بلداتنا العربية بين حلم التغيير وبؤس الواقع: سخنين مشروع نهضة ينتظر التنفيذ..

-

بلداتنا العربية بين حلم التغيير وبؤس الواقع: سخنين مشروع نهضة ينتظر التنفيذ..
سخنين ليست بلد العجائب إلا أنها الاستثناء عن أخواتها بالمعنى التاريخي السياسي الثقافي الاجتماعي لما تتفرد بمكانتها كبلد الشهداء ودورها التاريخي، في يوم الأرض وهبة القدس والأقصى وما تركته من بصمات على مستوى الوجدان القومي وعلى مستوى ملامح الهوية بآثار النكبة والحكم العسكري.

كان لها وليوم الأرض عام 1976 بصمة دامغة في تحديد عناصر الهوية وصياغة الذاكرة الجماعية لأقلية عانت عمليات التطهير العرقي والإبادة الجماعية، وربما شكلت محطة مفصلية تاريخية بين حالة الضياع لجماعة قومية فقدت بليلة وضحاها مجمل مقومات الوجود المادي والإنساني، حيث أكدت المدينة في يوم الأرض ثوابت غير قابلة للتفسير والتأويل بأننا أبناء الأرض، وأن الأرض ليست مجرد مصدر اقتصادي ومعيشي، إلا أنها ذات أبعاد أعمق وأشمل على المستوى الوجودي الإنساني الثقافي والحضاري والتاريخي، وأعمق وأعرض من اختزالها اقتصاديا ومعيشيا، وأن استهداف سخنين بسكانها الذين قاربوا الثلاثين ألفا، بلد السلم الأهلي بالأمن والأمان بطوائفها وعائلاتها وشرائحها الاجتماعية المتآخية، ليس له إلا أن يثير الريبة والشك إلى درجة اليقين بأن مخطط السلطة قائم على قدم وساق.

وليس من قبيل الصدفة أن يرى بعض السياسيين والمثقفين بأن هذه الأسباب مجتمعة تشكل سببا لاستهداف مدينة تتمتع بهذه المكانة على المستوى الوطني والتاريخي، فتطويقها بحزام من المستوطنات وإقامة المصنع العسكري "رفائيل" على صدرها ليضعها فوق برميل من البارود ما هو إلا عمل منهجي استراتيجي يهدف إلى نزع مكانة المدينة التاريخية كرمز مؤثر في المنطقة والبلاد عموما، لاسيما وأن الحديث يتمحور نحو الهوية والذاكرة وقلب المعادلات على غير ما تشتهي السفن، حيث يرى البعض أن عملية التخريب الثقافي الاقتصادي والاجتماعي للمدينة ما هي إلا عملية متعمدة تستهدف الدور المؤثر والرائد لسخنين ومكانتها أكثر من غيرها.

وفي الآتي جولة ميدانية استطلاعية لاستكشاف ما هو مظلم، وما هو مضيء في أزقة المدينة.المشهد على عين الناظر أبلغ من أي كلام. ولو أمعنت النظر بمحيط المدينة لعرفت أن المدينة المجازية هي عبارة عن "غيتو"، بل اقرب إلى المخيم منها إلى بلد في دولة تتبجح أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.

وهذا الأمر لدينا مفهوم، أما ما هو مستهجن هو جهلنا بما هو ماثل وقائم أمام أعيننا بعد ستين عاما، فإن السياسات الرسمية معلومة ومفهومة لدينا، ولا تريد الخير لنا. وفي المناسبة استذكر دراسة لابن المدينة الباحث نبيه بشي"تهويد المكان" حيث تفاخر أحد مهندسي البلدية بأنه حقق انجازا مفاده أنه أقنع الجهات الرسمية بإبعاد جدار مصنع "رفائيل"، المصنع العسكري المحاذي للمدينة، بضعة أمتار عن بيوت السكن في سخنين في وقت كان المطلب النضالي اقتلاعه بالكامل لأنه يشكل تهديدا خطيرا وكارثيا للبلد ويحد من إمكانية توسيع الخارطة الهيكلية.

