98 حالة وفاة لأطفال نصفهم من العرب بحوادث غير متعمدة عام 2022

أكد تقرير "بطيرم" أن 47% من مجمل حالات الوفاة التي شهدتها البلاد خلال العام 2022 كانت من نصيب المجتمع العربي، مع العلم أن نسبة الأطفال والأولاد العرب من مجمل النسبة العامة

98 حالة وفاة لأطفال نصفهم من العرب بحوادث غير متعمدة عام 2022

(Gettyimages)

لقي 98 طفلا وفتى من البلاد نصفهم من المجتمع العربي من جيل الولادة وحتى سن 17 عاما مصارعهم من جراء حوادث غير متعمدة خلال العام 2022، أي ما يعادل 3.1 حالة وفاة لكل 100 ألف ولد؛ وفقا لمعطيات نشرتها مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد اليوم، الأربعاء.

وأشار تقرير "بطيرم" إلى أن هذا العدد يعتبر أقل بـ22% من معدل الوفيات الذي جرى قياسه ما بين السنوات 2018 حتى 202، حيث وصل آنذاك إلى 3.8 حالة وفاة لكل 100 ألف طفل وفتى.

ونوه التقرير إلى أن العام 2020 كان استثنائيا في ما يتعلق بحجم الوفيات لدى الأولاد بسبب جائحة كورونا والإغلاق المستمر والتباعد الاجتماعي آنذاك، إذ جرى تسجيل 82 حالة وفاة لأولاد وأطفال إثر حوادث غير متعمدة بينما في العام 2021 الذي جرى خلاله إلغاء القيود والإغلاقات جرى تسجيل 117 حالة وفاة.

ارتفاع بحالات الوفاة جراء الغرق بحوض الاستحمام

وتطرق تقرير "بطيرم" إلى أهم مسببات الوفاة لدى الأطفال والأولاد خلال العام 2022، حيث جاء في المرتبة الأولى حوادث الطرق التي كانت مسؤولة عن وفاة 38% من مجمل حالات الوفاة، أما حالات الغرق فكانت مسؤولة عن 16% من حالات الوفاة و6% من حالات الوفاة كانت بسبب الحرائق.

وبين أنه "في نظرة إلى معدل الوفيات العام ما بين السنوات 2018 حتى 2022 فتتحمل حوادث الطرق مسؤولية وفاة 44% من الأولاد والأطفال، وحالات الغرق كانت مسؤولة عن وفاة 18%، الاختناق 9%، السقوط 4% والحريق 4%".

وأوضحت "بطيرم" أنه وبعد تحليل المعطيات التي أكدت ارتفاع حالات الغرق في برك السباحة البيتية، إلا أن العام 2022 شهد ارتفاعا في حالات الغرق في حوض الاستحمام (4 حالات غرق هذا العام مقابل أقل من حالة واحدة بالمعدل خلال السنوات 2018 – 2022). كما أشار التقرير إلى ارتفاع آخر بحالات الوفاة لدى الأولاد والأطفال من جراء الحراق حيث شهد العام الحالي (2022) 6 حالات وفاة مقابل 5 حالات وفاة بالمعدل ما بين (2018 – 2021).

انخفاض بنسب وفيات الأولاد العرب مقارنة مع السنوات السابقة

وفي ما يتعلق بالمجتمع العربي، أكد تقرير "بطيرم" أن 47% من مجمل حالات الوفاة التي شهدتها البلاد خلال العام 2022 كانت من نصيب المجتمع العربي، مع العلم أن نسبة الأطفال والأولاد العرب من مجمل النسبة العامة من فئة الأولاد والفتيان والأطفال لا تتعدى الـ24% فقط. وعلى الرغم من هذه النسب العالية لوفيات الأولاد العرب إلا أنه وعلى المدى الطويل ورصد المعطيات خلال السنوات الماضية فإنه يمكن الحديث عن انخفاض بنسبة وفيات الأولاد والأطفال العرب، حيث كانت نسبة وفيات الأولاد والأطفال العرب خلال السنوات 2020 – 2022 اقل بـ29% من نسبة الوفيات خلال السنوات 2008 حتى 2010.

