المؤتمر الأول للتجمع في منطقة الناصرة والمرج:التجمع قادر على الفوز بـ 4 مقاعد وأكثر

د.بشارة:"كديما" يعبر عن مزاج سياسي لدى اليمين يشتمل على وجوب إقامة كيان فلسطيني على 40% من الضفة الغربية وضم الباقي إلى إٍسرائيل!!

المؤتمر الأول للتجمع في منطقة الناصرة والمرج:التجمع قادر على الفوز بـ 4 مقاعد وأكثر

بحضور المئات من أعضاء التجمع الوطني الديمقراطي في المنطقة الحزبية "الناصرة والمرج"، فضلاً عن المئات من أصدقاء وأنصار التجمع، عقد مساء السبت الماضي، المهرجان الشعبي للتجمع على شرف المؤتمر الأول للمنطقة.

تولى عرافة المهرجان السيد وائل عمري، فرحب بالحضور بإسم التجمع الوطني الديمقراطي في منطقة الناصرة والمرج.

وابتدأ المهرجان بدخول العشرات من شبيبة التجمع في المنطقة يحملون أعلام التجمع وطافوا بالقاعة، في حين استمع الحضور إلى أغنية "موطني" قدمتها فرقة "العودة".

وفي كلمته الترحيبية أشار إلى محاولات طمس الهوية القومية في ظل الحكومات التي تنتهج سياسة "فرق تسد"، وإلى تميز التجمع عن باقي الأحزاب من جهة التشديد على الإنتماء القومي وتجذير الهوية والإعتزار بعروبتنا وفلسطينيتنا.

كما أشار إلى دور التجمع في العمل على بلورة وتطوير قيادات محلية لتأخذ دورها القيادي، وعلى تعزيز التماسك القومي والوطني.

ألقى كلمة المنطقة، المربي غانم حبيب الله، سكرتير منطقة الناصرة والمرج، حيث أكد في كلمته على أن تطور وتقدم الحركات الجماهيرية النضالية يقاس بالحفاظ على الهوية الوطنية وأصالتها، والإلتزام بالسير قدماً نحو تحصين وتعزيز الحركة الوطنية في وجه العواصف السياسية والإجتماعية والثقافية التي تعصف في المنطقة، وفي وجه السياسة العنصرية، وبناء مجتمع أكثر عطاءاً، وخلق المحفزات وتعميق مفهوم المشاركة الفعالة المنظمة في المعركة الوطنية.

وأشار إلى الإتساع الجماهيري للحزب وزيادة عدد أعضائه في كل الفروع، وتثبيت الحياة الحزبية المنظمة وتعميق الإنشغال والإهتمام بالقضايا المحلية الحياتية. ومن هنا فإن المؤتمر هو خطوة نوعية تنظيمية وجماهيرية تؤسس وتوطد التنظيم المناطقي للتجمع وتعكس انتشاره.

وأضاف أن هذا المؤتمر يعقد في ظروف بالغة التعقيد، إنطلاقاً من القناعة الراسخة بأن الظروف الإستثنائية تتطلب أداءاً إستثنائياً وطلائع وقيادات إستثنائية مميزة قادرة على التعامل والعطاء القومي الوطني، من أجل كنس الأحزاب الصهيونية ومواجهة مخططات تهويد الجليل والخدمة العسكرية وتفاقم ظواهر العنف والإحتراب الداخلي، ومن أجل الحفاظ على الذاكرة الجماعية وتعزيز الحركة الوطنية، وتعزيز مكانة التجمع كتيار مركزي على الساحة.

وقال "لقد تم في الآونة الأخيرة تنسيب المئات من الأعضاء الجدد وفتح مقرات جديدة في المنطقة وبناء الجهاز التنظيمي وتقوية إتحاد الشباب الوطني الديمقراطي، وتعزيز مكانة فروع إتحاد المرأة التقدمي.

