د.بشارة في المؤتمر الأول للتجمع في منطقة الشاغور: ذاهبون إلى الإنتخابات بهمم عالية وثقة كبيرة

" تجاوز الهوية القومية في ظروف الاضطهاد القومي يقود إلى تجاوز الحواجز الأخلاقية وتجاوز المرجعية الجماعية التحررية التي تبنى عليها أخلاقيات الشعوب"

د.بشارة في المؤتمر الأول للتجمع في منطقة الشاغور: ذاهبون إلى الإنتخابات بهمم عالية وثقة كبيرة
بأجواء حماسية وحضور حاشد يؤكد الإعتزاز بالإنتماء القومي والإصرار على الإلتفاف حول الحركة الوطنية ممثلة بالتجمع الوطني الديمقراطي، إفتتح مساء الجمعة في قاعة منتزه الرامة المؤتمر الأول لمنطقة الشاغور بمهرجان سياسي ثقافي حاشد وبحضور المئات من أعضاء الحزب والأنصار والمشايخ والشخصيات التمثيلية في المنطقة.

وهذا هو المؤتمر الثالث في سلسلة مؤتمرات يعقدها الحزب في مختلف مناطق البلاد، ضمن خطة قطرية شاملة لعملية تطوير البنى التنظيمية للحزب وزيادة نجاعة دوره السياسي الوطني بين أوساط الجماهير العربية.

عقد المؤتمر تحت شعارات محلية وسياسية برز منها :"لا لسياسة تهويد الجليل، نعم لمناطق النفوذ والبناء" و "مع سوريا ولبنان ضد الهجمة الأمريكية"

تولى عرافة المهرجان المربي يوسف سعيد، سكرتير فرع التجمع في قرية نحف، حيث رحب بالحضور مستهلاً حديثه بالتذكير بأن الثاني من الشهر الحالي، تشرين الثاني، صادف ذكرى وعد بلفور المشؤوم (02/11/1917).

وفي كلمته تحدث المربي يوسف سعيد عما يسمى "خطة تطوير/تهويد الجليل" التي دعا إليها شمعون بيرس في حين خصص لها 17 مليار شيكل، بوصفها "مشروع صهيوني منقطع النظير"!!، واشار في كلمته إلى أن أحد الأهداف الرئيسية للوكالة اليهودية الإستثمار في الإسيتطان في الجليل والنقب.

وأكد على ضرورة التصدي لهذه الخطة بكل الأساليب المتاحة، كما دعا جميع الأحزاب والسلطات المحلية والفئات الشعبية للعمل سوية من أجل إفشال هذه الخطة.
وألقى كلمة إتحاد الشباب الديمقراطي الشاب طارق خطيب الذي أكد على أن الإتحاد يرفع راية النضال وتعزيز الهوية القومية وراية بناء المجتمع العقلاني المنظم الذي لا يعرف تعصباً طائفياً ولا عائلياً ولا سواه، بوصف الشباب قادة الفوج الآتي ولا بد من صقل شخصيتهم وتثقيفهم سياسياً وتنويرهم إجتماعياً ليكونوا فرسانا أشداء في ساحات المعارك السياسية والوطنية، وصفاً مرصوصاً في وجه الصراعات العائلية والطائفية التي تعمل على خلقها السلطات الإسرائيلية، بالإضافة إلى تحصين الشباب أمام محاولات المؤسسة الإسرائيلية تمرير مخططات التجنيد.

كما أكد في كلمته على "الإصرار في مواصلة درب الحركة الوطنية ودرب شعبنا، ومواصلة حمل رسالة الشهداء الذين مهروا بدمائهم ملحمة البقاء في هذا الوطن، والحفاظ على الوجه الوطني للأقلية القومية الفلسطينية في الداخل".

وقال :" لن نتخلى عن موقفنا السياسي الوطني الداعم والمساند لمطالب شعبنا في تحقيق الحرية والإستقلال وحق العودة، وسنظل ركناً أساسياً في النضال الوطني وجزءاً مشرقاً من الوجه الوطني والحضاري لشعبنا وشعلة تضيء الطريق".