أما بما يتعلق بالجوانب الأخرى فمستوى التعليم يعاني قصورات كبيرة، وهذا ما كشفته التقارير العام الماضي، ومحاولة إغلاق المدارس الإعدادية وموضوع المدارس الخاصة في سخنين التي تحولت إلى شبه إقطاعيات خاصة مؤشر على مظاهر أزمة آخذة بالتفاقم، هذا إلى جانب غياب الكفاءات المهنية والتعيينات السياسية في كثير من الأحيان وتدخل الشاباك.

عند العرب الأمر الذي يضع مستقبل التعليم أمام مئة سؤال وسؤال، ومن جهة أخرى فإن الوضع الثقافي أيضا يعاني فراغا في المضامين والكفاءات المؤسسات الثقافية المكتبة العامة والمركز الثقافي يتحملون المسؤولية لغياب الحراك الثقافي. صحيح أن لدينا عددا من المبدعين أمثال رسام الكاريكاتير سعيد النهري والفنان التشكيلي محمود بدارنة وموسيقيين ومسارح وباحثين أمثال نبيه بشير ود.صبحي بشير، لكن باعتقادي يجب أن يكون هناك انقلاب على مستوى المؤسسات واستراتيجيات العمل من حيث المهارات والكوادر المهنية والمضامين رغم شحة الميزانيات والموارد.
المسرح تأثيره متواضع وبوضعه الحالي لا يليق بسخنين والمنطقة رغم مرور أكثر من ثلاثين عاما على تأسيسه.

الأسباب باعتقادي تعود أولا إلى أن الجمهور لا يقبل على المسرح لأن المسرح ليس في سلم الأولويات. والقضايا الثقافية والتربوية أصبحت ثانوية إلى جانب شبكة الاتصالات الالكترونية التي سيطرت على حيز كبير لدى قطاعات واسعة من الناس، الفضائيات وما تبثه من برامج هابطة استبدلت بالأعمال الفنية النوعية.

و في نفس الوقت هناك فئة من الجمهور لا تقبل على المسرح بسبب غياب الأعمال النوعية في بعض المسارح، خصوصا تلك التي تخضع لرغبة الجمهور لمجرد التهريج، وهذا لا يقدم من المسرح لأننا سنجد أنفسنا بعد عشرين عاما نراوح في نفس المكان، علما أن وظيفة المسرح هي الارتقاء بمستوى ثقافة وذوق الجمهور، وليس هناك شك أن الجوال يضم كوادر فنية أكاديمية ومهنية تقدم أداء رائعا ومضامين طرحت على الدوام هموم الناس الاجتماعية والسياسية والمعيشية وهذا يجمع بين المضامين وبين الكوميديا الساخرة.

ونحن في الآونة الأخيرة نسعى وبالتنسيق مع رئيس البلدية لإقامة قصر ثقافي يليق بسخنين والمنطقة لأن شروط المكان الملائمة لها دور كبير في استقطاب جمهور المسرح في ظروف مسرحية جيدة.
المتحف قائم منذ عام 1990 وقام بإنشائه والإشراف عليه مركز إحياء التراث في الطيبة ومؤسسة كنعان للثقافة والفنون بهدف الحفاظ على الهوية الفلسطينية.

واليوم هو مشروع مشترك بين المؤسسة وبلدية سخنين، وهو غني بمحتوياته وفي زواياه المتنوعة، فهناك زاوية لأدوات العمل، وأخرى للبيت الشعبي وبيت المونة والمضافة والحرف الشعبية والأزياء وغيرها من الزوايا التي تعيدك بحنين الماضي إلى الجذور.

أما إغلاق المركز وتوقيف مديره عن العم "وأنا الموظف الوحيد الذي تم فصله بسب خطة الإشفاء من قبل البلدية، هو أمر غريب ومستهجن بل طعنة في الصميم، خصوصا وان المركز ربما تحول إلى أهم معلم من المعالم الثقافية في المدينة. وتنبع أهميته بما تمثل محتوياته من الموروث ومكانته في الذاكرة الجماعية.