وأنهى كلمته بالقول:" يقيناً إن الحزب الحقيقي الذي يمتلك التيارات الفكرية والتنظيمية الجماهيرية كالتجمع، والذي يمتلك روح المبادرة والإبداع الخلاقة وتتحمل المسؤولية، قادر على الصمود في وجه استحقاقات مشروعنا القومي الوطني".

وهنا قدمت فرقة "بشارة العودة" للدبكة الشعبية عدة فقرات فنية لاقت إستحسان الحضور.

كما قرأ العريف وائل عمري برقية تحية من الأسيرين السياسيين غسان عثاملة وسرحان عثاملة، جاء فيها:" نشد على أياديكم ومعكم أبداً على طريق العزة العربية والكرامة القومية. ونتمنى لكم النجاح في المؤتمر".

وبدورها ألقت كلمة إتحاد الشباب الوطني الديمقراطي، الشابة آلاء شاعر، حيث استعرضت عدداً من النشاطات في عدة مجالات على الصعيد التنظيمي والثقافي، من ضمنها تنظيم المحاضرات التثقيفية في المسائل الهامة، والرحلات الهادفة، وتنظيم معسكرات الشباب، وفعاليات أخرى "نلتقي عليها جميعاً بهدف تعزيز الإنتماء القومي، والتأكيد على حقنا في العيش الكريم على تراب بلادنا".

كما لفتت إلى القضايا التي تخص قطاع الشباب وتستدعي اهتماماً خاصاً، ويقف على رأسها مشكلة العنف التي بدأت تتفشى في مجتمعنا، والتركيز في الجهود المقبلة على محاربتها، وقضية متابعة التعليم الجامعي ودعم الطلاب الجامعيين وإيجاد أماكن عمل وإرشاد قطاع الشباب العامل، وكذلك ضرورة التصدي للطائفية على اعتبار أنها عدونا الأول ويجب محاربتها بشدة وكما يجب.

وقالت:" يجب أن نتمسك دائماً بكرامتنا وهويتنا القومية، والإبتعاد عن المغريات السلطوية في استمالة الشباب إلى الخدمة العسكرية والإنخراط في التطوع في سلك الشرطة الجماهيرية. وهذا يعني أن نتمسك بحزب التجمع وأن نعمل على نشره في أوساط الشباب . ومن هنا فإني أدعو الجميع إلى التصويت إلى التجمع من أجل تحقيق أهدافنا كشعب حر كريم".
ألقت كلمة إتحاد المرأة التقدمي، الشابة لولو طه، فأكدت على أن قضية المرأة ليست معزولة عن قضايا المجتمع. والتهديدات والتحديات التي يواجهها المجتمع الفلسطيني تهدد المرأة العربية أولاً، ومن هنا تنبع أهمية أن تتحمل المرأة المسؤولية في النهوض بالمجتمع والإنتقال إلى العمل الجاد إلى جانب الرجل.

وأشارت إلى أن اتحاد المرأة التقدمي يعمل على تسييس قضية المرأة من الناحية الإجتماعية والسياسية، ويجب إشراكها في العمل السياسي بشكل يتلاءم مع دورها المهم في حماية الهوية القومية والوطنية.

كما أشارت إلى عدد من القضايا التي تهم المرأة والتي تستوجب أن تتناولها أعمال المؤتمر، من جهة أن قضية المرأة هي جزء من عملية التحرر الإجتماعي والوطني، والمرأة في التجمع تساهم في كافة المعارك الشعبية والنضالية التي يخوضها شعبنا، ولذلك فهي تستحق التمثيل المناسب غير الإعتباطي من خلال الأخذ بالحسبان الكفاءات النسائية الموجودة، وإبراز دورها من أجل زيادة المشاركة النسائية في قواعد الحزب وزيادة دورها في المجتمع.

