جدار الفصل وهبة القدس والأقصى وأزمة السكن في المدن المختلطة في مخيم "عدالة" الثالث لطلاب القانون العرب..

-

جدار الفصل وهبة القدس والأقصى وأزمة السكن في المدن المختلطة في مخيم
اختتم الأحد، 12 تشرين الأوّل، أكتوبر 2008، مخيم "عدالة" الثالث لطلاب القانون العرب. شارك في المخيم الذي عُقد في واحة السلام، المحاذية للقدس، ثمانون طالبًا وطالبةً من جامعات وكليات حقوق مختلفة في البلاد. كما شاركت مجموعة طلاب من جامعة القدس العربية في أبو ديس.

وافتتح المخيم بجولة ميدانية حول جدار الفصل العنصري في منطقة القدس، قدّم خلالها المرشدان جمال جمعة وداود حمودة، من الحملة الشعبية لمقاومة الجدار، شرحًا مفصلاً للطلاب حول تأثير الجدار على حياة الفلسطينيين في المنطقة.

وتوقف الطلاب خلال الجولة في عدة مواقع لمشاهدة مسار الجدار الذي يخنق القرى الفلسطينية ويصادر مساحات شاسعة من أراضيها، كما استمع الطلاب لشرح مفصل عن المحاولات المستمرة لعزل مدينة القدس عن محيطها وعن القرى المحيطة بها والمحاولات لضرب المدينة من الناحية الاقتصادية.

وفي مساء اليوم الأول عرضت عدّة أفلام قصيرة على الطلاب من إنتاج مركز "بتسيلم"، والتي تصور عنف الجيش وعنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. وقدم مندوبو "بتسيلم" مداخلة عن أهمية القيام بتصوير وتوثيق الاعتداءات وخروقات حقوق الإنسان وعن مساهمة هذه الصور ومقاطع الفيديو في المرافعة الدولية.

أما اليوم الثاني، فشمل عدة ندوات كانت أولها ندوة حول النشاط الاجتماعي والقانوني في بلورة قضايا الأرض والمسكن في المدن المختلطة.

وقدم المحامي أمير بدران مداخلة عن إشكاليات العمل القانوني في الدفاع عن البيوت المهددة بالهدم والمصاعب القانونية في الدفاع عن العائلات العربية التي تحاول بلدية تل أبيب وشركات الإسكان الحكومية إخلائها من بيوتها.

وقدم السيد جمال سلامة من مؤسسة "شتيل" شرحًا شاملاً عن أزمة السكن في اللد والرملة وعن استثناء السكان العرب من مشاريع الإسكان التي تبادر إليها السلطات في هذه المدن.

وعرض السيد عرفات إسماعيل، رئيس لجنة قرية دهمش، غير المعترف بها، والتي تقع بين مدينتي اللد والرملة، تقريرًا عن معاناة أهالي القرية وعن الصعوبات التي يعاني منها أهالي الحي في جميع مناحي الحياة، حيث أن القرية تفتقر لأدنى الخدمات مثل شبكة شوارع ومدرسة أو عيادة طبية وحتى أنّه لا يتم جمع النفايات في القرية.

في فقرة ورشات العمل تم توزيع الطلاب بين خمس مجموعات تناولت مواضيع مختلفة. وقام محامون مختصون بتوجيه المجموعات وإدارة النقاش فيها. تناولت الورشة الأولى موضوع حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وأدارها كل من المحامي عباس عباس، مدير جمعية المنارة، والسيد محمد ذياب الناشط في الجمعية.

أما الورشات الأخرى فأدارها محامون من "عدالة"، وتمحورت حول المواضيع التالية: الحقوق الدينية والثقافية وحقوق الأسرى والمعتقلين والحق في التعليم والحقوق الاجتماعية في القرى غير المعترف بها وورشة بموضوع حقوق الإنسان في ظل الاحتلال.

