عائلات معتقلي هبّة الكرامة: أيّ مستقبل ينتظر أبناءنا بظلّ الأحكام الجائرة؟

أشارت العائلات إلى أن أبناءهم سُجنوا في مناطق بعيدة عن سُكناهم، في خطوة عدّوا أنها تسعى للحدّ من زيارت العائلات لأبنائها.

عائلات معتقلي هبّة الكرامة: أيّ مستقبل ينتظر أبناءنا بظلّ الأحكام الجائرة؟

جانب من المشاركين في المؤتمر ("عرب 48")

شاركت عائلات معتقلي هبة الكرامة من عكا، وطمرة، وحيفا، واللد، وأهال ونشطاء من عكا وخارجها، في مؤتمر صحافي عُقد في منزل سمير عثمان والد المعتقل محمد عثمان (20 عاما)، وأعربت العائلات خلاله عن استنكارها وغضبها إزاء الأحكام التي صدرت بحقّ بعض مُعتقلي الهبة، والتي أكدت العائلات أنها مجحفة وظالمة.

كما أبدت العائلات استياءها من أداء المسؤولين العرب، وأعضاء الكنيست، في ملف أبنائهم، متسائلة عن "أي مستقبل سينتظر أبناءنا؟"، بعد خروجهم من السجن، عقب قضاء محكومياتهم العالية.

وأشارت العائلات كذلك إلى أن أبناءها سُجنوا في مناطق بعيدة عن سُكناهم، في خطوة عدّوا أنها تسعى للحدّ من زيارت العائلات لأبنائها. وفي الصدد ذاته أشار والد أحد المعتقلين إلى أنه لم يزر ابنه منذ نحو ستة أشهر بسبب ذلك.

جانب من المشاركين في المؤتمر ("عرب 48")

وفي حديث لـ"عرب 48"، قال سمير عثمان، والد المعتقل محمد عثمان: "انقلبت حياتنا رأسا على عقب، ولم أعد أستطيع النوم، إذ تمر الليالي علي وأنا أنتظر ابني محمد الذي كان لجانبي دائما، والذي لا أستطيع احتضانه منذ 17/5/2021".

وأضاف أن ابنه "يواجه اليوم اتهامات عديدة من بينها إطلاق نار على الشرطة، وشراء مفرقعات بقيمة 40 ألف شيكل لإلقائها على الشرطة، وحرق ’بازار’، وإلقاء ’مولتوف’ على الشرطة".

وأضاف: "دعوتنا للمؤتمر الصحافي جاءت جراء إصدار الأحكام الظالمة والقاسية ضد معتقلي هبة الكرامة من الداخل الفلسطيني، ونأمل أن تصل صرخة أبنائنا، معتقلي هبة الكرامة للقيادات السياسية ولجنة المتابعة واللجنة القطرية، الذين يمثلون المجتمع العربي، فأبناؤنا يشعرون بالظلم والعنصرية والإجحاف".

وتابع عثمان: "لازلت أذكر لحظات اعتقال ابني محمد من جانب البيت، حيث أحاط به العشرات من وحدة الشرطة الخاصة التي هددتني بالسلاح بحال اقترابي من ابني، لكنني لم أستطع البقاء جانبا واقتربت من ابني الذي كان ملقى على الأرضى، وهو يعاني من إصابة بقدميه".

"نرى تقصيرا من قِبل لجنة المتابعة وأعضاء الكنيست العرب"

وقال موفق الأنصاري، والد المعتقل خالد الأنصاري من عكا، خلال المؤتمر: "منذ بداية الاعتقالات، كان الأهالي متواجدين في جميع المحاكمات التي تشوبها إجراءات تعسفية، وعنف نفسي وجسدي ضد المعتقلين، ولكن خوضنا لهذا المسار القضائي رغم ذلك لا مفر منه، ولا بديل عنه".

وعدّ أنه "تم التخلي عن الشبان من قبل القيادات السياسية والدينية، والتخلي عنهم وتركهم لمصيرهم المحتوم، رغم أن خروجهم ضد السلطات كان ردا على الأوضاع الاجتماعية المزرية والمتردية التي تعصف بالمجتمع العربي في الداخل".