كما أكدت على ضرورة زيادة الإهتمام بالقضايا النسائية والإجتماعية من خلال دعم إتحاد المرأة التقدمي الذي يشكل ذراعاً متقدماً في هذا المجال وسنداً قوياً للمرأة، وزيادة الفعاليات والنشاطات الإجتماعية الخاصة بالمرأة.
في بداية كلمته وجه السيد وهبه بدارنه، مدير جمعية "صوت العامل" بإسم مدينة الناصرة وبإسم مؤتمر التجمع، تحية النضال إلى جماهير شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة الذي يواجه بطش جيش الإحتلال، وخصوصاً جماهير العمال وطلبة المدارس والأمهات في كل قرية وريف ومدينة. كما وجه التحية إلى المقاومة العراقية التي تناضل ضد الإحتلال الأمريكي، وإلى الجماهير العربية في سورية ولبنان التي تواجه تكالب الإمبريالية الأمريكية.

ثم أشاد بدور التجمع في وضع ركائز البرنامج الوطني للجماهير الفلسطينية في البلاد، ووصفه بـ"الحزب الذي افتقدته الجماهير العربية الفلسطينية منذ نكبة عام 48".

كما تطرق إلى جمعية "صوت العامل" النقابية ودورها في اللجنة الشعبية لمواجهة مخطط فيسكونسين المشؤوم في الناصرة، وقال:" إن هذا المخطط هو مخطط الرأسمالية والعولمة الذي يعيث خراباً في صفوف العائلات في الناصرة، وهو مخطط الإنهيار الأخلاقي، ودمار العائلة الفلسطينية إجتماعياً وسياسياً واقتصادياً".

وأشار إلى دور أعضاء التجمع في الناصرة حيث كانوا السباقين والأكثر حماساً لتشكيل هذه اللجنة، ووضعوا كل طاقاتهم وإمكانياتهم، وساهموا مادياً ومعنوياً في إطار اللجنة الشعبية، إنطلاقاً من الواجب الأخلاقي والوطني تجاه أهل مدينتهم من العمال العاطلين عن العمل.

وحذر بدارنه، في نهاية كلمته، من أنه في حال نجاح المخطط في مدينة الناصرة، فإن كافة جماهيرنا العربية من الناصرة وكفركنا في الشمال ولغاية راهط وكسيفة في النقب سوف يطالها هذا المخطط الحكومي المشؤوم.
وألقى د.محمود يزبك، من لجنة ذوي الشهداء، كلمة قصيرة هي عبارة عن رسالة تضمنها عدد من التساؤلات، تشير إلى ضرورة وأهمية أن يحترم كل شعب ذكرى شهدائه والمشاركة في فعاليات إحياء ذكرى الشهداء.

وأضاف:" نحن مقبلون على معركة إنتخابات، وستكون المعركة قضية هوية. 60% من أصحاب حق الإقتراع سيذهبون إلى صناديق الإقتراع ويضعون فيها كلمة شكر واعتزاز للأحزاب الوطنية، أو سيصوت بعضهم لأحزاب صهيونية!!"

وتساءل د.يزبك " هل من الممكن أن نرى قوائم إنتخابات تعكس الشارع العربي؟ ماذا سيكون الوضع بعد 10 سنوات؟".
إعتبر المحامي خالد الزعبي، رئيس نقابة المحامين في الشمال، وعضو لجنة التضامن مع سورية، أن عقد المؤتمرات المناطقية للتجمع في الأسابيع الأخيرة، بمشاركة آلاف الأعضاء والأنصار، تشكل الوجه الحضاري للمنابر الحرة التي تطرح فيها القضايا السياسية والإجتماعية والثقافية التي تهم شعبنا.

ولفت إلى أن السلطات والأحزاب الصهيونية مازالت تبذل جهوداً كبيرة لتحويل شعبنا عن توجهه الوطني والقومي إلى حظيرة الأحزاب الصهيونية، من خلال الفرقة والطائفية والعائلية وبث الريبة والشك بالقيادات السياسية العربية وبقدراتها في خدمة جماهيرنا، ومحاولة الإقناع بأنه فقط عبر أجهزة السلطة والأحزاب الصهيونية يمكن للجماهير تحقيق أي شيء، وللأسف هناك من يروج لهذه المقولة!

