كورونا في الناصرة: 770 حالة نشطة وقلق إزاء ازدياد الإصابات

بلغ عدد الإصابات النشطة بعدوى كورونا في مدينة الناصرة 770 إصابة، ما أدخل المدينة إلى دائرة اللون الأحمر بعلامة 8 وفقا لخطة "رَمزور" (الشارة الضوئية التي تصنف البلدات وفقا لانتشار فيروس كورونا فيها - أخضر، أصفر، برتقالي وأحمر كانتشار واسع جدا)، لغاية صباح اليوم الثلاثاء.

وبلغت نسبة التطعيم في الناصرة 62% بالجرعة الأولى و55% بالجرعة الثانية، وذلك بموجب التعديل الأخير الذي نشرته وزارة الصحة صباح اليوم.

وتسود الناصرة حالة من القلق، وخصوصا بين أهالي الطلاب نظرا لانتشار الفيروس بشكل كبير في الأيام الأخيرة، وارتفاع عدد الإصابات النشطة.

وقال مدير مديرية الصحة في منطقة الناصرة، د. صالح برجس، لـ"عرب 48" إن "المعطيات تشير إلى زيادة عدد الحالات النشطة في المدينة بشكل كبير في اليومين الأخيرين، مقابل ذلك هناك إقبال منقطع النظير على التطعيم وعلى محطة الفحص التي افتتحت في الناصرة، حديثا".

وأضاف أن "هذا الإقبال على التطعيم وعلى الفحوصات سببه العدوى في المدارس، فمن جهة يصل الطلاب لإجراء الفحص كلما تم اكتشاف حالات إصابة جديدة في مدرستهم، ومن جهة أخرى هم يقبلون على التطعيم لحماية أنفسهم من العدوى، بسبب وجود تقارب كبير بين الطلاب في التعليم الوجاهي، وعدم التزام بارتداء الكمامات، وللأسف فإن البعض يخجل من وضع الكمامة عندما يرى بأن الأغلبية من حوله لا تلتزم بوضع الكمامة وبالتباعد الاجتماعي. هناك زيادة في التطعيم خاصة بين أبناء الشبيبة والطلاب الذين لا يريدون الدخول إلى حجر منزلي، ولا يرغبون بالعودة للتعلم عن بعد. وبالتالي كلما كان هناك إقبال أكبر على إجراء الفحص نلاحظ أن نسب الحالات النشطة في ازدياد مع اكتشاف المزيد من نتائج الفحوصات الموجبة، لكن معظمها حالات طفيفة إلى طفيفة جدا".

وأوضح أن "هذه الزيادة تجعل مدينة الناصرة تُراوح ما بين اللونين البرتقالي والأحمر على مقياس 'رمزور' وحسب تصوّري فإن الناصرة، اليوم، موجودة في دائرة اللون الأحمر لأن حالات الإصابة فيها وصلت إلى ذروة جديدة، لكنها مع ذلك لم تصل إلى عدد الحالات النشطة الموجودة في مدينة أم الفحم، والتي تجاوزت 1000 حالة نشطة هذا الأسبوع".

وأشار إلى أنه "قمنا بفتح محطة فحص في الناصرة، بعد أن كانت الفحوصات تجرى فقط في مدينة 'نوف هجليل' المجاورة، وقمنا بتعزيز طواقم التطعيم في عيادة ديانا - الناصرة، ونكاد لا نستوعب عدد الطلاب الذين يصلون يوميا إلى محطتي الفحص والتطعيم".

وأشاد بـ"جهود طواقم التمريض التي تعمل في عيادة ديانا - الناصرة، وفي مقدمتها الممرض المسؤول، عادل اكتيلات، الذي لا يتوقف عن استقبال الطلاب وغير الطلاب ممن يرغبون بالتطعيم وإجراء الفحص".

وختم د. برجس بالقول إن "خوف الناس من فيروس كورونا لم يعد يشبه الهلع كما كان في الجولة الأولى والثانية، وهم لا يخشون اللقاءات ولا يخشون التجمهر والسبب ربما أنهم لا يرون جنازات يومية لمرضى كورونا. أنا شخصيا أصبحت ألاحظ بأن الإنسان السليم والمعافى أصبح ينظر إلى وباء كورونا بعين الاستهتار خاصة أولئك الذين تلقوا التطعيم".

وقال نائب رئيس بلدية الناصرة ومسؤول ملف التعليم، محمد عوايسي، لـ"عرب 48" إنه "لا توجد لدينا معطيات دقيقة حول عدد الطلاب الذين يقبعون في الحجر الصحي وعدد الصفوف التي أغلقت بسبب حالات الإصابة بكورونا".

وأضاف أن "الأعداد متغيّرة باستمرار، وفي كل يوم يتم اكتشاف حالات جديدة، وفي كل يوم يدخل طلاب إلى الحجر الصحي، وبالمقابل يخرج طلاب آخرون ممن أنهوا مدة الحجر وقاموا بإجراء فحوصات. الحالة متغيّرة باستمرار في الناصرة".

وختم عوايسي بالقول إنه "رغم ذلك، ومع وجود المتغيرات ما زالت الأمور تحت السيطرة، ومن يحتاج للدخول إلى حجر صحي يدخل ومن يحتاج لإجراء فحص أو للتطعيم فإنه لا يواجه أية عوائق أو عقبات. لقد قمنا بالتعاون مع صندوق المرضى العام بفتح محطة واسعة لإجراء الفحوص بالقرب من مركز محمود درويش الثقافي، ونلاحظ إقبالا شديدا على محطة الفحص من أبناء الشبيبة والأجيال الصغيرة، ولدينا مركز تطعيمات يقدم الخدمات على مدار الساعة ويشهد إقبالا من كل الفئات العمرية، وكل شيء تحت السيطرة، رغم وجود حالات إصابة يومية في المدارس".