تولى المربي سميح شقير بإسم فرع التجمع في قرية الرامة الترحيب بالحضور، وأكد في سياق كلمته على أن فرع التجمع في قرية الرامة كان إسماً على مسمى، وقال "لقد بادر التجمع إلى تضميد الجراح التي خلفها الدهر الغشوم، وساعد في رأب الصدع وجسر الهوة بين سكان بلدتنا، وذلك بالقيادة الشبابية الواعية الواعدة وبما ترجم على أرض الواقع من فعاليات شتى وفي معظم المجالات الثقافية والإجتماعية والعلمية، والتوعية لصحوة سياسية إنسانية".

كما أكد في كلمته على الهوية القومية الواحدة التي تجمعنا، واستذكر قول الشاعر "تاريخنا واحد والضاد تجمعنا".

وتحدث في المهرجان رئيس المجلس المحلي للبلد المضيف، السيد خليل خوري، الذي رحب بدوره بالحضور واشار في كلمته إلى العلاقة الجيدة التي تربطه مع فرع التجمع المحلي في قرية الرامة، كما رحب بشكل خاص بقيادة التجمع التي حضرت المهرجان.

وفي سياق كلمته تحدث عن التمييز العنصري الذي يعاني منه العرب في الداخل، وخاصة في ميزانيات التطوير، حيث لا تحصل القرى العربية عليها.




وقرأ عريف المهرجان، المربي يوسف سعيد، برقية وصلت المهرجان من رئيس مجلس المحلي المغار السابق، السيد قاسم فريد غانم، جاء فيها:

"تحية خاصة من القلب، وأرجو أن يتكلل سعيكم بالنجاح الكامل في الإنتخابات المقبلة، بشكل يمكنكم من متابعة طريقكم النضالي من أجل تحقيق أماني وتطلعات جماهيرنا العربية في هذه البلاد".


وألقى كلمة جمعية أنصار السجين، السجين السياسي سابقاً، السيد على حرامي، حيث وجه التحية للجميع وخاصة أشبال وزهرات التجمع، كما حيا قيادة التجمع.

ونقل السيد على حرامي أحر التمنيات لهذا المؤتمر بالنجاح من الأسرى المحررين والأسرى الذين لا زالوا يقبعون في السجون.

وقال:" إننا في جمعية أنصار السجين نشعر بنبل المشاعر من قادة التجمع تجاه هؤلاء الأسرى، ومدى إهتمامهم بأمور الأسرى العامة والخاصة وحرصهم على التواصل الدائم مع الأسرى".

وأضاف "نحن نعمل بقدر المستطاع بدعم من أهل الخير من أبناء شعبنا وقياداتنا الوطنية واللجان الشعبية لجمع التبرعات وتوفيرها لأسرانا في السجون ولأهلهم في المخيمات الفلسطينية، وفي قمة هؤلاء التجمع الوطني الديمقراطي".

وفي نهاية كلمته قدم تحياته لأشبال التجمع الذين هم قادة المستقبل لشعبنا العربي في الداخل، كما تمنى لفروع الحزب التطور، ولقادة الحزب كل التوفيق.



وبدوره ألقى السيد سهيل صليبي، من حركة أبناء البلد، كلمة الحركة حيث تمنى النجاح للمؤتمر من أجل تعميق الفكر والإنتماء الوطني القومي لجماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل.

وأشار في كلمته إلى المؤامرات الأمريكية الصهيونية على شعبنا الفلسطيني وحملة التهديد ضد سورية بعد تنفيذ المؤامرة ضد العراق. كما لفت إلى التحديات الجسام أمام الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل لمواجهة مشروع تهويد الجليل والنقب، وحملات الإعتقال وتصعيد سياسة التمييز العنصري.

وقال "هذه الأوضاع تحتم علينا العمل موحدين قيادة وجماهير حول القواسم المشتركة، حتى يتسنى لنا صد ومواجهة المؤامرات التي تحاك ضدنا ومن أجل حماية وجودنا فوق أرض وطننا".



وألقى كلمة منطقة الشاغور سكرتير المنطقة د.محمد رجا كنعان، فأكد على أنه من واجبنا الأخلاقي والضميري أن نكون على قدر من المسؤولية في مقدمة التحدي، وأن نؤمن بأنفسنا وقدرتنا كقوة وطنية وأن نواصل طريق العز والكرامة، وترتيب الصفوف في هذه المسيرة الطويلة، مسيرة البقاء في الوطن والحفاظ على الهوية القومية، وتحقيق التطور في كل المجالات الإجتماعية والتعليمية والثقافية والإقتصادية.

