مجدل شمس: حراك ضد مخطط يستهدف أراضي بمئات الدونمات للأزواج الشابة

رامز رباح: "سنواصل خطواتنا الاحتجاجية حتى يتراجعوا عن المخطط، فهذا حلم شبابنا وأولادنا وكيف لهم أن يسرقوا هذا الحلم؟".

مجدل شمس: حراك ضد مخطط يستهدف أراضي بمئات الدونمات للأزواج الشابة

جانب من الاحتجاج في هضبة الجولان السوري المحتل

تشهد بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان السوري المحتل حراكا ونضالا ضد مخطط يستهدف مصادرة ما تبقى من الأراضي المعدة للأزواج الشابة.

وفي وقت سابق من اليوم، الأحد، تظاهر العشرات من أبناء مجدل شمس أمام بناية المجلس المحلي ضد الخارطة الهيكلية الجديدة، والتي تصادر مئات الدونمات من أراضي وقف القرية لصالح "دائرة أملاك الغائبين" الإسرائيلية بادعاء أنها "أراض للدولة"، والتي هي في الأساس مملوكة للسكان منذ مئات السنين.

وتوجه المتظاهرون من مجدل شمس نحو مسعدة للتظاهر أيضا أمام مكاتب لجنة التنظيم والبناء الإسرائيلية، والاعتراض على قرار المجحف.

وقال الناشط الاجتماعي، رامز رباح، من مجدل شمس لـ"عرب 48" إنه "لا سبيل للجنة التنظيم والبناء سوى التراجع عن مخططها لمصادرة مئات الدونمات من أراضي القرية في الجولان المحتل".

وأكد أن "نضالات أهالي الجولان السابقة ضد مصادرة الأراضي وضد مشروع عنفات الرياح، قد جعلتهم يجرّون أذيال الهزيمة ويتراجعون عن مخططاتهم التي استهدفت أراضي أهالي الجولان".

الناشط رامز رباح

وأشار إلى أنه "منذ حوالي 20 عاما تعمل لجنة الوقف المؤلفة من المشايخ والشباب على تقسيم وتركيز الأراضي التي هي بملكية أهالي مجدل شمس، إذ سيحصل كل شاب على مساحة 400 متر مربع لضمان مستقبله، وقد تفاجئنا يوم الجمعة حين كنا في الخلوة بخارطة جديدة للأرض أعدتها لجنة التنظيم يظهر فيها أن الأراضي التي نحن بصدد توزيعها على شبابنا قد صودرت (حسب الخارطة)، لكن الأغرب من ذلك هو أنهم يرغبون بنقلها إلى سلطة حماية الطبيعة".

وشدد رباح على أن "المشايخ والشباب عارضوا هذا الأمر واستنهضوا الهمم وقرروا القيام بخطوات احتجاجية ضد المصادرة المجحفة والمؤلمة، وهو ما قمنا به اليوم بوقفتين احتجاجيتين الأولى أمام المجلس المحلي في مجدل شمس والأخرى أمام لجنة التخطيط والبناء في مسعدة".

وتابع أن "رئيس المجلس المحلي خرج إلى المتظاهرين وعبر عن تأييده لهم ودعمه لخطواتهم، لكن بالنسبة لتغيير الخارطة فلا حول له ولا قوة، علمًا أنه كانت لدينا سوابق مع لجنة التنظيم في المنطقة الجنوبية التي أرادت تحويلها قبل ذلك إلى سلطة حماية الطبيعة لكن حين قمنا بالتصدي للخطوة تراجعوا عن قرارهم".

وأضاف رباح أنه "هذه المرة عليهم أن يفهموا أن ليس لدى شبابنا أراض بديلة عن تلك التي يعتزمون مصادرتها، لذلك فلا توجد لدينا وسيلة أخرى سوى النضال السلمي والتصدي لهذا المخطط، وسنواصل خطواتنا الاحتجاجية حتى يتراجعوا عن المخطط، فهذا حلم شبابنا وأولادنا وكيف لهم أن يسرقوا هذا الحلم؟ فالشاب الذي لا توجد أمامه إمكانية بناء مستقبله على أرضه قد يضطر للهجرة والرحيل وهذا ما يريدونه لكننا لا نريده نحن".

وبيّن "نحن نعاني من ضائقة سكنية ولا نستطيع التوسع باتجاه الشرق بسبب الشريط الحدودي، ولا يوجد لدينا سبيل للتوسع سوى باتجاه أرض الجبل التي نتحدث عنها والمهددة بالمصادرة، إذ أن الحديث يدور عن مئات الدونمات وبحساب بسيط عبارة عن قسائم بمساحة 400 متر منحناها إلى 750 من شبابنا المقبلين على الزواج".

ولفت إلى أنه "من المتوقع أن تعقد لجنة الوقف والمجلس المحلي من اجتماعا غدا مع المسؤولين في لجنة التخطيط والبناء، وسنستعرض أمامها الواقع الذي يظهر بشكل واضح عدم وجود إمكانية أخرى للتوسع والبناء وضمان مستقبل أبناء القرية إلا في تلك المنطقة".

وختم رباح بالقول "فيما لو أصرت لجنة التنظيم على موقفها فإننا سنباشر البناء على الأرض التي هي ملك لنا، وسنعطي فرصة للحوار والوساطة لكن في النهاية سنبني على الأرض وسنصعد خطواتنا الاحتجاجية، إذ كانت لدينا تجارب في الماضي حين أرادوا مصادرة الأراضي لمشروع المراوح (عنفات الرياح) التي فشلت فيها التفاهمات والمحاكم، لكننا وقفنا وقفة شعبية وتصدينا بكل قوة وثبات ووقفنا وقفة بطولية ضد المشروع ونجحنا في اقتلاعه من جذوره، وهذه المرة أنا واثق بأنهم سيتراجعون عن مخططهم لأننا لن نتراجع وإذا استمروا في عنادهم سنعرف كيف نتصرف وكيف نحمي أرضنا".

التعليقات