وليد جنبلاط : " طريقكم برفض الجندية صحيح وصعب وقاسي ونحن معكم"

وليد جنبلاط تحدث عبر الهاتف لحفل افتتاح مقر "جمعية الجذور" في يركا بحضور المئات من اهالي القرية والبلدات المجاورة وبمشاركة وفد من الجولان المحتل

وليد جنبلاط :

شهدت قرية يركا ،الاسبوع الماضي حفل افتتاح جماهيري لمقر " جمعية الجذور " بحضور المئات من اهالي القرية والضيوف من البلدات المجاورة وبمشاركة وفد شعبي من الجولان السوري المحتل.

وكانت الكلمة المركزية للقائد الوطني اللبناني، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط الذي خاطب ، عبر الهاتف ، المشاركين بحفل الافتتاح قائلا : " أهلنا في فلسطين المحتلة والجولان المحتل فلسطين العربية ابداً والجولان الصامد ابداً تحية لكم تحية للأب عطاالله تحية للاستاذ عزمي بشاره تحية للاستاذ سعيد نفاع تحية لميثاق المعروفيين الاحرار العرب. بدأنا سويّة بطريق رفض الجندية طريق الوحدة العربية الوطنية العريضة في كل فلسطين، طريق تثبيت الهوية العربية بمواجهة الصهيونية وثبتنا سوية .قطعنا خطوات جرئية جداً ونحن في بداية طريق طويل جداً ولكن طريق صحيح من اجل امور تهمنا في داخل فلسطين، تثبيت عروبة اهلنا والتواصل الوطني والقومي في فلسطين مع اهلكم في جبل لبنان جبل العرب، عندنا المجاهدون والاسلاميون الذين ينظرون اليكم من كل نحو وصوب من اجل هذا التواصل الوطني والقومي ومن اجل تثبيت الحق والعدل في فلسطين في كل فلسطين والعالم ينظر اليكم في رفض الجندية. اسرائيل ترتكب كل يوم في كل لحظة مذبحة في رفح وفي غزه في جنين وفي نابلس".

واضاف جنبلاط : " انتم الطليعة ، طريقكم صحيح وصعب وقاسي . نحن ندعمكم بقدر ما نملك من إمكانات والعالم العربي كله ينظر اليكم. تحية مجددا لكل الموجودين لكل المعروفيين تحية للعرب. انتم عرب والهوية هي الأساس الجامع بين الجولان وبين فلسطين في غزة في الجليل في كل مكان"
وكان عضو الهيئة العامة لجمعية الجذور، يحيى عطاالله ، قد استهل حفل الافتتاح بكلمة ترحيبة حيا فيها الضيوف والحضور موضحا ان جمعية الجذور " مجموعة من أبناء الطائفة العربية الدرزية الذين أبت عليهم ضمائرهم أن يصمتوا حيال ما جرى وما زال يجري من تآمر على انتمائنا القومي، الجذور تحمل معنى التحدّي، فيجب ان نتحدّى ونقاوم مؤامرة تجريدنا من عروبتنا وسلخنا عن فلسطينيتنا، فهي مؤامرة لتجفيف جذورنا وتيبيسها، لقد صادروا ارضنا فيريدون أن يصادرو قوميتنا "

واضاف " نحن نعتز بانتمائنا لهذه الطائفة التوحيدية العريقة ونفتخر بدرزيتنا العربية المسلمة، ولكننا نرفض "الدرزنة" التي تخدم السياسة الصهيونية بعدوانها على أمتنا العربية وشعبنا الفلسطيني "

بدوره رحب صالح أبو ريش رئيس المجلس البلدي لقرية يركا بالحضور مشيداً بجمعية الجذور وطريقها داعيا إياهم الى اتخاذ الخطوات العملية وأن لا يصيبهم مثل غيرهم الذين اكتفوا بالشعارات. مشيراً للانجاز الذي حققه رؤساء المجالس البلدية بفكّ خطة الدمج القسرية لقرى المنطقة التي فرضتها السلطات على المواطنين عنوة.

