تجريف أراض ومواجهات واعتقالات بالنقب

هدمت قوات معززة من الشرطة الإسرائيلية، صباح اليوم الثلاثاء، خيمة الاعتصام التي أقيمت على أراضي قرية الأطرش في النقب، وصادرت الكراسي، ومنعت المواطنين من دخول أراضيهم المستهدفة بالتحريش، في وقت شرعت الجرافات الإسرائيلية بأعمال التجريف لليوم الثاني.

تجريف أراض ومواجهات واعتقالات بالنقب

حصار للأطرش واستئناف تجريف الأراضي لليوم الثاني (موقع جنوب)

هدمت قوات معززة من الشرطة الإسرائيلية، صباح اليوم الثلاثاء، خيمة الاعتصام التي أقيمت على أراضي قرية الأطرش في النقب، وصادرت الكراسي، ومنعت المواطنين من دخول أراضيهم المستهدفة بالتحريش، في وقت شرعت الجرافات الإسرائيلية بأعمال التجريف، لليوم الثاني.

نحو عشرين معتقلا منذ الصباح

وأفاد عدد من الأهالي بأن الشرطة اقتحمت قرية الأطرش وأطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الصوت ونفذت حملة اعتقالات جديدة، طالت أطفالا ونساء أيضا.

وبلغ عدد المعتقلين نحو عشرين معتقلا، منذ الصباح، في مواجهات قرية سعوة - الأطرش في النقب. ومن بين المعتقلين، في الصباح، هيثم يوسف الأطرش ورانية الأطرش وسجود الأطرش وزايد محمد الأطرش ووسام سالم أبو كف وخليل سليمان الرفايعة. ومن بين المعتقلين، بعد الظهر، محمد صالح البحيري وعمران يوسف الأطرش وجهاد يوسف الأطرش وجهاد الأزرق الأطرش وعماد يوسف الأطرش وسليمان جمعة الرفايعة وسجى الأطرش وأمين حماد الأطرش ويونس الحريزات.

ومددت الشرطة توقيف المعتقلين، وبينهم قاصرون، ليوم غد على أن تعرضهم على المحكمة. وعقّب اتحاد المحامين العرب في النقب، بالقول: "سنقوم بتقديم استئناف على هذا القرار الجائر".

هدم وتجريف

وأفاد مواطنون أنه بعد هدم خيمة الاعتصام، حاصرت قوات معززة من الشرطة قرية الأطرش وقرية الرويس، ومنعت السكان من التوافد إلى المنطقة.

ووفرت قوات الشرطة الحماية لجرافات السلطات الإسرائيلية وما تسمى الـ"كيرن كييمت ليسرائيل" (الصندوق الدائم لإسرائيل - "كاكال") التي شرعت بأعمال تجريف الأراضي تمهيدا لتحريشها، وذلك لليوم الثاني على التوالي.

احتجاجات وإغلاق شارع 31

ومع حصار الأطرش واستئناف أعمال التجريف في أراضيها، قام المئات من أهالي النقب بالتظاهر على مدخل القرية، وأغلق العشرات شارع رقم 31 المؤدي إلى منطقة البحر الميت أمام حركة السير بالاتجاهين، وشهدت المنطقة ازدحامات مرورية خانقة.

إضراب شامل

وعم الإضراب الشامل، صباح اليوم، قرى نقع بئر السبع ومدارس الأطرش وخربة الوطن، فيما أقيمت خيمة اعتصام فوق الأراضي المستهدفة بالتجريف، وبدأت الحشود عند الساعة السابعة صباحا بالتواجد في الخيمة، وذلك في سياق البرنامج النضالي الذي أقرته لجنة التوجيه العليا للعرب في النقب.

وجاء هدم الخيمة لمنع السكان من الاعتصام والتواجد فوق أراضيهم والتصدي لعمليات التجريف، في وقت أعلنت الجنة التوجيه عن سلسلة من الخطوات النضالية التي تشمل الإضراب في بعض القرى ومظاهرة احتجاجية، يوم الخميس المقبل.

