الرابطة العربية لأسرى الداخل تحتفي بالأسيرين المحررين في دير حنا

الأسير المحرر منير منصور: هذه الحشود تقول الآن نحن شعب يعرف كيف يكرم أبطاله، ولا يترك جرحاه في ساحة المعركة لنمضي في طريق العزة والكرامة"..

الرابطة العربية لأسرى الداخل تحتفي بالأسيرين المحررين في دير حنا
مشاركة غير مسبوقة، يوم أمس الجمعة، في مقدمتها عدد من قيادات التجمع الوطني من بينهم اعضاء المكتب السياسي خالد خليل ومراد حداد، وأعضاء اللجنة المركزية للتجمع حنا حوراني وعز الدين بدران، و حشود من الأهالي تقاطرت من بقاع الوطن في المثلث والجليل والنقب والقدس والجولان العربي السوري المحتل، وقوافل من الأسرى المحررين، ومن بينهم أيضا ناصر قوس من نادي الأسير الفلسطيني، ولجنة أسرى القدس، والأسير المحرر بشر المقت وعاصم الولي، إلى ساحة المهرجان احتفاء بالاسيرين المحررين ربيع حسين ونصري خليفة في دير حنا الجليلية.

وحولت الحشود من النساء والرجال والأطفال ساحة المهرجان إلى حالة زفاف غمرتها بالأهازيج الشعبية التي تمجد الحرية والأسرى الأحرار، وعرس وطني حقيقي دلل على عشق هذا الشعب للحرية المسلوبة وتوقه للعدالة والسلام للعيش كريما عزيزا على ارض وطنه.

وكانت الرابطة العربية للأسرى والمحررين في الداخل وبالتنسيق مع ذوي الأسيرين عملت ودأبت منذ أسبوع لتنظيم هذا المهرجان التكريمي بما يليق بأسرى محررين.

تولى عرافة المهرجان الأسير المحرر داهش عكري، عضو اللجنة المركزية للتجمع، الذي أكد في معرض تقديمه رسالة إلى الأسرى بالقول: نقبل جبهاكم الشامخة شموخ الوطن، ونقول لكم عهدنا منكم الصبر والصمود، وعهدكم منا الوفاء والثبات، ونحن نطوف عليكم واحدا واحدا في غرفكم وزنازينكم وأقسامكم، فأنتم صمام الأمان لشعبنا ودرعه الواقي".

وتحدث في المهرجان كل من رئيس لجنة أسرى القدس ناصر قوس وكامل الحسيني، وبشر المقت عن الجولان العربي السوري المحتل، ومنسق الرابطة العربية لأسرى الداخل الأسير المحرر منير منصور، وباسم حماد باسم لجنة متابعة شؤون الأسرى التابعة للجنة المتابعة العليا، كما تحدث الأسير المحرر ربيع حسين.

واجمع المتحدثون على مركزية قضية الأسرى ومطالبة المسؤولين وجماهير شعبنا بوضعها على رأس سلم الأولويات في النضال والحراك اليومي، ومطالبة أصحاب القرار الفلسطيني بأن تكون عملية الإفراج عن الأسرى في صلب اهتماماتهم وفي مقدمة الحلول السياسية، بل حجر الزاوية في أي صفقة تبادل أسرى مرتقبة وعلى رأسها أسرى الداخل.

تجدر الإشارة إلى أن الأسير المحرر ومنسق الرابطة العربية للأسرى كان السباق ومن الرعيل الأول الرائد الذي واكب معاناة ونزف الأسرى في السجون وخارجها، وحمل على كاهله ملفا ثقيلا تخلت عنه اتفاقات سياسية في مراحل رديئة وعصيبة، وكافح أعواما طوالا ليضع الأجندة في نصابها، وهزل الجسد النحيل وانحنى الظهر، لكن من انتصبت قامته وهامته بمرور عشرين عاما في السجون ومثلها في مواكبة القضايا التفصيلية للأسرى جعلته رمزا للصمود والكبرياء وعنوانا للأسرى دون تفرقة أو تمييز ولأمثاله كلمة بمليون كلمة:

وفي كلمته في المهرجان قال منصور: "رغم ما أصاب الحركة الوطنية من هوان إلا أننا شعب يستحق الحياة، وهذه الحشود التي تقاطرت من كل حدب وصوب جاءت لتقول كلمة بمليون كلمة.. وهي تقول الآن نحن شعب يعرف كيف يكرم أبطاله، ولا يترك جرحاه في ساحة المعركة لنمضي في طريق العزة والكرامة".

وأضاف أن قضية الأسرى يجب أن تكون قضية إجماع لا خلاف عليها، وعلينا توحيد الجهود في إطار وطني يكون قادرا على استحقاقات هذا الملف الذي يحتمل الخلاف أو الاختلاف.

ودعا منصور في معرض كلمته الأطراف الفلسطينية المتنازعة الى السعي لتحقيق الوحدة بصفتها العنصر والقوة الأهم للانطلاق بالكفاح الفلسطيني نحو إحقاق حقه ونصرة قضية الأسرى وفتح آفاق أرحب لتحريرهم.

أما الأسير ربيع حسين، والذي وصفت كلمته بأنها قد تكون التعبير الأصدق الذي اختزل حجم وعمق المعاناة في كلمة طالت العقل والوجدان.

ووجه حسين نداء لآسري الجندي الاسرائيلي "غلعاد شاليط" بالقول: إلى آسري شاليط.. أقول تذكروا ولا تنسوا أن الأمهات والآباء والزوجات ينتظرون الأمل منكم وتبقى هي القشة المتعلقين والمتمسكين بها والتي بدونها سنغرق".

وأضاف في تأثر بالغ حول معاناة الأسرى: هناك أسرى بلا كلى.. ومرضى يعيشون على دواء فاسد 6 سنوات ليقال لهم بعدها أنه بالخطا، وأم تلد في السجن مكبلة الأيدي والأرجل، وبدل أن يكون أعزاؤها حولها، يجلس حولها زمرة من المجرمين، عديمي الرحمة والإنسانية".

وتساءل: "ماذا يريدون من طفل يولد خلف القضبان غير أن يكون مقاوما.. لكن إذا كانوا بقمعهم يحاولون كسر الروح المعنوية للأسير وتحطيمه من الداخل، نقول إننا نتألم ونحزن، لكن لن يذلونا لأننا ولدنا أحرارا واعزاء، ومن هنا رسالة عهد للأسرى باننا لن نتوانى لحظة عن الاهتمام بكم، فكلنا أمة واحدة ولا فرق بين مناطق وطوائف، ولجميعنا هدف واحد وهم واحد، وبالتالي ليس بوسعي القول لهذا الحشد وبهذا الاستقبال الذي يليق بأمة وشعب حي سوى أنكم أنتم المخلصون وأنتم الشرفاء"......................

التعليقات