ومن بين الأولاد والأطفال العرب الساكنين في أرجاء البلاد برزت فئة الأطفال والأولاد البدو في النقب ذات النسبة الأعلى للوفيات مقارنة مع سائر الأولاد، حيث أنه حسب التقرير فإن احتمال وفاة ولد بدوي من النقب أعلى بـ3 أضعاف من احتمال وفاة أي ولد آخر من منطقة أخرى في البلاد. مع هذا يمكن الإشارة إلى أنه حتى في ما يتعلق بوفيات الأولاد البدو من جراء الحوادث غير المتعمدة، يتحدث التقرير عن انخفاض بنسبة 30% ما بين السنوات 2020 – 2022 مقارنة مع السنوات 2016- 2018.

وفي ما يتعلق بأسباب الوفيات للأولاد في المجتمع العربي، يشير التقرير إلى أن ظاهرة العنف والجريمة المتزايدة طالت أيضا الأطفال، مؤكدا أن 5 أولاد من المجتمع العربي قتلوا بسبب تعرضهم لرصاص طائش وذلك مقارنة مع حالة وفاة واحدة من جراء الرصاص الطائش خلال السنوات الماضية، حيث تُشكل هذه المعطيات ارتفاعا كبيرا ومقلقا للغاية.

احتمال وفاة الأولاد في تل أبيب الأدنى وفي النقب الأعلى

وتطرق التقرير أيضا إلى قضية الفجوات التي يعاني منها المجتمع الإسرائيلي ما بين الضواحي والمناطق النائية وبين مركز البلاد والتي تؤثر على نسب الوفاة لدى الأولاد والأطفال، الذين يدفعون حياتهم ثمنا من جراء تعرضهم لحوادث غير متعمدة بسبب الفجوات الاقتصادية والاجتماعية مثل الفقر والبنى التحتية ومستوى الوعي المتدني للسلوك الآمن. وأكدت معطيات التقرير أن الأولاد الذين ترعرعوا في مناطق سكانية ذات مكانة اجتماعية واقتصادية متدنية يعتبرون ذات احتمال أعلى للوفاة نتيجة الحوادث غير المتعمدة بما قدره 2.3 ضعف مقارنة مع الأولاد والأطفال الذين ترعرعوا في مناطق ذات مكانة اقتصادية واجتماعية أعلى. وأشار التقرير إلى أن احتمال وفاة طفل في منطقة تل أبيب بسبب حوادث غير متعمدة هو الأدنى على الإطلاق خلال السنوات الأخيرة بما يعادل 2.4 حالة وفاة لكل 10 ألف، بينما في منطقة النقب ذات الاحتمال الأعلى بوفاة الأطفال بما يعادل 6.5 لكل 100 ألف. أي ان احتمال وفاة الطفل الذي يسكن في منطقة النقب أعلى بـ3 أضعاف من احتمال وفاة طفل في منطقة تل أبيب.

وعقبّت المديرة العامة لمؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد، أورلي سيلفينجر، على هذه المعطيات بالقول "على الرغم من الانخفاض في معطيات الوفاة من المبكر أن نتحدث عن اتجاه ثابت. لقد فقدنا هذا العام 98 ولدا من جراء حوادث متعددة غير متعمدة، وكل وفاة تؤلمنا جميعا خاصة تؤلم أفراد العائلة الذين فقدوا أغلى ما يملكون وحياتهم تغيرت كليا في أعقاب هذا الفقدان. هذه الحوادث ليست بقضاء وقدر وكان بالإمكان منع معظمها".

وأضافت "ما زالت أمامنا طريق طويلة وهناك المزيد من العمل بهدف تقليص إصابات الأولاد بشكل ملحوظ سواء في المنزل أو في الطرقات وأثناء قضاء أوقات الفراغ. إن اتباع تعليمات وإرشادات الأمان والحفاظ على توفير بيئة آمنة للأولاد والأطفال يعتبر امرا بالغ الأهمية حفاظا على أرواح الأولاد ومن شأنه أن ينقذ حياتهم".

التعليقات