حيفا: اجتماع تضامني مع عروة سويطات

شارك أهالي من مدينة حيفا، مساء الإثنين، في اجتماع تضامني مع عضو لجنة المحافظة على المباني التاريخية في بلدية حيفا، د. عروة سويطات.

حيفا: اجتماع تضامني مع عروة سويطات

("عرب 48")

شارك أهالي من مدينة حيفا، مساء الإثنين، في اجتماع تضامني مع عضو لجنة المحافظة على المباني التاريخية في بلدية حيفا، د. عروة سويطات.

وعقد الاجتماع بعد إلغاء المستشارة القضائية في بلدية حيفا، قرار إقصاء مخطط المدن، سويطات، من لجنة المحافظة على المباني التاريخية في المدينة.

وعقد الاجتماع بحضور ممثلين عن جمعية التطوير الاجتماعي في حيفا، وحراك شباب حيفا، ولجنة حي وادي النسناس، بالإضافة لشخصيات اعتبارية ممثلة عن جميع الأطياف في المدينة.

د. عروة سويطات، خلال الاجتماع

وافتتح الاجتماع الناشط بلال حصري، وأوضح أن اختيار موقع تنظيم الاجتماع في حي وادي النسناس، "جاء للتأكيد على واجبنا في الحفاظ على تاريخنا وأحيائنا وثقافتنا في هذا المكان العريق".

وتحدث د. سويطات عن الالتفاف الجماهيري ضد قرار اقصائه من لجنة المحافظة على المباني التاريخية في بلدية حيفا، وقال: "لقد نجحت خلال العمل في اللجنة في تغيير الكثير من توجهاتها، حيث أبدلت سياسة الهدم والطمس، بسياسة الحفاظ العادل على موروثنا المعماري".

وأوضح أن "ذلك أنجز عبر التمسك بالموقف المهني"، معتبرا أن "كل شخص يمتلك المهنية قادر على التغيير"، وذكر أنه "عندما هاتفني أحدهم يوم الأربعاء ليبلغني بقرار إقصائي، تفاجأت، وأدركت في قرارة نفسي أنهم لم يستطيعوا تحمل وجود شخص عربي مؤثر في موقع القرار، لم يستطيعوا تحمل وجود شخص يتحدى ويتصدى للشركات التي تسعى للربح على حساب بلدة طمست معالمها".

وشدد على أن "الحفاظ على موروثنا المعماري والأبنية التاريخية هو حفاظ على الهوية، وهو بالنسبة لنا أولوية وطنية، كما هو بالنسبة للعنصريين ولليمينيين وللشركات الهادفة للربح الأولوية لديها هي للهدم وتحصيل الأرباح".

وأضاف "أقول لمن يدافع عن سياسات الهدم ويدعي بأنه لا وجود للعنصرية: دع عنك هذه السذاجة وقصر النظر، وانظر إلى الحقيقة الدامغة ولا تروج للأكاذيب، فعنصرية بن غفير عنصرية مباشرة وواضحة، وعنصرية غير مباشرة متخفية تحت الأقنعة".

وقال عدي منصور، من حركة شباب حيفا، "أود أن أوجه رسالة باسمي وباسم حركة شباب حيفا التي كان للدكتور عروة اليد الطولى فيها منذ تأسيسها قبل أعوام خلت، الدكتور عروة من خلال عمله في لجنة الحفاظ على الأبنية التاريخية في حيفا، يحافظ على هويتنا العربية الفلسطينية، ويمثل الصحوة الفلسطينية، ويحافظ على موروثنا المعماري".

وأضاف "نحن نعول على أنفسنا في مواجهة البلدية العنصرية التي هجمت علينا في شهر أيار/ مايو الماضي (خلال أحداث الهبة الشعبية) ونعتتنا بكافة الألفاظ العنصرية المقيتة، ولذلك فوجود الدكتور عروة في هذه اللجنة مهم لمنع هدم أي بناء وأي بيت وأي معلم تاريخي في مدينة حيفا ووادي النسناس".

