هدم عزبة في طمرة واعتقال صاحبها واعتداء على نجليه

اعتقلت الشرطة الإسرائيلية صاحب عزبة ومربط للخيل في سهل طمرة، محمد حجيرات، كما اعتقلت نجليه عز الدين وخير، خلال تنفيذ عملية هدم العزبة والمربط، فجر اليوم.

هدم عزبة في طمرة واعتقال صاحبها واعتداء على نجليه

هدم في طمرة، صباح اليوم (عرب 48)

هدمت جرافات وآليات السلطات الإسرائيلية بحماية قوات معززة من الشرطة والوحدات التابعة لها، فجر اليوم الأحد، عزبة زراعية ومربطا لتربية الخيل في الشارع الشمالي لمدينة طمرة، دون سابق إنذار.

وتعود العزبة ومربط الخيل لمحمد حجيرات أبو العز من طمرة. واعتقلت الشرطة محمد حجيرات الذي لا يزال حتى الآن في مركز للشرطة في طمرة.

وصرحت عائلة حجيرات أن عملية الهدم شهدت اعتداءً عنيفًا من قبل قوات الشرطة على نجلي صاحب العزبة، عز الدين وخير حجيرات، حيث تم ضربهما بوحشية وتهديدهما بإطلاق النار عليهما، قبل أن يتم اعتقال والدهما محمد حجيرات، الذي لا يزال محتجزًا في مركز الشرطة بالمدينة حتى اللحظة.

وفي حديث لـ"عرب 48"، قال العريس عز الدين حجيرات، الذي كان يجهز الموقع لحفل زفافه المقرر في 17 أيار/ مايو المقبل، إنه "كنا نُعدّ العزبة منذ مدة طويلة لاستقبال الضيوف، وأنفقنا مبالغ كبيرة على تجهيز المكان. فجرا، تفاجأنا باتصالات تبلغنا بوجود جرافات وقوات تهدم الموقع. وما أن وصلنا أنا وأخي خير الدين حتى اعتدوا علينا فور نزولنا من السيارة، دون أن ننطق بكلمة أو نقوم بأي تصرف، كذلك التهديد بالقتل حيث كانوا يقولون 'أطلقوا النار'، و 'نقتلكم إذا فعلتم أية شيء'، واعتقلوا الوالد ونقلوه إلى مركز للشرطة في طمرة".

عز الدين حجيرات

وأكد أن "الأرض التي تبلغ مساحتها ثمانية دونمات هي ملك خاص لوالده، وأن العائلة كانت قد أكملت ما يقارب 80% من إجراءات استصدار التراخيص القانونية للبناء"، مضيفًا أنه "لم نتلقَّ أي إنذار مسبق بقرار الهدم، وعلى الرغم من أن المنطقة تعج بمصالح ومحال بُنيت دون ترخيص، تم استهدافنا نحن فقط، رغم التزامنا بالإجراءات القانونية".

وعلى الرغم من الدمار والخسائر الكبيرة، أصر عز الدين حجيرات على أن حفل الزفاف سيُقام كما كان مخططًا له: "رغم الهدم والاعتداء، عرسي قائم بإذن الله، وسنبني من جديد".

وأعرب عن استيائه من عدم وصول أية جهة رسمية مسؤولة من المدينة إلى موقع الهدم.

إبراهيم حجيرات

وقال شقيق صاحب العزبة، إبراهيم حجيرات، لـ"عرب 48" إن "ما حدث كان صادمًا وظالمًا، هذه أرض أخي محمد، وهو لم يرتكب مخالفة. الشارع كله مليء بمزارع ومصالح غير مرخصة، فلماذا نحن فقط؟ لم نتلقَّ أية إنذار، وكنا على وشك إنهاء معاملات الترخيص. بدلًا من دعمنا، جاؤوا ليهدموا ويعتقلوا، نحن العرب إن وضعنا كرسيا في أرضنا يتم اعتقالنا".

ذياب: الهدم سياسة عنصرية ممنهجة تستهدف المجتمع العربي

في أعقاب هدم العزبة، قال الناشط السياسي ورئيس بلدية طمرة السابق، د. سهيل ذياب، لـ"عرب 48" إن "النشاط السياسي والاجتماعي لا يتوقف، خاصة في ظل تصاعد السياسات العنصرية. نحن اليوم نواجه حكومة عنصرية يمينية متطرفة، يقودها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، المعروف بتصريحاته العنصرية وكراهيته الواضحة للعرب، إلى جانب وزراء آخرين يحملون نفس التوجهات العدائية".

وأضاف أن "عمليات هدم البيوت والمنشآت العربية للأسف الشديد ستستمر، لأن هذه الحكومة تستخدم ورقة الهدم كسلاح سياسي ضد المجتمع العربي".

سهيل ذياب

وشدد على أهمية دور رؤساء السلطات المحلية، قائلاً إنه "من المهم أن يجمع رؤساء السلطات المحلية على موقف موحد وقوي في مواجهة هذه السياسة. إذا لم نتحد ونتكاتف كمجتمع عربي سنكون جميعًا عرضة لآفة الهدم المستمرة".

وختم ذياب حديثه بالقول إن "المطلوب منا أن نواجه هذه السياسة العنصرية من خلال الوحدة الشعبية والعمل الجماعي، وإلا فإن الهدم سيطال الجميع، بلدًا تلو الآخر، بقيادة حكومة لا تخفي عنصريتها تجاهنا".

وفي سياق متصل، تواصل السلطات الإسرائيلية هدم المنازل والمحال التجارية والورش الصناعية في البلدات العربية بذريعة عدم الترخيص كما حصل طوبا الزنغرية وجديدة المكر ويركا والزرازير وعكا والناصرة وأم الفحم وشفاعمرو وسخنين وعين ماهل ويافا وكفر قاسم وقلنسوة وكفر ياسيف وعرعرة واللد وحرفيش وكفر قرع وبلدات عربية في منطقة النقب وغيرها.

التعليقات