حينَ يُبرّأ القاتل ويُدانُ البريء

أبطال شفاعمرو يفارقون أحباءهم ويمضون أول أسبوعٍ في السجن! مراد حدّاد: سنلاحق شركاء الإرهابي نتان زادة يارا جميل صفوري: والدي رجلٌ شجاع

حينَ يُبرّأ القاتل ويُدانُ البريء

*أبطال شفاعمرو يفارقون أحباءهم ويمضون أول أسبوعٍ في السجن!

*مراد حدّاد: سنلاحق شركاء الإرهابي نتان زادة 

*يارا جميل صفوري: والدي رجلٌ شجاع

مشهدٌ استغرق ساعات قليلة، كان كافيًا ليطوي مِن العمرِ ثماني سنواتٍ تخللها الحزن والوجعُ والفراق. عائلات فقدت أبناءها الشهداء دينا وهزار تركي، نادر حايك وميشيل بحوث يوم الرابع من شهر آب عام 2005، وسبعة متهمين حُرموا مِن حقهم بالحياةِ الكريمة والطبيعية هم وعائلاتهم، تحت ذريعة قتلهم الإرهابي القاتل نتان زادة.

عاش أهل شفاعمرو جميعًا، نفس الوجع، والقلق على المتهمين ومصيرهم، وانتهى اللقاء بين أبناء المدينة والمتهمين صبيحة الأحد الماضي، يومَ غادروا  باتجاه سجن الجلمة، لتنفيذ أحكامٍ بالسجن لفتراتٍ متفاوتة لا تزيد عن الـ25 شهرًا، لكنها طويلةً ومريرة بالنسبة لأحبتهم، الذين افترقوا عنهم،وقد كان في وداعهم عدد من الشخصيات القيادية رئيس البلدية أمين عنبتاوي، د.جمال زحالقة، محمد بركة، الشيخ رائد صلاح، عبد الحكيم مفيد، مراد حداد وغيرهم .

قرارات المحكمة

وكانت المحكمة قد أصدرت قرارها، يوم 28 تشرين الثاني من العام الماضي 2013، حيثُ أدانت المتهمين السبعة بقضية مقتل الإرهابي نتان زادة وحكمت عليهم نعمان بحوث بالسجن الفعلي (24 شهرًا). أما المتهم الثاني فهو أركان كرباج: السجن الفعلي 11 شهرًا.  وحكم منير زقوط بالسجن 8 أشهر مع وقف التنفيذ، فيما قضت المحكمة بالسجن الفعلي (24 شهرًا)، على المتهم الرابع باسل قدري.

المتهم الخامس باسل خطيب حكم عليه بالسجن الفعلي (20 شهرًا). المتهم السادس فادي نصر الله حكم عليه بالسجن الفعلي (18 شهرًا)، ولكنه قدم استئنافاً للمحكمة العليا، فيما حكم المتهم السابع جميل صفوري بالسجن (24 شهرًا).

شفاعمرو موحّدة

وقال رئيس بلدية شفاعمرو المربي أمين عنبتاوي الذي يُحسب له دوره في مساندة المتهمين: "هو يوم حزين للمجتمع العربي عامةً ولشفاعمرو خاصةً، ولكن علينا استثمار هذا اليوم بوحدة أهالي المدينة، ونحن كنا نتمنى أن يظهر العدل والإنصاف، لكننا نقول إننا كنّا معهم وسنبقى معهم وإلى جانبهم ومع عائلاتهم". وأضاف: "آمُل أن تتجلى هذه الوحدة في خدمة جميع أبناء شعبنا، وأن يتم المحافظة عليها طوال الوقت".

