المؤتمر الأول للتجمع في المنطقة الوسطى: مصممون على مضاعفة قوة التجمع

-

المؤتمر الأول للتجمع في المنطقة الوسطى: مصممون على مضاعفة قوة التجمع
تحت شعار"لا لهدم البيوت العربية ونعم لتطوير الأحياء العربية"، افتتح مؤتمر التجمع الأول للمنطقة الوسطى يوم الخميس الماضي في قاعة النادي الثقافي في مدينة اللد.

وبجو مليء بالثقة والإصرار على مواصلة النضال ودعم الحركة الوطنية، شارك المئات من أهالي اللد والرملة ويافا وأبو غوش والمنطقة في المؤتمر، الذي دعا الى وقف حملة هدم البيوت العربية الأخيرة في اللد وبناء كل بيت عربي يهدم بحجة البناء غير المرخص، كما دعا الى رفع نسبة التصويت في الشارع العربي ومقاطعة الأحزاب الصهيونية.

افتتح المهرجان السيد محمود حبش الذي ألقى كلمة ترحيبية بالحضور الكبير شدد فيها على وحدة أهالي البلد المستضيف، اللد، في التصدي للسياسة العنصرية التي تتبعها السلطة ضد العرب.

ثم ألقى سكرتير التجمع الوطني الديمقراطي في المدينة السيد موسى أبو كشك كلمة استعرض فيها واقع عرب اللد وسياسة البلدية المعادية لهم، ودور التجمع الوطني والقوى الوطنية المخلصة في التصدي لمخططات الهدم والتهميش والإهمال والتشجيع على الهجرة. وأكد أبو كشك إلتزام التجمع الوطني بالنضال الدؤوب والمستمر لإحقاق حقوق المواطنين العرب في المدينة وإفشال مخططات السلطة المعادية لهم.
ووسط أجواء سادها الحماس والتفاؤل للمشاركة الواسعة للمواطنين خصوصاً من أبناء الشبيبة العرب التجمعيين، القى الدكتور محمود محارب، ابن مدينة اللد وعضو المكتب السياسي للتجمع الوطني، بياناً سياسياً شاملاً قال فيه:

"لا توجد قضية تضاهي في عدالتها قضية العرب في المنطة الوسطى، خصوصاً في اللد والرملة ويافا، ففي العام 1948 إتخذت القيادة الاسرائيلية قراراً استراتيجياً بطرد العرب من هذه المدن والقرى المجاورة. ومن خلال سعيها لطرد العرب ارتكبت أبشع وأفظع المجازر في هذه المدن والمنطقة... اما بخصوص من تبقى في هذه المدن وهم قلة قليلة، فقد اتبعت الحكومات والسطات المحلية فيها سياسة منهجية تستند على القمع القومي والتمييز العنصري من أجل تهميش العرب والحد من تكاثرهم الطبيعي، ودفعهم إلى الرحيل من هذه المنطقة من خلال سياسة إهمال البنى التحتية والتربوية للمواطنين العرب في هذه المنطقة".

وأكد الدكتور محارب: "إن المشكلة الأكثر إلحاحاً هي قضية الإسكان، فسياسة السلطة في هذه المنطقة تعتمد على عدم منح العرب رخصاً للبناء ووضع العراقيل القانونية والبيروقراطية أمامهم عندما يريدون شراء منازل في الأحياء اليهودية".

ونوه الدكتور محارب إلى أنه في مدينة اللد لم تسمح اسرائيل سوى ببناء خمسين منزلا فقط منذ النكبة، ما اضطر العرب في المدينة، الذين يبلغ تعدادهم 24 الفاً، بناء نحو 3000 مبنى من دون تراخيص لأن لا خيار لهم سوى ذلك".

وأضاف: "مقابل هذه السياسة تصدى العرب بمساعدة ودعم أحزابهم الوطنية وفعالياتهم الإجتماعية ليخوضوا نضالاً مريراً موحدين ومصرين على العمل المشترك الذي مكنهم ليس فقط حمل شعار كل بيت يهدم يعاد بناءه بل انجزوا ذلك فعلاً في ديسمبر 2005".

وفي سياق متصل، قال الدكتور محارب إنه "خلافاً للدعاية الإسرائيلية التي تحاول تشويه صورة المواطنين العرب في المنطقة، فلدينا في هذه المدن طبقة وسطى من أكادميين ومهنيين وأصحاب مهن حرة، وطبقة عاملة عربية وقوية تعيش من عرق جبينها وتضحي من أجل الحياة الكريمة... فعرب اللد والمنطقة وعلى الرغم من سياسة الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة تمكنوا من تحصيل إنجازات حقيقية ضد التهويد والأسرلة، وحافظوا على هويتهم وانتمائهم للشعب الفلسطيني والحضارة العربية".

