استنكار واسع للاعتداء على كاهن الرعية القبطية في يافا

استنكرت الهيئات والأطر الأهلية في يافا بشدة الاعتداء على كاهن الرعية القبطية، الأب ميخائيل منصور.

استنكار واسع للاعتداء على كاهن الرعية القبطية في يافا

زيارة الهيئات الإسلامية للأب ميخائيل منصور في يافا

أثار الاعتداء الذي تعرض له كاهن الرعية القبطية في يافا، الأب ميخائيل منصور، حديثا، استنكارا واسعا في المدينة.

وشجبت الجمعية الخيرية الأرثوذكسية وجميع مؤسساتها في يافا "العمل المُشين الذي أطاح بكاهن الرعية القبطية أبونا ميخائيل والاعتداء على ممتلكات الطائفة اللاتينية".

وأوضحت أنه "في ليلة عيد الميلاد بتاريخ 24/12/2022 تعرض كاهن الرعية القبطية الأب ميخائيل جزيل الاحترام، لهجوم من قبل مجموعة من الفتيان ألقوا عليه الحجارة ورشوه برذاذ الفلفل داخل الدير. كما اعتدوا على ممتلكات دير اللاتين وافتعلوا خرابا ماديا. نستنكر وبشدة هذا التصرف المشين بحق الطوائف المسيحية، وندعو الله أن يزرع بقلوبهم المحبة حتى يُنير عقولهم ويهديهم إلى الطريق السليم".

وفي السياق، بمبادرة من عضو المجلس البلدي، عبد القادر أبو شحادة، زار وفد ممثل عن الحركات والمؤسسات الإسلامية في يافا، مساء أول من أمس الأحد، راعي كنيسة الأقباط في مدينة يافا، الأب ميخائيل منصور، وضم الوفد أعضاء الهيئة الإسلامية والحركة الإسلامية، وبعض الدعاة والناشطين.

وقال أبو شحادة لـ"عرب 48" إن "هذه الزيارة جاءت للاطمئنان على الأب ميخائيل بعد حادثة الاعتداء الآثم التي تعرض لها، مساء السبت، حينما قام بعض الفتية بإلقاء الحجارة والزجاجات تجاه الكنيسة، ورشّ الأب ميخائيل بالغاز المسيل للدموع".

وأعرب الوفد عن رفضه، جملة وتفصيلا، لكافة أنواع الاعتداءات على دور العبادة ورجال الدين، مؤكدا أن "هذه الحادثة لا تُعبر عن أخلاق أهالي مدينة يافا، ومن قام بها لا يمثلهم"، كما أعرب الوفد عن استنكاره الشديد لهذا العمل البربري، رافضين المساس بأحد الرموز الدينية للطائفة.

وأكّد الوفد أن "المسلمين والمسيحيين في يافا هم أهل مدينة يافا"، معربين عن شديد أسفهم لهذا الاعتداء، داعين إلى التلاحم والوحدة بين أبناء المدينة الواحدة.

ومن جانبه قال رئيس الهيئة الإسلامية المنتخبة في يافا، الشيخ د. أحمد أبو عجوة: "نحن ندعم كل ما من شأنه أن يعزز الترابط والتلاحم بين أبناء المدينة والقضية الواحدة، انطلاقا مما يأمرنا به ديننا الحنيف، وما تأمر به القيّم السمحة التي جاء بها نبي الله عيسى، عليه السلام، وهذا ما نؤمن به جميعا انطلاقا من الدين والأخلاق".

وأضاف أنه "كنا نود أن تكون هذه الزيارة في سياق آخر، وهو سياق الزيارة الودية للاطمئنان على صحتكم والسؤال عن أحوالكم، وكما يُقال ربّ ضارة نافعة، فكان هذا الحدث دخولنا إلى هذا الدير، ونتعرف على ما تمثلونه من قيّم إيجابية تحمل معاني الرحمة والتفاهم والتعايش والخير للجميع، وفي ظل هذه الأجواء نرفع صوتنا بالتهنئة لعموم الطوائف المسيحية في البلاد المحتفلين بعيد الميلاد المجيد، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون حال أمتنا وحال مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في هذه البلاد بأفضل حال".

وتابع الشيخ أبو عجوة أنه "نفتح قلوبنا وأيدينا لأي طلب أو دعم أو مساعدة يستلزمها هذا الدير للحفاظ على هذا المعلم المسيحي، ونتوجه باسم الوفد الكريم للأب ميخائيل منصور بتضامننا، واستنكارنا لهذا الفعل الآثم والقبيح الذي وقع في هذا المكان، ونسأل الله أن يكون هذا الحدث هو حدث عابر، لذلك نحن على أتم استعداد كما كنا دائما مسلمين ومسيحيين نجتمع على القواسم المشتركة التي تخدم هويتنا وقضايانا المشتركة ومصير مشترك يتعلق بالجانب السياسي والثقافي لهذه البلاد".

واستغل الوفد هذه الزيارة، وقدم التهاني للطوائف المسيحية المحتفلة بأعياد الميلاد.

ومن جهة أخرى، توجه أمس وفد ضم القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي، سامي أبو شحادة، ورئيس الجمعية الخيرية الأرثوذكسية، بيتر حبش، والمربية ماري قبطي، والناشط رامي صايغ، إلى كنيستي اللاتين والأقباط في يافا، حيث التقى كاهن رعية الأقباط، الأب ميخائيل منصور، وكاهن رعية اللاتين، والأب أغسطين، معبرا عن التضامن والاستنكار للاعتداء الآثم الذي قام به عدد من الصبية على حرمة الكنيستين، وعلى الأب ميخائيل منصور.

وقال النائب السابق، سامي أبو شحادة، إن "هذا الاعتداء ليس مستنكرا ومدانا فحسب، بل لا يليق بتاريخ هذه المدينة التي سطرت مسيرة طويلة من التآخي واللحمة الوطنية بين أبناء جميع الطوائف والعائلات المختلفة فيها".

وأضاف أنه "قال لي الأب ميخائيل منصور إنه في يافا منذ أربعين عاما، ولم يشعر يوما أنه غريب في هذه المدينة، بل أن أهلها هم أهله وناسها هم ناسه، ويعتبر نفسه منتميا لهذه المدينة وهو حريص كل الحرص على اللحمة بين أهلها وعلى يقين بأن هذه الفعلة لا تمثل أهالي يافا. نتمسك بقيّم الوحدة والمحبة والتآخي والخير للجميع كما دوما".

التعليقات