أكثر من ألف فلسطيني في مهرجان الناصرة التضامني مع سورية/هاشم حمدان

المتحدثون يؤكدون: سوريا قلب العروبة النابض والسباقة في نصرة القضايا العربية وتضامننا معها هو تضامن مع الهوية العربية في وجه المؤامرات الأميركية - الصهيونية..

أكثر من ألف فلسطيني في مهرجان الناصرة التضامني مع سورية/هاشم حمدان
تحت شعار "كلنا مع سوريا في تصديها للعدوان الأميركي- الصهيوني" وبمشاركة اكثر من ألف من فلسطينيي الداخل من مختلف انحاء البلاد، ووفد كبير من سكان هضبة الجولان السورية المحتلة، ووفد اخر من مدينة القدس المحتلة، اقامت اللجنة الوطنية للتضامن مع سوريا، مساء أمس الخميس، مهرجانا شعبيا كبيرا في قاعة ابو ماهر الكبرى في مدينة الناصرة، تضامنا مع سوريا في مواجهة العدوان الأمريكي.

واستقبل الحضور بحرارة الوفد الجولاني الذي دخل الى القاعة ملوحا باعلام وطنه سوريا ومرددا اهزوجة "يا سوريا مهما صار.. نبقى بحماك أحرار".
وتولى عرافة المهرجان المحامي محمد ميعاري، رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع سوريا، وتحدث فيه رئيس لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية شوقي خطيب، واعضاء الكنيست عزمي بشارة (التجمع)، محمد بركة (الجبهة)، عبد المالك دهامشة (القائمة العربية الموحدة)، ورئيس الحركة الاسلامية-الجناح الشمالي، الشيخ رائد صلاح، ورئيس حركة أبناء البلد رجا اغبارية، ومطران العرب عطالله حنا، ورئيس اتحاد الجمعيات العربية (تجاه) المحامي حسين أبو حسين، وممثلة لجنة ذوي الشهداء السيدة جميلة عاصلة.

وقدم المحامي مجد أبو صالح تحية الجولان، فيما القى الشاعر الشعبي رفيق ابراهيم من مجدل شمس قصيدة شعبية، وانشدت الفنانة ريم بنا نشيد موطني.

وتلقى المهرجان رسالتي تضامن مع الحضور ومع سوريا قيادة وشعبا، من الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الاسرائيلي، ومن الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، احمد سعدات، المعتقل في سجن اريحا.

واكد المتحدثون في المهرجان تضامن الجماهير العربية في الداخل مع سوريا شعبا وأرضا وموقفا في وجه العدوان الأميركي، واجمعوا على اهمية توحيد الصفوف وعلى ان التضامن مع سوريا يعني التضامن مع لبنان. واكدوا ان التضامن مع سوريا يأتي كونها قلب العروبة النابض والسباقة في نصرة القضايا العربية.

كما أكد المتحدثون على ان التضامن مع سوريا هو تضامن مع الهوية العربية في وجه المؤامرات الأميركية التي تسعى إلى تفكيك الهوية العربية الى طوائف.

وندد المتحدثون بالعدوان الأميركي على الدول العربية ، واكدوا ان المخطط السياسي الاميركي ضد سوريا ليس له أي علاقة بما جرى وما يجري في لبنان.

.إفتتح المهرجان المحامي محمد ميعاري، الذي تولى عرافة المهرجان، فأرسل تحية التضامن إلى حد الإلتحام مع سورية قلب الأمة العربية، وطناً وأرضاً وشعباً وموقفاً وطنياً.
وأكد ميعاري أن دمشق تعني العروبة والتاريخ والرمز، وقبل أن يفتتح المهرجان بأغنية "موطني" قدمتها الفنانة ريم بنا، أقتبس ميعاري قول الشاعر أحمد شوقي، مع تعديل طفيف:
سلام من صبا بردة أرق......وحب لا يزعزع يا دمشق
وقبل أن يعلن عن الكلمة الأولى بادر الجولانيون الضيوف من أهل الجولان العربي السوري المحتل إلى إنشاد النشيد الوطني السوري..