واستضاف المخيم بازار حقوق الإنسان الذي شاركت به جمعيات ومؤسسات حقوق إنسان مختلفة، حيث أخذت كل مؤسسة زاوية خاصة عرضت بها منشوراتها وملخص عن نشاطاتها. وتنقل الطلاب بين المواقع المختلفة واستمعوا إلى شرح من نشطاء الجمعيات عن مجال عمل ونشاط الجمعية.

وخصصت الفقرة المركزية في اليوم الثاني لهبة القدس والاقصى في تشرين الأول/ أكتوبر 2000. وشملت الفقرة عرضا صوريا وإيضاحيا مقتضبا قدمته المحامية عبير بكر من "عدالة" عن التطورات القانونية في القضية من لحظة القتل وحتى يومنا هذا، تلاه حوار مفتوح مع ضيفة المخيم السيدة جميلة عكاوي، أخت الشهيد عمر عكاوي، والتي تحدثت عن حادثة استشهاد أخيها، وعن معاناة العائلة خلال الثماني سنوات الماضية، وعن إصرار جميع عائلات الشهداء على مواصلة النضال حتى ينال جميع المجرمين عقابهم.

وشملت الفقرة أيضا ندوة موسعة أدارها المحامي وائل رابي، عضو لجنة المراقبة في عدالة، وشارك بها كل من: شلومو كوهين، رئيس نقابة المحامين السابق، والمحامية سمادار بن ناتن التي عرضت أوجه الشبه بين الجيش والشرطة في الاعتداء على الفلسطينيين والعرب أيا كانوا وعدم محاكمة المعتدين، والدكتور محمود يزبك، عضو إدارة عدالة، وعم الشهيد وسام يزبك، الذي كان شاهدًا على هجوم مجموعة من الإسرائيليين مدعومين بقوات من الشرطة على الحي الشرقي في مدينة الناصرة في أكتوبر 2000. واختتم الفقرة المحامي حسن جبارين مدير مركز "عدالة" الذي تحدث عن العقلية القانونية التي تقف وراء قرارات المحكمة العليا والهيئات القضائية الأخرى في إسرائيل.

تناولت الفقرة الأولى من اليوم الثالث والأخير للمخيم ندوة تحت عنوان "دور الأكاديمية في الدفاع عن حقوق الإنسان" شارك فيها محامون مشرفون على عيادات حقوق الإنسان في الجامعات الإسرائيلية والفلسطينية. أدار الندوة المحامي عوني بنا من "جمعية حقوق المواطن"، وشارك فيها المحامي ضرغام سيف مدير عام جمعية "كرامة"، والمحامية رونيت هرماتي ألبيرن المحاضرة في جامعة حيفا ومديرة العيادات القانونية هناك، والمحامي ايتاي هيرميلين من العيادة الجنائية في جامعة تل-أبيب، والذي تحدث عن تجربته في تمثيل أسرى حزب الله ومساهمة الطلاب في ذلك، كما شارك أيضا المحامي منير نسيبة من جامعة القدس في أبو ديس الذي عرض أمام الطلاب الخلفية التاريخية للتعليم القانوني في الضفة الغربية، والأسباب التي دفعته لإقامة أول عيادة حقوق إنسان أكاديمية في فلسطين في مواجهة جرائم الاحتلال.

أما الفقرة الأخيرة في المخيم فقد خصصت لنشاط طلاب القانون في مجال حقوق الإنسان وانخراط الطلاب في العمل في هذا المجال. واستضافت الفقرة طلابا ينشطون في العيادات القانونية الخاصة بمواضيع حقوق الإنسان في الجامعات.

وتحدث في الندوة الطالب فادي أسعد من جامعة حيفا، الذي ينشط في العيادة القانونية الخاصة بموضوع الأسرى في جامعة حيفا، والمحامي المتدرب مهند ناصر، الذي ينشط في العيادة القانونية الخاصة بحقوق الإنسان في جامعة تل أبيب، والطالبة نورا ادكيدك من جامعة القدس في أبو ديس، التي تحدثت عن تجربتها في العيادة القانونية هناك. وشدد الطلاب في مداخلاتهم على أهمية النشاط الذي قاموا به وعلى الفائدة التي حصلوا عليها في أعقاب نشاطهم.
....

التعليقات