ربيع حلبي من دالية الكرمل: نجوت بأعجوبة من ضربة برق

دعا المصاب ربيع حلبي هواة صيد الأسماك للامتناع عن المخاطرة بحياتهم من خلال ممارسة هواية الصيد في الطقس العاصف. وأشار إلى أنه "حين توجهت إلى الشاطئ لم يخطر ببالي للحظة أنه يمكن أن تكون النتيجة بهذه الخطورة".

ربيع حلبي من دالية الكرمل: نجوت بأعجوبة من ضربة برق

حلبي: لم أتوقع ما حدث

نجا المواطن ربيع حلبي (41 عاما) من بلدة دالية الكرمل، مساء يوم الجمعة الماضي، بأعجوبة من ضربة برق تعرض لها أثناء ممارسة هواية صيد الأسماك في ميناء حيفا.

وتسببت الصعقة لحلبي بإصابات خطيرة في يده اليسرى وقدمه، ولا يزال يتلقى العلاج في مستشفى "رمبام" بحيفا، لغاية اليوم.

وروى ربيع حلبي تفاصيل الحادثة، التي انمحى جزء كبير منها من ذاكرته، وقال لـ"عرب 48" إنه بعد ان أنهى عمله سائق حافلة بعد ظهر يوم الجمعة، توجه مع صديق له كعادتهما لممارسة هواية الصيد. لكنه لا يذكر تلك اللحظات فقد انمحت كليا من ذاكرته، وآخر ما يتذكره هو أنه عاد من العمل إلى البيت ولا يتذكر حضور صديقه إلى بيته وتوجههما للصيد. ومن خلال رواية صديقه الذي حمله ونقله إلى المستشفى بعد أن تعرض للإصابة فهم أنه نزل إلى البحر مع صديقه ووقفا على شاطئ الرمل مقابل ميناء حيفا الجديد، باتجاه "كريات يام"، وكانت المسافة بينهما تقدر بنحو 20 - 30 مترا، وذلك بسبب الرياح والمطر وسط الجو العاصف ولكيلا تتشابك خيوط الصنارة مع الأخرى.

وأوضح حلبي "بالعادة نحن نصطاد داخل الميناء، لكن بسبب حالة الطقس العاصفة، وارتفاع الأمواج بقينا خارج المياه أي على الشاطئ، وفتحت صنارتي وهي من نوع كربون، دون أن أدرك بأن مادة الكربون تجتذب صواعق البرق، وللحظة جذبت الصنارة إليّ لأفحص ما إذا كان الطّعم قد تعرض للنهش وهو ما يشير لوجود أسماك، وفي لحظة أصاب البرق الجزء الأعلى من الصنارة، وسُمع صوت انفجار، وشاهد صديقي الذي كان ينظر إليّ بأنني قُذفت لمسافة ثلاثة أو أربعة أمتار في الهواء ثم سقطت مغشيا عليّ، وحين هرع نحوي، شاهد الدخان يتصاعد من معطفي الذي احترقت أجزاء منه، كما لاحظ بعض الدخان يخرج من فمي، وكانت يدي اليسرى تبدو متفحمة من أثر الحريق. فحملني على وجه السرعة إلى مركبته التي كانت تبعد لمسافة نحو 300 متر، ونقلني إلى مستشفى 'رمبام' القريب".

خلال كل هذه الفترة لم يكن ربيع واعيا لما يدور حوله، وأكد أنه "منذ أن استيقظت في المستشفى، وأنا أحاول أن أتذكر بعض اللحظات من ذلك اليوم وتفاصيل ذلك الحادث فلا أستطيع أن أتذكر أي شيء حدث بعد عودتي إلى البيت من مكان العمل، على الرغم من أنني كنت أقود السيارة في طريقنا إلى الميناء، لكن كل هذه التفاصيل غابت عن ذهني كليا".

ووصل حلبي إلى المستشفى بحالة حرجة، وهو يعاني من حروق، وأبلغه الأطباء بأنه نجا بأعجوبة من صعقة برق تعادل قواتها مئات أضعاف تيار الكهرباء البيتي. وقال إنه "لا زلت أعاني من حروق في يدي اليسرى وقدمي اليمنى وقد أحتاج لإعادة تأهيل نظرا إلى أنني غير قادر على الشعور بقدمي اليمنى، ولا أستطيع الوقوف، وأعاني من آلام حادة بسبب الحروق".

ودعا المصاب هواة الصيد للامتناع عن المخاطرة بحياتهم من خلال ممارسة هواية الصيد في الطقس العاصف. وأشار إلى أنه "حين توجهت إلى الشاطئ لم يخطر ببالي للحظة أنه يمكن أن تكون النتيجة بهذه الخطورة، وبحسب أقوال الأطباء فإن فرص النجاة من صعقة كهذه تكاد تكون صفرا، فهذه الصعقة من صنع الطبيعة وهي أخطر بمئات المرات من صعقات الكهرباء الشائعة نتيجة التيار الكهربائي، وهذا قد يحدث لكل شخص".

وربيع حلبي أب لثلاثة أبناء، أكبرهم يبلغ من العمر 14 عاما، ويعيش في دالية الكرمل، قضاء حيفا. ويرى في هذه الحادثة وكأنما كتب الله له عمرا جديدا.

يشار إلى أن مواطنا إسرائيليا كان قد لقي مصرعه، نهاية الأسبوع الماضي، من صعقة برق أصابته أثناء تواجده في أحد الحقول المفتوحة في بلدة تعاونية، جنوبي البلاد.

التعليقات