وقال:" إن جهود التضليل تشتد وتصبح أكثر ضراوة عندما تستهدف الأحزاب الوطنية وخصوصاً التجمع، وذلك للبعد الوطني والقومي الذي يمثله. ولكن هذه الجهود لن تنجح".

وأضاف:" للأحزاب والحركات السياسية دور هام وحيوي في تعزيز وجودنا وانتمائنا، والدور البرلماني في هذا السياق هو وسيلة لتحقيق أهداف مصيرية، ولا يمكن للأحزاب والحركات السياسية الإنعزال عن محيطها الفلسطيني والعربي. ومن هنا فإن تضامننا مع قضيتنا الفلسطينية هو لأن مصيرنا ومستقبلنا يتعلق بحل عادل لها. وتضامننا مع القضايا العربية يأتي من ذات المنطلق، وهو مكمل ولا يتعارض مع نضالنا للبقاء والثبات على أرضنا ومكافحة أشكال العنصرية والتمييز، وطرحنا لمطلب المواطنة الكاملة حيث أن المواطنة حق ونحن أصحاب هذا الوطن".

وأنهى المحامي الزعبي كلمته بالإشارة إلى إن شعبنا الفلسطيني شعب حيوي خلاق يعشق الحرية، وأن التنوع في توجهاته لا يجب أن يحول دون إيجاد الآليات والوسائل للتعاون من أجل الإستفادة إلى أقصى حد من العملية السياسية المتمثلة في المثيل البرلماني.
أكدت حنين زعبي، عضوة المكتب السياسي للتجمع، في بداية كلمتها على أن العمل السياسي هو عملية بناء متواصل، وترجمة لطموحات إنسانية لا تحتاج لتفسير، فالتطلع للحرية والعدالة والنهضة لا يحتاج إلى مناسبة.

وقالت:" من هذا الربط بين الأحلام العادية وبين ذاكرتنا وتاريخنا، ولد مشروع التجمع، وقد احتضن شعبنا هذا المشروع الكبير، وقال كلمته، وما زال يقولها في التفافه حول التجمع. وأثبت التجمع أن جماهيرية أي مشروع تكمن في التواصل مع قوة الإنسان وليس مع ضعفه، مع أحلامه وأمانيه وليس مع إستكاناته وخضوعه. نحن لا نقبل أدلجة الضعف وتحويله إلى مشروع سياسي يؤدي بنا في النهاية إلى التخلي عن إنسانيتنا، مارين عبر بيع ذاتنا لأحزاب صهيونية تحولنا من حالة حق إلى رعايا دائمين".

وأضافت بأن "التجمع قد صالح بين الوطنية والأخلاق وبين الهم القومي لكل واحد منا، حقوقنا نأخذها بالوعي والتنظيم والنضال، وكل ما نأخذه خلاف ذلك، هو فتات ندفع ثمنه من ذاتنا وكرامتنا، ونمهد طريقاً سهلة للسلطات بأن ترفع ثمن هذا الفتات للأجيال القادمة".

"لقد صالح التجمع أيضاً بين الإنتماء والهوية وبين المشاركة السياسية. الوطنية هي حالة من العمل ومن معاركة الحياة والإنخراط في المجتمع، حالة من النقيض الواعي لـ"الوعظ الكئيب". والذين يديرون ظهورهم للعمل السياسي وللمشاركة هم حالة من "الوعظ الكئيب"، الإلتزام السياسي المنظم هو حصن المقاومة الأول للخنوع، ولا يمكن للمقاومة أن تكون حالة لفظ مستتر وهامد، بل عليها أن تكون حالة من اليقظة الدائمة. لقد حول التجمع رفضه لثقافة الخنوع إلى مقولة علنية نشطة، إلى مشروع حي نابض".

