مهرجان حاشد في يوم الأسير وتأبين المناضل الكبير داوود تركي

منير منصور: الشعب الذي لا يكرم أبطاله لا يستحق الحياة * سلمان فخر الدين: إما أن نعيش على هذه الأرض معا متساويين وأما الموت ليساوي بيننا * خالد تركي: نحن هنا اخوة في الدم والمصير

مهرجان حاشد في يوم الأسير وتأبين المناضل الكبير داوود تركي
نظمت لجنة الأسرى المحررين (أنصار السجين) في قرية السندباد، في كابول (الجليل)، مساء أمس، السبت، مهرجانا حاشدا تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وتأبين الماضل والسجين داوود تركي.

حضر المهرجان جمهور كبير من النشطاء السياسيين والأسرى المحررين وذوو الأسرى إلى جانب وفود من مدينة القدس والجولان العربي السوري المحتل- الذين دخلوا القاعة بتظاهرة صاخبة بالهتافات، ورفعوا شعارات تطالب بإطلاق سراح الأسرى وتشيد بصمودهم وتضحياتهم إلى جانب الأعلام السورية والفلسطينية، ورفعوا صور الأسرى التي أضفت على الأجواء أملا وتفاؤلا بإبقاء قضية الأسرى حية وملتهبة بالكبرياء والتحدي.

وبرز من بين الحضور النائبان السابقان عباس زكور وعصام مخول، والنائبة حنين زعبي ونائب الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي مصطفى طه.

منير منصور: الشعب الذي لا يكرم أبطاله لا يستحق الحياة

تحدث في المهرجان الأسير المحرر والمناضل (رئيس جمعية أنصار السجين سابقا)، منير منصور الذي قال: "من العار أن نغفل قضية الأسرى للحظة واحدة". وأكد على أهمية أن تولي القوى السياسية في الداخل وفي السلطة الفلسطينية هذه القضية ما تستحقه من قدر، وبما يليق بتلك التضحيات العظام، مضيفا أن «الشعب الذي لا يكرم أبطاله لا يستحق الحياة».

كما استعرض منصور ذلك الفقدان الكبير لرجل عظيم أمثال المناضل داوود تركي بالقول: "من زنزانة لأخرى يمضي وقد أكلت رطوبة جدران السجن من جسمه دون أن تمس روحه التي ظلت تلتهب في خلاياها نارا هادئة. يمضي في السراديب الضيقة مقيدا بالسلاسل التي حفرت في جلده اسم الوطن. لا زلنا نسرد على الصمت سيرته ولا زلنا مشغولين بتهيئة الفضاء حولنا لطقس آخر من الوداع الذي يسكنه شجن عميق لا يمكن كتمانه. أيها المسجّى على التراب الذي أحببت، أيها المغطى حتى رأسه بالصمت، لك أن تنام الآن هادئا مستريحا فقد تعبت ولنا أن نحرس نومك وأن نحملك في قلوبنا وفي نشيدنا الطويل مقطعا يردد المدى صداه. لنا ان نبني لك في الذاكرة حجرة تليق بحضورك فينا".

خالد تركي: نحن هنا اخوة في الدم والمصير

وأشار د. خالد تركي (ابن شقيق الفقيد) في كلمته إلى قوة الصدفة في التزامن الذي تميز به يوم غياب الفقيد المناضل قائلا: "متميز حتى في يوم غيابك الذي صادف الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي وذكرى المؤتمر السوري العام، ومتميز في الأربعين لصعودك الذي تزامن مع ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن الوطن سورية، ويوم الأسير الفلسطيني وقيامة السيد المسيح من بين الأموات.

واستطرد: "نحن هنا اخوة في الدم والمصير لا يفرقنا دين ولا يباعدنا حد، فقد وقف الثائر السوري فارس الخوري وقفته الشجاعة في الجامع الأموي معلنا على الملأ أمام أهالي دمشق: "إذا كانت فرنسا تريد البقاء في سورية لحماية المسيحيين فإن جميع المسيحيين هم مسلمون، وجميع المسلمين هم مسيحيون، وأن سورية بمسلميها ومسيحييها هي وطن واحد لشعب واحد".

فخر الدين: إما أن نعيش على هذه الأرض معا متساويين وأما الموت ليساوي بيننا

كلمة الجولان العربي السوري ألقاها المناضل والأسير المحرر سليمان فخر الدين، الذي استعرض سيرة الفقيد داوود تركي ومناقبه من مسلك ومواقف جمعت بين وطنية الفقيد وقوميته وأمميته كمناضل وإنسان استثنائي. وقال: لا قوة تستطيع نزعنا من على هذه الأرض فإما أن نعيش على هذه الأرض معا متساويين وأما الموت ليساوي بيننا".

وقال الأسير المحرر والناشط جورج كرزم في كلمته إن «المناضل داوود تركي لم يلهث خلف الأضواء ولا يمارس الاستعراض الرخيص ولم يعش على فتات الموائد كما يفعل البعض، بل امتطى صهوة النضال رجلا عزيزا وكريما، وترجل عظيما. وارتكزت مسيرته على قناعات راسخة وثوابت غير قابلة للمساومة حتى في أحلك الظروف».

وأجمع المتحدثون، الشاب خالد عثامنة (ابن الأسير غسان عثامنة)، وخالد خليل (عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي ووالد الأسير حسام خليل)، ويوسف مخيمر ومهند شهادة (من القدس)، على مركزية قضية الأسرى في المسيرة النضالية، وأهمية التواصل مع الأسرى ورفع قضاياهم والنضال من أجل تحريرهم. فيما لقيت كلمة ممثل السلطة الفلسطينية، مهند شحادة(القدس) احتجاجا من قبل بعض الحضور على خلفية الإشادات المتكررة بالسلطة الفلسطينية ورئيسها.

وأشاد السجين السياسي السابق ورفيق الفقيد داوود تركي، أودي أديب، في كلمته، بإرث داوود تركي النضالي والإنساني وقال إنه كان أديبا وإنسانا أكثر من كونه سياسيا.

وأعرب بعض الأسرى عن امتعاضهم من السلوك المتكرر لبعض السياسيين في الداخل الذين يحضرون نشاطات التضامن مع الأسرى لالتقاط الصور للاستخدام السياسي ويختفون بعد دقائق، وخاصة أولئك الذين لا تلتقي برامجهم السياسية مع الخط النضالي للاسرى.

وقدمت فرقة العودة فقرة فنية وتألقت كعادتها في عرض فني ملتزم استثنائي من الأغاني الوطنية ألهبت مشاعر الحضور بأدائها المتميز. برز من بين العازفين رئيس الفرقة الاستاذ بلال بدارنة على آلة البزق والاستاذ فؤاد عبد الفتاح عى العود، والحائز على جائزة مرسيل خليفة عازف الكمان الشاب أكرم عبد الفتاح.

..........

التعليقات