سامي علي: بمقدوري أن أصنع تغييرًا جذريًا بنيويًا في واقع القرية الكارثي

اعتمد في منافستي لرئاسة المجلس على دعم أهلي جميعاً في جسر الزرقاء بدون استثناء، حيث لا بد من الإشارة إلى إنني مرشح لأول مرة ولدي طرح بديل للإدارة الحالية والإدارة السابقة التي يمثلها المرشح المنافس، وتربطني علاقات حسنة مع جميع أهل البلد ورصيدي غني، ولكن الحصة الأكبر من الدعم ستكون من شريحتي النساء والشباب وأنا أعول عليهما كثيرا.

سامي علي: بمقدوري أن أصنع تغييرًا جذريًا بنيويًا في واقع القرية الكارثي

سامي العلي

1- أنت إعلامي معروف على المستوى العام  لكن كيف تم ترشيحك وعلى أي رصيد تعتمد لخوض معترك محلي  ربما هو الأصعب على مثقف مثلك في ظل التقاطب العائلي وإقصاء المؤهلات ؟

سامي علي: ترشيحي للمنافسة على رئاسة المجلس المحلي في قرية جسر الزرقاء جاء بعد دراسة الموضوع والتشاور مع الأهل والأصدقاء والداعمين لفكرة منافستي على رئاسة المجلس المحلي من حركات سياسية واجتماعية ونسائية وشبابية محلية.

وينبع ترشحي للرئاسة من ضرورة وحتمية المرحلة، الوضع المأزوم والمهزوم الذي تعيشه القرية، حالة الاستقطاب العائلي والتكتل السياسي المتمثل بمعسكرين فقط، هذه الحالة التي تعتبر إحدى اخطر المعيقات المحلية التي تحد من حدوث تنمية اجتماعية وسياسية أو نهضة اقتصادية وثقافية، الحصار الذي نقبع بداخله، الإحباط الذي يسود القرية بفعل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، كل هذه العوامل والأسباب وغيرها تستوجب الانتفاض والمبادرة إلى خلق حراك سياسي، شبابي واجتماعي جديد ذي رؤية مهنية ووطنية وشمولية، ينقذ القرية من الانحدار للهاوية، ويمكن فعل ذلك من خلال خوض غمار الانتخابات المحلية، وإدارة المجلس المحلي بمهنية وإخلاص وتصور مستقبلي، وقيادة البلد بروح جريئة ومسؤولية، فضلا عن أن خوض الانتخابات هي الوسيلة الأقوى والأنجع في تغيير الخارطة السياسية وكسر الاستقطاب العائلي في القرية، سيما في ظل انعدام الثقافة السياسية والحزبية على مدار سنوات، فخوضي الانتخابات أنشأ حركة سياسية شبابية جديدة وخلق تعددية من حيث المنافسين وقوائم العضوية، وهذا هدف مرجو غاية في الأهمية، فهو يحول المعركة مفتوحة ولا تنحصر بين معسكرين هما عز الدين عماش الرئيس الحالي، ومراد عماش الرئيس السابق، بالإضافة إلى كون جسر الزرقاء تستحق الأفضل.

أما بالنسبة للرصيد الذي نعتمد عليه، فكما هو معروف أنا اشغل اليوم منصب رئيس اللجنة الشعبية من أجل جسر الزرقاء منذ عام 2008 وساهمت في تنظيم وتنفيذ عدة فعاليات ومشاريع لتحسين أوضاع البلد، ونقوم دائما بنشاطات تسعى إلى رفع هموم وقضايا المواطنين في القرية. بالإضافة إلى عملي كمساعد برلماني للنائب جمال زحالقة، فمن خلاله أيضا أثرت قضايا البلد وتواصلت مع أهلها.