وأضافت أن التصويت للبرلمان هو ليس فقط تصويتاً للبرلمان الإسرائيلي، بل هو تصويت على قيادتنا السياسية، وعلى هويتنا، فالأحزاب السياسية في غياب دولة تمثل طموحاتنا السياسية وتمثلنا، فهي ممثلة لهوية وليست فقط وكيلة لحقوق سياسية. وفي غياب دولة ومؤسسات وطنية، تكمن قوة مجتمعنا وصورته في قوة قيادتنا السياسية وصورتها.

وأنهت كلمتها بالقول:" نحن منغمسون في الوطن وتفاصيله الشاقة، نحن كما نعرف وكما نريد أن نكون، مدركين لخصوصيتنا دون غرق، ومحلقين في الإنسانية دونما ضياع..."
بدون كلل أو ملل واصل النائب د.عزمي بشارة من مؤتمر منطقة إلى آخر، ومن جمهور منطقة إلى جمهور منطقة أخرى، وللمرة الحادية عشرة، في مؤتمر منطقة الناصرة والمرج (مرج إبن عامر)، التأكيد على أن عملية تقسيم المناطق الحزبية إلى 13 منطقة وعقد المؤتمرات في كل منطقة، هي عملية المأسسة الحقيقية للحزب بعد عشر سنوات من تأسيسه، والتأكيد على أن المؤسسات الحزبية هي المؤسسات الوطنية الحديثة الوحيدة في المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل، على اعتبار أن فلسطينيي الداخل أقلية قومية ليس لها دولة قومية ولا جيش ولا شرطة ولا جامعات ولا مؤسسات حديثة.

وفي هذا السياق أكد د.بشارة على أنه لا توجد مؤسسة وطنية سوى الحزب (مشيراً إلى أن لجنة المتابعة العليا في هذه الحالة تعتبر لجنة تنسيق بين الأحزاب)، ولذلك فهناك دور للحزب يتجاوز مسألة التمثيل السياسي إلى عملية بناء الشعب والأمة، وهو الأمر الذي تقوم به عادة الدولة القومية.

وأولى د.بشارة لدور الحزب أهمية كبيرة في كلمته، وبدون هذه "المؤسسة" يصبح عرب الداخل "كالأيتام على موائد اللئام"، وتتحول البلدات العربية إلى غيتوات وأحياء فقر في قرى لم تعد قرى بسبب مصادرة الأرض وربط الفلاحين بالعمل المأجور، وفي مدن ليست بالمدن من جهة غياب مقومات المدينة.

وأكد أيضاً على أنه "لدينا مهمة مجتمعية تجاه أبنائنا، وندعو أهاليهم إلى ضمهم إلى الحزب من حيث كونه الضمان الوحيد للهوية القومية والوطنية، وبديل ذلك هو شباب منحل يتجه نحو الجريمة والعنف والعائلية والطائفية. ومن هنا فإن الموقف الوطني يتحول إلى خدمة نؤديها نحو مجتمعنا، ولذلك فإن مسألة تنظيم الحزب هي مسألة على غاية من الأهمية".

وتوجه النائب بشارة في حديثه إلى المؤتمرين، الذين سيواصلون متابعة أعمال المؤتمر في الغداة، بالتفكير في كيفية تفعيل الفروع والنوادي ودور الشباب والنساء، ووضع خطط عمل إستراتيجية تضمن تحصين الناصرة والمنطقة من الطائفية، ووقف العمل بتطبيق مخطط الإفقار والتجويع "فيسكونسين" في الناصرة، والتواصل بين مدينة الناصرة وقرى المرج، ودراسة كل ما يمكن أن تقدمه الحركة الوطنية للناصرة والمنطقة في مؤتمرها الأول، على اعتبار أن ذلك من مهمات الحزب الوطني.

