بيت جن تخوض معركة ضد عسكرة مدرستها الثانوية..

القوى الوطنية تتصدى لمشروع يلزم طلاب الفيزياء والألكترونيكا بالالتحاق في الصف التابع لسلاح الطيران الإسرائيلي وارتداء الزي العسكري ورفع العلم الإسرائيلي

بيت جن تخوض معركة ضد عسكرة مدرستها الثانوية..
تجري في الأسبوع الأخير من العطلة الصيفية وقبل العودة الى المدارس في قرية بيت جن الجليلية العديد من التحركات السياسية والاجتماعية والدينية حول موضوع افتتاح صف عسكري تابع لسلاح الطيران الإسرائيلي في المدرسة الثانوية.

وعقد يوم أمس الأول، السبت، اجتماع شعبي حضره لفيف من أهالي القرية خصوصا المشايخ منهم وذلك للاعلان عن الموقف الرافض لهذه الخطوة التي وافق عليها مدير المدرسة علي صلالحة ورئيس المجلس المحلي ببيت جن بيان قبلان.

وقضية الصف العسكري ليست بجديدة، إذ أن المداولات بين أهالي القرية مستمرة منذ أشهر حول فتح هذا الصف الجديد الذي بموجبه كل من يريد التعلم علم الفيزياء والكترونيكا يجب أن يلتحق في هذا الصف العسكري التابع لسلاح الطيران الإسرائيلي، كما ويتوجب على كل طالب أن يأتي بالملابس العسكرية والوقوف صباحا على أناشيد عسكرية إسرائيلية ورفع العلم الإسرائيلي.

وبعد أن قام رئيس المجلس المحلي بالموافقة على الصف وبموافقة شفوية من موفق طريق رئيس الهيئة الروحية في الطائفة الدرزية، كما يقول بعض المطلعين، قامت القوى الوطنية في بيت جن بالتصدي لهذا المشروع، وكان آخرها جمع تواقيع من ساسة ومشايخ بيت جن ضد افتتاح الصف العسكري في 1/9/2010 يوم الأربعاء.

وفي نفس السياق، وُزعت مؤخرا استمارات للفتيات الدرزيات من قبل طالب جامعي بادعاء أنه يجري بحثا اكاديميا، لكن الاستمارة كما يبدو ومع تزامنها مع قضية الصف العسكري تهدف الى فحص استعداد إمكانية خدمة الفتيات الدرزيات في مشروع الخدمة المدنية الإسرائيلية.

وتزامن ذلك مع اجتماع عقد بين الضباط الدروز المتقاعدين وبين وزير الأمن الداخلي يتسحاك أهرونوفيتش يطالبونه خلال اجتماعهم بدمج الشباب العرب الدروز في الشرطة وسلطة السجون إلا أن الوزير قال لهم بحسب بعض المصادر اإهم بصدد فتح الباب أمام الفتيات العربيات الدرزيات وليس فقط الشباب.

وفي حديث مع أحد المنظمين للاجتماع الشعبي المحامي يامن زيدان يقول، "اجتماعنا هو من أجل التصدي لمشروع افتتاح الصف العسكري، الذي يعني خلق ثكنة عسكرية داخل المدرسة الشاملة والوحيدة في بيت جن، والهادف الى ترسيخ التعليم العسكري في ذهون طلابنا وطالباتنا، وبالتالي تمهيد الطريق أمام مشروع مؤسساتي خبيث يهدف تجنيد الفتيات العربيات الدرزيات ودمجهم بالمؤسسات الأمنية".

ويضيف زيدان "نشيد بموقف ساسة وأئمة الخلوات الذين يمثلون كل رجال الدين الرافضين رفضا قاطعا لمشروع الصف العسكري وذلك حرصا على شبابنا وبناتنا".

وفي كلمته خلال الاجتماع أكد الشيخ يوسف صلالحة أن فكرة الصف العسكري مرفوضة تماما من قبل كل مشايخ القرية الذين وقعوا على العريضة كموقف موحد للهيئة الروحية في بيت جن.

وقال إن "اللباس العسكري لا يزيدنا فهما بل يدغمنا في متاهات ضد انتمائنا وعروبتنا نحن بغنى عنها". ونوه صلالحة إلى أن "الخدمة العسكرية الإلزامية لم تجلب المساواة لنا بل ألحقت الضرر بنا كمجتمع وبهويتنا وبشبابنا".

ووجه المتحدثون كلماتهم لرئيس المجلس المحلي في بيت جن بيان قبلان، ودعوه إلى العدول عن قراره فهو "لا يستطيع أن يقرر لكل البلد في مواضيع مصيرية" على حد قولهم.

كما أجمع المتحدثون على ضرورة محاولة اتخاذ كافة السبل من أجل منع افتتاح الصف بالطرق الدبلوماسية والتوجه لأهالي الطلاب الذين تسجل أبناؤهم في هذا الصف (من صف عاشر حتى صف الثاني عشر 19 طالبا تسجلوا من اصل 400 طالب تقريبا)، وذلك قبل يوم الأربعاء القادم.

وفي حديث مع سكرتير التجمع الوطني الديمقراطي السيد حمد صلالحة أشار الى خطورة الموضوع إذا لم يتم إفشاله لأن "القضية ليست قضية بيت جن وحدها بل هي نفس السياسة التي فُرضت على الشباب العرب الدوز بالخدمة العسكرية الإلزامية التي تحاول من خلالها اليوم أن تدخل عقول شبابنا أكثر واكثر من خلال المدرسة، وذلك بعد ازدياد الوعي بشكل ملحوظ لدى الشباب، وازدياد النسب التي تؤكد تزايد رفض الخدمة العسكرية الذي يحصل لدى شبابنا".

وشدد صلالحة على أن "المشروع إذا نجح لن يكون فقط في بيت جن بل سوف يشمل باقي القرى العربية الدرزية، لذلك علينا مسؤولية مضاعفة العمل في بيت جن من اجل إفشاله في بلدتنا وقطع دابره عن باقي البلدات".


بعد يوم غد الأربعاء الموافق 1/9/2010 سوف تفتح المدرسة أبوابها والصف العسكري ما زال قائما ويدور الحديث عن افتتاح عسكري رسمي للصف من قبل الجيش الاسرائيلي، إلا أنه أكد العديد من الشباب والمشايخ في بيت جن على استعدادهم للاعتصام يوم الأربعاء صباحا على مدخل المدرسة ومنع افتتاح الصف العسكري بالقوة.. فهل أهل "معركة الزابود" مقبلين على مواجهة جديدة مع السلطة..؟
.المحامي يامن زيدان..

التعليقات