الناصرة: وقفة احتجاجية تنديدا بالعنف ضد طلاب طيف التوحد

نظمت، الجمعة، وقفة احتجاجية في مدينة الناصرة ضد العنف بحق طلاب طيف التوحد في مدرسة "سوا" بالمدينة.

الناصرة: وقفة احتجاجية تنديدا بالعنف ضد طلاب طيف التوحد

جانب من الوقفة الاحتجاجية في الناصرة، اليوم (عرب 48)

شارك العشرات من أهالي الطلاب الذين يعانون من طيف التوحد، الجمعة، في وقفة احتجاجية عند ساحة عين العذراء في الناصرة، ضد ما وصفوه بالظلم والقمع والعنف الذي تعرض له أبناؤهم في مدرسة "سوا" للطلاب التوحديين في الناصرة وضد صمت إدارة المدرسة وبلدية الناصرة ووزارة التربية والتعليم رغم تقديم 6 شكاوى في الشرطة حول القضية.

ورفع المتظاهرون في الوقفة شعارات من بينها "أطفال التوحد خط أحمر"، و"معلمتي لا تضربيني، أعط فرصة لمعلمة حنونة تفهمني"، و"كفى لتعنيف أطفال التوحد".


وقال عصام قويدر والد أحد الطالبات التي تعاني من طيف التوحد، وهو كان أول من تطرق إلى التعذيب والإهانات التي تعرض لها الطلاب في المدرسة من خلال قيامه بزرع جهاز تسجيل في ملابس ابنته، ونتج عن ذلك 8 ساعات صادمة من العنف والشتائم والإساءة للطلاب؛ على حد قوله.

وأضاف في حديث لـ"عرب 48"، أن "8 عائلات من الناصرة وخارجها تعرضت للصدمة حين استمعت كل منها إلى التسجيل الموثق بالجهاز الذي زرعته في ملابس ابنتي رحاب".

وأشار إلى أن الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 حتى 18 عاما، ويعانون من طيف التوحد بدرجات متفاوتة، تعرضوا على مدار 8 ساعات من التسجيل للإهانات والضرب والشتائم والصراخ في مدرسة هي تابعة لبلدية الناصرة ووزارة التربية والتعليم، وأن أيا من هاتين المؤسستين لم تحرك ساكنا حتى اللحظة على الرغم من تقديم 6 شكاوى في الشرطة التي باشرت أيضا في التحقيق".

وذكرت عائشة قويدر والدة الطالبة نفسها، لـ"عرب 48"، أن ما حدث مع ابنتنا وكل زملائها في الصف، ليس بالأمر السهل على الإطلاق، لقد اكتشفنا أن ابنتنا تتعرض للعنف وكنا نلاحظ علامات العنف على جسدها، وحين أخفينا جهازا للتسجيل داخل ملابسها اكتشفنا سلسلة من أعمال العنف والتنكيل التي تعرضت لها ابنتنا وسائر الطلاب".

وأوضحت أننا "سمعنا ضرب وإهانات وصراخ، والأهم من كل ذلك أنه على مدار 8 ساعات لم تكن هنالك دقيقة تعليم واحدة، لا من قبل المعلمات ولا من قبل المساعدات".

وتابعت أنني "وزوجي قدمنا شكوى إلى الشرطة والتحقيقات لا زالت جارية، ومطلبنا هو معاقبة المعتدين من معلمات ومساعدات، وأن يتم ردعهن عن التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة بهذه الطريقة المسيئة، كما نطالب وزارة التربية والتعليم بإعادة تأهيل المعلمات حول كيفية التعاطي مع ذوي الاحتياجات الخاصة، فمن خلال التسجيل اكتشفنا أنهن لا يعرفن ما معنى طيف التوحد وكيفية التعامل مع هذه الفئة من الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة".

وتطرقت قويدر إلى الحالة النفسية السيئة والتراجع الذي حصل لابنتها منذ أن بلغت الثالثة عشر من عمرها وانخرطت مع هذه المجموعة من الطلاب التي يتم التعامل معها بالعنف والصراخ والتهديد.

وبيّنت أن "البلدية لم تتواصل معنا على الإطلاق، إذ كان تواصلها مع إدارة المدرسة فقط، وما نعرفه أن المعلمات لم يعدن إلى المدرسة بسبب التحقيق معهن، وأنا بصراحة لا أعول كثيرا على تحقيقات الشرطة، فكما قيل لنا إن الأدلة السمعية أقل تأثيرا من التوثيق المصور، لكن بهمة المحامين ستتحقق العدالة".

وقالت ميساء رحال والدة إحدى الطالبات في المدرسة نفسها لـ"عرب 48"، إنني "أقف اليوم في هذه الوقفة ضد العنف أولا، وضد ما تعرض له طلاب طيف التوحد تحديدا، إذ أن ابنتي تعرضت لتعنيف كلامي وجسدي بشكل قاسي جدا من إحدى معلماتها داخل الصف".

وأضافت "بدأت ألاحظ تغيرات في سلوك وتصرفات ابنتي رواد التي باتت تنطق عبارات غير لائقة، وهي تعاني من درجة متوسطة مع طيف التوحد، وكانت قد بدأت تعلم القراءة والكتابة لكنها دخلت في حالة اكتئاب حادة نتيجة ما تعرضت له في المدرسة، وحاليا هي تتلقى العلاج النفسي".

وعلم "عرب 48" أن عائلتي رحال وقويدر توقفتا عن إرسال ابنتيهما إلى المدرسة، نظرًا للتغيرات التي تجرى حاليا في المدرسة، فيما تطالبان بتوفير إطار مناسب أكثر للطلاب الذين يعانون من طيف التوحد.

وقالت والدة أحد الطلاب في المدرسة نفسها لـ"عرب 48"، إن "ابني محمد تعرض للعنف الكلامي والجسدي، وكان يعود إلى المنزل وعلى جسده علامات عنف، وهو ما أثار الشكوك لدينا، وحين بدأ فقد السيطرة على تصرفاته، كان هذا بالنسبة لنا ضوءا أحمر يستدعي التوجه بالسؤال إلى إدارة المدرسة، حيث قيل لنا إن هذه العلامات ناتجة كما يبدو عن إيذائه لنفسه أو ربما حدثت خلال السفريات من وإلى المدرسة، إلى أن جاء اليوم الذي كشفت فيه عائلة قويدر عن التسجيل الصوتي الذي أظهر تعرض ابني للضرب والعنف بمختلف أشكاله".

وختمت بالقول إن "ما نريده أن يصل صوتنا إلى أبعد الحدود وأن تتحقق العدالة وتنال المعلمات جزاءهن لقاء أفعالهن".

التعليقات