وبعد أن لفت د.بشارة إلى الإرتفاع المتواصل في التمثيل البرلماني للتجمع (من مقعد واحد في المكان الرابع في قائمة "الجبهة والتجمع" في إنتخابات عام 1996، إلى مقعدين في إنتخابات عام 1999، إلى ثلاثة مقاعد في إنتخابات عام 2003)، أشار إلى استطلاعات داخلية بادر إليها التجمع بالإعتماد على أفضل الباحثين، آخذين بعين الإعتبار عدم التجانس والتناسق بين القرى والمدن العربية، وبوصف جمهورنا "مستهلك استطلاعات حديث العهد، ولا يمكن أن يجري تقييمه من تل أبيب".

وبحسب الإستطلاعات الداخلية هذه، فإنه بإمكان التجمع الفوز بسهولة بـ 4 مقاعد وأكثر بالإعتماد على الحقائق التالية:

الثابت في الإستطلاعات هو أنه فقط 12% لن يصوتوا، ومع الأخذ بالحسبان أن نسبة التصويت تقارب 60%، فقد حصل التجمع على أقل نسبة بالمقارنة مع باقي الأحزاب في الإجابة على السؤال:" أي الأحزاب ترفض التصويت لها"، من بين النسبة المتبقية التي تصل إلى (28%).

كما بينت الإستطلاعات الداخلية أن ما نسبته 23% من ضمن الـ 60% (المصوتين) لم يقرروا بعد لمن سيمنحون أصواتهم، ويعني ذلك أن 51% من الأصوات هي "أصوات عائمة"!

وتابع د.بشارة أن هذه الأصوات العائمة يمكن الوصول إليها بسهولة، ومن الممكن أن يستفيد من هذه الحقائق باقي الأحزاب العربية أيضاً، خاصة وأن النسب التي تحصل عليها الأحزاب العربية في الإستطلاعات التي تنشر اليوم هي من ضمن نسبة 49% المتبقية!

وفي هذا السياق أكد على استعداد التجمع لتشكيل قيادة مشتركة بين الأحزاب العربية تعمل على رفع نسبة التصويت.
وفي معرض تأكيده على أن التصويت للأحزاب الصهيونية هو خيانة لا يمكن أن تعتبر تعددية أو وجهة نظر، وهو تصويت للإحتلال والإستيطان والإغتيال والتمييز العنصري وتهويد الجليل والنقب، لفت إلى أنه في ظل حكومة شارون قد ارتفعت وتيرة هدم البيوت العربية بإيقاع أسرع من السابق، بالإضافة إلى قانون "منع لمّ الشمل" الذي يمزق العائلات العربية إذا كان أحد الزوجين من فلسطينيي الضفة والقطاع أو من العالم العربي، وحوّل مشكلة إسرائيل الديمغرافية من مستترة إلى علانية، ولم تتردد حكومة شارون في الإفتخار بطرح ذلك علانية لأسباب ديمغرافية محضة وليس لأسباب أمنية، كما كانت تدعي الحكومات في السابق. علاوة على تحويل قطاع غزة إلى سجن كبير من خلال خطة فك الإرتباط، وتعزيز الإستيطان في الضفة الغربية، وفرض الحدود من طرف واحد وتأكيد ضم القدس.

"لن نؤجل النقاش بسبب مرض شارون، فشارون يصنف من ضمن أكبر مجرمي الحرب والمغامرين العسكريين في النصف الثاني من القرن الماضي. ومرضه لن يغير من الخط السياسي للحزب الذي أقامه وضم عدداً من مجرمي الحرب وفاسدين أدينوا بتهم فساد. وحزب "كديما" يعبر عن مزاج سياسي معين في اليمين الإسرائيلي، لم يعد يعبر عنه حزب "الليكود"، ويشتمل على وجوب إقامة كيان فلسطيني على 40% من الضفة الغربية وضم الباقي إلى إسرائيل"!!