أنا بدوري لن اترك المتحف وأنا مستمر في العمل تطوعا لتقديم الخدمة للمتحف ورواده خصوصا من الطلاب وجيل الشباب الذي يتعرض إلى عملية تشويه أمام الرواية الإسرائيلية إذ عليه أن يعرف تاريخه وجذوره الضاربة عميقا وموغلة في وجدان هذه الأرض.
راودتني الفكرة من خلال دراستي الفنون. وأنا اعشق الفلكلور والتراث الشعبي إذ وجدت أن سخنين غنية وأصيلة بتراثها. قررت في هذا الفيلم استعراض المراحل التاريخية التي مرت بها حضارة العرب واستعراض تاريخ سخنين وإبراز كل الآثار القديمة التي تتعلق بتاريخ عرب 48.

والمدينة بعراقتها تستحق التوثيق لتراثها الذي يدلل على الجذور العميقة في وجدان أهلها، وخصوصا أن الجيل الشاب لا يعرف الكثير عن هذا الموروث.

شرعت في توثيق صور من تراث وفلكلور مدينتي بشكل ميداني، بما في ذلك لقاء مسنين وتوثيق ما هو مفيد، وحتى الآن قمت بتصوير مشهدين من أصل 11 مشهدا، لكن للأسف رغم أهمية هذا التوثيق إلا أنني لم الق الدعم والتشجيع بل يقتصر على عائلتي وزوجي، لكنني مستمرة في هذا التحدي وواثقة أنني قادرة على تقديم لوحة فنية وثقافية جميلة آمل أن تسهم في تعريف الجيل على تراثه وتعزز من انتمائه لبلده ومجتمعه.
وحدة البيئة الأولى من نوعها في الوسط العربي تأسست عام 1993 ويخدم الاتحاد كلا من سخنين عرابة دير حنا عيلبون كوكب أبو الهيجاء والبعينة – نجيدات.

يعمل الاتحاد من أجل ترسيخ القيم البيئية، ويولي اهتماما بالنشاط التربوي لزيادة الوعي البيئي في المجتمع، كما يعنى الاتحاد بقضايا مثل معالجة النفايات وإعادة تدويرها والتخطيط البيئي والحد من مصادر الإزعاج والإشعاع والمحافظة على جودة المياه وتدوير المياه العادمة ومواضيع أخرى.

وأنا بدوري أعمل في مجال التثقيف البيئي والهدف من ذلك هو تذويت الثقافة والقيم البيئية في الوسط العربي.

( هنا نشير إلى أن هناك تذمرا واستياءا من قبل المواطنين في سخنين بسبب إقامة مجمع المياه العادمة المحاذي لوحدة البيئة قريبا من المناطق المأهولة وذلك لأنها تقع في منطقة للبناء والسكن).
الوضع الاقتصادي في المدينة يعاني حالة ركود وتراجع واضح، خصوصا المصالح الصغيرة، وذلك باعتقادي يعود لأسباب منها ما هو متأثر بالركود العام، ومنها لعدم قدرته الصمود أمام المصالح والشركات الكبيرة التي دخلت المدينة مثل "ميغا" و"سوبر فارم" و"محسانيه تيؤورا" والمجمع التجاري "مول سخنين" وغيرها.

لكن مع ذلك هناك زبائن من خارج المدينة بمن فيهم اليهود بعد أن قاطعوا العرب في أعقاب هبة اكتوبر 2000، وفي المناسبة أتوجه رغم حالة الركود إلى أصحاب المصالح التجارية أن يتوجهوا لترخيص محلاتهم لضمان سلامة المكان والزبائن خصوصا على مستوى الأمان والصحة.
المنال تأسست حديثا من نشطاء متطوعين عملوا في المجال. ونحن نعمل مع جمهور الهدف من أصحاب القدرات الخاصة من جيل 18 -65 من ذوي إعاقات حركية حسية وجسدية.

