تشييع جثمان الأسير المحرر، المناضل عبد الرحيم عراقي في الطيرة..

د. بشارة: عظمة المناضل المرحوم في انه كان حرا وهو في السجن، وسجين قضية السجناء خارج السجن * المربي منصور: اليوم يلحق فقيدنا بمواكب الشهداء ممن رحلوا من رموز الحركة الوطنية الفلسطينية

تشييع جثمان الأسير المحرر، المناضل عبد الرحيم عراقي في الطيرة..
شيع المئات ظهر أمس (الثلاثاء) جثمان المناضل عبد الرحيم عراقي في مسقط راسه، الطيرة، إلى مثواه الاخير بعد وفاته فجر اليوم عن عمر ناهز الثالثة والسبعين عاماً.

وتوالى المئات من رفاق المرحوم من جميع انحاء البلاد الى منزله، وعلى رأسهم النواب د.عزمي بشارة ود.جمال زحالقة وواصل طه من التجمع الوطني الديمقراطي.

وكان المرحوم من طلائع الوطنيين والأسرى السياسيين في الخمسينيات والستينيات، حيث أسس بعد ان عمل سنوات معدودة في التربية، وفصل تعسفيا بسبب نشاطه السياسي الوطني، النوادي الثقافية والرياضية.

وفي العام 1968 اعتقل بسبب نشاطه وحكم بالسجن المؤبد ليخرج منه في العام 1985 ضمن عمليات تبادل الاسرى مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، بقيادة أحمد جبريل.

وبعد تحرره من السجن بادر الى تأسيس جميعة انصار السجين وترأسها الى ان تدهورت حالته الصحية واصبح مقعدا منذ سبع سنوات تقريباً بسبب السنوات التي قضاها في السجن في ظروف مزرية.
والقى المربي والكاتب تميم منصور، عضو اللجنة المركزية للتجمع، كلمة بعد اتمام مراسيم الدفن، قال فيها: "في هذا اليوم الحزين فقدت الحركة الوطنية الفلسطينية عموما، وفي داخل الخط الاخضر خصوصا، علما من اعلامها وإبنا بارا من أبنائها، زعيما وقائدا من قادتها، إنه المناضل والمربي عبد الرحيم عراقي... فعدا عن كونه مربيا كبيرا فقد حمل هموم شعبه على كاهله".

"كانت بداية مسيرته في سلك التعليم في اكثر من مدرسة عربية واحدة، عمل فيها تحت مظلة الارهاب الذي فرضه الحكم العسكري، إلا ان هذا الارهاب لم يردعه... فساهم في تفتح براعم وبعث الحركو الوطنية الفلسطينية الناصرية بعد ان أقام نواة هذه الحركة ومن ثم صرحها لعدة سنوات في قريته الطيرة ضمن ما عرف باسم النوادي الثقافية... وقد دفع فقيدنا ثمنا غاليا بعد ان لوحق وطورد وفصل من حهاز التعليم على امل ان تقطع شرايين عطائه للأجيال التي انشأها. وبعد نكسة 1967 التحق بحركة فتح وأصبح من كبار رموزها خصوصا بعد ان اعتقلته السلطات الاسرائيلية وحكم عليه بالسجن اكثر من مؤبد".

واختتم منصور كلمته قائلاً: "أسس فقيدنا جيلا واعيا مكافحا قبل دخوله السجن، وبنى جيلا اكثر ممارسة وصلابة بعد دخوله السجن. فقد كان يؤمن ان السياسة ليست عواطف بدائية حتى لو كانت شريفة. كانت السياسة من وجهة نظره علم ودراسة ومتابعة في كل الاتجاهات الايدولوجية والسياسية والاقتصادية والعسكرية... اليوم يلحق فقيدنا بمواكب الشهداء ممن رحلوا من رموز الحركة الوطنية الفلسطينية، ابو عمار، ابو جهاد وابو علي مصطفى واحمد ياسين والقافلة طويلة...".

في كلمته قال النائب عزمي بشارة الذي كانت تربطه مع المرحوم منذ سنين علاقة حميمة جدا، حيث رافقه في تأسيس جمعية انصار السجين منذ يومها الاول:" اخواني الاعزاء ورفاق درب عبد الرحيم عراقي في السجن وخارج السجن... يوارى المناضل عبد الرحيم عراقي تراب أمه الارض في يوم الأم.. وكم احب فقيدنا أمه والارض... هذا الرجل العظيم، البسيط العظيم، وقل ما اجتمعت والبساطة والعظمة في بشر... التقيته فقط، للأسف، في العقدين الاخيرين، وفي هذه الفترة عرفت عن كثب عن سيرة حياة أمثال هؤلاء الوطنيين الذين كانوا رجالا في زمن عزت فيه الرجولة وكثر فيه الرجال".

" عبد الرحيم عراقي هو رجل عظيم في مرحلته، ليس فقط في مرحلة التعليم وتأسيس النوادي الثقافية، وليس في تأسيس جمعية انصار السجين التي رافقها منذ يومها الاول، وإنما عظمته ايضا في انه كان حرا وهو في السجن وكان سجينا خارج السجن، سجين قضية السجناء".

"عبد الرحيم عراقي يمثل جيلاً هو شاهد تاريخي على هذه الارض الطاهرة، وليس فقط يمثل جيلاً حرم من التنظيم السياسي كما نعرفه اليوم، ولذلك تنظم باساليب اخرى ضمنها التنظيم الثقافي، فهو ايضا يمثل التواضع والبساطة والصلابة خلافا لجيل جاء بعده، لا يناقش الا بعد ان يقرأ... إلا أن ما يثلج صدري اليوم انني لم أكرمك بعد وفاتك كما حصل للعديد من المناضلين، ولكننا كرمناك في حياتك".


التعليقات