وتوسع الإضراب في المدارس وشمل قرى الأطرش، وسعوة، وبير هداج، والزرنوق، والرويس، وخربة الوطن.

وتقررت هذه الخطوات النضالية في أعقاب الاجتماع التشاوري لقيادة النقب الذي عقد، مساء أمس الإثنين، في قرية الأطرش بمشاركة وفد لجنة التوجيه، وتم مناقشة المخططات السلطوية التي تستهدف حاضر ومستقبل العرب في النقب وسبل التصدي لها.

رؤساء سلطات محلية يطالبون منصور عباس باتخاذ موقف صريح

ووجه عدد من رؤساء السلطات المحلية في النقب، بينهم رئيس مجلس حورة المحلي والقيادي في الحركة الإسلامية (الجنوبية) رسالة عاجلة للنائب منصور عباس، طالبوه بـ"إعلان موقف واضح وحاسم لإيقاف ما يحصل في الأطرش من اعتداءات على الأرض والإنسان".

وجاء في الرسالة التي وقعها كل من رئيس مجلس حورة، حابس العطاونة، ورئيس مجلس كسيفة، عبد العزيز النصاصرة، ورئيس مجلس عرعرة النقب، نايف أبو عرار، ورئيس مجلس تل السبع، عمر أبو رقيق، ورئيس مجلس شقيب السلام، عامر أبو معمر، ورئيس مجلس القيصوم الإقليمي، سلامة الأطرش: "إلى النائب منصور عباس.. الموضوع: موقف واضح وصريح. تقوم الحكومة منذ عدة أسابيع بأعمال تحريش ومصادرة في أراضي الأطرش، ووصل الأمر لمصادرة حرية التعبير، وتجسد ذلك على أرض الواقع بحملات الاعتقال وهدم خيمة الاعتصام ومنع الطلبة من الوصول لمدارسهم. نطالبكم بصفتكم شركاء في الائتلاف الحكومي باتخاذ موقف صريح وحاسم لإيقاف ما يحصل في الأطرش من اعتداءات على الأرض والإنسان".

سلسلة خطوات نضالية

وجاء في بيان صادر عن لجنة التوجيه العليا لعرب النقب أنه "تم الإعلان عن الإضراب العام في قرى نقع بئر السبع ومدارس الأطرش وخربة الوطن، يوم الثلاثاء، والتواجد الساعة 7:00 صباحا في الأراضي المستهدفة، ولاحقا سيتم الإعلان عن إضراب عام في النقب".

وأضافت لجنة التوجيه العليا أنه "تم اتخاذ عدة قرارات منها الانتقال من رد الفعل واعتماد برنامج نضالي تراكمي على مدار ستة أشهر تصعيدي، وصولا إلى إضراب عام قطري ومظاهرة جبارة أمام مكتب رئيس الحكومة، وتدويل القضية والممارسات العنصرية أمام المؤسسات الدولية".

وتابعت اللجنة في بيانها أنه "تم اتخاذ قرار بضرورة وضع حد للتجاذبات السياسية والمناكفات التي تسمح للسلطة تنفيذ مخططاتها من خلال خلافاتنا، وضرورة الالتزام بقرارات قيادة النقب وتظافر الجهود وتوحيد الكلمة تحت شعار واحد وهو النقب أولا".

وأكدت لجنة التوجيه أنه "تقرر تنظيم مظاهرة حاشدة على شارع 31 مفرق قرية الأطرش يوم الخميس المقبل عند الساعة الثالثة بعد العصر".

وأوضحت اللجنة أنه "إضافة للنضال الميداني، تقرر تعزيز المواكبة البرلمانية لأعضاء الكنيست من القائمة الموحدة والقائمة المشتركة وأعضاء الكنيست من أنصار العدالة الاجتماعية".

ودعت اللجنة الجماهير العربية عموما، وفي النقب على وجه الخصوص، للمشاركة الواسعة في الخطوات النضالية، مؤكدة أن "جميع السكان في القرى بدائرة الاستهداف". وشدد على أنه "في هذه المعركة لا خيار إلا الانتصار".

التعليقات