"مدى الكرمل" يعقد مؤتمره السنوي السابع: "العلاقات بين الفلسطينيين في فلسطين التاريخية"

قدم د. مصطفى محاضرة حول أنماط وشكل ومعنى العلاقات بين الفلسطينيين في فلسطين التاريخية، وأبرز الأحداث التي لعبت دورا مهما حملت الكثير من المعاني لفشل سياسة التجزئة بين الجانبين

جانب من الحضور في المؤتمر (عرب 48)

عقد مركز "مدى الكرمل" مؤتمره السنوي السابع للعام 2023، اليوم السبت، تحت عنوان "العلاقات بين الفلسطينيين في فلسطين التاريخية: ديناميات اجتماعية واقتصادية وسياسية، وذلك بمشاركة عدد من المحاضرين والمؤرخين والخبراء الفلسطينيين ولفيف من الحضور.

وعقد المؤتمر في إحدى قاعات فندق "رمادا اوليفييه" بمدينة الناصرة، وتخلل ذلك استقبال وتسجيل وكلمات ترحيبية بدأها مدير عام مركز "مدى الكرمل"، د. مهند مصطفى، والمؤرخ د. جوني منصور، الذي قال إن الواقع المركب للفلسطينيين مثير للاهتمام ويستدعي إجراء مثل هذه الدراسات، في ظل سعي المشروع الصهيوني إلى طرد وترحيل الفلسطينيين بعد انتهج سياسة تمزيقهم من الداخل.

وقدم د. مصطفى محاضرة حول أنماط وشكل ومعنى العلاقات بين الفلسطينيين في فلسطين التاريخية، وأبرز الأحداث التي لعبت دورا مهما حملت الكثير من المعاني لفشل سياسة التجزئة بين الجانبين وأهمها أحداث هبة القدس والأقصى عام 2000 وهبة الكرامة عام 2021.

د. مهند مصطفى

وأضاف أن "المعارك الأخيرة والحملات العسكرية التي شنها الاحتلال على غزة إنما جاءت لكسر ما سمي بـ"توحيد الساحات" أو "توحيد الجبهات"، بعد أن أدخلت هبة الكرامة المحتل في صدمة".

واستعرض المحاضر في مجالي التربية وعلم النفس، د. سامي محاجنة، نتائج استطلاع "مدى الكرمل"، تحت عنوان "علاقات على الأطراف: قراءة في استطلاع طبيعة العلاقات بين فئتي المجتمع الفلسطيني على طرفي الخط الأخضر"، ويشير الاستطلاع إلى أن 24 ألف سيارة لفلسطينيين من مناطق الـ48 تعبر من حاجز الجلمة إلى مدينة جنين كل نهاية أسبوع، وهو ما يشكل دخلا كبيرا يقدر بنحو 3 ملايين دولار للاقتصاد الفلسطيني، ويشكل المستهلك العربي من مناطق الـ48، 85% من القوة الشرائية في جنين.

د. سامي محاجنة

وشمل البحث وتيرة الزيارات إلى مناطق السلطة الفلسطينية، معتمدا ثلاثة محاور أساسية هي: وتيرة الزيارات، ومواقف تجاه تعزيز العلاقات، وكيف يرون مكانتهم السياسية والاجتماعية. وتطرق إلى أحداث بارزة كانت كفيلة بهندسة العلاقات بين الجانبين ابتداء من النكبة، مرورا بنكسة حزيران واتفاقية أوسلو والانتفاضة الثانية التي انتهت ببناء الجدار الفاصل عام 2003.

وكشف الاستطلاع الذي ضم عينة من 500 شخص أن نحو 80% من المواطنين العرب يزورون مدن وبلدات الضفة الغربية لغايات وحاجات مختلفة منها التجارة والتعليم والسياحة والاستجمام بالإضافة إلى التواصل الثقافي.

د. إمطانس شحادة

وأدار الجلسة الأولى للمؤتمر مدير وحدة السياسات في "مدى الكرمل، د. إمطانس شحادة، وشاركت في الجلسة مديرة برنامج الدراسات النسوية في "مدى الكرمل"، د. عرين هواري، التي عرضت استطلاعا ميدانيا عن العلاقة التجارية بين الفلسطينيين من مناطق الـ48 ومن جنين، ثم كانت محاضرة عبر تطبيق "زووم" لد. رابح مرار وهو مدير في معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني "ماس" في رام الله وعرض هو الآخر بحثا حول آفاق التعاون والتكامل الاقتصادي الفلسطيني عبر الخط الأخضر، وقدم محاضرة حول حجم التبادل التجاري والمواد الخام والمنتجات الفلسطينية التي تسوق في مناطق الـ48، والتحديات والعوائق التي تقف أمام المنتجين والمستوردين واهمها معيقات تتعلق بالاحتلال والحصول على التراخيص اللازمة.

د. عرين هواري

وقدم طالب الماجستير في علم الاجتماع بجامعة "كوليدج دبلين" في إيرلندا، محمد قعدان، محاضرة حول "الحكم العسكري والتهريب وصنع الحد: تبعثر العلاقات الفلسطينية وترميمها على خط الهدنة"، تحدث فيها عن العلاقات التجارية بين بين الدول العربية والفلسطينيين في الداخل منذ النكبة. واستخدم عبارة تهريب بالمفهوم الاحتلالي، وهي علاقات تجارية طبيعية وشرعية بين الأشقاء العرب.

وعقب د. يوسف عواودة وهو محاضر سابق في جامعة النجاح ورئيس مجلس كفركنا المحلي سابقا، على المحاضرتين.

د. إسلام أبو أسعد

وكان عنوان الجلسة الثالثة للمؤتمر "العلاقات الاجتماعية – مقاربات تربوية ونسوية"، وقد أدارت الجلسة د. هوازن يونس وهي محاضرة في الكلية الأكاديمية نتانيا وكلية "أونو" ومركز الدراسات الأكاديمي "روبين"، وتحدثت خلال الجلسة د. إسلام أبو أسعد وهي باحثة في مجال علم الاجتماع التربوي عن تصورات وتطبيقات التربويين لسياسات التقويم والاحتواء تجاه التلاميذ الفلسطينيين من الضفة الغربية في المدارس العربية في إسرائيل.

هيلانا إغبارية

وقدمت د. سهاد ظاهر ناشف وهي محاضرة في علم اجتماع الصحة في كلية الطب في جامعة "كيل" ببريطانيا، محاضرة عبر تطبيق "زووم" تحت عنوان "رحلة جبلية، رحلة صعبة: التجربة المعاشة للنساء الفلسطينيات من المناطق المحتلة عام 1967 المتزوجات والمقيمات داخل الخط الأخضر، وقد عقبت على المحاضرتين الناشطة الاجتماعية هيلانا إغبارية وهي مديرة مكتب الخدمات الاجتماعية في بلدية ام الفحم.

وفي ختام المؤتمر جرى توزيع المنح الدراسية على طالبات الدكتوراة، من مركز "مدى الكرمل".

التعليقات