وعلى صعيد الانتخابات البرلمانية المقبلة، أكـد الدكتور محارب "ان الانتخابات للكنيست 17 هامة للغاية، لأن الأحزاب الصهوينية من ميرتس حتى الليكود مروراً بكديما، تعتقد ان بإمكانها فرض حلول غير عادلة على الشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أن "غياب رئيس الحكومة أرئيل شارون عن الحلبة السياسية في إسرائيل لا يعني اختفاء مشروعه، الذي فعل كل شيء لتحقيقه وتتبناه الأحزاب الصهيونية بيمينها ويسارها... وهذا المشروع يعتمد على فرض الحل غير العادل على شعبنا الفلسطيني باستمرار الاستيطان في القدس الشرقية وتعزيز الاستطيان وتوسيعه في الضفة المحتلة واستمرار بناء جدار الفصل العنصري وعدم العودة إلى حدود السابع من حزيران 1967 ورفض عودة اللاجئين، إضافة على اعتبار القيادة الفلسطينية غير شريكة في الحل وإنما عليها تقبل الاملاءات الإسرائيلية".

وعن إستراتيجية التجمع الوطني الديمقراطي في الانتخابات المقبلة، قال الدكتور محارب، انها "أولاً تدعو الى رفع نسبة مشاركة المواطنين العرب في الانتخابات، لكي يكون لهم موقف مما يحدث لهم لأن الأحزاب الصهيونية تسعى إلى فرض ثقافة التهميش والإنتهازية في أوساط العرب، في حين ان المواطنين العرب قرروا اخذ موقف استراتيجي مع شعبهم وقضيتهم... ثانياً نحن في التجمع ندعو إلى مقاطعة هذه الأحزاب، ثالثاً ندعو الى التصويت للأحزاب العربية ورابعاً التصويت للتجمع الوطني الديمقراطي، ونؤكد أن لدينا الطاقة والقوة لمضاعفة قوة التجمع في المنطقة الوسطى في الإنتخابات المقبلة".

من ناحيته قال سامي أبو شحادة، عضو اللجنة المركزية للتجمع والذي استهل كلمته مرحباً بالحضور الواسع، إن "التجمع الوطني الديمقراطي هو أول محاولة جدية لتأطير الحركة الوطنية في حزب سياسي يحمل مشروعا وطنيا واضحا لخدمة الفلسطينيين في اسرائيل، ورغم كونه حزباً جديداً إلا أنه ينمو بشكل سريع وخلال مدة قصيرة أصبحنا أحد التيارات المركزية في الشارع العربي".

وأضاف أبو شحادة في سياق حديثه عن تاريخ منطقة المركز ونكبتها عام 1948: "منطقة المركز هي الأكثر تأثراً من النكبة من باقي المناطق الفلسطينية، لأنه تم تهجير أهلها بالكامل تقريباً وتدميرها. ومباشرة بعد النكبة تم تجميع من تبقى من سكان المنطقة في حارات وتطويقها باسلاك شائكة وتسميتها بالغيتو، لذلك يجب أن يكون واضحاً أن حضارتنا لم تنتج الغيتوهات، انما الحركة الصهيونية هي التي جلبته إلى بلادنا وسمت الحارات العربية بالغيتوهات، وأي زائر لمدينة الرملة يمكنه أن يسأل أين الغيتو؟ فحالاً سيوجه الى الحي العربي في الرملة"!!

وفي السياق ذاته قال ابو شحادة: "المنطقة الوسطى تعاني من مختلف المشاكل الكبيرة وهناك حالة كبيرة جداً من الدمار، ومن دون شك كان وضع السكان في هذه المنطقة أفضل منه بكثير مما هو عليه اليوم بعد 60 عاما من حكم إسرائيل".

وتساءل أبو شحادة: "من المسؤول عن الوضع السيء والدمار؟ هو من دون شك الأحزاب الصهيونية التي كانت في موقع اتخاذ القرار على مستوى الحكم المحلي أو البرلمان منذ النكبة وحتى اليوم. هل يعقل أن نصوت لمن دمر مدننا وما زال حتى اليوم يهدم منازلنا ويخطط لنا كأننا أعداء في هذه البلاد، ويحاصر أحياءنا ويهمشنا تماماً ثم يطلب منا مكافأة... مثال على ذلك ما قاله نائب رئيس بلدية اللد، عندما أصبح العرب أكثرية في "رمات أشكول" في المدينة وتوجه إليه سكان يهود من الحي يشكون له من الأوضاع المتردية التي يعيشونها، فكان رده أن وعد السكان اليهود ببناء حي جديد لهم يشمل جميع الخدمات ونقلهم من الحي ذي الأغلبية العربية... لو فكرنا في هذه الحالة لاستطعنا ان فهم عقلية هؤلاء امثال إميل حداد وهو "ليس من المتطرفين"، لكنه يعتقد أن الحياة الكريمة هي حق حصري لليهود وممنوعة من العرب، أي على العرب العيش في أحياء مهمشة ومهملة تتركز فيها أوكار الجريمة والمخدرات".

