حيفا: وقفة احتجاجيّة ضد اقتحامات يهود متطرّفين لكنيسة ودير مار إلياس

أكّد الأب سيمون خوري في حديث لـ"عرب 48"، "رفضه للسياسات الممنهجة، الرامية لتدنيس مقدساتنا... منذ فترة ليست بالبعيدة، تم الاعتداء على كنيسة في طبرية، من قبل المتدينين اليهود، باعترافهم هم أنفسهم، واليوم هنا في الكنيسة".

حيفا: وقفة احتجاجيّة ضد اقتحامات يهود متطرّفين لكنيسة ودير مار إلياس

من أمام الكنيسة والدير ("عرب 48")

شارك العشرات، مساء الأحد، في وقفة احتجاجية أمام دير وكنيسة مار إلياس في حيفا، تحت شعار؛ "معًا موحّدون ضد الانتهاكات العنصرية، ومعًا نحمي أوقافنا"، وذلك ضدّ اقتحامات من قبل مجموعة من اليهود المتطرّفين للكنيسة والدير منذ نحو عشرة أيام، حيث شرعوا بأداء طقوس الصلاة الخاصة باليهود أمام باب الكنيسة، أو داخل مغارة مار إلياس في كنيسة سيدة الكرمل، لزعمهم وجود قبر لأحد الحاخامات اليهود تحت الدير.

وأكّد الأب سيمون خوري في حديث لـ"عرب 48"، "رفضه للسياسات الممنهجة، الرامية لتدنيس مقدساتنا... منذ فترة ليست بالبعيدة، تم الاعتداء على كنيسة في طبرية، من قبل المتدينين اليهود، باعترافهم هم أنفسهم، وتم البصق على الراهبات والرهبان في القدس، واليوم هنا في كنيسة مار إلياس".

وأضاف خوري أن "هذه الدولة عنصرية ضد كل ما هو عربي، ولا تميز بين مسلم ومسيحي، فهي التي اعتدت على مقدساتنا جميعا بما فيها المسجد الأقصى الذي دنسته في أقدس شهور السنة، ألا وهو شهر رمضان المبارك، ونحن في هذه البلاد أخوة، المسيحيون والمسلمون، وقضيتنا واحدة ومصيرنا واحد، ويجب أن نبقى يدا، واحدة لمواجهة هذه المخططات الساعية لاستئصالنا من جذورنا، ويد الله مع الجماعة، ولا يمكن لأحد أن يهزمنا ما دمنا يدا واحدة".

من أمام الكنيسة والدير ("عرب 48")

وقال الشيخ رائد صلاح لـ"عرب 48": "وقفتنا اليوم هي من ضمن المسيرة التي عاهدنا أنفسنا عليها، وهي مسيرة إفشاء السلام ولا يمكن للسلام أن ينتشر ويعم، إلا إذا نعمت المقدسات الإسلامية والمسيحية بالسلام، والقيادات الدينية الإسلامية والمسيحية والدرزية هي التي تسعى إلى إفشاء السلام، وهي رسالة المساجد والكنائس والخلوات، فإذا ما تم الاعتداء على أي من هذه المقدسات فهو اعتداء على مسيرة إفشاء السلام، والكيد لمجتمعنا، ومحاولة زعزعة استقراره، والنيل من أمنه وأمانه".

وذكر أن "حرية العبادة حقّ مصون في كل الشرائع الدينية والقوانين الدولية، والاعتداء على دور العبادة أو الانتقاص من هذا الحق، ليس تجاوزا للخطوط الحمراء فحسب، بل إنه تجاوز لكل القيم والأعراف الدينية والدولية، ونحن مجمعون على ضرورة حماية المقدسات من كل اعتداء، وهذه رسالة الأنبياء جميعا، بدءا من نبي الله آدم وانتهاءً برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ومقدساتنا فوق كل خلاف واختلاف، بل هي محلّ إجماع للحفاظ عليها".