من جهته، اكد نهاد ملحم سكرتير جمعية " الجذور" على ان قضية التجنيد في جوهرها ليست قضية العرب الدروز فقط بل هي قضية قومية، قضية كل العرب في الداخل والخارج " موضحا ان قضية التجنيد " لا تقل خطوره عن قضية التجند التطوع عند باقي العرب ومن هنا ادعو لجنة المتابعة العربية لتبنّي قضية التجنيد والتطوع خصوصاً على ضوء ما يطرح من فرض الخدمة الوطنية على كل العرب. لتجذير المؤامرة - اضاف يقول - فرضت السلطات على العرب الدروز مناهج تدريسية تجهلية تمسّ تراثهم الأصيل تزوّره وتحرّفه استمراراً لقطع الجذور الحضارية للعرب الدروز "

وقال: " من أجل الحفاظ على الذاكرة والحفاظ على كياننا الثقافي والعودة لتراثنا الى جذوره العربية الاسلامية الأصيلة أقمنا جمعية الجذور التي نحتفل اليوم بتأسيسها بعد أن قطعنا شوطاً كبيراً في التواصل القومي مع اهلنا وخصوصاً الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني هذا التواصل الذي يعزّز صمود الطائفة في مواجهة مخططات طمس الهوية والثقافة ويعرقل مشاريح الصهينة، فالطائفة احوج ما تكون لهذا التواصل من اجل رفع البلبلة والضياع اللاحق بها لأن مسألة الحفاظ على الهوية الحضارية هي مسألة وجودية، أن نكون أو لا نكون".
بدوره قال المحامي سعيد نفاع رئيس الهيئة العامة لجمعية الجذور في كلمة الجمعية ان " مآسي الأقوام ليس فقط في قطع لقمة العيش انما وبالاساس في قتل روحها قتل انتمائها، وهذا الحاصل للعرب الدروز في بلادنا نتيجة لمؤامرة حيكت ضدهم بعد قيام الدولة لتقطع مسيرتهم الوطنية الفلسطينية، والتي ابتدأت منذ 1882 بداية الاستيطان اليهودي في بلادنا مروراً بتهجير اهل المطلّه سنة 1896. وبعد انتفاضة "البراق" سنة 1929 ضد الاعتداء اليهودي على الجامع الاقصى كان الشباب الوطني الدرزي وبقيادة احمد طافش اول من نظّم المقاومة العسكرية. مروراً بأراح عشرات الشهداء ودماء عشرات الجرجى من العرب الدروز في ثورة 1936 ومعارك النكبة سنة 1948."

واضاف: " هذه المسيرة قُطعت بعد سنة 1948 عندما أُتبعت ضد العرب الدروز سياسة قطع الجذور وقتل لقمة العيش طبقاً للمقولة: "إن أردت ان تقضي على قوم فاقطع جذورهم الحضارية واجعل لقمة عيشهم في يدك" وهذا ما حصل. الأمر الذي يحتّم قراءة جديدة لما حلّ بالعرب الدروز في تلك الايام منفردين لا سند لهم فشعبهم يلملم جراح النكبة غير قادر على مدّ يد العون لهم في حين تنفرد بهم السلطة واعوانها.
التحدّي الاساس امامنا هو الحفاظ وتقوية وترسيخ جذورنا العربية الاسلامية مثلما هي حضارة اخوتنا العرب المسيحيين فهي ضمانة بقائنا. هذا التحدّي يصعب امام العوائق والمعوّقات: التجنيد الاجباري والاخطر منه محو ذاكرة اجيالنا القومية عبر تدريس ابنائنا حضارة وثقافة مزيّفتين تهدف الى "تدريز" الدروز تماماً مثلما هدف السلطان عبد الحميد التركي تتريك العرب في اوائل القرن العشرين".

واشار المحامي نفاع في سياق كلمته الى ان الرد هو هذه الجمعية "الجذور": اولاً: إعلاء حضارتنا الحقيقية العربية الاسلامية لدحض ثقافة "التدريز". عبر استذكار عظمائنا ومآثرهم وسيَرهم البطولية قلما وسيفا في حياة أمتنا العربية.
ثانياً: إنقاذ شبابنا وخصوصاً هؤلاء الدافعين غالياً من شبابهم ثمناً لانتمائهم في السجون العسكرية.