أما بخصوص استطلاعات الرأي العامة، قال أبو شحادة: "بعض الاستطلاعات أشارت إلى أن بعض العرب سيصوت لحزب كديما برئاسة اريئيل شارون. لا يمكنني أن أفهم كيف يوجد حتى الآن من سيصوت لهذا المجرم، الذي منذ أمس لا نعرف وجهة مصيره، ولدى سماع احد الرفاق نبأ نقل شارون الى المستشفى اتصل بي مقترحاً أن نبعث لشارون باقة ورود من ضحايا قبية أو صبرا وشاتيلا أو من ضحاياه الكثر".

وأكد أبو شحادة: "نحن العرب في اسرائيل لم نحقق أي إنجاز إلا بنضالنا في صفوف الحركة العربية، لذلك أتساءل، على ماذا يعول المذدنبون للأحزاب الصهيونية الذين يدعون بأن وضعنا سيتغير من دون أن نناضل؟ فطالما لم نكف عن التعامل مع أنفسنا كأقلية صغيرة كما وكيفاً وننسى اننا أكثر من مليون عربي، علماً أن هناك دولا في العالم لا يتجاوز عدد مواطنيها أكثر من 250 الفاً، ورغم ذلك نحن أكثر من مليون نسمة ونتعامل مع أنفسنا كأننا عائلة أو حمولة كبيرة في حين أن عدد طلابنا في الجامعات والكليات الإسرائيلية فقط يفوق عدد الأكاديميين العرب منذ عام النكبة وحتى أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، لذلك يجب الكف عن التعامل مع أنفسنا كأقلية صغيرة في ظل هذا العدد من الطلاب الجامعيين، وعليه أن يوجه لهم السؤال ما هو دورهم في تنظيم وقيادة المجتمع؟ علينا ألا نتساهل في قضية عدم دخول المثقفين العرب، وليس فقط الأكاديميين ساحة العمل السياسي والإجتماعي".

وأشار أبو شحادة إلى أن المنطقة الوسطى تعاني من تدني نسبة التصويت في الانتخابات البرلمانية التي تكاد تصل الى 50 في المئة، أي ان نصف المجتمع لا يعبر عن موقفه بسبب الكسل أو عدم الرغبة في المشاركة ولا يعي مسؤوليته عن إفشال الحركة الوطنية ونتائجها الخطيرة.

وفي ختام كلمته قال أبو شحادة: "بعدم مشاركتنا في الانتخابات البرلمانية نحن نهمش أنفسنا بانفسنا ونفشل أحزابنا وحركتنا الوطنية، لذلك نأمل وندعو الجميع إلى مساعدتنا في رفع نسبة التصويت للتجمع وباقي الأحزاب العربية".

الفقرة الأخيرة في المهرجان كانت بياناً سياسياً ألقاه النائب د.عزمي بشارة، رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، الذي أثنى ورحب بالحضور الكبير الذي استقبله بحماس شديد.

وأشاد د.بشارة في بداية كلمته بالمنطقة وتاريخها الذي كان مصدر إشعاع وطني في وسط فلسطين، كما أشاد بنضال الأهالي الدؤوب والموحد من أجل حقهم بالحياة.

وقال النائب بشارة:" في هذه المنطقة سجناء وأسرى سياسيون تتبناهم الحركة الوطنية متمثلة بالتجمع الوطني الديمقراطي. وعلى الرغم من اختلاف التجمع الوطني الديمقراطي مع وسائل النضال التي انتهجوها، إلا أن التجمع الوطني الديمقراطي لا يتخلى عنهم ويتبنى مطلبهم الأساسي بالإفراج عنهم، وإلى حين الإفراج عنهم نطالب بإعطائهم حقوقهم كأسرى وسجناء.

وأكد بشارة على "أهمية الحفاظ على الإنتماء الوطني والقومي خصوصاً في ظل سياسة التهميش والإقصاء القوميين والأسرلة التي تتبعها المؤسسة الإسرائيلية، التي تسعى دؤوبة لفرض حالة العدمية القومية على المواطنين العرب الفلسطينيين في هذه المنطقة".

