فوجئت مديرة المدرسة الإعدادية في يافا، المربية حنين عازم، صباح أمس الأربعاء، بإلقاء شخص البيض تجاهها عند دخولها المدرسة، وثقب إطارات مركبتها التي كانت مركونة عند مدخل المدرسة.
وحضرت قوات من الشرطة إلى المدرسة، واستجوبت المديرة والطاقم التدريسي حول الحادثة، ولم تبلغ عن اعتقال مشتبهين.
ويبدو أن حيثيات الحادثة تعود إلى خلاف بين عدد من أهالي الطلاب في المدرسة والمديرة، إذ طالبوا بإقالتها بذريعة أنها "فشلت" في تأدية واجبها التعليمي والتربوي في المدرسة، الأمر الذي نفته المديرة بشكل قاطع.
وأعلن عدد من الأهالي الإضراب في المدرسة مطالبين بإقالة المديرة، في الوقت الذي علقوا فيه لافتات كتبت عليها شعارات مطالبة بإبعاد المديرة عن المدرسة.
واستنكرت المربية حنين عازم ما حصل معها، وقالت لـ"عرب 48"، صباح اليوم الخميس، إن "تحريض عدد من الأهالي غير المبرر أدى لاستخدام العنف ضدي".
ونفت عازم ادعاء بعض أهالي طلاب في المدرسة بأنها "فشلت" في تأدية واجبها التعليمي والتربوي، مؤكدة أنها، "طوّرت المستوى التعليمي في المدرسة على أكمل وجه، وبأمانة".
وتلقت عازم اتصالا هاتفيًا من قسم الأمن في وزارة التربية والتعليم، إذ طولِبت بألا تتجه للمدرسة، اليوم الخميس، لوحدها حتى يتم إرفاق حارس شخصي لها من قبل الوزارة، ليرافقها في ساعات الدوام.
وشددت على أن "كل التعامل العنيف ضدي ليس مبررا، وكل ادعاءات الأهالي باطلة، إذ أديت عملي على أكمل وجه، والحقائق والنتائج في المدرسة تثبت ذلك، ولا يمكن لأحد تزييفها إلا إذا كان له أهداف مخفية".
وأضافت أنه "بإمكان كل من يملك أي ادعاء ضدي أن يواجهني، فباب غرفتي مفتوح دائما لكل من أراد التحدث معي، وكنت دائما على استعداد لسماع أي وجهة نظر تخالفني أو أية نقد، ولكن ليس بطرقٍ عنيفة".
وختمت المديرة بالقول إنه "لم أعترض طريق أحد في هذه المدرسة. على العكس تماما كنت دائما أتطلع لأن يتقدم جميع الطاقم، وهناك الكثير من الادعاءات والإشاعات غير الصحيحة التي ينشرها بعض الأهالي".
وقال المحامي علاء تلاوي، الموكل بالدفاع عن مديرة المدرسة حنين عازم، لـ"عرب 48" إن "المحكمة قررت أن تشغل موكلتي حنين عازم مديرة للمدرسة، بعد الادعاءات بأنها لم تقم بواجبها، ولو أن المحكمة لم تطلع فعليا على ما قدمته موكلتي للمدرسة ولتطوير الطلاب فيها لما وافقت على إبقائها بوظيفة مديرة للمدرسة".
وأضاف أن "قرارات المحكمة يجب أن تنفذ بحذافيرها، ومن لديه أي اعتراض على قرارات المحكمة يمكنه التوجه للقضاء أو للجهات الرسمية المختصة، وليس من خلال استخدام العنف وأساليب غير مقبولة".
وختم تلاوي بالقول إن "ما حصل مع موكلتي مستنكر بأشد العبارات، فتطوير التربية والتعليم لم ولن يكون من خلال استعمال العنف وأساليب ترهيبية. إن هذا التعامل من قبل بعض الأهالي ما هو إلا ضرر لمسيرة التربية والتعليم، ونحن نريد أن نقذف هذا العنف من مدارسنا، لا أن نستورده".
اقرأ/ي أيضًا | عرابة: إصابات بين طلاب في مدرسة إثر تعرضهم لغاز الفلفل
يذكر أن المربية حنين عازم بدأت مسيرتها التدريسية في العام 1997، وفي العام 2014 فازت بمناقصة إدارة المدرسة الإعدادية في يافا، وفي شهر آذار/ مارس 2018 اقترحت عليها الوزارة بأن تشغل وظيفة أخرى، فوافقت شريطة عدم المس بحقوقها. وبعد فترة تبين لعازم أن حقوقها ستقلص، فطلبت في العام 2020 من الوزارة أن تمنحها وظيفتها مديرة للمدرسة، ثم قررت المحكمة إعادتها لإدارة المدرسة الإعدادية في يافا.
اقرأ/ي أيضًا | المدارس العربية الرائدة في البجروت
التعليقات