احتجاجات في المجتمع العربي على جريمة إعدام الشهيد العصيبي

وقفات احتجاجية تنظم في عدة بلدات عربية في مناطق الـ48، احتجاجا على جريمة الإعدام الميدانية التي نفذتها قوات الاحتلال في المسجد الأقصى، بحق الشاب محمد العصيبي (26 عاما) من بلدة حورة في النقب.

احتجاجات في المجتمع العربي على جريمة إعدام الشهيد العصيبي

من المظاهرة في حيفا ("عرب 48")

انطلقت مساء اليوم، الأحد، وقفات احتجاجية في المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني، على جريمة إعدام الشهيد محمد العصيبي (26 عاما) من بلدة حورة في النقب، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، عند باب السلسلة، أحد أبواب المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة.

جاء ذلك بالتزامن مع تشييع جثمان الشهيد العصيبي، ومواراة جثمانه الثرى في مقبرة "السقاطي" بالقرب من مفرق شوكت في النقب، بمشاركة جماهير حاشدة، في موكب انطلق من بلدة حورة، بعد تحرير جثمان الشهيد من معهد الطب العدلي (أبو كبير).

ونظمت الاحتجاجات في مدينة حيفا ومدينة أم الفحم ومدينة سخنين ومدينة الطيبة وبلدة مجد الكروم وعند مفرق نحف ومفرق البعينة نجيدات، ورفع المشاركون خلالها صور الشهيد العصيبي وصور المسجد الأقصى، وشعارات منددة بجرائم الاحتلال الرامية لردع الفلسطينيين ودفعم إلى الامتناع عن التوافد للأقصى خلال شهر رمضان الذي يتزامن مع "الفصح" اليهودي.

وقمعت الشرطة الإسرائيلية، مساء اليوم، المحتجين في حي الألمانية عند "ساحة الأسير" في حيفا، على جريمة إعدام الشهيد العصيبي. واعتدى عناصر الشرطة عن المتظاهرين الذين رفعوا العلم الفلسطيني ولافتات تندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي.

واعتقلت الشرطة أربعة محتجين على الأقل خلال قمع التظاهرة في حيفا، فيما حاول المتظاهرون إغلاق شارع "بن غوريون" احتجاجا على جرائم الاحتلال وجريمة إعدام الشهيد العصيبي. ورفع المشاركون لافتات كتب عليها شعارات منددة بالجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

وأصيبت الناشطة سهير بدارنة من جراء اعتداء شرطة الاحتلال، وتم نقلها لتلقي العلاج الطبي اللازم، بحسب ما أفادت مراسلة "عرب 48"، إيناس مريح.

وقال سهيل أسعد لـ"عرب 48"، إن "جريمة قتل الطبيب الفلسطيني محمد العصيبي، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وهي فاتحة لسلسلة من الجرائم التي تقودها حكومة مجرمة تنتهج التصعيد، بالتزامن مع تغييرات على المستوى الشعبي والجماهيري في المجتمع اليهودي. وقفتنا اليوم مميزة كتميز حيفا، وقد اجتمعنا اليوم رجالا ونساءً، ومن مختلف الفئات العمرية... على رفض التوجهات العنصرية للحكومة اليمنية العنصرية الجديدة".

وقدمت الفنانة رنا بشارة عرضا فنيا تجريديا، ينتقد جرائم الاحتلال الإسرائيلي. وقالت لـ"عرب 48": "للمرة السابعة أحمل الكفن ذاته، وهذه الطبقة السابعة من الدم الرمزي لشعبنا الفلسطيني، حيث ننام ونستيقظ على مجزرة جديدة، وأول من أمس سقط الشهيد السادس والتسعين لهذا العام، ونحن في الثلث الأول من العام 2023. نحن نعيش مع عصابات مجرمة ممثلة في الحكومة الإسرائيلية كعصابة بن غفير، والتي كان إجرامها بحق الأقصى والشعب الفلسطيني، أشد وضوحا من سابقاتها".

وأضافت: "جريمة قتل الطبيب محمد، كانت مؤلمة لنا جميعا، وكل ذنبه وجريمته أن اعتكف بالمسجد الأقصى، في عاصمة فلسطين القدس، المدينة المقدسة بالنسبة لنا جميعا، مسلمين ومسيحيين"

وأغلق المتظاهرون في أم الفحم شارع وادي عارة (65) لأداء صلاة الغائب على روح الشهيد العصيبي، علما بأن التظاهرة انطلقت من ساحة البلدية في المدينة سيرا على الأقدام إلى الشارع الرئيسي، وتعالت أصوات المشاركين بالهتافات، من ضمنها: "بالروح بالدم نفديك يا شهيد".