وربط بين الإنتماء الوطني وبين تبني الموقف والنهج الأخلاقي، إذ أكد أن "للمناضلين موقفاً وطنياً وأخلاقياً، وهم الذين يحافظون على أنفسهم ومجتمعهم من مخاطر الإنهيار والإنحراف.

وعلى صعيد الانتخابات البرلمانية المقبلة قال بشارة: "يخطئ من يعتقد أن بإمكانه إحقاق المواطنة الكاملة من دون العمل والمشاركة في الإنتخابات البرلمانية"، مشيراً إلى أن قبول العرب في إسرائيل المواطنة الإسرائيلية بعد النكبة هو بمثابة حل وسط للبقاء في الوطن، وذلك حتم عليهم التعامل مع ما تمثله المواطنة والمشاركة في الحياة السياسية الإسرائيلية.

وقال د.بشارة إن الشارونية لم تنته رغم انتهاء حقبة شارون السياسية كفرد، والتي تعني ألا تفاوض إسرائيل العرب على اتفاق سلام وإقامة كيان فلسطيني مستقل قد تجوز تسميته دولة. وأضاف إن الحل العادل وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 والقدس عاصمة لها لم يكن في وارد شارون... لذلك لم يكن تحول لدى شارون نحو السلام العادل وإنما التحول هو في المواقف العربية تجاهه.

وكرر بشارة موقف التجمع الوطني الديمقراطي من حزب العمل قائلاً أنه يغرر بعمير بيرتس من خلال تصويره كرجل الفقراء والضعفاء، بينما هذا الشخص لا يمثل في الهستدروت الجديدة سوى الشركات الكبيرة من الصناعة الجوية وحتى شركة الكهرباء .

وعلى صعيد الساحة السياسية العربية أشار الدكتور بشارة إلى ان التجمع الوطني الديقمراطي هو أول من طرح فكرة القائمة العربية المشتركة لأن فكره القومي وحدوي، وليس لأنها ترفع من نسبة التمثيل العربي في الكنيست وليس أيضاً كأداة تكتيكية لضمان مقعد في الكنيست.

وأكد بشارة أن الوحدة تقوم بين التيارات الفاعلة بين المواطنين العرب وهي التيار القومي والتيار الاسلامي والتيار الشيوعي، وليس بين أفراد يتقاسمون مقاعد بينهم، مشيراً إلى أن فكر التجمع هو فكر ديمقراطي يحتم عليه الإستناد إلى القرار الديمقراطي في تركيبة هذه القائمة إن حصلت بين تيارات وليس بين أشخاص.
استمرت أعمال المؤتمر في اليوم الثاني (الجمعة) في مقر التجمع الوطني الديمقراطي في مدينة اللد بمشاركة العشرات من أعضاء الحزب الذين تسلموا بطاقات عضوية الحزب.

إفتتح مداولات المؤتمر وأدارها الدكتور محمود المحارب الذي القى بياناً تنظيمياً.

وقدم سكرتير التجمع الوطني الديمقراطي في اللد السيد موسى أبو كشك بيانا تنظيمياً عرض فيه انجازات الحزب في المنطقة، كما تحدث سامي أبو شحادة، عضو اللجنة المركوية للحزب، والشاب خليل ابو شحادة، مركز اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي، وإحسان أبو غوش، سكرتير التجمع في قرية أبو غوش.

وبأجواء ديمقراطية وعلى قدر عال من المسؤولية الوطنية ناقش الأعضاء مجمل التحديات التي تواجه المواطنين العرب والحركة الوطنية متمثلة بالتجمع الوطني الديمقراطي في المنطقة الوسطى وخرج بتوصيات أبرزها ما يلي:

• التوسع في بناء اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي واستقطاب أبناء الشبيبة واحتضانهم في الحركة الوطنية التي هي سياجهم لمستقبل واعد.
• التوسع في بناء اتحاد المراة التقدمي، الإطار الوطني للمرأة العربية التي لها الدور الفعال في تطوير المجتمع العربي، ليجعل هذا الاتحاد الذي ينهض بالمراة العربية شريكة كاملة في العمل السياسي والاجتماعي العربي.
• تنظيم دورات تربوية وتثقيفية في بلدان المنطقة استجابة للحاجة الملحة.
• تكثيف العمل في تبني قضايا المجتمع العربي وهمومه في المنطقة الوسطى، خصوصاً في ما يتعلق بحق العرب في بناء بيوتهم والاصرار على بناء كل بيت يهدم.
• التجمع كان القوة العربية الأولى في الانتخابات البرلمانية السابقة في المنطقة الوسطى ما يحتم مضاعفة قوته في الانتخابات البرلمانية المقبلة وكنس الاحزاب الصهوينية من بين المواطنين العرب.
.

التعليقات