الحزب القومي العربي ينسحب من المعركة الانتخابية ويعلن دعمه للتجمع

كنعان: نريد للتجمع ان يكون القوة الأولى في الوسط العربي* زحالقة: بعد الانتخابات سنحقق الاندماج الكامل وادعو جميع الحركات الوطنية ان تضع ايديها بأيادينا كي نلم شمل الحركة الوطنية

الحزب القومي العربي ينسحب من المعركة الانتخابية ويعلن دعمه للتجمع
فور دخول وفد التجمع الوطني الديمقراطي قاعة المنارة في سخنين، استقبل بحفاوة بالغة وطغت مشاعر الحماس على الحضور، وعلا التصفيق مع إعلان الحزب القومي العربي، برئاسة عضو الكنيست السابق محمد حسن كنعان، مساء اليوم الاربعاء، انسحابه من المعركة الانتخابية للكنيست القادمة ودعمه الكامل لحزب التجمع الوطني الديموقراطي.

جاء ذلك خلال مؤتمر عقده الحزب القومي العربي في سخنين، مساء امس الاربعاء، بحضور وفد كبير من التجمع الوطني الديموقراطي ضم النائب واصل طه والنائب جمال زحالقة وسكرتير التجمع عوض عبد الفتاح، وعضو المكتب السياسي مصطفى طه، والعديد من نشطاء الحزب.

وقد استقبل وفد التجمع بحفاوة بالغة لدى وصوله الى مؤتمر الحزب القومي العربي الذي عقد في قاعة المنارة في سخنين.

وتحدث رئيس الحزب القومي العربي محمد حسن كنعان فاعلن ان مؤتمر الحزب "قرر بالاجماع التجند في هذه المعركة لنصرة التجمع الوطني الديموقراطي". وأضاف: "نعاهدكم ان نكون جنودا حقيقيين في كل بيت وفي كل بلد، نريد للتجمع الوطني ان يكون القوة الأولى في الوسط العربي. نحن وحدة واحدة وكأننا نخوض المعركة الانتخابية. سنتجند معا لاخراج ابناء شعبنا الى صناديق الاقتراع وزيادة قوة التجمع الوطني".

والقى النائب جمال زحالقة كلمة قال فيها: "بوركتم جميعا على قراركم المسؤول والوطني، بوركتم على استعدادكم للعمل من أجل تقوية التمثيل العربي في الكنيست. احيي اخي محمد حسن كنعان الذي نعرفه منذ سنوات طويلة، منذ كان ناشطا في الحركة الطلابية في بئر السبع، في طمرة، في الكنيست، وفي كل المواقع. نسعى باخلاص ليكون الاندماج كاملا بين الحزبين. هذا هو الامر الوحيد الذي اتفقنا عليه قبل هذا الاجتماع، وبعد الانتخابات ستتشكل لجان من اجل تحقيق الاندماج الكامل.

"اعرف انكم تريدون أن نبني حركة وطنية تكون التيار المركزي للجماهير العربية. اناشد جميع الحركات الوطنية ان تضع ايديها بأيادينا كي نلم شمل الحركة الوطنية وجعلها التيار المركزي. بوركتم وسنحتفل معا فجر التاسع والعشرين من آذار بالنصر الكبير الذي سنصنعه معاً".

وقرأ الناطق بلسان الحزب القومي العربي عدنان بكرية بيان الحزب بهذا الشأن، تحت عنوان " ننسحب من المعركة الإنتخابية مرفوعي الرؤوس داعين كوادرنا إلى التجند والتجنيد لدعم التجمع الوطني الديمقراطي".

ومما جاء فيه: "اننا نمتلك الجرأة الكافية على اتخاذ مواقف حاسمة ومصيرية تصب في مصلحة شعبنا وجماهيرنا.

"اننا نعلن انسحابنا من المعركة الانتخابية رغم ادراكنا لمدى التعاطف والالتفاف الجماهيري حولنا، واننا بهذه الخطوة المسؤولة نلبي نداء الواجب، منطلقين من قناعتنا بأن قوتنا وقاعدتنا الجماهيرية هي الرصيد لاستمرارنا على الساحة السياسية وليس التمثيل البرلماني".

واشار البيان الى المفاوضات التي اجراها الحزب القومي العربي مع القائمة العربية الموحدة والجبهة قبل تقديم القوائم الانتخابية، وقال: "من المفارقات المؤلمة التي احاطت بالمفاوضات قبل تقديم القوائم الانتخابية: القائمة العربية الموحدة خانت العهد وتنكرت لاصول الشراكة وداست على أخلاقيات العمل السياسي، والجبهة اعتمدت المراوغة واستثنيتا حزبنا من الموقع الرابع وحتى الخامس في قائمتيهما، وبالتالي تم حرمان كوادرنا ومؤيدينا من ممارسة حقهم الديموقراطي في انتخاب مرشح الحزب الاخ محمد حسن كنعان.

"لقد تنكرا (العربية الموحدة والجبهة) للمطلب الجماهيري المنادي بوحدة الاحزاب في هذه المعركة المصيرية. وبناء على ما تقدم نعلن دعمنا الكامل للتجمع الوطني الديموقراطي وندعو كوادرنا ومؤيدينا ومحبينا الى التجند لنصرة التجمع".

