دير حنا: تصعيد النضال ضد العنف والجريمة إثر مقتل جهاد حمود

سادت قرية دير حنا أجواء من الحزن والصدمة إثر جريمة القتل التي سقط ضحيتها الشاب جهاد حمود (31 عاما) وأصيب آخران بجروح متفاوتة من جراء تعرضهم لإطلاق النار عليهم، قبيل منتصف الليلة الماضية.

دير حنا: تصعيد النضال ضد العنف والجريمة إثر مقتل جهاد حمود

دير حنا، اليوم (عرب 48)

سادت قرية دير حنا أجواء من الحزن والصدمة إثر جريمة القتل التي سقط ضحيتها الشاب جهاد حمود (31 عاما) وأصيب آخران بجروح متفاوتة من جراء تعرضهم لإطلاق النار عليهم، قبيل منتصف الليلة الماضية.

وعقد المجلس المحلي في دير حنا، اليوم الخميس، جلسة طارئة في أعقاب الجريمة، بمشاركة رئيس المجلس المحلي، المحامي قاسم سالم، وإدارة المجلس المحلي، ولجان أولياء أمور الطلاب، ومديري المدارس، واللجنة الشعبية، وعائلة الفقيد.

وتقرر في الجلسة الطارئة "تصعيد النضال ضد العنف، وإقامة عدة فعاليات اليوم وخلال الأيام المقبلة، وتم الاتفاق مع لجان أولياء الأمور بإقامة مسيرة محلية تخرج من جميع مدارس البلد الساعة 13:30 باتجاه ساحة يوم الأرض وبعدها تتجه إلى ساحة مسجد الرحمن بالقرب من بيت المغدور. رافعين الشعارات المناهضة للعنف. وإجراء مظاهرة عامة حاشدة أمام محطة شرطة 'مسغاف' خلال هذا الأسبوع. والعمل على تشكيل لجنة شعبية موسعة تعمل على اتخاذ القرارات المستقبلية حول أشكال النضال وأساليبه. وتخصيص ساعتين تعليميتين في المدارس بإقامة فعاليات نوعية بإشراف قسم الخدمات النفسية. وتخصيص خطب في دور العبادة حول موضوع انتشار العنف في مجتمعنا. وستكون على المدى القريب عدة فعاليات محلية وقطرية تهدف إلى الضغط على المؤسسات الرسمية بالعمل الجاد للحد من مظاهر العنف المستشري بمجتمعنا العربي".

وأكد رئيس المجلس، لـ"عرب 48" أن "ما مر بهِ بلدنا العزيز من ظروف عصيبة ووقوع الجريمة النكراء التي راح ضحيتها شاب بعمر الورد استدعت منا كسلطة محلية وأهالي بلد توظيف كل جهد ممكن لأجل تقويم بوصلة الأمن والأمان باتجاه صحيح، معتبرين ما حدث يعتبر بمثابة هزة أرضية اجتماعية، لا تكفي كل مفردات المعجم للتعبير عن استنكارها وشجبها".

وأضاف أنه "نحن الآن نحتاج إلى تضافر كل الجهود وتحكيم العقل لاجتثاث هذهِ الظواهر، وعلى الشرطة التي نحملها المسؤولية الكاملة أخذ دورها لمكافحة ظواهر العربدة وقض مضاجع المواطنين، وجمع السلاح. ونحن بدورنا لن نأل جهدا في سبيل العمل الضغط على مؤسسة الشرطة لاجتثاث ظواهر العنف من بلدنا".

إلياس خوري

وقال نائب رئيس المجلس المحلي في دير حنا، إلياس خوري، لـ"عرب 48" إنه "نقدم، أولا، تعازينا لعائلة الفقيد راجين أن يتغمده الله برحمته، ونسأل الله الشفاء العاجل للمصابين. وأؤكد أن الاعتداء البربري، أمس، هو ليس على الفقيد أو عائلة الفقيد فحسب إنما اعتداء على أهالي دير حنا قاطبة".

ضحية الجريمة جهاد حمود

وأضاف أن "دير حنا كانت تزال وما زالت رمزا للتآخي والعمل المشترك ما بين جميع مواطنيها دون أي تفرقة. جريمة البارحة وإن أصابتنا في صميم قلوبنا جميعا لن تثنينا عن عمل الخير والمحبة بين أهالي دير حنا. المجلس المحلي والقيادات لن تسكت أبدا عن ما حصل ونعدكم أننا سنعمل بكل ما نستطيع لردع كل من تسول له نفسه بنقل جرائم العنف إلى قريتنا".

قاسم سالم

واستنكر المجلس المحلي في دير حنا الجريمة على لسان الناطق بلسانه، ممتاز خطيب، وصرح أن "جريمة، عنفٍ نكراء، تلبد سماء بلدنا الوادع الآمن هذا الصباح ليتشحَ سوادا، ولتجعلنا ننصهر ببوتقة جائحة العنف المستشري بمجتمعنا وتدخلنا لقائمة البلدات النازفةِ دما. بداية نقدم باسم أسرة المجلس المحلي أحر التعازي وأصدق المواساة لعائلة المغدور الشاب جهاد حسن حمود لهذا المصاب الجلل سائلين المولى القدير أن يتغمده بواسع رحمتهِ وغفرانه، وأن يلهم أهله وأقاربه ومحبيه الصبر والسلوان. كما نتضرع للعلي القدير أن يمن على صاحبيه بالشفاء عاجلاً غير آجل".

ممتاز خطيب

وأضاف أنه "طالنا قلنا أن دير حنا استثناء، وتغنينا بها كزينة بلاد الجليل. أظهرت هذه الجريمة المدانة عورتنا أمام مرآة الواقع. ورصاص الغدر الذي أطلِق نهش نسيجنا الاجتماعي وموروثنا الحضاري الذي ورثناه عن الآباء والأجداد. لنطأطئ رأسنا خجلين بما سوّلت لنا أنفسنا وما اقترفته أيدينا. وإزاء هذا الواقع الجديد والدخيل نحتاج اليوم أكثر من أي وقت إلى تضافر كافة الجهود لاجتثاث هذه الظواهر ووضع حد لمن يعتقد خاطئا بأن قوة الذراع هي الحل وتطبيق قانون الغاب هو الجواب. وعليهِ فقد دعا رئيس المجلس، المحامي قاسم سالم، أعضاء المجلس المحلي واللجنةِ والشعبية وممثلي لجان أولياء أمور الطلاب ومديري المدارس وشخصيات دينية وجماهيرية إلى جلسة استثنائية، اليوم صباحا، في مبنى المجلس المحلي للتشاور وإقرار خطوات عملية للجمِ هذه الأعمال التي تهدف لتلطيخ نصاع بياض صفحات بلدنا بنقاطٍ سوداء".

قاسم حمود

التعليقات