إفتتح الكلمات رئيس لجنة المتابعة، شوقي خطيب، مؤكداً أن الشعب العربي السوري يرفض الوصاية الأمريكية باعتبارها فذلكة جديدة من الإستعمار. كما وجه التحية إلى المبادرين واللجنة الوطنية للتضامن مع سورية.

وقال النائب محمد بركة (الجبهة الديمقراطية) في كلمته بأن الجماهير العربية في الداخل هي مع سورية وضد أمريكا. وأكد أن سورية منيعة وتقرب القدس أكثر، وتجعل حرية الشعب الفلسطيني أقرب، وهي أبية وعصية على تهديدات أمريكا. كما أشار إلى أن وقوفنا مع سورية ضد أمريكا يعني وقوفنا مع لبنان أيضاً، فسورية ولبنان يشكلان الفضاء الذي نتحرك به.
وقال أن هذه الصرخة من الناصرة بوجه المخططات والمؤامرات الرهيبة التي تطال الأرض والثروات والماضي والحاضر والمستقبل، هي دفاع عن الأفق الحضاري وعن مستقبل أطفال يريدون أن يشمخوا في فضاء سورية ولبنان وفلسطين.
وقال النائب محمد بركة ان "العنكبوت الكبير الولايات المتحدة والعنكبوت الصغير اسرائيل هما من لديهما مصلحة في خلق الازمة (في العلاقات) بين سورية ولبنان".

وتطرق بركة في خطابه الى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري ولجنة التحقيق الدولية برئاسة المدعي الالماني ديتليف ميليس وقال ان ميليس واعضاء لجنة التحقيق هم تعيين يمثل السياسة الامريكية ولا يمكن قبول مواقفه كما يطرحها.

وطالب بركة ان التحقيق في اغتيال الحريري يجب ان تقوم به لجنة تحقيق محايدة لا تتاثر من الجهتين الاساسيتين المعنيتين بالتوتر في المنطقة عموما وبين سورية ولبنان خصوصا وهما الولايات المتحدة واسرائيل.

وبدوره قال النائب عبد المالك دهامشة (الحركة الإسلامية) أن سورية هي قلب العروبة النابض، وتمثل رأس الحربة في مقاومة الإحتلال والإستعمار. وأكد أن العدوان الأمريكي على سورية هو بالتنسيق مع إسرائيل، وهذا هو محور الشر الحقيقي.

أما الشيخ رائد صلاح (الحركة الإسلامية) فقد ربط ما بين سقوط بغداد الخلافة على يد التتار والمغول وبين سقوط بغداد من قبل الإحتلال الأمريكي البريطاني. وأكد على أن التضامن مع سورية هو تضامن مع التاريخ والحضارة، ومع العالم الإسلامي والعربي، مشيراً إلى أن الغزو الأمريكي بدأ في أفغانستان ثم العراق، وهو الآن يتهدد سورية والعالم العربي.
كما دعا إلى إجراء مصالحة صادقة بين الحكومات والشعوب تعكس أحلام وأمال وتطلعات الشعوب.

وفي كلمته أرسل رجا إغبارية (حركة أبناء البلد) رسالة تضامن وتلاحم في الموقف الرافض للهيمنة الأمريكية، مع سورية والشعب السوري والقيادة السورية، بوصفه أرقى نظام عربي. ولفت إلى أن الإتهامات توجه إلى سورية مع الإشارة إلى أن إسرائيل تعتبر "مدرسة" في الإغتيالات السياسية. كما أشار إلى أن سورية مستهدفة لأنها تأوي فصائل المقاومة الفلسطينية وتساند المقاومة اللبنانية في وجه الإحتلال، كما تتهم سورية بأنها تغض الطرف عن المقاومين الذي يتسللون إلى العراق، ولذلك نحن مع سورية، فالشرعية الدولية تجيز طرد الغزاة.