وقال " إننا كسكان البلاد الأصليين وكباقي شعوب الأرض، نقول لا خيار أمامنا سوى الحفاظ على هويتنا القومية، لأن الحفاظ على هويتنا وإنتمائنا يعنى وجودنا وبقاءنا، ومواصلة النضال المشترك دون كلل من أجل الحقوق الجماعية".

كما أكد د.كنعان على ضرورة ترتيب الصفوف لمواجهة التحديات إبتداءاً من مشروع بيرس-شارون لتهويد النقب والجليل، وسياسة هدم البيوت بالجملة، وصولاً إلى مصادرة الأراضي تارة بإسم الدمج وتارة بإسم التطوير.

وأضاف كنعان أن التجمع الوطني الديمقراطي، باعتباره قوة مركزية وأساسية خاصة وأن خطابه أصبح الخطاب السياسي المنتشر بين الجماهير العربية، يشهد اليوم نهضة سياسية وتنظيمية غير مسبوقة. ويشكل عقد المؤتمر خطوة نوعية في عملية تقوية الحزب في منطقة الشاغور من أجل تطوير اساليب وآليات العمل والنضال والتصدي، والعمل على بناء جيل واع مدرك لقضيته رافضاً لمخططات ما يسمى بالخدمة الوطنية الصهيونية، ماضياً في طريق العزة والكرامة.

ولفت كنعان إلى أن منطقة الشاغور يوجد فيها العديد من فروع التجمع المنظمة المتواجدة بين أبناء شعبنا، بالإضافة إلى العديد من فروع الشبيبة الناشطة، كما هو الحال في مجد الكروم ونحف والرامة والمغار، والتواصل يزداد بشكل ملحوظ بمساندة المئات من الأعضاء والأصدقاء والأنصار لبناء فروع منظمة في القرى الأخرى كدير الأسد والبعنة والجش وساجور وطوبا والكمانة وعين الأسد، بالإضافة إلى القواعد الجماهيرية الواسعة في قرى المنطقة عامة. وتؤكد الإحصائيات أن التجمع في طليعة الأحزاب في قرى الشاغور.

واختتم كلامه بالقول "تسقط مشاريع الإحتلال والإستيطان" وتسقط مشاريع التهويد العنصرية" و "فلتسقط المؤامرة على سوريا ولبنان".


وألقت كلمة إتحاد المرأة التقدمي، السيدة سوسن غطاس، حيث هنأت التجمع بانعقاد مؤتمر منطقة الشاغور، واكدت على أن اتحاد المرأة التقدمي جزء من هذا التيار القومي الديمقراطي والرؤية السياسية الإجتماعية والنسوية. وأن عمل ورؤية اتحاد المرأة التقدمي ينسجم فكرياً مع فكر ورؤية التجمع الوطني في كونه يسعى لتحقيق المساواة والعدل الإجتماعي واحترام الحريات والحقوق الجماعية لنا كأقلية قومية تعيش على أرض وطنها مما يساهم في رفع مكانة المرأة العربية وتعزيزها وتطوير مجتمع تقدمي متنور.

ولفتت السيدة غطاس إلى أهداف اتحاد المرأة التقدمي:
• دعم وتمكين النساء العربيات
• بناء دور فاعل للنساء كشريكات متساويات في الحياة السياسية الداخلية.
• رفع المكانة الإجتماعية والإقتصادية للنساء.
• التأثير على خطاب التيار الوطني من أجل رفع قضايا النساء والقضايا الإجتماعية إلى مركز خطابه ومن أجل بناء برنامج عمل في هذا المضمار.
• التواصل والتفاعل مع الحركات النسوية في العالم العربي وتطوير التعاون مع الحركات النسوية اليهودية.

وقالت:" الأهمية القصوى بالنسبة لنا كنساء ونشكل نصف المجتمع إن لم يكن من أجلنا من حق أولادنا علينا ومسؤوليتنا تجاههم، أن لا نقف مكتوفات الأيدي بل أن نحاول المساهمة قدر المستطاع، وأنا أدعو جميع النساء بالإنضمام الى اتحاد المرأة التقدمي من أجل رفع قضايانا اليومية والحياتية إلى مستوى النقاش ثم المطالبة والعمل الدؤوب من أجل إضاءة ولو شمعة في هذا الضباب، ومشوارنا نمشيه معاً خطوة بخطوة وبإيمان بقدراتنا التي لا يستهان بها، فقط بقليل من الثقة والمبادرة وأخذ المكان نستطيع أن نغير الواقع وباتحادنا معاً تكون القوة".

