الرابطة العربية للأسرى تؤبن الأسير المحرر الشهيد شوقي سعيد خطيب

تخليدا لذكرى الأسير المحرر، الشهيد شوقي سعيد خطيب، أبنت الرابطة العربية لأسرى الداخل مساء اليوم السبت، المرحوم خطيب في بلدته، دير حنا، وذلك بحضور حشد من أبناء الحركة الوطنية في الداخل، وعدد من الأسرى المحررين وأهالي الأسرى، ووفود من الجولان العربي السوري المحتل، ومن المثلث، وبمشاركة عدد كبير من الرابطة العربية ومنسق الرابطة العربية، الأسير المحرر منير منصور، ونائب أمين عام التجمع الوطني، مصطفى طه.

الرابطة العربية للأسرى تؤبن الأسير المحرر الشهيد شوقي سعيد خطيب

تخليدا لذكرى الأسير المحرر، الشهيد شوقي سعيد خطيب، أبنت الرابطة  العربية لأسرى الداخل مساء اليوم السبت، المرحوم  خطيب في بلدته، دير حنا، وذلك بحضور حشد من أبناء الحركة الوطنية في الداخل، وعدد من الأسرى المحررين وأهالي الأسرى، ووفود من الجولان العربي السوري المحتل، ومن المثلث، وبمشاركة عدد كبير من الرابطة العربية ومنسق الرابطة العربية، الأسير المحرر منير منصور، ونائب أمين عام التجمع الوطني، مصطفى طه.

و توفي المناضل خطيب في تاريخ 13-9-2010، بعد صراع طويل ومرير مع مرض عضال ألمّ به منذ خمس سنوات، وقد خضع لعلاجات مختلفة، ولكنه ظل يواكب ويتابع خلالها نشاطات الأسرى حتى آخر أيامه.

وكان الأسير المحرر قد أمضى في السجون الاسرائيلية 15 عاما على مرحلتين، بتهم مقاومة الاحتلال، وتشكيل تنظيم غير قانوني.

يذكر أن الراحل أحد مؤسسي الرابطة العربية للأسرى والمحررين في الداخل، كما عرف عن الراحل سيرته الانسانية و طيبته واستقامته الاستثنائية، إلى جانب التزامه بقضايا شعبه وبمواقفه الوطنية، رغم ملاحقة السلطات والتضييق المتواصل لثنيه عن مواقفه.

تولى عرافة المهرجان الأسير المحرر داهش عكري، الذي أثنى على الدور النضالي والإنساني للفقيد، كما استعرض محطات هامة من مسيرة كفاحه الوطنية والإنسانية.

منير منصور، منسق الرابطة العربية لأسرى الداخل، استعرض مناقب الفقيد، فأثنى على مناقبه وما تحلى من أخلاقيات استثنائية، وكذلك ما تركه من أثر في النفس خلال معايشته في الأسر، وبعد الأسر، وقال: يصعب علينا نحن الأسرى، خصوصا الرعيل الأول، الحديث عنه بلغة الضمير الغائب، التقيته في الأسر عندما كنت شابا صغيرا حيث تقاسمنا عذابات السجن، كما تقاسمنا الأمل والفرح، وعرفته متواضعا، وطيبا، وتلقائيا، وتربينا على أيدي عمالقة الحركة الوطنية أمثاله، كما تتلمذ الكثيرون على أيديهم.

الشيخ رائد صلاح أبرق عددا من الرسائل، قائلا: بعضنا يساهم في أعمال خيرية وأعمال تطوعية، لكن هناك من يقدم أكثر من ذلك بكثير، وهو الشهيد، الذي يقدم دمه من أجل الآخرين، وعزيزنا شوقي خطيب، عاش سنوات طوال خلف القضبان، ولم يكن يفصله عن الشهادة إلا مسافة قصيرة، ولو لم يكن سجينا لكان شهيدا، وقد نال مرتبة المناضل الحر، ونال مرتبة الشهادة، وعاش كبيرا ورحل كبيرا، أكبر من سجنه وسجانه، وأبى أن يعيش لنفسه.

واصل طه، رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، أكد على دور الراحل وأمثاله بالقول: رغم شظف العيش وقساوة الأيام، لم نر على وجهه غير الابتسامة، ولم يحني رأسه، بل عاش ورحل مرفوع الهامة، وأضاف: هذا الجمع أكبر بكثير من تأبين، فهو ثقافة وطنية بامتياز، تدلل على كيفية تكريم مناضلينا، وكيف نحترمهم ونحترم أنفسنا، كما قارن بين الماضي واليوم في التعاطي مع قضية الأسرى قائلا: في الماضي كان البعض يهنئ الأسير سرا، وعندما كان يقضي ويرحل أحد الأسرى، أو الشهيد، فلم تكن ثقافة إحياء ذكراهم ثقافة، إذ علينا أن نرسخ هذه الثقافة تقديرا وتكريما لتكون ثقافة الأجيال، كما دعا طه وناشد بعدم التمييز بين الأسرى، في أي عملية تبادل مرتقبة.