هذه القضية تأخذ اكثر من اي وقت مضى بُعدها الفلسطيني العربي العام وخصوصاً على ضوء محاولات فرض الخدمة الوطنية على كل العرب في البلاد.لرفد هذا التوجه القومي كان لا بد من ان يُخرق الحصار الذي فُرض منذ اكثر من نصف قرن على العرب الدروز في هذه البلاد. وقد خُرق الحصار بلقاء التواصل الأول مع قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وعلى رأسهم القائد الوطني الكبير وليد جنبلاط والذي افتتح اللقاء بالشعار: "عروبتنا ضمانة بقائنا" متبعاً بذلك تراث أبيه المفكر الكبير كمال جنبلاط. وثم لقاء التواصل القومي الكبير عمان آب 2001. والمسيرة مستمرة رغم الصعوبات رغم العوائق وهذا ما سمعناه تواً من القائد وليد جنبلاط.
ألقى الأب الدكتور عطاالله حنا الناطق الرسمي باسم الكنيسة الارثوذكسية في المشرق تحية جاء فيها:
اخوتي:
باسم أشقائكم من أبناء الطوائف المسيحية العربية نود أن نشكركم ونحييكم. نشكركم لأنكم أردتم ان نشاطركم الانتماء وندافع عن جذورنا وانتمائنا لمشرقنا، ونحييكم أنكم برغم المؤامرات باقون على العهد متمسكون بانتمائكم. لقاؤنا هذا لقاء الوحدة ونحن اسرة واحدة، ولن يضعفونا بإثارة الفتنة وهم فاشلون لأن ايماننا وانتماءنا لربّنا ووطنيتنا وعروبتنا يجعلنا اقوياء. نحن متعددو الطوائف لكن ننتمي لوطن واحد وليس لنا سواه.

اقول لحكام اسرائيل الذين يرتكبون المجازر عندك السلاح لقتل الناس لكن لن تستطيعوا اغتيال كرامتنا وانتمائنا العربي. يجب الا ننسى ان نذكر هؤلاء الشهداء الابرار ونذكر النزيف ونوجه التحية للشعب الفلسطيني والعربي ولكل الشرق.

المسيحية العربية تلتقي مع اخواننا العرب الدروز واخواننا العرب المسلمين. الاسم الجذور الذي اخترتموه يعني اننا لسنا عابري سبيل في هذه البلاد هذه ارضنا لم نأتِ من اثيوبيا او من غيرها هنا وُلدنا وهنا سنموت. هنالك وللاسف من يسعى لأسرلتنا واقتلاع جذورنا واقتلاعنا من جذورنا هذه الجمعية تأتي لتعيدنا لأصولنا وجذورنا. تحية خالصة لكم نؤيدكم مبادئكم فينا جملة وتفصيلا فما قيمة الانسان بدون جذوره فأنتم مستهدفون ونحن مستهدفون وبحاجة لانتمائنا. تحية خالصة لكم فعروبة الدروز ثابتة "والمش عاجبو يشرب من بحر الميت" لا نريد أن نبرهن عروبة الدروز فهذه الطائفة ليست فقط عربية بل في قلب العروبة. تحية لكل الاشراف وما اكثرهم."

الى ذلك، أرسلت حركة المبادرة العربية الدرزية المستقلة تحية جاء فيها: "نبارك الافتتاح مع تمنياتنا أن يكون ذلك خطوة ثابتة في طريق العمل والنضال من اجل تحقيق اهداف سامية نصبو جميعا اليها ومن اجل مواصلة المسيرة جنباً الى جنب في طريق عملنا."
كما وأرسل الشاعر الكبير سميح القاسم تحية خطية قرأها نجله الشاب وضّاح القاسم جاء فيها : " الأخوة الاعزاء اعضاء وادارة جمعية الجذور المحترمين
تحية ومحبة وبعد
كان بودي ايها الاخوة الكرام أن اشارككم الاحتفال المبارك بافتتاح مقر جمعية الجذور المعروفية العروبية، بيد أن حالة مرضية طارئة حالت دون احتفائي بكم واحتفالي معكم.
واذا كان لا بد من الاعتراف بأن اسرائيل نجحت في انجاز الزارعة النباتية على الماء وبلا جذور قوية، فلا بد لها هي من الاعتراف بالفشل في تحقيق الزراعة القومية بلا جذور. وكل "قومياتها" المائية ذهب ادراج الرياح، فلا قومية درزية ولا قومية مورانية ولا قومية بدوية ولا قومية مسيحية ولا يحزنون.
اتمنى لكم ايها الاخوة كل النجاح والتوفيق في تعميق الجذور التاريخية والحضارية لشعبنا كله في وطننا كله. وفقكم الله وسدّد خطاكم. ".

هذا، وألقى كلمة احرار الجولان الدكتور يوسف وهبه أبو صالح:حيّى فيه " الأهل الاعزاء العرب فلسطينيو الجذور
باسم العرب السوريين " ونقل التحيّات والمباركات " لكل فلسطيننا الغالية " مشيرا الى ان " هذه المحطة تعتبر نوعية وهامة جداً اذا زوّدت الطريق بالوقود اللازم لهذه المرحلة بأن تحدث نقلة نوعية في مكافحة الهجمة الصهيونية على العرب عامة. المسألة ممارسة عربية في فلسطين الجذور ال-48 هذا اللقاء يتم في اصعب المراحل وطنيا وقومياً نشهد تجديداً لاستعمار العراق الحبيب بكل وحشية وفلسطين كذلك ونشهد حالياً الممارسات الوحشية في الضفة والقطاع الفارق بين الاستعمارين الجديد والقديم استشراء القتل. باسمكم نحيّي المقاومين من العراق وحتى فلسطين".

