أطلقت محكمة الصلح في حيفا، اليوم الإثنين، سراح 16 متظاهرا بشروط مقيّدة، اعتُقلوا خلال مشاركتهم في المظاهرة التي شهدتها مدينة حيفا، مساء أمس الأحد، احتجاجا على تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في القدس والمسجد الأقصى وإسنادا لحي الشيخ جراح المهدد بالإخلاء لصالح المستوطنين.
وبحسب ما أفاد مركز "عدالة"، فإنه تم الإفراج عن معتقل واحد فقط دون قيد أو شرط، فيما أٌطلِق سراح 7 معتقلين بشروط مقيّدة.
وتمّ إطلاق سراح 4 من بين المعتقلين، شريطة عدم المشاركة في التظاهرات لمدّة شهر كامل، فيما أُطلِق سراح 4 آخرين بكفالة شخصية تنصّ على "عدم المشاركة في مظاهرات غير قانونية لمدة 90 يومًا".
تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات
وفي الناصرة، مددت المحكمة اعتقال 7 من المعتقلين حتّى أيام مختلفة، فيما أطلقت سراح 5 من المعتقلين بشروط مقيّدة.
وأفاد مراسل "عرب 48"، زكريا حسن، بأنه تقرّر تمديد اعتقال أمير غفري، حتّى الساعة الرابعة من فجر غد الثلاثاء، في حين تقرّر تمديد اعتقال معتصم دخان حتّى يوم الثلاثاء كذلك، كما تقرّر تمديد اعتقال علي شاهين، وسلطان عودة، وأحمد شهوان حتّى يوم الأربعاء المُقبل،
وأشار إلى أنه تقرّر تمديد اعتقال عمرو خطيب، وعبد الله حريري، حتّى يوم الخميس المُقبل.
فيما تقرّر إطلاق سراح أركان بدرة، وصدقي مقصقص، وزين الدين أبو غزال، وزاهر بولص، ومحمد حافي؛ بشروط مقيّدة.
وقال المحامي حسن موعد لـ"عرب 48" إن "المحكمة استجابت لطلب النيابة العامة بشكل جزئي، علمًا أن النيابة العامة طلب تمديد اعتقالهم لمدة 6 أيام".
ولفت إلى أن "معظم المعتقلين هم طلاب جامعات، جميعهم تعرضوا للاعتداء من قبل عناصر الشرطة خلال الاعتقال".
وقال مدير عام مركز "عدالة" الحقوقي، المحامي حسن جبارين، لـ"عرب 48" إن "40% من المعتقلين وصلوا إلى المستشفى بسبب الاعتداء عليهم، والذي يجب أن يحاكم هي الشرطة التي اعتدت عليهم".
وأكد عبد ناطور، والد المعتقل توفيق ناطور (19 عاما) من شفاعمرو، لـ"عرب 48" أن ابنه "لم يقم بأي مخالفة في مشاركته بالمظاهرة التي هي حق ديمقراطي".
وأضاف أن "الشرطة مارست العنف بالتعامل مع الجميع. رأيت أفراد الشرطة كيف داسوا على طفلة في المظاهرة. ما نواجه من عنصرية ضدنا يندرج تحت مسمى تطهير عرقي. يجب إطلاق سراح جميع المعتقلين، وأتوجه لجميع الآباء بتربية أبنائهم على الشجاعة، فلم يكن توفيق ابني المعتقل الوحيد بل اعتقل سابقا ابن آر لي وهو في السابعة عشر. نؤكد رفضنا للعنف الشرطوي ضد أهلنا في القدس وخاصة في المسجد الأقصى والشيخ جراح".
وقالت سهير بدارنة، والدة المعتقل مجد كيال، لـ"عرب 48" إن "الشرطة اعتدت على ابني مجد خلال مشاركته في المظاهرة، وتم سحبه إلى سيارة الشرطة دون تقديم الإسعاف له، لكني أقول إن فاشية الشرطة لن ترهبنا بعنفها ولن تكسرنا، بل نحن نزداد إصرارا على حق شعبنا، وأنا أقف هنا وأساند أهالي المعتقلين الذين يتم اعتقالهم لأول مرة، فلا خوف ولا انكسار".
وقالت الناشطة نزار هواري من مدينة حيفا لـ"عرب 48" إنه "واجب علينا جميعا كأبناء لهذا الشعب أن نقف إلى جانب المعتقلين، وأنا أتواجد في المحكمة لأتابع محاكمة معتقلي مظاهرة حيفا فقضيتنا ليست عائلية إنما وطنية ضد قمع الاستعمار والاحتلال الإسرائيلي".
وأضافت أن "ما يحدث في الشيخ جراح هو فتيل اشتعل لتجديد المقاومة والرفض لممارسات الاحتلال في فلسطين، هذا الاشتباك دائم في فلسطين ولن تسكت الأصوات الرافضة لممارسات قمع الشعب الفلسطيني في قول الحج، حالة الانتفاضة لم تخمد ويجب تسمية الأسماء بمسمياتها، حالة الاشتباك هذه دائمة ما دام الاشتباك دائم".
وذكر المحامي جورج شحادة لـ"عرب 48" أن "جميع المتظاهرين شاركوا بشكل قانوني في المظاهرة، وما حدث أن الشرطة استخدمت العنف بشكل مفرط ضد المتظاهرين وهذه خطوات تعسفية".
ودعا شحادة إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين بدون قيد أو شرط، ذلك لأنهم مارسوا حقهم الطبيعي بالتظاهر ضد تهجير أهلنا في حي الشيخ جراح للمرة الثانية".
وكان المئات قد تظاهروا في مدينة حيفا، وأغلقوا جادة الكرمل شارع "بن غوريون" أمام حركة السير، وقمعت الشرطة المظاهرة واعتقلت عددا من المشاركين.
ورفع المشاركون في المظاهرتين أعلام فلسطين وهتفوا من أجل الحرية والعدالة، ووجهوا التحية إلى كل الصامدين في وجه مخططات التهجير والاقتلاع.
التعليقات