والدة الأسير مخلص برغال: أي ظلم هذا أن لا يكون مخلص بين المحررين..

-

والدة الأسير مخلص برغال: أي ظلم هذا أن لا يكون مخلص بين المحررين..
في ظل أجواء الغموض والتشكك التي تسود ملف الأسرى، وفي ظل حالة الترقب التي تسيطر على عقول وتفكير الأسرى داخل السجون الإسرائيلية وخاصة أسرى الداخل ذوي الأحكام العالية، التقت فصل المقال، والدة الأسير مخلص برغال المحتجز منذ 26 عامًا، والذي من المتوقع أن يكون ضمن قائمة الأسرى التي تطالب حماس بإطلاق سراحهم.

هل تتوقعين أن يكون مخلص بين السجناء الذين سيتم الافراج عنهم؟!
أتمنى ذلك، خصوصًا أنني سمعت من الآخرين، فالبعض يأتون لي بأنباء سمعوها من المذياع أو التلفزيون أو قرأوا خبرًا عبر صحيفة، لكنني لستُ متأكدة من مدى دقة الخبر، ما اعرفه تمامًا أنه من أشد أنواع الظلم والافتراء أن لا يتم الإفراج عن مخلص وغيره من الأسرى الذين أمضوا في السجون أعوامًا كثيرة، كعقابٍ انتقامي لا أكثر.

ليس هناك من منطق يقول أنّ هناك صفقة تبادل أسرى لا يخرج فيها أسير تعدت سنوات مكوثه في السجن الـ 26 عامًا، أيُ ظلمٍ وايُ صدمة كبيرة يمكن أن تلحق بنا في حال لم يكن مخلص بين المحررين من سجون الاحتلال.

ولماذا تعتقدين بإمكانية الافراج عنه ضمن صفقة شاليط؟
إنه الأمل وطول الانتظار، والمنطق الذي يجعلني متأكدة أنه سيكون بين من سيفرج عنهم، أولاً لأنّ التهمة التي حوكم بسببها غير مرتبطة بما يعتبرها المسؤولون الإسرائيليون "المشاركة في عمليات قتل فيها إسرائيليون"، فمخلص تهمته أنه رمى قنبلة ولم تنفجر ولم يصب أحدا، ومع ذلك أمضى محكومية 26 عامًا، فأيُ ظلمٍ يمكن أن يناله محكوم لم يفعل شيئاً، أكثر من هذا الحكم الذي أمضاه، ناهيك عن التعامل القاسي الذي يلقاه هو ونلقاه نحن أهله.

ألا تعتقدين أن هناك حاجة لمن يتحدث باسم أسرانا منا وفينا؟!
كنت قد كتبت مقالاً شبهت فيه حالتنا "كالأيتام على مائدة اللئام"، وقلت إن إسرائيل تدعي أننا مواطنون، لكنها لا تفعل شيئاً أكثر من استهدافنا، فهي تضع العراقيل أمام تطورنا، وتصادر بيوتنا وتصعّب من إمكانية دخول أبنائنا إلى الجامعات وتحول دول إيجاد أماكن عمل ملائمة لنا، وتضع الكثير من الصعوبات ضد طلابنا، وهذا ما لمسته أنا شخصيًا عندما كان يذهب أبنائي أيام السبوت إلى مدارسهم فيقابلهم اليهود بقذف الحجارة، وهذا ما عاشه أبنائي في طريقهم إلى الجامعة... وها هو حال أسرانا، وتجربة ابني وما عاشه من عذاب طويلٍ خير دليل على أنّنا نحتاج لمن ينطق باسمنا ويحمل همنا ويكون له التأثير في الفصل في أمورنا الحياتية.

لعلكِ تنتظرين موعد تحرير مخلص، لتستقبليه بالعناق؟!
انتظر ابني بفارغ الصبر وبحرقة الأم التي فارقت ابنها 26 عامًا، لستُ ادري كيف ستكون ردة فعلي لحظة اللقاء، ربما اقفز من مكاني وأنا ابنة ثمانين عامًا، وربما أضحك أو أبكي أو أحضنه بين ذراعي ولا أتركه حتى أصدّق نه إلى جانبي، فبعد هذا الصبر والانتظار المشفوع بالأمل واليأس، لا يمكنني تصور كيف سأستقبلُ الغالي.


التعليقات