عُقد اليوم، الجمعة، اجتماع طارئ في بلدية الطيرة، في أعقاب الجريمة المزدوجة التي وقعت فجرًا وأودت بحياة الشابين يوسف أبو خيط ومحمد التيتي من أبناء المدينة.
فيما أعلنت البلدية اتخاذ قرارات عديدةـ، على رأسها، تنظيم وقفة احتجاجية حاشدة بالأعلام السوداء، أمام مقر قيادة شرطة منطقة الشارون في كفار سابا، في التاسبع والعشرين من الشهر الجاري.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
جاء ذلك فيما أعلنت الشرطة اعتقال ستة من سكان مدينة الطيرة، بينهم ثلاث نساء، تتراوح أعمارهم بين 25 و62 عاما، وذلك بشبهة الضلوع في جريمة القتل.
وشارك في الاجتماع رئيس البلدية مأمون عبد الحي، وعدد من أعضاء البلدية، إلى جانب نشطاء من الطيرة، لبحث سُبل مواجهة تصاعد وتيرة العنف التي باتت تفتك بالمدينة دون رادع.
واللافت في الجريمة المزدوجة التي ارتُكبت فجر اليوم في الطيرة، أنها وقعت في شارع يجاور الشارع الذي تقع فيه محطة الشرطة في المدينة، كما أفاد مراسل "عرب 48".

وخلال الجلسة، أشار عبد الحي إلى أن مدينة الطيرة شهدت منذ مطلع العام ست جرائم قتل، لا تزال جميعها دون حل في ظل تقاعس الشرطة عن ملاحة الجناة.
وقال إن "الشرطة ليست جزءًا من الحل، بل بات واضحًا أنها جزء من المشكلة. لم تفعل شيئًا، بل لا تريد أن تفعل. جلسنا معهم مرارًا، وهم يملكون كل المعلومات، لكن لا تغيّر ولا نتائج".
وأضاف "ما يحصل في الطيرة لم يعد يمكن تفسيره بالإهمال فقط، بل يبدو وكأنه مخطط، أو على الأقل، تساهل خطير وممنهج".
اجتماع طارئ في الطيرة عقب القتل المزدوج: دعوات لتحرك شعبي ضد الجريمة
— موقع عرب 48 (@arab48website) April 25, 2025
أقوال رئيس البلدية، مأمون عبد الحي؛ (تصوير مراسل "عرب 48"، ضياء حاج يحيى)
لتفاصيل أوفى: https://t.co/Na6SAjbNkx pic.twitter.com/pqu9mQgw9L
واعتبر أن "الوقت قد حان لأن يتحرك الناس، فالمجتمع لا يمكن أن يبقى متفرجًا. إن لم ننهض الآن، فسندفع جميعًا الثمن".
وتحدث عضو البلدية وليد ناصر خلال الاجتماع قائلاً: "الجريمة تخدم هذه الحكومة التي ترانا فقط موتى. الحل هو العصيان المدني".
وعُقد الاجتماع في ظل تصاعد حالة الغضب والاستياء في أوساط الأهالي، الذين يرون أن حالة الفوضى الأمنية المستمرة في المدينة باتت تهدد سلامتهم وأمنهم الشخصي.
بدورها، قالت الشرطة في بيان صدر عنها إن الجريمة ارتكبت على خلفية "نزاع عنيف بين عائلات في الشارع العربي"، على حد تعبيرها.
وأضافت، في بيان، أن "قائد لواء المركز أجرى جلسة تقييم خاصة في الطيرة، عرض خلالها قادة الوحدات العملياتية والتحقيقية صورة الوضع الاستخبارية حول النزاع، واتجاهات التحقيق".
وتابع البيان أنه "في ختام جلسة التقييم، كلف قائد اللواء وحدة التحقيقات المركزية (يمار) بالتحقيق في الجريمة، بمساعدة وحدات استخباراتية وتكنولوجية".
وذكرت الشرطة أن عملية اعتقال الستة جرت داخل "مجمع عائلي في المدينة"، وقالت إنهم "سيُعرضون على المحكمة للنظر في تمديد اعتقالهم بحسب تطورات التحقيق".
ويأتي ذلك في ظل غياب الحلول الجذرية لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي، وسط تقاعس سلطوي يرقى إلى التواطؤ، حيث تُغلق ملفات القتل دون مساءلة أو تحقيق للعدالة.
وارتفع عدد ضحايا الجريمة والعنف في المجتمع العربي، منذ مطلع نيسان/ أبريل الجاري إلى 19 ضحية، ومنذ مطلع العام الجاري إلى 78 ضحية، بينهم 4 قتلوا برصاص الشرطة.
البلدية: اعتماد قرارات لمواجهة الجرائم
وعقب انتهاء الاجتماع اليوم، أكّدت البلدية في بيان صدر عنها، أنها عقدت "جلسة طارئة في أعقاب جريمة القتل المزدوجة والجرائم الأخيرة التي هزت المدينة"، مشيرة إلى أن "الاجتماع جاء لبحث السبل الكفيلة بوقف العنف وتجديد الدعوة إلى الحوار والعقلانية".
ووفق بيان البلدية، فإنه "بعد نقاش مستفيض، قد توصل المجتمعون على اعتماد عدة قرارات لمواجهة هذه التحديات"، هي:
- تشكيل لجنة صلح خاصة تضم ممثلين عن جميع أطياف المجتمع الطيراوي، للتوجه إلى الأطراف المتنازعة، ودعوتها إلى تغليب لغة العقل والمنطق، والالتزام بمبادئ الدين الحنيف، لوضع حد لـ"شلال الدم".
- المشاركة الفاعلة في الوقفات الاحتجاجية أمام مكتب رئيس الحكومة كل يوم أحد، تماشيًا مع قرار لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل، للمطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة العنف.
- تنظيم وقفة احتجاجية حاشدة بالأعلام السوداء، أمام مقر قيادة شرطة منطقة الشارون في كفار سابا، وذلك يوم الثلاثاء 29/04/25، عند الساعة العاشرة صباحا، للمطالبة بتحرك عاجل وفعّال من قبل الشرطة ووضع حلول عملية لوقف الجرائم.
- التوجه إلى لجان الكنيست، لعقد جلسة طارئة لبحث ملف الجريمة في الطيرة والمنطقة، والمطالبة بوضع خطط شاملة لمعالجة الأزمة.
- إغلاق المساجد يوم الجمعة المقبل، وإقامة صلاة جماعية في الملعب البلدي، وبعدها إقامة مسيرة جماعية إلى مركز الشرطة في المدينة.
- إدخال طواقم من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين إلى مدارس الطيرة، للتوجيه والإرشاد خلال الأسبوع المقبل.
وفي هذا السياق، دعت بلدية الطيرة "أهالي الأطراف المتنازعة إلى التدخل الفوري والإيجابي لوقف العنف، والعمل جنبًا إلى جنب مع جهود الإصلاح للحفاظ على الأرواح واستعادة الأمن المجتمعي".
وأكدت البلدية أن "هذه الخطوات تأتي في إطار مسؤوليتها تجاه أبناء المدينة"، داعيةً "جميع الجهات المعنية إلى التعاون لوضع حد للعنف وبناء واقع آمن ومستقرّ للجميع".
وذكرت البلدية أنه "خلال الجلسة تحدث المشاركون الذين أدانوا بشكل تام وقاطع كل هذه الجرائم وحالات العنف التي حدثت في المدينة، وخاصةً الأخيرة منها".
التعليقات