كما تطرق بشارة في حديثه إلى حزب العمل برئاسة عمير بيرتس الآخذ بالإنحسار في الشارع اليهودي، مكتفياً بالإشارة إلى تاريخ حزب العمل الدموي والقمعي، ومنبهاً إلى أن بيرتس لا يمثل سوى لجان العمال الكبرى، التي تمثلها الهستدروت، والتي ترفض تشغيل العرب رغم سن قانون "التمثيل المناسب للعرب في الشركات الحكومية" الذي بادر إليه د.بشارة نفسه.

وفي إطار الحديث عن حزب العمل المرتبط تاريخياً بمصادرة الأرض العربية، نبه بشارة إلى أن القانون الإسرائيلي قد صيغ لمصادرة الأرض، وبالتالي فإن اللجوء إلى المحاكم لم ولن يعد أي دونم أرض إلى أصحابه الشرعيين. وفي هذا السياق أكد على جدوى النضال وعمليته في عدة مواقع جرى التصدي فيها لعملية المصادرة في أم السحالي والروحة وأرض الملّ ودار الحنون وغيرها.

واختتم د.بشارة كلمته بالحديث عن الوحدة والتي هي في صلب برنامج وفكر التجمع بهدف تنظيم العرب على أساس قومي، وبيّن الآليات الممكن إتباعها من أجل هذا الهدف، وليس من أجل ترتيب المقاعد وإعادة أصحابها إلى الكنيست. كما أشار إلى أنه من الممكن التعبير عن التوجه الوحدوي من خلال موافقة جميع الأحزاب العربية على إجراء إنتخابات للجنة المتابعة العليا للجماهير العربية.

وأنهى بالتأكيد على ضرورة رفع نسبة التصويت وعدم السماح لقائمة رابعة تحرق الأصوات بسبب عدم قدرتها على تجاوز نسبة الحسم.



تم في اليوم التالي 15/1/2006 متابعة أعمال مؤتمر الناصرة والمرج، حيث تولى رئاسة الجلسة السيد يزيد سليمان الذي حيا الحضور وأثنى على المهرجان ونوه الى اهمية الحياة الحزبية التنظيمية ومفصلية الإنتخابات البرلمانية، وضرورة تعزيز مكانة التجمع في الإنتخابات القادمة.

وأشار سليمان الى برنامج اليوم الثاني من إلقاء بيانات ونقاش وانتخاب لجنة منطقة وسكرتير منطقة. ثم قدم سكرتير منطقة الناصرة والمرج غانم حبيب الله بياناً مفصلاً عن المنطقة سرد فيه تاريخ وتطور التجمع منذ نشأته ومميزاته كتيار قومي وطني يجمع بين الهوية القومية والمواطنة ونضالاته لتعزيز الحركة الوطنية واهتمامات التجمع في بناء الكوادر المركزية من الشبيبة واتحاد المرأة بناءً استراتيجياً وأهمية تنظيم الحزب مشيراً الى تراكم انتشار جماهيرية الحزب ومأسسته وتعميق دوره في الجوانب الحياتية.

وتطرق ايضاً الى تقسيم البلاد الى 13 منطقة حزبية وتأثيرات التقسيم على نجاعة العمل وتحقيق إنجازات تنظيمية أفضل وما ستشهده المنطقة من تطور واتساع جماهيري، وتنظيم حزبي أفضل بروح توصيات وقرارات المؤتمر الرابع، بحيث يتحول الحزب الى حزب مركزي على الساحة الداخلية.

وأشار غانم الى منطقة الناصرة والمرج من خلال الإحصائيات ونسبة التجمع في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة وإمكانيات أن يحصل التجمع هذا العام على نسبة أصوات مضاعفة منوهاً الى الحاجة الى تكاتف العمل من كل الفروع. ثم تطرق الى كل فرع وبلد وقضاياه الخاصة والقصورات والإخفاقات والنجاحات والأزمات والإنتسابات الجديدة.

