تحقيق الشرطة: بثلاث رصاصات من الخلف... عنصر "فرقة الاستنفار" أعدم الدنفيري دون أن يشكل تهديدا

نتائج تحقيق الشرطة تأتي متطابقة مع رواية عائلة الدنفيري ومخالفة لمزاعم الشرطة وعنصر الأمن القاتل؛ عنصر في فرقة الاستنفار في "رتميم" أعدم الفتى العربي من الخلف بثلاثة أعيرة نارية، دون أن يشكل الدنفيري تهديدا إذ كان يحاول الهروب.

تحقيق الشرطة: بثلاث رصاصات من الخلف... عنصر

الضحية جمعة الدنفيري

أكد تحقيق أجرته الشرطة الإسرائيلية أن مقتل الشاب جمعة جميل الدنفيري (17 عاما) من بلدة وادي النعم في منطقة النقب، كان نتيجة جريمة إعدام ميدانية نفذها بحقه عنصر في فرق الاستنفار (الفرق المتأهبة) في كيبوتس "رتميم" مطلع شباط/ فبراير الماضي.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وأظهرت نتائج التحقيق أن القاتل أطلق النار ثلاث مرات على رأس الدنفيري من الخلف، ما أدى إلى مقتله؛ الأمر الذي ينفي رواية القاتل التي حظيت بدعم الشرطة بأنه أطلق النار على الدنفيري بعد أن حاول الأخير مهاجمته بسكين.

وعلى الرغم من نتائج التحقيق الذي أجرته الشرطة، إلا أنه لم يتم القبض على قاتل الدنفيري ولم يتم حتى استدعاؤه للتحقيق، بحسب ما أفادت صحيفة "هآرتس"، مساء اليوم، السبت.

يذكر أن جريمة قتل الدنفيري ارتكبت يوم السبت 3 شباط/ فبراير الماضي، حين اجتاز سياج كيبوتس "رتميم" برفقة شابين آخرين من قرية بئر هداج في النقب، وتم توقفهم بواسطة فرقة الاستنفار في الكيبوتس، قبل أن يقتل الدنفيري برصاص أحد عناصرها.

وفي أعقاب الجريمة، ادعت الشرطة أن الدنفيري طلب من أحد عناصر فرقة الاستنفار الاقتراب منه، ونزع الأصفاد البلاستيكية عن يديه وأخرج سكينًا من جيبه وحينها أحد عناصر الأمن أطلق النار عليه.

في المقابل، أكد الفتيان اللذان كانا برفقة الدنفيري أن صديقهما تعرض لإطلاق النار وهو مقيد اليدين، كما أكدت عائلة الضحية أنه تم إطلاق النار عليه من الخلف من مسافة عدة أمتار، ونفت رواية القاتل بأن ابنهم حاول مهاجمته بسكين.

تتطابقت نتائج تحقيق الشرطة مع رواية عائلة الدنفيري وصديقيه، والتي تفيد بأنه تم إطلاق النار عليه من مسافة أثناء محاولته الفرار، ونفت مزاعم القاتل بأن "الضحية كان بحوزته سكين وحاول طعنه أثناء محاولته الفرار بعد أن فك نفسه من القيد".

وفي حديث سابق لـ"عرب 48"، قال قريب الضحية، سليم الدنفيري، "إننا لا نعلم حتى اللحظة ماذا حدث بالتحديد، وحسب رواية الشرطة الإسرائيلية فإن 3 شبان اقتربوا من السياج الذي يحيط بـ’رتميم’، وقد جرى اعتقالهم واحتجازهم على يد مجموعة من المستوطنين المسلحين، وفي الأثناء تمكن المرحوم من فك قيده وحاول الهرب من المكان".

وأضاف "عندما حاول جمعة الهرب من المكان أطلق مستوطن مسلح النار عليه، وادعى أن المرحوم شكل خطرا على حياته علما أنه قام بإطلاق النار عليه من الخلف، هذا دليل أن جمعة حاول الهرب ولم يشكل خطرا على حياة المستوطن وكان بإمكانه إطلاق النار على رجله أو بالهواء وليس على منطقة الرأس وقتله بهذه الطريقة وبدم بارد".

وبعد الجريمة مباشرة، أعلن وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، أنه يدعم قاتل الدنفيري، وقال: "كل من يتسلل إلى بلدة وبحوزته سكين وبنيته قتل قوات الاستنفار سيكون مصيره القتل. وقد ثبت أن السلاح ينقذ الحياة ومن أجل هذه الحوادث قمنا بإقامة فرق استنفار جديدة في البلاد من أجل توفير الحماية في البلدات".

وأشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن الفتيين اللذين كانا برفقة الدنفيري أفادا بأنهما تعرضا للضغط للاعتراف بأنهم دخلوا الكيبوتس للسرقة، وأكدا أنهم وصلوا إلى سياج الكيبوتس حوالي الساعة الواحدة فجرا، وقفزوا فوقه، وبعد أن مشوا حوالي مئة متر في أحد الحقول، قبض عليهم نحو 20 فردًا من "فرقة الاستنفار".

وأضافا أنه "بعد القبض عليهم رفعوا أيديهم ولم يتحركوا وأخبروا عناصر الأمن أنهم يستسلمون. بعد ذلك، قام عناصر الأمن بوضعهم في منطقة الحقل، وقامت بتفتيشهم وتجريدهم من ملابسهم. وفي هذه المرحلة، قام عناصر فرقة الاستنفار بتقييد أيديهم وربطهم بالأشرطة اللاصقة.

وقال الفتيان، وفقا للرواية التي أوردتها "هآرتس"، إن شحصا بملابس مدنية اقترب من جمعة وسأله: "هل أتيت لسرقة مركبة أو سلاح؟". وردا على ذلك أجاب جمعة بأنه جاء ليشرب الماء، فأطلق عليه الرجل النار ثلاث مرات. وبحسب أقوالهم، بعد إطلاق النار، سأله عناصر فرقة الاستنفار: "لماذا فعلت ذلك؟".

وقال قريب الضحية، سليم الدنفيري، لـ"عرب 48" إن "ما تقوله الشرطة والمستوطن الذي قتل الشاب هي نفس الرواية التي تستخدمها في الضفة لحماية المستوطنين القاتلين، إذ أن استمرار تبني مثل هذه الروايات سيزيد من هذه العمليات ضد أبنائنا وقتلهم بدم بارد، وبالتالي يدعي المستوطنون أن الشباب العرب يشكلون خطرا على حياتهم ويصبح إطلاق الرصاص عليهم وإعدامهم سهل، فيما يتم إطلاق سراح المستوطنين القاتلين".

وأشار الدنفيري إلى أن "المستوطنين الذين يسكنون في ’رتميم’ تم إحضارهم من مستوطنات الضفة الغربية، وهؤلاء من المتطرفين ومن ’فتية التلال’ ومن جماعة الوزير إيتمار بن غفير ومجموعة ’رغفيم’ المتطرفة ضد العرب، وذلك تصعيد خطير تجاه العرب".

التعليقات