الملاحقة السياسية في ظل الحرب على غزة: 4 لوائح اتهام جديدة بزعم "التحريض على الإرهاب"

النيابة العامة تمضي بإجراءاتها المسرعة لملاحقة ناشطين عرب على خلفية منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي ترتبط بالحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، وتقدم لوائح اتهام جديدة ضد أربعة أشخاص، تحمل جميعها نفس المزاعم بـ"التحريض على الإرهاب".

الملاحقة السياسية في ظل الحرب على غزة: 4 لوائح اتهام جديدة بزعم

صورة لما اعتبرته الشرطة الإسرائيلية "مواد تحريضية" (للتوضيح)

أعلنت النيابة العامة الإسرائيلية، اليوم الإثنين، تقديم لوائح اتهام بحق أربعة مواطنين عرب أحدهم من سكان مدينة القدس المحتلة، وذلك في إطار حملة الملاحقة السياسية التي تترافق مع الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ24 على التوالي، ولفتت النيابة إلى أنها كانت قد قدمت لوائح اتهام بحق 34 ناشطا عربيا، ليرتفع بذلك عدد الأشخاص الذين يلاحقهم الاحتلال بانتهاك لحرية التعبير منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري إلى 38 شخصا.

وادعت النيابة العامة، في بيان صدر عنها، أن الأشخاص الذين قدمت ضدهم لوائح اتهام "حرضوا بأفعالهم وكلماتهم على الإرهاب وعبروا عن دعمهم لمنظمات إرهابية"، ويأتي ذلك في ظل أنظمة الطوارئ التي أقرتها السلطات الإسرائيلية وتسمح تمديد فترة احتجاز المعتقلين المشتبه بهم، ومنعهم من لقاء بمحاميهم لمدة قد تصل إلى 90 يومًا.

وقالت النيابة العامة إن المستشارة القضائية للحكومة والمدعي العام الإسرائيلي، صادقا على لوائح الاتهام، مشيرة إلى إنها طالبت المحاكم بتمديد اعتقال المعقلين "حتى انتهاء الإجراءات القانونية". وأوضحت النيابة أن لائحة الاتهام الأولى موجهة ضد الشاب المقدسي محمد شاويش، في العشرينات من عمره، بتهمة "دعم منظمة إرهابية والتحريض على الإرهاب".

وبحسب مزاعم النبابة فإن شاويش متهم بـ"نشر عدد من مقاطع الفيديو يوم اندلاع الحرب والتي أعرب فيها عن تعاطفه وتشجيعه للأعمال الإرهابية وتعبيره عن دعمه لحركة حماس"، وادعت أن أحد المقاطع يظهر "مسلحين في شاحنة يطلقون النار على سيارة شرطة في مدينة سديروت". وقالت إنه أرفق الفيديو بمنشور قال فيه: "اللهم انصر المقاومة في مواجهتها مع الاحتلال".

وقالت النيابة الإسرائيلية إن لائحة الاتهام الثانية قدمتها ضد الشابة أحلام مصاروة من سكان حريش في الأربعينيات من عمرها، بنسب لها مزاعم بـ"التحريض على الإرهاب، إبداء التعاطف مع منظمة إرهابية، وعرقلة الإجراءات القانونية"، وتشمل لائحة الاتهام ادعاءات ضد مصاروة "نشر مضامين تحرض على الإرهاب ودعم حركة حماس على حسابيها على تيك توك على فيسبوك وواتساب، وحاولت لاحقا تعطيل الإجراءات القضائية".

وزعم النيابة أن مصاروة "تواجه اتهامات بنشرها على حسابها على ‘تيك توك‘ الذي يتابعه أكثر من 11 ألف شخص، مقطع فيديو تظهر فيه ابنتها الصغيرة وهي ترتدي قبعة خباز وعلم فلسطين على خدها ونقش كلمة فلسطين على جبهتها. وفي الخلفية يُسمع صوت رجل ينادي باللغة العربية: تقدموا للأمام، فيما أدت الابنة الصغرى التحية العسكرية".

وذكرت النيابة العامة أن لائحة الاتهام الثالثة قدمتها ضد يوسف مرعي (19 عاما) من سكان الفريديس، بزعم "التحريض على الإرهاب وإبداء دعمه لمنظمة إرهابية"، وفي لائحة الاتهام المقدمة ضده تذكر النيابة مزاعم بـ"نشر ‘حالة‘ على تطبيق واتساب الخاص به، لصورة يد تحمل سلاحًا، وفي الخلفية شاحنة بيضاء مع التعليق: سنهدم حصونهم وشرفهم وبيوتهم، إذا لزم الأمر".

وجاء في بيان النيابة الإسرائيلية أن لائحة الاتهام الرابعة قدمت ضد الشابة سجى الأطرش من قرية سعوة في النقب، ووفقا للبيان فإن السلطات الإسرائيلية نسبت للأطرش نفس المزاعم التي نسبتها لسائل المعتقلين بـ"التحريض على الإرهاب والتعبير عن دعم منظمة إرهابية"، وذلك على خلفية منشورات شاركتها على شبكات التواصل الاجتماعي.

وأشارت النيابة إلى إجراءات التحقيق "المسرّعة" في هذه الضايا التي في سياق الملاحقة السياسية وحملة كم الأفواه وانتهاك حق التعبير في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

وأفاد البيان بأن "توجيهات المدعي العام تشدد على فتح تحقيق واعتقال ومحاكمة كل من ينشر مضامين دعم وتضامن مع الفظائع، حتى لو كان الحديث عن منشور واحد، على افتراض أنها خطيرة وترتبط بشكل مباشر بأحداث الفترة الحالية".

وهددت النيابة العام بـ"التحرك بكل الوسائل ضد أي شخص يعرب عن دعمه أو تعاطفه أو مناصرته للأنشطة الإرهابية لمنظمات إرهابية".

التعليقات