حوار | الأسير المحرر أمير مخول: أحمل رسائل قوية باسم الأسرى

"الأسر صعب جدا خصوصًا عندما تتحدث عن إبعادك عن عائلتك وأسرتك، لكن رغم ذلك لم نسمح لأحد بأن يكسرنا ولم ندع الأسر ينال منا، ومنذ دخولي الأسر تعاملت معه كواقع جديد يجب أن أكون ضمنه، وصممت على تكملة طريقي".

حوار | الأسير المحرر أمير مخول: أحمل رسائل قوية باسم الأسرى

أمير مخول بالبقيعة، أمس (تصوير "عرب 48")

عاد الأسير المحرر، أمير مخول، إلى أحضان عائلته بعد 9 أعوام قضاها في الأسر، على خلفية إدانته بالتخابر مع "حزب الله"، حيث كان في استقباله المئات من مختلف أنحاء البلاد في بلدته البقيعة بمنطقة الجليل الأعلى.

وكانت المحكمة المركزية في حيفا قد فرضت بتاريخ 2011.1.30 على مدير "اتحاد الجمعيات الأهلية -اتجاه"، أمير مخول، السجن الفعلي لمدة 9 سنوات، وسنة إضافية مع وقف التنفيذ، حيث وجهت له النيابة العامة الإسرائيلية تهم "الاتصال بعميل أجنبي والتجسس لصالح حزب الله". كما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية الناشط السياسي، د. عمر سعيد، في قضية مخول، وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 7 أشهر. 

وحاور "عرب 48" الأسير المحرر، أمير مخول، حيث تطرق إلى الأسر وأحوال الأسرى القابعين في السجون الإسرائيلية.

"عرب 48": ماذا تحدثنا عن شعورك بعد نيلك الحرية وعودتك لأحضان عائلتك؟

مخول: ينتابني شعور صاخب، فقد شهدت الأيام الأخيرة احتفالات داخل السجن احتفاء بخروجي، وفي يوم خروجي حظيت بالتصفيق من قبل الأسرى، وقد شعرت بالألم والأمل في الوقت ذاته سيما وأن الأسرى يتوقعون من كل أسير يتحرر أن يسعى لإطلاق سراحهم وتسهيل أمورهم. كما أن هناك حالة فراق بحيث تغير المكان وفي ظل غياب بعض الأحبة مثل والديّ اللذين وافتهما المنية.

"عرب 48": هل من رسائل تحملها باسم الأسرى؟

مخول: هناك رسائل قوية فالأسرى يبعثون بتحياتهم لأبناء شعبنا ويتمنون منا أن نقوم بدورنا بشكل أكبر تجاههم، في ظل الحملة الخطيرة التي تشن عليهم في هذه الفترة، حيث أن هناك محاولات لتجريم الحركة الأسيرة والتعامل معها كحركة إرهابية خصوصًا في ظل الموقف الإسرائيلي والأميركي ونهب أموال السلطة الفلسطينية تحت شعار مكافحة الإرهاب، وهذا مسعى لنزع شرعية القضية الفلسطينية عالميا. نحن كأسرى محررين نقول إن حركات التحرر الوطني ليست إرهابا ولا في أي مكان بالعالم، بينما الاحتلال هو الإرهاب في كل مكان بالعالم، مع الإشارة إلى أن هناك عدة مساعي إسرائيلية حثيثة لإفساد الحركة الأسيرة وزرع الفساد بداخلها، وهذا جزء من التحديات، حتى تفقد مصداقيتها فلسطينيا نظرًا لأن هذه أكثر قضية عليها إجماع وقضية معنوية من الدرجة الأولى.

"عرب 48": كيف تصف لنا التعامل مع الأسرى وخصوصًا السياسيين داخل السجون الإسرائيلية؟

مخول: في السنوات الأخيرة كانت هناك إنجازات للأسرى على صعيد تخفيف الاكتظاظ وتحسين ظروف الاعتقال، لكن في النهاية تبقى هناك سياسة قهر وتفريغ، علمًا أن هناك مساعي لمنع الكتب والثقافة والتدريس الجامعي ومحاولات لخلق نخب وإفسادها من داخل الأسرى أنفسهم، لكن مع ذلك فإن الأسرى على قدر كاف من الوعي تجاه كل هذه المحاولات.

"عرب 48": كيف مرت عليك سنوات الأسر وكيف قضيتها؟

مخول: بدون شك أن الأسر صعب جدا خصوصًا عندما تتحدث عن إبعادك عن عائلتك وأسرتك، لكن رغم ذلك لم نسمح لأحد بأن يكسرنا ولم ندع الأسر ينال منا، ومنذ دخولي الأسر تعاملت معه كواقع جديد يجب أن أكون ضمنه، وصممت على تكملة طريقي التي بدأتها من خارج الأسر في تدعيم المجتمع، وقد نقلت ذلك لداخل الأسر من أجل تطوير المفهوم الحقوقي للمطالب وتدعيم مطالب الأسرى والتعليم الجامعي. وأمضيت وقتا كبيرا في القراءة والمطالعة والكتابة وأيضًا في الحفاظ على نفسي جسديا من خلال ممارسة الرياضة اليومية، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع الإشكاليات التي كان يواجهها الأسرى. كما أن الأسرى اعتمدوا علي كثيرا في تقديم الشكاوى القانونية والإجرائية، وهذا فخر وشرف لي أن أساعد الأسرى في هذا المفهوم.

 

التعليقات