واضاف: " المرحلة من اصعب المراحل اولاً بسبب تخاذل أنظمتنا المحيطة كافة وثانياً الترهل الحاصل. من هنا نحن بحاجة لطرق جديدة وعلى رأسها مكافحة التجنيد ولا بد من التفكير في الوسائل وهكذا في بقية المهام. المهمة صعبة تحتاج لعامل جوهري وللاسف غير متوفر وهو الوحدة، لتحقيق الهدف وأي هدف مطلوبة وحدة وطنية على امتداد أرضنا المحتلة. نحتاج الى الوحدة إن تفارقنا لا يمنع ان لا نلتقي على المتفق. الاستعمار نجح ضدنا نتيجة لفرقتنا، اتمنى أن تلتفوا إلى ذلك وأن تضحّوا من اجل خلق وحدة لتحقيق الهدف فيجب جمع كل الطاقات."
المحامي ذوقان عطاالله – من نشيطي لجنة المبادرة الدرزية - يركا ، قال : " إننا نعتز ونفتخر بالموروث الذي اخذناه من الاباء والاجداد فقد علمونا ان نكون اوفياء للوطن علمونا ان نكون اتقياء لعبادة جذور هذا الشعب المارد ... هنيئاً لنا ولكم على هذه المبادرة التي تحمل في داخلها معاني التحدّي للمؤسسة القائمة والقيّمة رسمياً على تراثنا التي تعمل ليل نهار لتشويه هذا التراث العريق واجتثاث ما تبقى من جذور تربطنا بشعبنا العربي الابيّ."