أما الأب عطا الله حنا، مطران العرب، فقد عبر عن تضامن مدينة القدس مع دمشق قلباً وقالباً لأنهما عربيتان تحاربان من أجل ثوابت هذه الأمة، ورفض كافة المؤامرات التي تستهدف هذا البلد العربي الأصيل، مؤكداً على أننا أمة عربية واحدة من المحيط إلى الخليج.
كما أكد أن التضامن مع سورية يعني التضامن مع لبنان البلد المستهدف ومن هنا تنبع أهمية المحافظة على وحدة لبنان وضرورة إفشال المؤامرات التي تحاك ضد لبنان.
وقال إن استهداف سورية هو نتيجة لمواقفها القومية العروبية، ولأنها قدمت الكثير للشعب الفلسطيني والشعوب العربية.

وقالت أم أسيل (وجيهة عاصلة من لجنة ذوي الشهداء) أن مطامع أمريكا في المنطقة لن تتوقف عند العراق، ولو استولت على القطب الشمالي لطمعت في القطب الجنوبي. ولفتت أم أسيل إلى أن جرائم أمريكا في المنطقة تأتي بذريعة نشر الديمقراطية والقضاء على الإرهاب، إلا أنها فتحت على نفسها أبواب جهنم في العراق.
ووجهت تحية التضامن مع سورية باسمها وباسم لجنة ذوي الشهداء.
وبدأ المحامي خالد الزعبي (عضو اللجنة الوطنية للتضامن مع سورية) كلمته بتوجيه الشكر والعرفان إلى سورية شعباً وقيادة وجيشاً لتضحياته في لبنان من أجل وحدة لبنان ووقف الحرب الطائفية البغيضة، واشار إلى أن سورية كانت سباقة إلى نصرة القضايا العربية.
كما أشار إلى أن أمريكا تدرك أن انتصار المقاومة العراقية الباسلة، التي تزداد قوة يوماً بعد يوم، هو انتصار للشعوب العربية وانتصار لسورية في الأساس.
وأضاف أنه عندما نتضامن مع سورية فإننا نتضامن مع لبنان أيضاً. والتضامن مع سورية هو تضامن مع أنفسنا وحقنا في الحرية والكرامة.

وأكد المحامي حسين أبو حسين (رئيس إتحاد الجمعيات العربية – إتجاه) أن الحضور الحاشد في القاعة من كافة ألوان الطيف السياسية من الجولان والقدس وفلسطينيي الداخل يجمعون على موقف واحد لأن سورية كانت دائماً وأبداً معقلاً وطنياً مدافعاً عن القضايا الوطنية.
ولفت أبو حسين إلى لجوء أمريكا إلى الشرعية الدولية من أجل إتخاذ قرارات ضد سورية، في حين أن أمريكا هي ألد أعداء الشرعية الدولية، وإسرائيل تخرق القانون الدولي ليلاً نهاراً. واختتم كلمته بالقول أننا مع المعقل الوطني سورية لأنها النظام العربي الوحيد الذي يقول لا لأمريكا، لأنها الحصن المنيع أمام الهيمنة الأمريكية.

وأشار الشيخ سليمان عنتير (عضو اللجنة الوطنية للتضامن مع سورية) إلى أن الأمة العربية تواجه الكثير من المصائب والمطبات في هذه الظروف مما يقتضي تعزيز الوحدة والتضامن. كما أشار إلى أن موقف التضامن مع سورية يجمع جميع أبناء شعبنا في الداخل. وأكد على أهمية الوحدة التي تميز الشعب السوري، وأن سورية ستصمد لأن إرادة شعبها واحدة.

أما الشاعر الشعبي رفيق إبراهيم من قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل فقد ألقى قصيدة شعبية بعد أن قدم الشكر للجميع على موقفهم النبيل في التضامن مع سورية، وبدوره وجه التحية إلى سورية أرضاً وشعباً وقيادة وعلى رأسها الرئيس السوري د.بشار الأسد.

وألقى كلمة سورية متمثلة بالجولان العربي السوري المحتل ألقاها المحامي مجد أبو صالح، حيث عبر بإسم الشعب العربي السوري عن عميق الشكر والإمتنان للوقفة الشجاعة مع سورية الرافضة لأشكال الذل والهوان. كما أكد على أن الشعب الفلسطيني والسوري أبناء أمة واحدة تجمعها وحدة الآلام والآمال في ظرف تحاول فيه أمريكا ترتيب الشرق الأوسط وفقاً لمصالحها التي تتطابق مع مصالح إسرائيل.