كما رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية بالإضافة إلى شعارات مناهظة لسياسات جهاز شرطة الاحتلال التي يتبعها ضد الفلسطينيين في الداخل، وما وصفوه "بجريمة الإعدام الميدانية" التي أودت بحياة الشهيد العصيبي. وردد المتظاهرون الشعارات المناصرة للمسجد الأقصى والقدس المحتلة.

وعند مفرق نحف، رفع المشاركون اللافتات التي تؤكد على عروبة المسجد الأقصى والمنددة بجرائم الاحتلال والإعدام الميداني للشهيد العصيبي، إذ كتب على بعض اللافتات: "جسد الطبيب العصيبي مساحة مقدسة"، "عصابات الإجرام = شرطة الإجرام"، "القدس عربية"، "دم الشهيد العصيبي لن يذهب سدى".

وعلى مفرق البعينة نجيدات، استنكر المتظاهرون جريمة الشرطة بحق الشهيد العصيبي، ورفعوا لافتات كتب على بعضها: "لن نترك الأقصى وحيدا"، "لست مخربا.. أريد الصلاة"، "إعدام ميداني... قتل بدم بارد"، "أنتم الإرهابيون وليس المصلون"، "الأقصى للمسلمين وليس لأوباش المستوطنين".

وفي مجد الكروم، رفع المشاركون لافتات كتب على بعضها: "العصيبي.. شهيد القدس والأقصى"، "لن ترهبنا شرطة بن غفير"، "الخزي والعار لشرطة وجيش الاحتلال"، وندد المتظاهرون بجريمة الإعدام الميداني بحق الطبيبي الشاب، الشهيد العصيبي.

وفي سخنين، رفع المشاركون شعارات التي تؤكد وحدة الشعب الفلسطيني والمنددة بجرائم الاحتلال، إذ كتب على بعض اللافتات: "النقب ليس وحيدا"، "شرطة إجرام"، "كفى لقتل الأبرياء"، "شعبنا عصي على الكسر".

وفي الطيبة، استنكر المتظاهرون جريمة الشرطة بحق الشهيد العصيبي، ورفعوا لافتات كتب على بعضها: "الاحتلال هو الإرهاب"، "قتل بدم بارد"، "الدم العربي مش رخيص"، "كل الخزي والعار لحكومة المجرمين".

شرطة الاحتلال تزعم: آثار الحمض النووي للشهيد العصيبي على مسدس أحد عناصرها

وفي بيان صدر عنها مساء اليوم، ادعت الشرطة أنه تم العثور على بقايا الحمض النووي للشهيد العصيبي على مسدس أحد عناصرها في موقع جريمة الإعدام الميداني الذي نفذ بحقه عند باب السلسة في القدس المحتلة، ووفق مزاعم الشرطة فإن الحمض النووي للشهيد وجد على أخمص وهيكل المسدس (المقبض وأجزاء الحركة).

وقالت الشرطة إن هذه النتائج خلص إليها معهد الطب الجنائي، وكررت شرطة الاحتلال مزاعمها بأن الشهيد حاول انتزاع المسدس من أحد عنصارها واستهداف "شرطيات في المكان"، وادعت أن عناصرها استهدفوا الشهيد لأنهم كانوا "في مواجهة خطر حقيقي على حياتهم".

وكانت شرطة الاحتلال قد زعمت أن جريمة إعادم الطبيب الشاب العصيبي بالحرم القدسي لم يتم توثيقها بالكاميرات، علما بأنه تم إحصاء 7 كاميرات مراقبة على الأقل في مكان استشهاد العصيبي في منطقة باب السلسلة، بالإضافة إلى كاميرات المراقبة المثبتة في زي عناصر الأمن.

في سياق متصل، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول كبير في الشرطة الإسرائيلية أنه "من غير المنطقي عدم وجود توثيق للحادث". وأضاف "ليس حقيقي عدم وجود كاميرات في باب السلسلة". فيما صرّح قائد شرطة الاحتلال السابق في القدس، يائير يتسحاكي، بالقول: "لا أصدق أنه لا يوجد كاميرات مراقبة وثّقت الحادث، أنا بنفسي نصبت كاميرات في المنطقة خلال فترة عملي".

التعليقات