"ومن جهته قال النائب واصل طه أنه لا عجب أن يتخذ الأخ كنعان وحزبه ونشطاؤه هذا الموقف القومي الوطني الصادق.
وأضاف:" نحن صادقون فيما نقول، ستصبحون جزءاً من حياة التجمع بعد الخطوات الإندماجية"

وقال إن الحزب القومي العربي يأتي ليقول أنه لا مجال لتيار آخر بين الجبهة والحركة الإسلامية سوى هذا التيار الذي يؤكد على انتمائنا الوطني وهويتنا القومية.

"هذه الخطوة سيكون لها مردود، وهي جزء من تنظيم الجماهير العربية، أحد أهداف التجمع، فهذه الوحدة جاءت لتعزز هذا التيار لتجعله قائداً لهذه الأقلية. فهذا هو التجمع الوطني الديمقراطي، انضموا إليه، وسيكون تياراً قوياً رائداً، القوة الأولى في الوسط العربي"

وتابع" تلوح الفرصة الآن من خلال الإلتفاف الشامل حول التجمع، ليكون على عتبة التحول من حزب قوي إلى القوة المركزية في الشارع العربي. في الثامن والعشرين من آذار يصادف الميلاد العاشر للتجمع، ومعاً سنخرج منتصرين في التاسع والعشرين نحو انتصارات أكبر"
ورداً على أسئلة الصحفيين حول النقاط التي تم الإتفاق عليها وكيف سيكون برنامج التعاون في المرحلة القادمة، قال كنعان إن النقاط التي تم الإتفاق عليها تتلخص في نقطة واحدة وهي التجنيد والتجند لدعم التجمع الوطني الديمقراطي في الإنتخابات القادمة، ليصبح التيار المركزي.

ومن جهته قال السكرتير العام للتجمع، عوض عبد الفتاح، إن النقطة الأساسية التي تم الإتفاق عليها هي دعم التجمع الوطني الديمقراطي في الإنتخابات الحالية، والأمر الأبعد من ذلك هو التوجه نحو الإندماج، وفي ذلك رسالة إلى الجماهير الفلسطينية في هذه الظروف التي تحتاج فيها إلى الوحدة لمواجهة الصهيونية والعنصرية وبناء الذات.

كما أكد عبد الفتاح على أن الخطوة حقيقية باتجاه توحيد صفوف الحركة الوطنية في الداخل، وليس بهدف تحقيق مصلحة آنية، وهي هدية لشعبنا في عموم الوطن.

وتابع عبد الفتاح أنه كان من الطبيعي أن يحصل خلاف في وجهات النظر في البداية، إلا أن التوصل إلى إتفاق كان حصيلة حوار مطول ومعمق وعلى غاية من الأهمية.

أما بالنسبة للإندماج فقال إنه "يحتاج إلى الوقت والجهد، وهناك قرار استراتيجي بالإندماج، ونحن الآن في حالة تحالف".

كما أكد على أن التجمع تصرف طوال الوقت بأخلاقية عالية، ولم يكن الإتفاق بحاجة إلى أوراق.

وقال:" كنا صريحين منذ البداية مع باقي الأحزاب، ولم نضلل أو نخدع أحداً، وذلك حفاظاً على هيبة العمل السياسي، وفي ذلك نقدم الأمل والثقة للجماهير، وهذا أمر مهم جداً لتحفيزها لتشارك في التصويت".
وفي حديث لعرب 48 عقب السيد كنعان بالقول:" أريد أن أقول أننا اليوم قد اتخذنا قراراً شجاعاً من منطلق المسؤولية الوطنية، وحرصاً على أصوات الجماهير العربية، لأننا نريد أن تصب هذه الأصوات في صالح الجمهور العربي لكي يضاعف تمثيله البرلماني".
"وارتأينا في الحزب القومي العربي أن العنوان لقرارنا هو دعم قائمة التجمع الوطني الديمقراطي برئاسة النائب د.عزمي بشارة، آملين أن تضاعف قوتها البرلمانية. وسنعمل معاً وسوية من أجل حجب أصوات أبناء شعبنا عن الأحزاب الصهيونية".

ومن جهته عقب النائب د.جمال زحالقة في حديث مع عرب 48:" هذه خطوة شجاعة ومسؤولة تعبر عن موقف وطني. وهي بالتأكيد ستحسن الأجواء الإنتخابية في الوسط العربي، وتحفز الناس على المشاركة في التصويت، وفي ذلك فائدة لجميع القوائم العربية".

"لقد اتخذ القرار في الحزب القومي العربي إدراكاً منه لمصداقية التجمع ومواقفة المبدئية. وقد بدأنا الحديث عن وحدة إندماجية يأخذ فيها كل واحد مكانه الطبيعي في إطار الوحدة. وحتى يتم الإندماج سيكون هناك تحالف وتعاون وتنسيق وثيق على كافة المستويات، وهذا القرار سيعطي دفعة للمعركة الإنتخابية. ونأمل أن ينضم إلى هذا العمل المشترك قوى وطنية أخرى وشخصيات وطنية أخرى"

التعليقات