وندد عمار عثمان، شقيق المعتقل محمد عثمان، بما وصفه بتقاعس لجنة المتابعة وأعضاء الكنيست العرب، إزاء قضية معتقلي الهبة الشعبية، وقال: "رغم توجهي بشكل خاص للجنة المتابعة، ولأعضاء الكنيست العرب، لكنهم لم يلبوا دعوتنا بذريعة تواجدهم في اجتماع للكنيست، لمناقشة عدم تشكيل الحكومة، وقد سألتهم: هل هذه القضية أهم من أبنائنا المعتقلين... وطلبوا الحضور فرادى، ولكنني أخبرتهم أن الحضور الفردي لا يلبي طموحاتنا ولن يساعد المعتقلين في تخفيف الأحكام القاسية المفروضة بحقهم".

في السياق، قال إياد خاسكية والد المعتقل خليل من عكا: "صدر حكم بالسجن ست سنوات على ابني خليل، وأرى تقصيرا من قبل لجنة المتابعة وأعضاء الكنيست العرب، في حين أن اليهود استطاعوا تجنيد الإعلام أمام القضاء الإسرائيلي للضغط باتجاه فرض عقوبات شديدة على المعتقلين (العرب)".

("عرب 48")

وفي ما يخصّ الظروف الحياتية التي تعيشها عائلات معتقلي الهبة الشعبية، قالت رانيا عباس أم المعتقل قصي من عكا: "نحن لسنا على ما يرام، فالأحكام قاسية للغاية وقد تصل إلى عشر سنوات... وعلى الرغم من أن أبناءنا خرجوا للدفاع عن عكا في مواجهة هجمات اليهود على الأحياء العربية، إلا أن هذا الأمر لم يؤخَذ بالاعتبار، ويجب على أعضاء الكنيست الوقوف معنا في أوقات المحن، كما يريدون منا الوقوف معهم في أوقات الانتخابات".

وقال سمير عثمان والد المعتقل محمد عثمان: "لم يتم إصدار حكم قضائي ضد ابني حتى الآن، وقد توجهنا للقيادات السياسية، إلا أنهم خذلونا، ولم يحضروا معنا جلسات المحاكمة، ولم يقدموا أي شيء للدفاع عن المعتقلين، أو تخفيف العقوبات المفروضة عليهم، ورغم احتجاجنا السلمي على الإجراءات المتخذة ضد أبنائنا، إلا أن الأمن يلاحقنا حتى داخل المنازل ويتم التحقيق معنا".

واستهجنت جيهان خطيب من الجديدة المكر عملية اعتقال ابنها طارق (19 عاما) من حاجز طولكرم، وقالت: "ابني معتقل منذ 45 يوما، وتم توجيه تهم ثقيلة (مخالفات خطيرة)... غير صحيحة، حتى يعترف بالتهم الخفيفة، ومن بين التهم محاولة تفجير سكة حديد، ورشق اليهود بالحجارة في هبة الكرامة، وهذه عبارة عن اتهامات ملفقة، ولقد تم إخفاء أي معلومات تخص ابني عنا لفترة طويلة، ومنع المحامي من مقابلته، ثم سمح له بذلك، وحتى أنه أُهمل صحيا، ولم يتلقّ العلاج إلا بعد محاولات حثيثة، ولا أعلم إلى أين يتجه المسار القضائي في ما يخص ابني الذي لم يرتكب ما يعاقِب عليه القانون".

من جانبها، قالت جيهان أبو رومي والدة المعتقل محمد أبو رومي من طمرة: "صدر قرار قضائي ضد ابني بالسجن لمدة سبع سنوات، وقدمنا استئنافا على أمل في تخفيف هذا الحُكم الجائر، وليس لدي من خيار آخر سوى تقديم لائحة استئناف".

وأعربت نور أبو الهيجاء والدة المعتقل محمد أبو الهيجاء من طمرة، والذي صدر ضده حكم بالسجن سبع سنوات، عن قلقها من تقديم استئناف للمحكمة العليا على قرار السجن خوفا من زيادة سنوات السجن، وقالت: "لقد تم الحكم على ابني بالسجن سبع سنوات أيضا، وشكّل ذلك صدمة كبيرة بالنسبة لي، رغم أن وضعنا استثنائي، لأننا دفعنا للمصاب تعويضا كبيرا، وقمنا بعملية مصالحة بمساعدة من المحامين والبلدية، ورغم إسقاط المصاب لحقه أمام المحكمة، إلا أن الحكم كان قاسيا للغاية، وأعتقد أن ضغوطا ما مورست على القضاء، والهدف من وراء ذلك هو إذلالنا وإحباطنا".

التعليقات