وتابع "جئنا اليوم لنعلن تضامننا مع د. عروة، ولنهنئه بانتصاره على السياسات العنصرية للبلدية، وعلى رؤوس الأموال المتآمرة معها والهادفة لمحو هويتنا، ومن هنا فعلينا أن نبقى حذرين ومتنبهين لأي خطوات أخرى من هذا القبيل تهدف إلى إقصائنا والنيل من وجودنا وهويتنا وموروثنا المعماري التاريخي، وأشكر كل الحضور على وقفتهم المشرفة".

من جانبها، قالت مديرة جمعية التطوير الاجتماعي في حيفا، جمانة إغبارية - همام: "نطلق من هنا صوتًا واحدًا ضد سياسة التمييز العنصري ومحاولات الإقصاء. نحن هنا لنؤكد أننا موجودون على الخارطة، بمساعدة د. عروة والمهنيين الذين تزخر بهم مدينتنا والذين يسعون للوصول ولتبوء مقاعد في كافة اللجان للدفاع عن حقوقنا الوطنية المشروعة".

وأثنى إمام مسجد الجرينة في المدينة، الشيخ رشاد أبو الهيجاء، على الدور البارز الذي يقوم به سويطات في الحفاظ على المباني التاريخية والأماكن المقدسة، وقال: "بعد إلغاء الاتفاقية التي كانت مبرمة لهدم مسجد الجرينة، واجهتنا مشكلة جديدة لفت انتباهنا لها د. سويطات وهي مشكلة المسجد الصغير، ونحن كلجنة متولي الوقف طلبنا مساعدة الدكتور عروة الذي تصدى للشركة التي كانت تبني بناء قرب المسجد الصغير وتوعدهم بتأخير مشروعهم لمدة عامين على الأقل، وهم أصلاً بحاجة لاستثمار الوقت، ونتيجة لذلك تم الضغط على أعضاء البلدية لإصدار القرار القاضي بإقصاء الدكتور عروة، الذي تم فيما بعد إبطاله".

وأضاف "نحن اليوم نقف مع الدكتور عروة ونسانده ونساند جميع أهالي وادي النسناس الذين يشكلون النموذج الرائع للتآلف والتكاتف".

بدوره أوضح الشيخ فؤاد أبو قمير، من لجنة متولي الأوقاف في حيفا، أن "أهالي مدينة حيفا بمكونيها المسيحي والإسلامي متنبهون للمخططات التي تستهدف المجتمع العربي في حيفا. نؤكد على استمرارنا في الاعتصام في الخيمة التي نصبناها في مقبرة القسام، فقضية مقبرة القسام هي قضية تاريخية، ومحاولة تدنيسها ما هي إلا مؤامرة مؤسساتية إسرائيلية، بدأت معالمها بعد النكبة".

وأضاف "هنا أذكر أن أهالي وادي النسناس كان يربو عددهم على 70 ألفا، وانخفض العدد اليوم إلى ثلاثة آلاف عربي فقط، ومنذ ذلك الحين، تعاني المقدسات الإسلامية والمسيحية من الإغلاق، وتعاني المقابر من التدنيس، ولكننا رغم ذلك مستمرون في الدفاع عن مقدساتنا، وقد مضى على اعتصامنا في خيمة مقبرة القسام أسبوعين، ونحن نكافح السياسيات الإسرائيلية الممنهجة".

وتابع "ما حدث من إقصاء بالنسبة للدكتور عروة لم يكن مفاجئًا لي لأن ذلك جزء من ذات السياسات العنصرية والرامية للقضاء على كل ممارسة حقيقية للعرب داخل حيفا، ومن هنا نعلن وقوفنا وتضامننا التام إلى جانب الدكتور عروة في مواقفه البطولية وتصديه للمشاريع العنصرية التي تهدف لمحو هويتنا وتراثنا العربي في مدينة حيفا".

ودعا الأب أغابيوس أبو سعدة، راعي الكنيسة الأرثوذكسية، من خلال كلمته، إلى دعوة شباب حيفا للتكاتف من أجل تعزيز الهوية الوطنية لدى أبناء حيفا. وأكد على أن "الدكتور عروة سويطات يلبي حاجة مجتمعنا بالنهوض والتخطيط للمستقبل".

التعليقات