"يوم استقلالهم يوم نكبتنا": مسيرات ولقاءات في قرى مهجرة اليوم

نظم عدد من أهالي القرى المهجرة في منطقة الجليل، شمالي البلاد، اليوم الأربعاء، فعاليات ونشاطات في قراهم التي هُجرّوا منها في عام النكبة 1948، بينها حطين وميعار والدامون والغابسية.

الدامون، اليوم (تصوير خالد بشير)

نظمت هيئات وحراكات فلسطينية إلى جانب عدد من الفلسطينيين المهجرين من قراهم والذين بقوا في أراضي 48 مسيرات وفعاليات في عدة قرى مهجرة في البلاد، اليوم الأربعاء.

وزار عدد من أهالي القرى المهجرة في منطقة الجليل، شمالي البلاد، قراهم التي هُجرّوا منها في عام النكبة 1948، بينها حطين وميعار والدامون والغابسية، ونظموا فعاليات وطنية مؤكدين تشبثهم بحقهم وأرضهم، وارتدوا الكوفيات الوطنية ورفعوا الأعلام الفلسطينية.

حطين: عودة الحياة إلى مسجدها في يوم النكبة

أفاد مراسل "عرب 48"، عمر دلاشة، إن أهالي قرية حطين المهجرة واجهوا، صباح اليوم الأربعاء، في الذكرى الـ75 للنكبة، واقعا حزينا بعد تجفيف نبع القسطل بالقرب من جامع صلاح الدين الأيوبي التاريخي إثر توسعة مقام النبي شعيب القريب، ولا زال الجامع شامخا وشاهدا على المكان، وكان نبع القسطل يزوّد المسجد بالماء منذ أن بُني في حقبة صلاح الدين الأيوبي، كما كروم وبساتين حطين بالمياه العذبة.

وشهدت البلدة، اليوم، حضور عشرات الزوار من أبناء حطين والقرى المجاورة لحطين، في مشهد أعاد الحياة للبلدة وأشجارها.

وقال أمين سعدي، أكبر مسن من مواليد قرية حطين ويعيش في قرية دير حنا، لـ"عرب 48": "كان ذلك هوان وجهل عاشه الأجداد، والله عندما كنت صغيرا وأقرأ الآية الكريمة (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) كنت أعتقد أن المقصود في هذه الآية الكريمة بلدتي حطين، لجمال بساتينها وكثرة ثمارها وينابيعها العديدة، ولا زلت أذكر ذلك المشهد من كبار السن يجلسون حول مياه القسطل في حر الصيف ويتعمون بمياه القسطل الباردة، وهو مشهد لم يتكرر أمامي إلا في حطين، لنا هنا أراضي بمساحات شاسعة، ولكنها تغتصب أمام أعيننا وليس لنا أي حيلة وكلنا ينتظر الفرج".

وقالت الحاجة سهام فالح شبايطة، لـ"عرب 48" إنه "ولدت هنا في بيت والدي عام 1941، أذكر بساتين والدي جنوب مسجد حطين التاريخي، والتي دمرت أثناء التطوير، وكذلك هدم القسطل، وبيت جدي".

وأضافت أنه "أذكر قوافل التجارة من عرابة وقرى المنطقة وهي تصل إلى جامع حطين، كانوا يغتسلون هنا ويسقون مواشيهم من نبع القسطل ثم يواصلون لبيع منتجاتهم في طبرية، لكنهم جففوا نبع القسطل ولم يعد موجودا".

وفي السياق، أتمت لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين كافة الاستعدادات لإحياء الذكرى 75 للنكبة، إذ تنظم اليوم، الأربعاء، مسيرة العودة الـ26 إلى قرية اللّجون المهجرة، قضاء مدينة حيفا، وذلك تحت شعار "يوم استقلالهم يوم نكبتنا".

وقال مهجرون فلسطينيون إنه عندما نقول "يوم استقلالهم يوم نكبتنا" نقصد بناء كيانهم الاستعماري الاستيطاني على أنقاض شعبنا الفلسطيني، الذي ما زال ينازع بعد 75 عاما على النكبة وفي مختلف المواقع، على وجوده الوطني، في وجه محاولات الإبادة المتواصلة المتمثلة بالحصار والإخضاع وتقطيع الأوصال.

التعليقات