ساد الإضراب العام والشامل في باقة الغربية، اليوم الخميس، الذي أعلنته بلدية باقة والأطر الفاعلة، احتجاجا على جريمة قتل مدير مدرسة ابن الهيثم الثانوية في المدينة، الأستاذ زياد فهمي أبو مخ.
والتزمت المحلات التجارية والورش الصناعية وكافة المؤسسات والمرافق في باقة الغربية بشكل تام بالإضراب حيث أغلقت أبوابها.
وعقد اجتماع في ديوان باقة الغربية، بمشاركة واسعة من أهالي المدينة ومنطقة المثلث والمجتمع العربي، وذلك وسط أجواء حزينة بين الحضور. وألقى عدد من القيادات كلمات.
وقال رئيس بلدية باقة الغربية، رائد دقة، خلال الاجتماع إن "ضريبة السكوت عن الجريمة باهظة جدًا، حيث إننا إذا لم نعمل سويةً ونضع كل شيء جانبًا، ونباشر فورًا في مكافحة هذا الوباء والآفة التي تقتل كل شيء طيب في مجتمعنا، فإننا سنكون قد خسرنا كل الأمل المتبقي".
وأضاف "كفى لهذا الأمر، ما حصل مع الأستاذ زياد هو عمل جبان من عملاء يعملون على زعزعة استقرار المجتمع، ولإرهاب المجتمع، وذلك بتوجيه من أيد مدسوسة لا تريدنا أن نعيش بأمن وأمان".
وأكد "نحن أمام مفترق طرق، وهذا يستدعي منا العمل بشكل متواصل وقوي من أجل أخذ مجتمعنا إلى مكان أفضل، نحن أمام مفترق طرق وعلينا النهوض من الوحل الذي نحن فيه".
وقال دقة عن الضحية أبو مخ إنه "منذ نشأته عمل من أجل مجتمعه ساعيًا لحياة أفضل قدر المستطاع، حيث أنه كان بإمكانه العمل في أفضل المحلات، ولكنه اختار رسالة التربية والتعليم والعمل من أجل مجتمعه وشعبه، واختار إدارة المدرسة من أجل الاستثمار بأبنائنا وبناتنا ومجتمعنا".
وقال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة، إن "باقة الشرقية شقيقة باقة الغربية على بعد أمتار قليلة، وتجد أن الجريمة معدومة في باقة الشرقية التي تتبع للسلطة الفلسطينية، وذلك ليس لأن الشرطة الفلسطينية أفضل ولديها تكنولوجيا متطورة أكثر من الشرطة الإسرائيلية، بل لأنه هناك توجد إرادة للقضاء على الجريمة، وتوجد إرادة من الشرطة ليكون المجتمع آمن على عكس الشرطة الإسرائيلية التي تعمل من أجل زعزعة استقرار المجتمع وتتواطأ مع الجريمة".
وأضاف أن "ذات السلاح الذي يقتل أهلنا في غزة يقتلنا هنا في الداخل، وهو سلاح السلطات الإسرائيلية الذي يأتي من معسكراتها، ونفس الذي يعطي القرار للقتل في غزة، يعطي القرار لعصابات الإجرام للقتل في الداخل".
ولفت إلى أن "القرار للقضاء على الجريمة يتطلب موقفًا من كل شخص، وليس فقط من رؤساء السلطات المحلية وأعضاء الكنيست العرب ولجنة المتابعة، على العكس الحالة تتطلب موقفًا من الجميع، وعندما يتم الدعوة لمظاهرة أو وقفة يجب على الجميع الالتزام".
وأعلن رئيس المتابعة عن قرارات لجنة المتابعة، حيث قال إنه "ستكون غدًا الجمعة صلاة الجمعة في الملعب في مدينة باقة الغربية، ومن ثم ستكون مسيرة في المدينة من الملعب البلدي إلى المكان الذي سيتم الاتفاق عليه".
وأوضح أن "المظاهرة التي كانت مقررة في أم الفحم، يوم السبت، ستتحول إلى وقفة ضد الجريمة وضد الحرب على أهلنا، ويوم الأحد المقبل، سننظم إضرابًا عامًا باستثناء التعليم الخاص في البلدات العربية، ضد الحرب وضد الجريمة المتفشية".
كما قال بركة إنه "خلال الأسبوع القادم سيتم تنظيم وقفات ومظاهرات في البلدات العربية ضد الجريمة المتفشية وكل بلد تقرر المظاهرات التي تريدها، وأيضًا يوم الجمعة المقبل، سننظم مظاهرة قطرية في مدينة أم الفحم رفضًا للجريمة".
كما حضر الاجتماع الجماهيري طلبة مدارس باقة الغربية، ومدرسة ابن الهيثم التي كان يديرها المربي زياد أبو مخ ضحية جريمة تفجير المركبة في باقة الغربية، أمس.
ورفع الطلبة المشاركون في الاجتماع لافتات تطالب بوقف العنف والجريمة المستشرية في المجتمع العربي، وكتب على بعض اللافتات: "لن نصمت في وجه الظلم"، و"زياد ضحية مجتمع محطم"، و"نوقف الجريمة من أجل أحبائنا"، و"لن نسكت أكثر عن الجريمة والمجرمين"، و"باق في قلوبنا".
ويسود الحزن على طاقم الهيئة التدريسية وطلبة مدرسة ابن الهيثم الثانوية التي كان مديرها الأستاذ زياد أبو مخ.
الإعلان عن إضراب شامل بإستثناء التعليم الخاص في المجتمع العربي يوم الأحد المقبل
وعقدت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد، اليوم، اجتماعا في مقر التجمع الوطني الديمقراطي بباقة الغربية، بحث ازدياد جرائم القتل في المجتمع العربي وسُبل التصدي لها.
وقررت لجنة المتابعة الدعوة لأداء صلاة الجمعة في الملعب البلدي بباقة الغربية، وأيضًا الإعلان عن إضراب عام وشامل يوم الأحد المقبل باستثناء التعليم الخاص، بالإضافة إلى خطوات احتجاجية إضافية في كل بلدة عربية.
ودعت بلدية باقة الغربية واللجنة الشعبية ولجنة إفشاء السلام والحركات السياسية والاجتماعية والدينية، مساء أمس الأربعاء، أهالي باقة الغربية إلى الالتزام التام بالإضراب الشامل اليوم، إثر جريمة قتل مدير مدرسة ابن الهيثم الثانوية في باقة الغربية، الأستاذ زياد فهمي أبو مخ.
التعليقات