و قدّم البروفسور قيس فرو محاضرة عن التجنيد والارشيفات الاسرائيلية توقف فيها عند اهم ملامح رواية التجنيد من المنظور الاسرائيلي التي تزعم ان التجنيد جاء بناء على طلب زعامة الدروز. وقدم البرفسور قيس فرو عرضا مسهبا بهذا الخصوص مركزا على الارشيفات " لنجعلها تتحدث" :البدء كان في شهر 5 سنة 1948 عندما كان الفلاحون ينتظرون موسم الحصاد في تلك الفترة قامت وحدة الاقليات او بداية التجنيد ومرتبطا مع الحصيد وذلك على ضوء المرسوم العسكري الذي صدر للجنود اليهود بحرق كل حقل قمح لا يستطيعون ان يحصدوها وكانت التعليمات اعطوا الدروز امكانية حصدها اذا وافقوا على التجنيد. استطاع مسؤول المخابرات عندها (جيورا زايد) تجنيد 25 من الدروز 100 من البدو و 50 من الشركس. الجندية اذا لم تولد درزية وهؤلاء لم يكونوا جنوداً مرتبطين بالجيش، رواتبهم ليس من قيادة الجيش وحتى سنة 1949، رواتبهم من الأموال التي كانوا يصادرونها من المهرِّبين، فلم يصبحوا جنوداً الا في اوائل سنة 1949 حيث أُلحقوا بالفرقة العسكرية التي كان يقودها (يتسحاق ساديه) التي تحولت لاحقاً الى فرقة أقليات تابعة لوزارة الخارجية وقادها المدعو (طوفيا ليشانسكي) وفي بروتوكول جلسة له مع مسؤول وزارة الخارجية المدعو (شمعوني) يُكتب: يُقصد بهذا إبعادهم عن العرب ليس الهدف من الوحدة ان يُعطوا أمنياً وإنما وبالحرف : "أن نجعلهم سكينا حادّاً في ظهر القومية العربية" وقد استعمل هذا في اكثر من تقريرين.
المدعو (امنون يناي) يقول في تقرير سنة 1949: "إن الفرقة لها اهمية قسوة لأنها تقطع طريق العودة على الدروز إلى الخلف وتحطّم الجذور"
سنة 1950 دار بحث بين القيادات الاسرائيلية لفضّ الوحدة كلياً.
في الفترة ما بين نوفمبر 1949 وحتى سنة 1953 لم يزدد عدد الجنود في وحدة الاقليات. سنة 1953 أُصدر مرسوم عسكري تحت اسم قانون الاحتياط ب للطائفة الدرزية، وهذا ادّى الى صراع حاد داخل الطائفة الدرزية، دُعي زعماء العائلات الدرزية إلى معسكر (نيشر) الذي شكّل مركز فيه "طُبخت" كل الأمور الخاصة بالعرب. لاجتماع للتداول حول القضية في شهر ديسمبر 54.
المدعو (أمنون يناي) يكتب في تقرير له ان الزعماء الذين شاركوا في الاجتماع وافقوا على التجنيد عندما طُلب منهم ذلك على يدنا، ولكنهم فعلوا عكس ذلك عندما عادوا الى قراهم.
القيادة الدينية رفضت التجنيد وحصل صراع حاد على مدى سنة كُتبت فيها تقارير عدة ضد الشيخ أمين خصوصاً من المدعو (يناي) ودُعي لاجتماعات في مقام النبي الخضر ثم في مقام النبي سبلان لرجال الدين على ضوء منعهم من عقد اجتماعات في مقام النبي شعيب ولكن فوجئ المدعوون بإغلاق المنطقة عسكرياً حتى تمنع السلطات الاجتماع.
اواخر سنة 1955 بدأت قضية التجنيد تأخذ مجرى آخر فيكتب احد الزعماء (نص المكتوب لا يبقي مجالا للشك انه أُستكتب) إلى رئيس الوزراء حينها (بن غوريون): منذ حوالي السنه اجتمعنا بالقائد (ديّان) والقائد (يناي) وطلبت منه التجنيد بصفتي أمثل كل الدروز. في هذا الظرف الصعب وحب الدروز للوطن والتجنيد انتظر تنفيذ الاتفاق من شهر 15 سنة 54 المتفق تنفيذه في اوائل سنة 1956. في 26/1/56 يكتب الحاكم العسكري للشمال تقريراً جاء فيه: لم يعمل الزعماء الدروز على التجنيد بل قادة فرقة الاقليات هم من عملوا على التجنيد.
الارشيفات الاسرائيلية مليئة برسائل المعارضين وهنالك القليل من رسائل المؤيدين وقد أُتهم المعارضين على يد "طبّاخي" التجنيد من القادة اليهود ان المعارضين هم من مؤيدي العاصابات العربية.
الشيخ فرهود قاسم فرهود في شهر نيسان 1956 دعا الى اجتماع لمشايخ الدين في مقام الخضر واتخذوا عدة قرارات منها إعلان الاضراب في كل المدارس ومقاطعة زيارة مقام النبي شعيب إن استمرت السلطات في فرض الخدمة وتمتلئ الارشيفات بالعرائض الكثيرة ومن كل القرى التي تعلن تأييدها لمقررات اجتماع الخَضِر.
على ضوء ذلك وبناء على عدم تلبية أوامر التجنيد صدر تقرير أن عمل الشرطة في إجبار الشباب لم يجدِ وأُعطيت الاوامر بالتعامل بالقوة، فالاحصائيات تبيّن:

- من أصل 39 مطلوب من يركا تسلّم الطلب 11 مطلوب والباقي رفضوا ان يستلموه.
- وصل الى مكتب التجنيد في حيفا فقط 60 مطلوب من اصل 141.
- استجاب للاوامر فقط 74 مطلوب من اصل 141 مطلوب.
-ومن اصل 240 مطلوب بشكل عام وصل فقط 74 مطلوب.
- فسنة 1956 عند فرض الخدمة تسجّل للتجنيد فقط 75 مطلوب.فصدرت قرارات بتشديد قبضة الحكم العسكري على الدروز وكتب مسؤول المخابرات المدعو (جيورا زايد) انه يجب تشجيع الايجابيين وهدم السلبيين، وحتى يستطيعوا وقف عملية الرفض شُكلّت لجنة خاصة من القادة اليهود سُميّت اللجنة اللوائية للشمال اجتمعت في 7/3/56 وحسب تقريرها: "28% فقط استجابوا للتجنيد والباقي رفضوا وتوصي باستعمال القوة ضمن القانون واستعمال الشرطة واستمرار الاقناع."
بدأت حملة محاكمات المتوفر منها انه صدرت احكام جنائية بالسجي ضد 12 شاب في حيفا و8 شباب في طبريا. سنة 1957 تفيد الارشيفات انه من اصل 507 مطلوب للتجنيد تجنّد فقط 184. بعد هذه السنوات المولود الذي وُلد أعرجاً بحاجة لكسر الرجل كلياً ".

تجد الاشارة الى ان حفل الافتتاح شهد ايضا مشاركة الشعراء، تركي عامر و سامي مهنا و سليمان دغش.

التعليقات