بدورها، قالت الناشطة نسرين شحادة من حيفا لـ"عرب 48"، إن "رسالة أهل حيفا واضحة وبسيطة، وهي موجهة لقطعان المستوطنين، واليهود المتدينين، بأن لا تحاولوا الادعاء بوجود قبر يهودي، أو أي معالم دينية داخل كنيسة مار إلياس، فمار إلياس مسيحية وستبقى مسيحية، ومحاولاتكم التي باءت بالفشل في يافا واللد، وما تزال مستمرة في القدس، ستمنى جميعها بالفشل، أمام وحدتنا ووقوفنا في وجه مخططاتكم الرامية لتهويد مدينة حيفا. وأقول للشرطة إن عليها الدفاع عن مقدساتنا، ومنع المستوطنين من الاعتداء عليها وتدنيسها، وعليهم الوقوف إلى جانب أصحاب الحق، لا الوقوف إلى جانب المعتدين الذين يحاولون تهويد حيفا، فنحن متحدون كعرب فلسطينيين مسيحيين ومسلمين في وجه أي اعتداء يطال أي مسجد وأي كنيسة، فارفعوا أيديكم عن مديتنا كي تنعم بالأمن والسلام".

أمام الكنيسة والدير ("عرب 48")

وقال الناشط هشام عبدو: "نحن أبناء شعب واحد، ولا يفرقنا دين أو معتقد، وجئنا إلى هنا لنقف صفا واحدا ضد محاولات المستوطنين الرامية إلى الاستيلاء على هذا الدير الذي يرتبط وجوده بتاريخ الوجود العربي الفلسطيني، وهذا الوطن هو لنا ولا وطن لنا سواه، ووقفتنا اليوم ليست لحماية الكنيسة فحسب بل لحماية الجامع الأبيض المستهدف من خلال المخططات الاستيطانية، التي بدأت منذ ما قبل النكبة وتستمر إلى هذا اليوم".

وأضاف: "إن هذا التكاتف والتعاضد واللحمة الوطنية التي نراها اليوم لحماية هذا الدير، إنما تنم عن أخلاقنا، ووحدتنا الوطنية... هذه الوقفة تشكل حماية لكل المقدسات الإسلامية والمسيحية، وليضع هؤلاء المستوطنين أنفسهم مكاننا، هل يرضون أن نقتحم كنيسهم في الهدار لممارسة الصلوات الإسلامية والمسيحية؟ من المؤكد لا، فسيتم التهجم علينا ونعتنا بالمعتدين، فكيف يقبلون علينا مالا يقبلونه على أنفسهم؟ أنا علماني ولكنني مع حرية العبادة لكل المواطنين بدون استفزاز أو هجوم أو تدنيس من أي كان، كما يحدث الآن في هذه الكنيسة".

من جانبه، أعرب مدير مؤسسة "بيت النعمة"، جمال شحادة من حيفا عن رفضه للتعرض لمكانة المقدسات في حيفا، قائلا: "أنا متواجد هنا كوني ابن مدينة حيفا، وترعرعت مع تاريخ هذا الدير، ووجوده كمعلم تاريخي ديني وصرح شامخ، ورسالتي من وقفتي الاحتجاجية اليوم مفادها أنني لن أسمح بالتدخل الصارخ في إيمان شعب حيفا، أو التعرض لمكانة مقدساته، ومحاولة تغيير الأمر الواقع بالقوة، وعلى الرغم من أننا نرحب بأي شخص في حيفا مهما كان مذهبه ومعتقده، إلا أننا في الوقت ذاته نرفض أي عملية استفزازية، أو أي اعتداء من شأنه زعزعة الوحدة الوطنية والتعايش المشترك بين أبناء الوطن الواحد، وسندافع عنهما، بكل ما أوتينا من قوة وعزيمة".

("عرب 48")

التعليقات