"حرس وطني".. تهديد مباشر للمواطنين العرب ونضالهم المشروع

يحمل إعلان بن غفير بتشكيل "حرس وطني" نوايا مبطنة تجاه المواطنين العرب ونضالهم المشروع، وخصوصًا أنه أدرجه ضمن ما يعرف إسرائيليا بعملية "حارس الأسوار" التي شهدتها أحداث هبة الكرامة.

(Gettyimages)

أثار إعلان وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، مؤخرا عن نيته تشكيل "حرس وطني" حفيظة القيادات العربية في مناطق الـ48 سيما وأنه حمل تهديدا صريحا للمواطنين الأصلانيين في البلاد.

ويهدف "الحرس الوطني" إلى قمع نضال الفلسطينيين في مناطق الـ48 في حال احتجاجهم من أجل نيل حقوقهم أو لأي سبب آخر، وخصوصًا أن بن غفير أدرجه ضمن ما يعرف إسرائيليا بعملية "حارس الأسوار" التي شملت تصعيدا لقوات الأمن الإسرائيلية وعدوانا على قطاع غزة وكذلك قمعا لفلسطينيي الـ48 خلال هبة الكرامة في أيار/ مايو 2021.

رئيس بلدية عرابة، عمر نصار

وبهذا الصدد، قال سكرتير اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ورئيس بلدية عرابة، عمر واكد نصار، لـ"عرب 48" إن "تصريحات بن غفير حول ’الإصلاحات’ في جهاز الشرطة وتعزيز قواتها وغيرها وما لوح به حول تكرار أحداث هبة الكرامة، تهدف إلى قمع المواطنين العرب والمزيد من القمع في المدن المختلطة وسائر البلدات العربية، وهذه هي الأجندة التي يطرحها بن غفير وليس لديه أي أجندة أخرى".

وأضاف أنه "خلال زيارته إلى اللد توّعد بالمزيد من الخطط التي يريد تنفيذها بحق المواطنين العرب، وقد تحدث بشكل واضح وجلي أن خطته تهدف إلى قمع التحركات الاحتجاجية على خلفية قومية، بمعنى قمع المواطنين العرب في حال قاموا بأي خطوة احتجاجية ضد التمييز بحقهم".

وأكد نصار أن "ذلك ليس غريبا ولا مفاجئا، إذ أننا نعرف تصريحات بن غفير خلال الحملة الانتخابية وبعدها، وما يميزه أن الشعارات التي حملها في فترة الانتقالات تتحول إلى خطط عمل اليوم على أرض الواقع وهذا يتطلب منا الاستعداد لخوض نضال عنيد أمام هذه الخطط التي تهدف إلى ضرب الجماهير العربية ومنعها من المطالبة بحقوقها".

وأشار إلى أننا كرؤساء سلطات محلية علمنا أن هناك نية لتقليص الميزانية المخصصة للعرب في وزارة النقب والجليل بـ30%، ومن يقف على رأس هذه الوزارة شخص من نفس حزب بن غفير، ناهيك عن خطط أخرى للمساس في الميزانية المخصصة للبلدات العربية، وهذا يعني أن هناك خططا عديدة لهذا الوزير وحزبه للمساس بالمجتمع العربي.

وختم نصار بالقول إن "اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية عقدت، مؤخرا، مؤتمرا وأبرقت رسالة إلى رئيس الحكومة وطلبنا بعقد جلسة معه، إلا أنه لم يتكلف بالرد وهذا يعني أنه يتماهى مع سياسة بن غفير، وفي أعقاب ذلك توجهنا إلى سلطة الحكم المحلي وطلبنا منه التدخل وإبراق رسالة دعم لمواقفنا".

بروفيسور محمود يزبك

وقال بروفيسور محمود يزبك، لـ"عرب 48"، إن "شخصية بن غفير وبرنامجه السياسي مبنية على سياسة عنصرية واضحة من أيام ’كهانا’ وهو يريد افتعال صدام مع الأقلية العربية في الداخل وليس فقط في الضفة الغربية والمناطق المحتلة عام 1967".

وتابع "على هذا الأساس يقوم بتسويق نفسه على أنه قوة تدافع عن ’الصهيونية اليهودية’ حسب المفهوم الكاهاني، واليوم بن غفير يطبق هذا المفهوم الكاهاني على الأرض بعد أن جاءت الفرصة التي تسمح له تطبيق الفكر الكاهاني على الأرض، ولذلك يتوعد الأقلية العربية بقوة عسكرية فوق القانون، وهذه القوة تكون مركبة من مركبين أساسيين؛ متطوعون يحملون السلاح ويُمنحون الحق في إطلاق النار واستخدام السلاح ضد المواطنين العرب، وإلى جانبه قوات متطوعة مؤمنة بالبرنامج الكاهاني ‘الحرس الوطني‘ وكل من يشارك في هذه المليشيات من الواضح له أنه سيفعل شيئا ضد المواطنين العرب، لذلك عندما يتوعد بن غفير بما يسمى ‘حارس الأسوار 2‘ فهو يعني أنه سيقوم بعمليات مبرمجة وممنهجة ضد المواطنين العرب والفلسطينيين، ومنها اقتحام المسجد الأقصى في مواعيد حساسة وأقربها رمضان القادم، ولكَ أن تتخيل اقتحام كهذا في رمضان إلى ماذا يمكن أن يؤدي؟ هذا الاستفزاز يمكن أن يشعل المنطقة بأسرها، ولا ننسى تصريحاته بعد يوم واحد من لقاء نتنياهو بالعاهل الأردني في عمان والتأكيد على المحافظة على الوضع القائم في الأقصى وهذا لا يتوافق مع فكر بن غفير وأتباعه".

الماحمي شحدة بن بري

وقال المحامي شحدة بن بري، لـ"عرب 48"، إن "ما يقوم به هذا الوزير العنصري الفاشي فاق كل حد، إذ يريد تجنيد وعسكرة كل المجتمع الإسرائيلي، وليس فقط عسكرة بمفهوم الجيش وتنفيذ المزيد من المجازر في الضفة الغربية، وإنما عسكرة الجمهور الإسرائيلي تجاه عرب المثلث، والنقب والجليل وكل مكان، وهو يريد تحويل مجتمع كامل إلى مجموعة مسلحة تحارب شعبا آمنا أعزلا تحت ذرائع كثيرة منها تهديد أمن وسلامة الأمن الإسرائيلي أو ‘الحوكمة‘ وغيرها من المسميات المختلفة".

وأشار إلى أن هذه الحكومة الفاشية هي الأكثر عنصرية منذ قيام الدولة وتحولت عمليا إلى ذراع إرهاب بيد الجهات اليمينية المتطرفة سواء المستوطنة في الضفة الغربية أو هنا في البلاد، ولذلك نحن نرى بهذه الوحدات الجديدة من الكتائب أيا كانت التسميات نراها كتائب فاشية عسكرية وجدت لقمع الجماهير العربية لانتزاع حقها في العيش بسلام، وأعتقد أن الشعب الذي صمد في النكبة والحكم العسكري قادر على أن يصمد في وجه هذه المحاولات الفاشية من بن غفير وأعوانه، على أن يستمر شعبنا في العيش وينتصر بنهاية المطاف لأنه شعب يحمل قضية عادلة ولا يمكن للباطل أن ينتصر حتى وإن فاز في مرحلة معينة في ظل الظلام الدامس".

التعليقات