.وكانت الكلمة الأخيرة لرئيس الحزب الدكتور عزمي بشارة فجاءت سياسية شاملة تطرقت إلى المستجدات الإقليمية والمحلية. واستهل كلمته بالتأكيد على أهمية بناء المؤسسات الحزبية الوطنية "إيماناً منا أن بناء المؤسسات هي عملية بناء الشعب ". وأضاف أنه لا يمكن بناء شعب من دون مؤسسات حديثة في دولة ترى ذاتها دولة يهودية وترى مهمتها عملية بناء الأمة اليهودية في موازاة سعيها إلى تقسيمنا كشعب "ما يعني أن علينا الإعتماد على أنفسنا وتنظيم مؤسساتنا ليس فقط كقائمة برلمانية... نريد تنظيم شعبنا بواسطة الحركة الوطنية لنحافظ على هويتنا القومية وتثقيف الجيل الصاعد في ما يتجاوز الإنتماء العائلي والديني الذي نحترمه. المهمة التاريخية هي تأسيس شعبنا، وهذا لا يتم إلا بحركة وطنية عريضة وحكيمة ولنحذر لأن البديل للتثقيف الوطني في ظروف القمع القومي هو الإنحلال، ليس فقط السياسي إنما الأخلاقي أيضاً، كما أن تجاوز الهوية الوطنية والقومية في ظروف عنصرية الدولة يقود حتماً إلى تجاوز حواجز أخلاقية وإلى تجاوز المرجعية الجماعية التي تبنى عليها أخلاقيات الشعوب: "لأجل هذا ندير مؤتمراتنا وهذا هو المؤتمر الثالث من مجموع 13 أقررناها قبل الحديث عن إنتخابات مبكرة".

وزاد بشارة أن الإنتخابات المقبلة تجري في ظرف إقليمي صعب وتساءل لماذا لا تتشكل لجنة تحقيق مع القاتل الذي فتح أبواب جهنم في العراق على المنطقة برمتها.

وتابع بشارة إنه من الواضح أنه لو نفذت سورية الشروط الأمريكية - الإسرائيلية لما استهدفت. والمطلوب، أمريكيًا من سورية الوقوف مع المخطط الأمريكي في المنطقة، وأن تكون شرطياً لدى واشنطن كما حال عدد من الأنظمة العربية.

وأكد أن المخطط الأمريكي يستهدف عملياً مهد الهوية العربية والعودة إلى توزيع لبنان إلى طوائف وإلى تعميم نموذج الدولة الطائفية الإسرائيلية على المنطقة بأسرها، أي تقسيم العرب إلى مئة دولة وإلى طوائف: "السياسة الأمريكية في العراق تؤسس لنزع الصفة العربية عن العراق". هذا موقف استراتيجي وليس تكتيكياً ومن هذا المنطلق علينا أن نؤكد تضامننا مع سورية ولبنان ونحن بصدد إقامة لجنة تضامن.

وأشار بشارة إلى "الصمت الإسرائيلي" حيال ما يدور وذلك بأمر مباشر من واشنطن كي لا تخرب إسرائيل على اللعبة الأمريكية وتحرج واشنطن أمام حلفائها من العرب". وختم في هذا الموضوع مؤكداً على وجوب توحيد الرأي العام السوري وراء النظام وإجراء الإصلاحات المطلوبة "وليس أمام القيادة السورية حل آخر فيما الحال العربية مهترئة".



وعلى الصعيد الفلسطيني أكد بشارة مرة أخرى صحة موقف التجمع الوطني الديمقراطي من عملية فك الإرتباط عن قطاع غزة من جهة استفادة إسرائيل منها واستثمارها في توسيع الإستيطان في الضفة الغربية والقدس، ومحاولة محاصرة القيادة الفلسطينية بهدف إرغامها على اتخاذ إجراءات ضد المقاومة الإسلامية، هذا فضلاً عن الإنجاز الهائل الذي حققه شارون بحصوله على "رسالة الضمانات" من الرئيس الأمريكي جورج بوش وهو ما تعامى عنه العرب. رسالة أكدت اللاءات الإسرائيلية: لا للعودة الى حدود 1967 لا لحق العودة".

