآمال لأن الله معنا، لهم السلاح ولنا الله، ولهم السلاح ولنا الحق والله هو النصير".

وافتتح أهالي الدامون برنامج الأمسية بصوت الأذان وأجراس الكنائس، وقال عضو لجنة الدامون، المحامي نضال عثمان، إنه "على صوت الأذان وأجراس الكنائس عاش أهلنا في الدامون، وعهد علينا أن نعود لهذه البلدة لنعمرها ونعيد أصوات الأذان والتكبيرات ولنقرع أجراس الكنائس على أرضنا في الدامون".

وأضاف أنه "نعم من بقي من أبناء شعبنا يتعهدون كما نقل أسلافنا الرواية والذكرى إلى أبنائهم وأحفادهم، نتعهد بأن نحفظ هذه الذكرى إلى أن نحقق العودة لأرض الدامون وقرانا المهجرة جميعا".

وتحدث د. عزيز بقاعي بكلمة نيابة عن أهالي الدامون، وقال إن "هذه هي الدامون أرض أهلها زرعوها وحرثوها ورعوها وجمعوا ثمارها لأجل البناء وفرح الأبناء، وحين هبت رياح الحرب رياح النكبة تركوها، وما ودعوها، وما قالوا بخاطرك يا بلدنا، ولكن قطار العودة لم يصل بعد".

وأضاف بقاعي: "تشرد الأهل من أرض لأرض، يهربون من جحيم إلى جحيم، يحملون آمالهم وآلامهم، تركوا نعيم بلادهم إلى جحيم غربتهم، لا ضر ضركم، كيف يترك الوطن للبوم والغربان؟ تركوا الديار صابرين صامدين صامتين صارخين ومستصرخين صادقين في حلمهم أنهم عائدون".

وتابع: "دفع أهلنا ثمنا عظيما من البعد والفقر والهوان، هذه هي الدامون قرية صغيرة تسكن شرق البحر المتوسط بين أخواتها الوادعات البروة وشعب والرويس".

وألقت الشابة تالا حجازي مقتطفات من الشعر من قصيدة للشاعر التونسي أنيس شوهان، "أنا ما جئت هنا". وقدمت الفنانة هيام ذياب فقرة سرد قصة مع مسرح دمى للأطفال تحت عنوان "شاعر البروة".

واختتم البرنامج بفقرة أغان وطنية قدمتها الفنانة الشابة دانا أبو الهيجاء.

التعليقات