وفي النهاية أشار حبيب الله الى ما تعانيه المنطقة من قضايا مثل التمييز ومصادرة الأراضي وتقليص مناطق النفوذ وتضييق وحصار القرى العربية والتلوث البيئي وتراجع مستوى التعليم في الناصرة والقرى المجاورة، وتزايد ظاهرة العنف في الناصرة، والبطالة وبوادر الخدمة العسكرية في بعض المواقع والشرطة الجماهيرية وتأثيراتها على النسيج الإجتماعي والوعي الجماعي للأقلية الفلسطينية في الوطن، وضرورة التصدي لهذه الظواهر.

وأنهى حديثه بالإشارة الى ضرورة استكمال البناء التنظيمي نحو ترسيخ الهوية الوطنية والتجمع والعمل معاً لإلغاء كافة أشكال التمييز في كافة الدوائر وانخراط الفروع في كافة القضايا النضالية.

ثم قدم سكرتيرو الفروع:
هاني جوابره – إكسال ، عبد الحليم مصالحة – دبورية، غانم حبيب الله، - عين ماهل، نور عمري + أيمن زعبي – المرج، سمير محاجنة – يافة الناصرة، سيف عودة الله – عيلوط،
قدموا تقارير عن أوضاع الفروع من حيث الوضع التنظيمي وقضايا الفروع والبلد وتصوراتهم المستقبلية ودور التجمع في القضايا الحياتية والعامة مؤكدين ضرورة الإهتمام أكثر بقضايا الناس وضمان تواصل مع الجماهير.

ثم شارك في النقاش غالبية الحضور من كل الفروع بنقاش بناء مثمر، لوحظ خلال أجواء الحماس مع الحاجة الى مراجعة الأخطاء والعمل على توحيد العمل وتنظيمه نحو إنجاز انتخابي، ومن ثم تعزيز مكانة التجمع الوطني الديمقراطي على الساحة كحزب أساسي مركزي.

وكانت الكلمة الأخيرة للأخ سعيد نفاع، رئيس الدائرة التنظيمية للتجمع وعضو المكتب السياسي، الذي رحب وشكر الحضور على المهرجان وحضور أعمال اليوم الثاني، مشيراً الى ضرورة سماع النقاش والملاحظات وأهمية عقد المؤتمرات الـ13 التي ساهمت في تعزيز مكانة التجمع، وهو الحزب الوحيد الذي استطاع أن يعقد 13 مؤتمراً خلال شهرين، أهمية الإنتخابات هذا العام وإمكانية أن يعزز التجمع مكانته كقوة أولى على الساحة وضرورة العمل على رفع نسبة التصويت، منوهاً الى الطاقات والإمكانيات في كل الفروع والعمل على فضح الأحزاب الصهيونية وتثبيت التيار الوطني.

وفي النهاية تم انتخاب لجنة منطقة مكونة من 23 عضواً وهم:
غانم حبيب الله، عادل حبيب الله، عبد الحفيظ أبو ليل، عبد الحليم مصالحة، سلوى أبو سبيته، لولو طه، نمر الياس، عدي بجالي، رائد غطاس، صالح علي، عدنان ابو قرطومة، راغدة زعبي، جهاد أبو العسل، عرار عبد الرازق، أمير هواري، سمير محاجنة، علاء خليلية، هادية شاعر، سمير علاء الدين، سيف عودة الله، نور عمري، أيمن زعبي، هاني جوابري. وتم تشكيل سكرتارية منطقة مكونة من سكرتيري الفروع وهم:
غانم حبيب الله، سمير محاجنة، عبد الحليم مصالحة، هاني جوابره، جهاد ابو العسل، نور عمري، سيف عودة الله + ممثلة اتحاد النساء، راغدة زعبي + ممثل اتحاد الشباب، صالح علي.

وتم بالإجماع انتخاب الأخ غانم حبيب الله مجدداً سكرتير منطقة الناصرة والمرج، واختتم المؤتمر أعماله بالإشارة الى الخروج للعمل نحو انتصار التجمع وتثبيت التيار الوطني على الساحة.

التعليقات