وقال إن "سورية مستهدفة لأنها قلب العروبة النابض، لأنها قالت لا للمشاريع الأمريكية، ولأنها رفضت أن تتنازل عن شبر واحد من أراضيها المحتلة، ولأنها قدمت الدعم للمقاومة اللبنانية البطلة، ولأنها وقفت مع القضية الفلسطينية، ولائحة الإتهام طويلة وطويلة جداً"!!

"ختاماً اسمحوا لي وباسمكم جميعاً ومن هنا من قلب فلسطين أن ارفع أسمى آيات التقدير لوطننا الغالي سوريا الحبيبة شعباً وجيشاً وقيادة ممثلة بسيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد. فوحدة شعبنا السوري بكافة انتماءاته وبدعم الأحرار من أمتنا هما الضمانة لإفشال مخططات الأعداء.

تحية إكبار وإجلال للمقاومة العراقية البطلة والتي بفضلها سيفشل المخطط الأمريكي الرامي لإعادة تشكيل المنطقة.
تحية للمقاومة اللبنانية التي ألحقت الهزيمة بإسرائيل.
تحية لشعبنا العربي الفلسطيني ولشهدائه الأبرار.
تحيتي لكم جميعاً وكونوا على ثقة بأن سورية العروبة والكرامة والتاريخ والحضارة لن تركع أبداً إلا لله سبحانه وتعالى..
والسلام عليكم"

وكانت الكلمة الأخيرة للنائب د.عزمي بشارة (التجمع الوطني الديمقراطي) فقال أن المبدأ الذي يجمع عليه الحضور واحد والموقف واحد، فهناك مخطط سياسي أمريكي ضد سورية، لا علاقة له بما يجري في لبنان، بدأ منذ صعود المحافظين الجدد في أمريكا لأهداف سياسية.
وقال إن التضامن مع سورية هو موقف وطني، بالضبط بسبب القضايا التي تعتبرها الولايات المتحدة تبريراً للتآمر والهجوم على سورية، وتتعلق بسياسة سورية في المحاور الثلاثة المعروفة؛ لبنان والعراق وفلسطين.

وأضاف:" إننا نتضامن مع سورية لأننا ندرك أن الولايات المتحدة والصهيونية وضعت أمامها مسألة تفكيك الهوية العربية ونزعها عن الوطن العربي لخلق مسألة صراع بين طوائف وديانات، مما يعني تعميم نموذج الدولة الطائفية الإسرائيلية".

"إننا نتضامن مع سورية في هذه المرحلة ومع لبنان. لأننا ندرك في العمق أن مصلحة سورية هي مصلحة لبنان، ولا يمكن أن تحاصر سورية وتضرب، وتخرج لبنان وفلسطين والأردن سالمة"

وأكد د.بشارة على أنه في هذه الظروف وإدراكاً لعمق المؤامرة، وهي تكاد تكون شاملة، فنحن نقف إلى جانب سورية في القضايا التي حاول غير سورية أن يقايضها مقابل إستقرار النظام!

وفي هذا السياق أشار إلى الهبوط المتزايد في شعبية الرئيس الأمريكي جورج بوش، في الولايات المتحدة والعالم، ما عدا الأنظمة العربية!!

كما لفت إلى أن أهمية الإجتماع التضامني تكمن في أن "صوتنا هو صوت أحرار، صوت أحرار من الولاء لأمريكا، فليس لدينا نظام نخسره، ونخاطب الشعوب العربية من هذا الموقع بدون التأثر بالإملاءات الأمريكية"!

وأضاف أن التضامن مع سورية هو تضامن مع الهوية القومية العربية التي تجمعنا، فسورية مستهدفة لأنها تقف أمام البدائل الأمريكية المطروحة وهي تفكيكنا إلى طوائف. ونحن واثقون أن المؤامرة على سورية سوف تفشل".

واختتم د.بشارة كلمته بالقول:" صموداً صموداً يا أهلنا في سورية وفي الجولان".
..

التعليقات