مخطط يمسّ بكنيسة الموارنة التاريخية في حيفا.. ولا قرار نهائيا

شهدت بلدية حيفا، أمس الإثنين، نقاشا حادا خلال جلسة عقدت لأعضاء البلدية وقسم التخطيط والبناء، حول مخطط لشركة خاصّة يمسّ بكنيسة الموارنة التاريخية في المدينة، ويتعارض مع قرارسابق للجنة المحافظة على المباني التاريخية وتوجيهات رئيسة البلدية.

مخطط يمسّ بكنيسة الموارنة التاريخية في حيفا.. ولا قرار نهائيا

موقع المبنى الذي يستهدفه المخطط (Getty Images)

شهدت بلدية حيفا، أمس الإثنين، نقاشا حادا حول مخطط لشركة خاصّة يمسّ بكنيسة الموارنة التاريخية في المدينة، ويتعارض مع قرارسابق للجنة المحافظة على المباني التاريخية وتوجيهات رئيسة البلدية، وذلك خلال جلسة عقدت لأعضاء البلدية وقسم التخطيط والبناء.

وأنهيت الجلسة التي عقدت أمس، دون اتخاذ قرار نهائي يتعلق بالمخطط، إثر نقاش حاد بين أعضاء البلدية الرافضين والداعمين له، وفي ظل اعتراض الكنيسة المارونية بقيادة الأب يوسف يعقوب.

ويهدف المخطط في زقاق الموارنة (زقاق المورينا 5) بمبادرة شركة "ب.ر حفروتا" إلى إقامة مبنى تجاري وفنادق ومكاتب بارتفاع 5 طوابق في مساحة تصل إلى 159 مترا مربعا بمحاذاة كنيسة الموارنة في حارة الكنائس التاريخية، بحيث يكون أعلى بسبعة أمتار من قبة الكنيسة، الأمر الذي سيؤدّي إلى "تغطية الكنيسة والمسّ بحضورها".

وكانت لجنة "المحافظة على المباني التاريخية" في حيفا قد رفضت المخطط في ثلاث مناسبات مختلفة: في 29 حزيران/ يونيو 2020 و22 آذار/ مارس و21 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي. وأوصت اللجنة برفض المخطط المقترح وتنسيقه مع كنيسة الموارنة والحصول على موافقة الكنيسة قبل أي تقدّم فيه.

بناء على قرار اللجنة تم تنسيق عدة جلسات للمسؤولين في كنيسة الموارنة برئاسة الأب يوسف يعقوب، مع ممثلين من قسم التخطيط في بلدية حيفا، وبتنسيق ومتابعة الناطق الرسمي للبلدية للمجتمع العربي، فاخر بيادسة، وتم توضيح موقف الكنيسة برفض أي بناء أعلى من قبة الكنيسة.

وطالب الأب يوسف يعقوب وممثلي الكنيسة، الشركة إجراء تغييرات في المخطط بعدم المسّ في حضور الكنيسة بتاتًا. وبناء على اعتراض الكنيسة وبالتنسيق مع البلدية وبناء على توصية لجنة المحافظة على المباني التاريخية، تم رفض المخطط للمرة الثالثة في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

واشترطت اللجنة، الالتزام بموقف الكنيسة؛ وجاء في القرار أنه "على ارتفاع المبنى ألا يتعدّى أساس قبة الكنيسة وألا يغطي على القبة وعلى الكنيسة".

رغم كل ذلك، تمر طرح المخطط لمصادقة لجنة التخطيط والبناء البلدية، في الجلسة التي عقدت أمس، الإثنين، التي شهدت نقاشا حادا أدى إلى رفعها، وذلك في ظل عدم عرض توجيهات قسم المحافظة في البلدية وقرار لجنة المحافظة على المباني التاريخية بالشكل اللائق أمام أعضاء البلدية متخذي القرار.

سويطات: تهديد المقدّسات هو خط أحمر والحفاظ على الموروث هو واجب

من جانبه، أوضح مخطط المدن وعضو لجنة المحافظة على المباني التاريخية، د. عروة سويطات، أنه "رفضنا المخطط في لجنة المحافظة ثلاث مرات على مدار سنتين بسبب تهديد كنيسة الموارنة التاريخية وهي من أهم المعالم التاريخية والثقافية والمقدّسات في حيفا".

وأوضح أن اللجنة أوصت "بتنسيق المخطط مع الكنيسة والعمل وفق قرار الكنيسة ورؤيتها واعتراضها بالمسّ بقبّة الكنيسة. وشدد سويطات على أن "أي مسّ بالمقدّسات هو خط أحمر والحفاظ على الموروث التاريخي هو واجب وحق ومسؤولية".

وقال إن "الشركة وبتواطؤ من جهات مختلفة اختارت تجاهل اعتراض الكنيسة وموقف الأب يوسف يعقوب الذي قاد النضال ضد المخطط وتجاهل قرارنا في لجنة المحافظة وتوجيهات قسم المحافظة في البلدية وتعليمات رئيسة البلدية، وقررت الاستمرار في المخطط الذي يمسّ بمكانة وحضور الكنيسة.

كاليش: الحفاظ على مكانة الكنيسة هو شرط أساسي لأي تخطيط في المنطقة

من جانبها، أكدت رئيسة بلدية حيفا د. عينات كاليش على "أهمية الحفاظ على مكانة وحضور الكنيسة المارونية في المنطقة"، وقالت إنه "مع طرح هذا المشروع، وجّهت قسم التخطيط والمحافظة في البلدية بشكل وواضح بإلزام الشركة تنسيق تخطيطها مع الكنيسة المارونيّة والمسؤولين في الكنيسة لضمان المحافظة على حضور الكنيسة ومنع أي مسّ بمكانتها".

وأضافت "بالنسبة لي المحافظة على المقدّسات والمعالم التاريخيّة بما في ذلك كنيسة الموارنة العريقة هو شرط أساسي لأي تخطيط مستقبليّ في المنطقة، وكل بناء جديد عليه ان يحترم الموروث والماضي، التاريخ والعراقة".

وقالت إن البلدية ستعمل على "وضع الحلول لتعديل المخطط ليتوافق مع قرارنا الواضح في لجنة المحافظة ووفق رؤية وتصوّر الكنيسة".

التعليقات