وتابع: "إنّ كل الجهد الذي بذلناه، وكان يجب أن نبذل أكثر كقيادات عربية محليًا وقطريًا حتى لا نصل إلى هذا اليوم، وعلينا أن نرى كيف يمكن استثماره، وأي ثمرة يمكن أن نجني منه، وأؤكد في الأيام الأخيرة قبل النطق بالحكم، خلال فعاليات خيمة الإعتصام في شفاعمرو ومرافقة الشبان إلى حيفا، تجلّت وحدة شعبنا، ويصح تسميتها بالثمرة". وقال أيضًا: "آمل تاريخيًا ومستقبلاً أن نحافظ عليها ونعززها ونتذكر نحن والأجيال القادمة أنّ هذا التعزيز لهذه الوحدة الرائعة كان خطوة قوية جدًا لتصعيد هذه الوحدة وتكثيفها على شرف قضية نبيلة وسامية كقضية شبابنا". وتوجه بالشكر لأعضاء اللجنة الشعبية المحلية والقطرية والمحامين، على ما قدموه في ملف الشباب".

صفوري: نظلم للمرة الثانية

صرّح جميل صفوري:"شعرت بالظلم مرتين، أول مرة عندما نُفذت المجزرة والمرة الثانية في الحكم علينا وأن نسلم أنفسنا،لكن معنوياتنا قوية، وتنبع من تضامن أهلنا"، وأضاف: "أرى أنّ التضامن هو الأمر الأهم الذي عزّز وقفتنا وصمودنا، فنحنُ نرى قضيتنا عادلة، وأهلنا من كل البلدات العربية والعالم تقف وراءنا،هذا يمنحنا شحنة كبيرة كي نستحمل حكمنا الظالم، ونحنُ مع موعد مع هؤلاء المساندين الداعمين، وأن نكون على قدر الهم وحمله. وكالمعتاد يتم نقلنا إلى الجلمة، وخلال شهر أو شهر ونصف يُعرف إلى أين سيتم نقلنا". وأكّد قائلاً: "إننا مستمرون في طريقنا في الدفاع عن أنفسنا وصد أيّ اعتداء على حقنا، نحن لسنا مجرمين ولم نرتكب أيّ ذنب في هذه القضية، بل على العكس نحن نحاكم لمجرد أننا عرب في هذه البلاد، لذا فإنّ ثقتنا كبيرة بأنفسنا، وبشعبنا، وستظل رؤوسنا مرفوعة في زنازينهم".

مراد حدّاد: سنلاحق شركاء الإرهابي نتان زادة

من جهته اعتبر عضو بلدية شفاعمرو، مراد حداد أنّ "هناك فصلاً كبيرًا ومؤلمًا ومحزنًا في هذا الملف، انتهى بدخول الأبطال إلى السجن، لكن هذا ليس نهاية المطاف".

وتابع:"نحنُ نعتقد أنّنا نبدأ من جديد في كل مرّة بهمةٍ عالية، لدعم الشباب أولاً ودعم عائلاتهم، ثانيًا، علينا ألا ننسى للحظة أنّ شركاء نتان زادة ما زالوا ينعمون بالحرية، ينعمون في بيوت دافئة في هذا الشتاء القارس، علينا أن نقض مضاجعهم، من خلال ملاحقتهم قضائيًا، فحتى لو لم ينصفنا القضاء الإسرائيلي قبل عام، عندما توجهنا إلى محكمة العدل العليا ورفضوا الملف، إلا أنه لا زال حاضرًا وكبيرًا، وجاهزًا للعرض، وفيه معلومات موثقة جدًا، المخابرات ضغطت على المحكمة حسب اعتقادنا، برفض الملف وعدم فتحه، وفتح تحقيق، حتى اليوم نحنُ لا نعرف ماذا جرى في التحقيقات واللجان التي شُكلت بعد المجزرة، من الجيش الإسرائيلي، ومن المخابرات الإسرائيلية والشرطة الإسرائيلية، ونعتقد أنّ فتح الملف سيأتي بتدويل الملف،وسيتم ملاحقة شركاء نتان زادة في كل أنحاء العالم، من قِبل محكمة العدل الدولية، فهناك جريمة، اقترفت بيد جندي فار من الجيش الإسرائيلي، وهناك مَن أعطى الغطاء والفتوى، نحنُ لا نستهتر بدماء شهدائنا وتضحيات أبطالنا، وعليه سنتوجه من خلال جمعيات حقوقية، تمّ الإتصال مِن فترة بعدة جمعيات منها عدالة، ونحن اليوم بصدد تحضير الملف، تحضيره جيدًا لكي يُقبل في المحاكم الدولية، سوف يُمنع وهذا أضعف الإيمان، شركاء نتان زادة ألا يخرجوا خارج إسرائيل وأن يعرفوا أنهم مهددون بالاعتقال والتحقيق والملاحقة، هذا أقل ما يمكن تقديمه لشبابنا في السجن، ومِن أجل تضحيات شهدائنا، وقدسية دمائهم التي سقطت.