أضف إلى ذلك نشاطي وعملي في إطار فرع التجمع الوطني الديمقراطي في القرية برفقة نشطاء الفرع، فما قدم حزب التجمع للقرية على المستوى السياسي، وما عمله الفرع من نشاطات في المجالات المختلفة هي بحد ذاتها رصيد كبير يعزز مكانتي كناشط اجتماعي وسياسي محليا وقطريا. فضلا عن مجال عملي في الإعلام، فأنا أعمل صحافيا أكثر من 14 عام، وحرصت دائما على وضع القرية على الخارطة الإعلامية، وطرح قضاياها على الأجندة السياسية والاجتماعية، وتسويق القرية كبلد سياحي ومميز، ومع الوقت تحولت بالنسبة للسكان للناطق باسم البلد وسفيرها، ولا أنكر العلاقات الاجتماعية وشعبيتي في صفوف الشباب والنساء فكلها تعزز من رصيدي.

2-  لاشك وأنك مدرك لحجم التحديات المنتصبة أمامك لاسيما في بلد إشكالي يعاني الإهمال والإقصاء من الدوائر الرسمية وتعقيدات الوضع المحلي؟

سامي علي: في الحقيقة نحن ندرك مدى وحجم التحديات والمسؤولية الكامنة في منصب رئيس سلطة محلية بشكل عام وفي جسر الزرقاء خاصة، إذ تعاني قريتي من سياسات تمييز وتهميش وإهمال وفقر، فالقرية تتربع أسفل السلم الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، وتعيش في حصار في ظل انعدام أراض للبناء والسكن والتطوير، ناهيك عن المظاهر السلبية والصورة الدونية التي تعصف بها.

أعتقد أنني كمرشح لرئاسة المجلس المحلي وبحكم اطلاعي على مشاكل وقضايا البلد ومتابعتي لها، انه بالإمكان أن نقوم بعمل يرفع مكانة البلد ويؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق الهدف الذي نصبو إليه.

أؤمن أن بمقدوري أن أصنع تغييرا جذريا بنيويا  في واقع القرية الكارثي. نحن نحتاج إلى ثورة من ناحية اجتماعية، اقتصادية وتربوية وثقافية وسياسية، نحتاج للنهوض بالشباب وتمكين النساء والاستثمار بالعامل والأكاديمي والطفل والمسن، وحتى من ناحية فيزيائية  من بنى تحتية وأبنية وشبكات الطرق والمياه والمجاري، ويمكن صنع ذلك فقط من خلال أهم مؤسسة في البلد، وتحويلها لمؤسسة لجميع مواطنيها تحمل مشروعا شموليا ومتكاملا في التعليم والتطوير والتخطيط، مؤسسة عصرية ومهنية، منصفة وأمينة ووطنية يحكمها العدل والمساواة والمنطق.

3-   هناك جملة من المشاريع والنواقص التي تنتظرك ما الذي يقف على رأس سلم أولوياتك للنهوض بالبلد؟

سامي علي: بدون أدنى شك سيكون على سلم أولوياتي كرئيس للمجلس المحلي.

أولا: قضية الأرض والمسكن وكسر الحصار عن القرية وتوسيع مسطح نفوذ القرية، وإيجاد حلول للضائقة السكنية التي تتسبب بمشاكل إجتماعية.
ثانيا: النهوض بمجال التربية والتعليم، ورفع وزيادة الحاصلين على شهادة الثانوية العامة "البجروت" وزيادة نسبة الأكاديميين، وذلك من خلال هيكلة المؤسسة التعليمية ووضع خطة تربوية وتوجيهية شمولية.

ثالثا: تطوير المجال السياحي في القرية خاصة وأنه الرافعة الوحيدة لتحسين الوضع الاقتصادي للسكان والبلد، فسنعمل جاهدين على تطوير الشاطىء والمرافق الأثرية والكنوز الطبيعية وتسويق القرية كعلامة سياحية وهذا الأمر سيعود بالفائدة الكبيرة للبلد والسكان من ناحية اجتماعية واقتصادية ويعزز مكانتها ويوفر آلاف فرص العمل، فضلا عن مساهمته في تحسين الصورة السلبية عن القرية.

رابعا: بناء الإنسان وخدمة المواطن، عبر الاستثمار في النساء والشباب والأكاديميين، ليكونوا شركاء في صنع التغيير والتخطيط وأخذ القرارات، وأن يساهموا في خلق مشهد ثقافي وحراك سياسي وجماهيري ونسائي. وزيادة المشاريع الداعمة للشباب والنساء، وطبعا توفير الخدمات وتحسين جودتها وتقديمها بمهنية وإخلاص.