والجمعية تنشط أساسا حول أربعة أهداف أساسية، تطوير خدمات لقضاء وقت الفراغ، إتاحة الحقوق وتسهيل المنالية، تغيير الأفكار النمطية المسبقة، المساهمة في دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في سوق العمل.

لدينا عاملتان اجتماعيتان، وطاقم من المتطوعين غالبيتهم من ذوي الإعاقات ويمتلكون خبرات ومهارات اكتسبوها ميدانيا في هذا المجال، ولدينا مشاريع مشتركة مع جمعيات ومؤسسات قطرية ومحلية. ما يميز المنال أنها منفردة في مجالها وهي الجمعية الوحيدة في المدينة، وربما في المنطقة.

حلمنا الكبير يتمثل بالشراكة مع قسم الخدمات الاجتماعية في بلدية سخنين.
حول العلاقة بين البلدية والمواطن، هناك تعاون مرض بين إدارة البلدية الجديدة والمواطن في سخنين.

جباية 25 مليون شيكل ضرائب من المواطنين خلال اقل من خمسة أشهر، إن دل عن شيء إنما يدل عن الثقة العالية بين المواطن والبلدية.

نعمل الآن على عدد من المشاريع، ومنها مشروع الشارع الرئيسي وتكلفته 23 مليون شيكل، كذلك إعلان مناقصة 12 مليون شيكل لنقل كل مكاتب وأقسام البلدية إلى المبنى الجديد.إلى جانب إنشاء خط لتصريف المياه وتكلفته 420 مليونا والشروع بإقامة 10 روضات مرة واحدة".

هنالك هناك مشكلة نشأت حول ترخيص البناء في البلدة القديمة، وهذه ظاهرة جديدة وغير مسبوقة إذ أن المواطنين في البلدة القديمة لم يكن يطلب منهم في السابق أوراق ثبوتية لأنها غير متوفرة أصلا. وفي هذا الشأن عقدنا الأسبوع الماضي أنا والنائب مسعود غنايم وسليمان عثمان مهندس البلدية جلسة مع مدير مكتب التنظيم والبناء اتفقنا بعد التداول في هذا الموضوع أن نعمل سوية لحل هذه المشكلة وأنا متفائل بأن سخنين ستنهض".

أما بالنسبة لتذمر السكان من مجمع المياه العادمة شرق المدينة فهم على حق والجميع يعرف بأنه ناتج عن خطأ تخطيطي وهندسي عندما أقيم أواسط الثمانينات، حيث لم ينتبهوا إلى أن المدينة مطوقة من جميع الجهات بالمستوطنات ومصنع "رفائيل"، وأنه لا مكان للامتداد بالسكن إلا من الجهة الشرقية حيث يقع المجمع على مساحة 60 دونما، لكن هناك تخطيطا لنقله إلى مدينة كرمئيل وإقامة مركز تجاري كبير في مكانه حسب الخطة، لكن أنت تعلم أن الوضع المالي صعب وانه سيستغرق المشروع بهذه الخطة وقتا طويلا.

أما بالنسبة إغلاق المتحف وإيقاف مديره أخونا أمين ابو ريا عن العمل أقول إن الإدارة السابقة قررت ضمن خطة الاشفاء فصل عشرة موظفين ثم تخفيض من وظائف بعضهم لأن المحاسب المرافق إذا لم يتم الالتزام بخطة الاشفاء لن يصادق على الميزانيات، وأنا اعترف أن أخونا أمين أبو ريا هو الموظف الوحيد الذي تم توقيفه عن العمل، لكني أعد بأنّ هذا لن يطول وسوف يعود قريبا لمزاولة عمله فهو ابن بلدنا وأخونا، كما أننا سنتعاون مع مسرح الجوال، وكان لنا لقاء. فنحن شعب حضاري وسنسعى للنهوض بسخنين وبالتعاون مع الأخ عادل أبو ريا مدير المسرح بما يخدم بلدنا والحياة الثقافية فيها. سنعمل على تطوير الرياضة و كل مجالات الثقافة الأخرى.
....

التعليقات