عن دور المحامين قال: " أنا لستُ خبيرًا في القضاء، ولا يمكنني القيام بتقييم مهني للمحامين، مع أنني أجِل جميع المحامين وأقدر عملهم وتضحياتهم، في النهاية أنتِ تتحدثين عن متطوعين في هذه القضية، ما تلقوه من أجر في هذا الملف هو أقل بكثير مما كان يمكن أن يطلبه أي محام جنائي يهودي أو عربي مشغول في هذا المجال، الموارد والأموال التي كانت تحصل عليها اللجنة الشعبية هي مِن خلال التبرعات محليًا وقطريًا وهي شحيحة نسبة لملف كبير كملف المجزرة في شفاعمرو، وملف المتهمين، أنا لا أعرف ولا يمكنني تقييم النتيجة النهائية بحسب نوعية المحامين أو جودتهم، أو عملهم، ما أعرفه، وما يمكنني أن أقوله أنّ هذا الملف سياسي، والقرار هو قرار سياسي من المحكمة، أنا أعتقد أن الملف والقرار بأن يُحاكم شبابنا ويدخلوا السجن كان موجودا في الدُرج منذ اللحظة الأولى، وهذا ما قلنا طوال الوقت، من خلال المحكمة، أثناء المحكمة ويوم المحكمة، وبعدها، نحنُ نعتقد أن القرار كان جاهزًا لإدانة شبابنا، ونعتقد أن سجنهم لو ليومٍ واحد هو كثير جدًا، شبابنا ظلموا،هؤلاء هم الذين ضحوا من أجل هذه المدينة ودافعا عن كرامتنا وعن كرامة الجماهير العربية، وكان على لجنة المتابعة وعلينا أن نكرمهم في كل مناسبة، كبيرة وصغيرة وألا يدخلوا السجن، نحنُ نعرف قضايا مشابهة حدثت في الشارع الإسرائيلي، اليهودي كان يقتل مَن جاء ليقتل يهودًا، وكان يأخُذ وسام شرف وشجاعة".

يقول حدّاد: في اليوم الأخير منحنا العائلات الحق في توديع أبنائهم الأبطال قبيل دخولهم الى السجن، للموضوع أيضًا طابع إنساني واجتماعي".
وأضاف: "يوم السبت الماضي دُعي الجميع لتناول وجبة عشاء في بيت جميل صفوري، بحضور كوادر الحركة الوطنية، وتخلل الأمسية زيارات هائلة لأهالي المتهمين، المُدانين، وكأنّ هناك مهرجانا تخلل لحظات وداع، من زوارٍ معروفين وآخرين أتوا من سائر البلاد لدعم المُدانين".
ويعزو حدّاد ما يجري لوقفة رئيس البلدية إلى جانب المتهمين وعائلاتهم، حتى استطاع تحويل الملف إلى ملف لجميع أبناء المجتمع الفلسطيني وليس لأهالي شفاعمرو فقط.