خامسا: وضع خطط وبرامج لمحاربة الآفات الاجتماعية والبيئية بالتعاون مع السكان لوضع حد لهذه المظاهر، مثل الفقر والبطالة والعنف وغيرها.
وسادسا: كما ذكرت سابقا، في مستهل حديثي، كسر الاستقطاب السياسي العائلي المحلي وتغيير الخارطة السياسية الخانقة.
سابعا: تمثيل القرية في الهيئات الفلسطينية والوطنية في الداخل، وتحويلها لعنصر فعال في لجنتي المتابعة والقطرية خاصة بعد أن غابت وغُيبت عن هذه المؤسسات المهمة.

4- هل لك أن تصف لنا حال البلد الاجتماعي الثقافي وحال الشباب اليوم فيها وماذا تحمل لهم؟

سامي علي: تعيش القرية حالة كارثية ومأساوية في كافة المجالات، فهي محاصرة ولا يوجد بها احتياط أراضي للبناء، والتطوير، مسطح القرية يصل إلى 1566 دونما فقط، في حين يقطن بها قرابة 13 الف نسمة، 80% من السكان يعانون الفقر، نسبة بطالة مرتفعة، 1200 عائلة تتلقى الخدمات في قسم الرفاه الاجتماعي، وضع تعليمي متدن، نسبة النجاح في البجروت لا تتعدى ال- 30% ونسبة الأكاديميين منخفضة، ناهيك عن سياسات التضييق والإجحاف والتمييز للحكومات الإسرائيلية.

وما أحمل للشباب هو خطة مهنية وتنموية وشمولية، تعزز مكانتهم وتضعهم في قلب مراكز صنع القرار، وفي الحيز الثقافي والتربوي بقوة. هدفي هو بناء وتنمية  قيادة شابة مثقفة، جريئة ومسؤولة، طموحة ومبادرة تتربى على مبادئ الديمقراطية وتترعرع في فضاء الوطنية والقومية العربية والفلسطينية.

وأحمل للشباب رؤية تعيد إليهم الثقة والعزة والفخر، تعزز شخصيتهم وصورتهم الذاتية وتمحو الشعور والصورة الدونية والسلبية، من خلال إحياء التراث الجسراوي المحلي والثقافة الفلسطينية، والشعور بالانتماء لبلدهم.

5-   لاشك أنها مهمات كبيرة وعبئ شاق ما هي الآليات التي ستعتمدها للشروع بتنفيذ المشاريع؟
سامي علي:
يعني لا شك أننا في حال فوزنا برئاسة المجلس المحلي سيكون هناك خطة عمل كاملة ومتكاملة للقيام بتنفيذ مشاريع جبارة وحيوية تخدم البلد وسكانها. ونحن ومع دخولنا لإدارة المجلس المحلي سنعمل على دراسة الواقع القائم في المجلس، نرتب الأوراق ونقوم بحطة إصلاح إدارية ومن ثم سنواصل المشاريع القائمة حاليا وسنقوم بتنفيذ مشاريع أخرى تصب في نهاية المطاف بمصلحة قرية جسر الزرقاء.

6-  ما هي تقديراتك لفرص الفوز وعلى من تعتمد في دعمك؟
سامي علي:
الآن وبعد تقديم قوائم المرشحين للرئاسة وبقاء ثلاثة مرشحين يتنافسون على منصب رئيس المجلس المحلي، اعتقد أن حظوظنا بالفوز ستكون كبيرة، سيكون هناك منافسة شديدة مع الرئيس السابق الشيخ مراد عماش.

اعتمد في منافستي لرئاسة المجلس على دعم أهلي جميعاً في جسر الزرقاء بدون استثناء، حيث لا بد من الإشارة إلى إنني مرشح لأول مرة ولدي طرح بديل للإدارة الحالية والإدارة السابقة التي يمثلها المرشح المنافس، وتربطني علاقات حسنة مع جميع أهل البلد ورصيدي غني، ولكن الحصة الأكبر من الدعم ستكون من شريحتي النساء والشباب وأنا أعول عليهما كثيرا.