 

رامي لفني، من مدينة "تل أبيب"، رفيق المرحوم في الأسر، تحدث بتأثر بالغ، وبلغة عربية، عن فصول تجربته الاعتقالية مع المرحوم شوقي خطيب، والذي ربتطه له علاقة انسانية استثنائية، حتى آخر أيامهـ وقال: ناضلنا من أجل الحرية وضد العنصرية، وكانت أخوة من نوع نادر، كانت أخوة القلوب التي انبثقت بين إنسانين، سواء كان باختيارهما أو بيد القدر، أخوة أعمق وأقوى من أي نوع أخوة أخرى.

حمود مرعي، عن الجولان العربي السوري، استعرض محطات مؤثرة من شريط عن حياته مع الراحل في الأسر وخارجه، كما عبر عن حسرته بالقول: لو كان حيا ليرى مشهد إنجاز شباب الثورة العربية ومسيرة العودة وانطلاقتها التي أفنى زهرة شبابه عمره في سبيلها.

الطفلة علا طه أتحفت الحضور بقصائد مؤثرة للشاعر الشعبي عمر الفرا، أهدتها إلى روح الفقيد، مما أثار مشاعر الحضور.

نضال عكري، ابنة المرحوم، قدمت كلمة مؤثرة استعرضت خلالها الحنين المتأجج لوالدها، واعتزازها بالإرث النضالي والإنساني العظيم الذي تركه لهم وللأجيال قائلة: آسفة يا والدي لأنني لم أتمكن من أن أعي واجبي تجاه قضيتي حينها لأستوعب غيابك الذي كان واجبا عليك حتى وفاتك،عندما لفظت كلماتك الأخيرة مع صعود روحك إلى باريها متسائلا إن كان قد وصل جيش الإنقاذ لإنقاذ فلسطين، أو كان بإمكانكم السفر إلى الجولان وسوريا.

أما محمد حيادرة، رئيس اللجنة الشعبية في سخنين، وقاسم خطيب، عن أهل دير حنا، أكدا على مناقب الفقيد ودوره النضالي والإنساني بالقول: إن أفضل جهاد هو كلمة حق بوجه سلطان جائر، وإن العزاء يكمن في أنه ترك خلفه أبناء صالحين وشعبا صامدا.

كما قرأ عكري  بالنيابة كلمة توفيق عبد الفتاح "كيف أرثيك" جاء فيها:

كيف أرثيك أبا الأمل؟

ففي الرثاء حزن، وأنت من صنّاع الأمل. دلّني بصمتك الصادق العالي عن مسار أثني فيها على مسيرة كفاحك المخضبة بعقود الشرف دون أسى، دلّني على نهار أحكي فيه عن تلبيتك العنيدة لنداء وطنك لك في أحلك ليالي القهر، كيف أجد مرادفات جديدة للكفاح والصمود والطيبة، أمام الأسر وأمام المرض، كي أعطيك حق الخصوصية بعد أن تعلمت منك معاني الصمت البليغ ودلالات المصارع الوحيد؟ الآن فقط فهمت صمتك، إنه حضور قويٍ باقٍ يتجاوز وساطة الجسد.

يباغتنا الوجع والألم يا أبا أمل، ويداهمنا الموت أحيانا لينزعنا عن همومنا الصغيرة  والكبيرة، ليصطحبنا إلى وقفة مطلة على الجدوى والمعنى، في موتك القيمة والمعنى كما في حياتك أصل والحكاية، حكاية بدأت فصولها عندما اخترت مصيرك بنفسك وخضت طريق النضال والكفاح، وتركت زوجة وأمًا صابرة تربي وترعى أطفالك بغيابك، تنتظر حضورك، في انتظارك كان المحرّك وفي غيابك نتزوج كلنا الانتظار إلى الأبد.

ما بي أرثيك؟ لن أرثيك، سأذكرك، سأذكر عفويتك وطيبتك، وسأذكّر فيك، لأن الرثاء نقيضك، ففيه أحيانًا رياء وابتذال وتزوير، لأنّ لغة الرثاء مشبعة بمفردات موبوءة كنت تسأمها وتبغضها كما بعض رفاقك، لأنها تجافي الحقيقة وتصنع الأضاليل والأساطير، لن أرثيك ولن نبكيك  ليس لأن الغزلان تحب أن تموت بين أهلها وحسب، بل لأن النسور لا يهمها أين تموت، غزالنا المحلّق كالنسر أنت، أحببت الموت بين رفاقك وأهلك ولم تأبه بمكانه.

لقد صارعت المرض بكبرياء النسور وبوداعة الغزلان، رحلت تاركًا أبلغ الوصايا لندونها في انصع صفحات النضال الوطني الفلسطيني وكفاحات الحركة الاسيرة التي لم تفارق همومها يومًا، عهد علينا أن نواصل طريق العزة والشرف إلى حين يبزغ فجر الحرية وتتحقق العدالة على أرض فلسطين ولشعبها، لك المجد ولك العزة، فسلام عليك عندما كنت أهلا للوطن وعبق رياحينه وسلام لك وأنت تبعث فيه وفينا نبض الأحرار لنكمل المسيرة.

التعليقات