المآسي توحّد الناس

يتابع مراد حداد: "المآسي توحّد الناس، أكثر من الأفراح، علينا أن نستثمر ما جرى أيضًا للأجيال القادمة، أن نستثمر ما جرى مِن مجزرة، لتعزيز الروح الوطنية والهوية الجامعة لنا في بلد مثل شفاعمرو، تعصف بها الطائفية أحيانًا، قضية المجزرة توحِّد الناس، علينا استثمار ذلك من خلال حصص التربية في المدار، من خلال إحياء ذكرى الشهداء دائمًا، من خلال الوقوف مع الشباب المُدانين، الذين يقبعون اليوم في السجن، باسم جميع أهالي شفاعمرو، على مدار السنتين،وذها قرار بلدية، بأن تكون هناك وقفات احتجاجية دائمة، وعلينا أن نرفع صورهم ،وأن نرفع لافتة كبيرة، وسيكون هنالك عدادٌ، لكل يومٍ يمر، وهذا في طور التحضير، وقد تمّ استئجار، شركة لإعداد المجسّم أو اللافتة الكبيرة، مع العداد، وأتوقع في غضون أسابيع قليلة، سيتم تعليق لافتة في مكان مركزي في شفاعمرو".

أما المشهد الأخير الذي أذهلَ مراد حداد، وآلمه، فهو وداع باسل قادري لابنه عصام ابن العام. بكيْت، وعند سؤالك عدت لأبكي، الأب يودِّع ابنه وسيدخل السجن، من الصعب أن نشرح لطفل في عامه الأول، لماذا هو غير موجود، خاصةً أنه ليس جنائيًا، بل يدفع ثمنًا عن كل أهالي شفاعمرو، وبعد أن حملتُ عصام الذي تركه والده، ماذا أقول للطفل؟ منظر مؤثّر كلما تذكرته، تعود بي الحسرة نفسها.

زوجة باسل قدري: أحبه وأفتخرُ بِه

زوجة المعتقل البطل باسل قدري، بادرتُ بسؤالها عن عمر زواجها بباسل فأخبرتني أنها أربعُ سنوات، وأنهما تزوجا عن حبٍ استمرَ سنوات، وأنّ عائلاتها لم تكن راضية عن زواجهما في البداية، تخوفًا مِن الإشكاليات وحالة القلق التي ستعيشها الإبنة بسبب تهمة باسل، لكنّ الحياة استمرت، وقد عاشا أيامًا هنيّة، حتى أطلّ ساعي البريد ببلاغٍ يستدعي فيه باسل للمحكمة، وفي السنوات الثلاث الأخيرة صارت الحياةُ صعبة، ولم يَعُد بمقدور باسِل أن يهنئ بنومه، كان قَلِقًا طوال الوقت، وكأنه ينتظر أن تصدر المحكمة قرارًا بتبرئته أو سجنه، كان تائهًا، وشاردًا في بعض الأوقات، وقد أنجبا طفلين هما غنى وعمرها ثلاث سنوات، وعصام وعمره سنة وثمانية أشهر، ملآ عليهما حياتهما، لكنّ شيئًا ما، ظلّ يُنغص عليهما سعادتهما، في ظل أجواء المحاكم، التي حرمت باسل مِن إيجاد فرصة عمل مناسبة، فالقضية حرمَت أباعصام مِن فرصة قبوله في أماكن عمل مُناسِبة، وهكذا ظلّ القلق رفيق الزوجين حتى انتهى بالدراما الأخيرة، يوم سجنه، "كانَ الفُراقُ مُرًا"، قالت أمل، "وهل هُناك أصعبُ مِن الفُراق؟!" ذكرياتي الجميلة، حياتي معه، سعادتنا، في لحظةٍ وبقرارٍ ظالم باعد بيني وبين باسل وأطفاله،"أليسَ هذا ظلمًا؟!"، لكنّ عزائي أنّ عائلتي وعائلة زوجي يقفون معي، يساندونني ولم يتخلوا عني يومًا، منذ زواجنا وصدور القرار بمحاكمته، بل زادني وزادهم إصرارًا أنّ باسل بطلٌ وكُلنا، وأنا أولهم فخورة بِه، فهو لم يُخطئ بل إنّ هناك دولة ظالمة، تُحاكِم البريء وتُبرئ القاتل.