7-  هل تضم قائمتكم عنصرا نسائيا وإذا وجد هل هي في مكان متقدم أم مجرد ديكور؟
سامي علي:
طبعا، فنحن في التجمع الوطني الجسراوي حرصنا على أن يكون تمثيل مناسب وحضور كبير للنساء في قائمة العضوية للمجلس، ويتواجدن في مكان متقدم، فالنساء يشكلن ربع القائمة، ولدينا 5 نساء ناشطات وأكاديميات ومبادرات في القائمة.

8-  كلمة تود إيصالها للناخب وللشباب على وجه الخصوص؟
سامي علي:
يعني كوني مرشحا شابا أسعى للفوز برئاسة المجلس المحلي أقول لأهلي وخاصة للشباب: مع علمنا المسبق بحجم الاصطفاف العائلي الذي يسود الانتخابات المحلية عادة، إلا أننا اخترنا التمسك بقناعتنا التي تعطي الفرصة لكل منا أن يمثلنا بغض النظر عن أصوات عائلته، وهذه القناعة والمبدأ يتجسد في قائمتنا التي تشمل تنوعا من ناحية الشرائح والمجالات والعائلات.

هدفنا هو إحداث ثورة تغيير شمولية، والسعي نحو رفع ورقي بلدنا العزيز جسر الزرقاء، وذلك من خلال وضع حركة وكتلة مركزية جديدة وشبابية في المنافسة، قادرة على قلب المعادلة وكسر الاستقطاب العائلي.. نعم أعزائي الشباب وأهلي الكرام، نحن قادرون.. نعم نستطيع معاً وضع حد لهذا الواقع الذي نعيشه، ونسير سوية نحو مستقبل أفضل وأحسن لجسر الزرقاء، خاصة وأننا تحولنا لرقم صعب علة الساحة السياسية المحلية.

________________________________________________________________________________

سيرة ذاتية

-2013: أدرس للقب أول BA، علوم سياسية وإدارة، الجامعة المفتوحة.
2004-2005: دبلوم تحقيق خاص، الكلية القطرية للتحقيقات الخصوصية بالتعاون مع جامعة حيفا.
2002-2005: لقب أول BA، إعلام وصحافة، كلية "كوتيرت"،  تل أبيب.
1999-2000 :شهادة توجيهي، المدرسة الثانوية الشاملة، قرية جسر الزرقاء.

دورات واستكمالات:
12/2010- النساء العربيات في الموازنة الحكومية، جمعية الجليل، شفاعمرو.
08/2010- أخلاقيات العمل الصحفي، "إعلام" مركز إعلامي للمجتمع العربي في إسرائيل، الناصرة.
02/2010- تحرير وكتابة إبداعية،"إعلام" مركز إعلامي للمجتمع العربي في إسرائيل، الناصرة.
05/2008- تحرير وتدقيق لغوي، جمعية الثقافة العربية، الناصرة.
2003-2005- صحافة وإعلام، مدرسة الصحافة التابعة لصحيفة "معاريف" العبرية، تل أبيب.
2001-2002- تصوير فيديو وإنتاج مناسبات، كلية عتيد في أم الفحم.
• قيادة شابة، في جمعية بلدنا. • مبادرات سياحية.  • منقذ سباحة. • إدارة حسابات.

خبرة وتجربة في العمل:
2011- حتى اليوم: مساعد برلماني للنائب جمال زحالقة، رئيس اللجنة الشعبية من أجل جسر الزرقاء، ومحرر في صحيفة عبرية في منطقة ساحل الكرمل.
2011- إعداد برامج لصالح فضائيات عربية، مكتب إنتاج خاص، رام الله+ كتابة مقالات وتحقيقات صحفية، جريدة "مجازين هموشفوت" في زخرزن يعقوب، (مستقل).
2007 -2010: محرر ومراسل نشرة الأخبار المحلية في التلفزيون الإسرائيلي بالعربية، سلطة البث.
2008-2009: تحرير وإعداد برنامج تلفزيوني "صار لازم نحكي"، برامج عربية في القناة الثانية الإسرائيلية.
 

التعليقات