راقبت مشهدًا آخر وأنا أجلس مع أم عصام، الصبية الصغيرة ابنةُ السادسة والعشرين ربيعًا، وهي حزينة على فراقِ زوجها، وزجه في السجن، عصام الطفلُ ابنُ العام وبضعة أشهر، يتجه نحو الثلاجة، التي عُلّق على بابها صورٌ عائلية، تجمع الزوجين والأطفال في ذكريات جميلة، عصام وقف أمام الصور، وبإصبعه الصغير أشارَ لي مِن بعيد وبدأ يُنادي "بابا"، "بابا"، نداءات طويلة، تنتزعُ القلب، رغمَ أنّه لا يعرفُ شيئًا عن التفاصيل.

يارا جميل صفوري: والدي رجلٌ شجاع!

تقول يارا جميل صفوري، ابنة أحد أبرز المتهمين في قضية الإرهابي نتان زادة، وشقيقة الأسير أنيس صفوري: "أنا فخورة بوالدي، فهو قويٌ ومناضل، دافع عن بلده فاستحق كل هذا الدعم الكبير، فمنذ أسبوعين وأكثر والوفود تأتي لوداعه، قبل تنفيذ الحكم ضده على خلفية مقتل الإرهابي نتان زادة".

تضيف يارا: "أنا قوية، ولستُ أقل مِن والدي، الذي علّمني  حُب الوطن والدفاع المستميت عنه، وهو طريقنا وسنمضي فيه حتى النهاية".

وعن علاقتها بوالدها تقول: إنه أهم شخص في حياتي، هو أبي وأخي ورفيقي، وصديقي المقرب، وقد تربيتُ على أن أكون قوية كوالدي، ورغم هذه القوة، إلا أنّ شعورًا متضاربًا يراودني بين الحزن لغيابه،وبين الصمود وهو بعيد عني، لكنّني كما تريْن"أسيرُ ورأسي مرفوعة، وهامتي شامخة".
"لم أبكِ"– قالت يارا، "فأنا واقعية، والحياة مُستمرة، وسأنتظره طال غيابه أم قصر، طريقنا واحدة، فيه حجارة وعراقيل، وقد ندفع مقابله ثمنًا باهظًا، لكننا لن ننحني للسجنِ والسجّان".

عن علاقة أبي أنيس، جميل الصفوري بالشباب قالت ابنته: "لقد كبرنا وتربينا على يد والدي الذي دعمني وشقيقي أنيس، كما دعم جميع الشباب، منه يستمدون قوتهم وثباتهم، وقد رباني أن أحافظ على "حقي وكرامتي وحريتي وعلى وطني"، لذا تعلقتُ بِه، وآمنتُ به وأحببته كثيرًا.

وعن إمكانية التخفيف مِن حكم الوالد تقول يارا: "كلنا يعرف أنّ جميل صفوري مستهدف طوال حياته، بسبب وطنيته، ولا أضمن هذه الدولة وما يُمكن أن تقوم به، لكنني آمل أن تمرُ مدة محكومته بسرعة، ليعود لي، فأنا أشتاقُ له طوال الوقت".

يارا، خصّت أبا علي رئيس البلدية أمين عنتباوي بالشكر على دعمه ووقوفه إلى جانب المتهمين طوال الوقت، حتى آخر دقيقة، ورأت أنّ له الفضل في رفع معنويات المتهمين، وأنه لم يبخل عليهم بالغالي والنفيس، معتبرًا أن الملف لم يُغلق، وأن هُناك أملاً ومساعي مِن أجلِ تخفيف المدة أو إلغائها تمامًا.

التعليقات