ولفت بشارة إلى حقيقة أن فك الإرتباط والفصل الديمغرافي عن الفلسطينيين جاءا بفعل الإنتفاضة الأولى بعد أن أيقن شارون وغيره من عتاة اليمين أنه لا يمكن تطبيق الحلم الإسرائيلي القديم بضم الضفة والقطاع: "عملياً تم تبني مشروع حزب العمل التاريخي من قبل التيار المركزي في اليمين". من هنا طرح شارون فكرة الدولة الفلسطينية على 40% من أراضي الضفة الغربية.

"هذا ما يقوم عليه حزب شارون الجديد. لا يوجد تغيير في المواقف السياسية إنما التعبير هو في الإصطفاف السياسي" أضاف بشارة، وقال إن صراع شارون مع الليكود ليس أيديولوجياً أبداً أبداً، إنما هو صراع شخصي مع نتانياهو: "في نهاية الأمر فإن الشعب الفلسطيني يتعرض للمؤامرة نفسها.. الحصول على كيان فلسطيني يقوم بقمع المقاومة ويثمن تنازل الفلسطينيين عن حق العودة والقدس وحدود العام 1967".

وأسهب بشارة في تحليل الوضع داخل حزب العمل ورأى أن فوز عمير بيرتس بزعامة تحقق أولاً بفضل جهازه التنظيمي، جهاز الهستدروت الممأسس جيداً ثم غريزة حب البقاء لحزب العمل الذي أيقن أركانه أن بقاء بيرس زعيماً يعني انهيار الحزب تماماً، لأن بيرس سيواصل دور مدير علاقات عامة لشارون، أي أن الحزب قرر التمايز عن حزب شارون لمنع إندثاره النهائي.


وسخر بشارة من محاولة رسم صورة لبيرتس على أنه نصير الفقراء مشيراً إلى أنه هو الذي وقّع مع نتنياهو "الصفقة الكبيرة" التي دعمت عملياً خطة وزير المالية الإقتصادية.
وتابع بشارة: ليس صحيحاً القول إن شارون وبيرتس وجهان لعملة واحدة من ناحية المواقف السياسية. لبيرتس أفكار سياسية أكثر اعتدالاً من أفكار شارون لكنها ليست أكثر اعتدالاً من أفكار عمرام متسناع الذي تآمر عليه أعضاء العمل ما اضطره إلى الإستقالة ومغادرة المعترك السياسي. وأضاف أن بيرتس، كما متسناع ليس مرشحاً لرئاسة الحكومة بصفته الشخصية إنما مرشح حزب العمل ولدى هذا سياسته الواضحة هي التي تقرر في نهاية المطاف. وحتى الاعتدال هنا لا يشمل ايا من ثوابت الحل العادل.

وزاد بشارة: ليكن واضحاً أن التصويت لبيرتس يعني التصويت لمواقف حزب العمل التي لا تختلف في جوهرها عن مواقف الإجماع الصهيوني، من القدس وحق العودة. هي مواقف تدعم لجان العمال الكبرى. "العمل" هو صاحب مشروع تهويد الجليل والنقب والقدس".

وأكد بشارة على أن التصويت العربي لأحزاب صهيونية ليست تقليعة، هذه مسألة إستراتيجية حسمت في الشارع العربي. لا انتخابات مباشرة لرئاسة الحكومة ما يعني وجوب أن يوجه الصوت العربي لحزب عربي يعرف كيف يتصرف به عندما يتعاطى مع بيرتس وغيره.

وفند بشارة زعم النواب من الأحزاب الصهيونية وكأن النواب العرب لا يهتمون بقضايا المواطن العربي، وقال: نكرس كل وقتنا، ليلاً ونهاراً من أجل قضايا المواطنين العرب. نحقق بعض المطالب وما لا ننجح في تحقيقه يعود إلى وقوف النواب من الأحزاب الصهيونية ضدنا في التصويت على كل مشروع يمكن أن يخدم قضايا جماهيرنا".


وأضاف بشارة: نعمل على تحصيل حقوق جماهيرنا ولكن لا بد من النضال والموقف السليم. ولن نكون في جيب أحد. ولـّت أيام الحكم العسكري. لدينا موقف وطني نفخر به. لدينا نموذج نطرحه وهو ما يخيف الأحزاب الصهيونية. ثم ماذا فعل نواب الأحزاب الصهيونية من أجل الجماهير العربية؟.. ليعطونا نموذجاً واحداً فقط!!.. هل وسعوا مسطحات البلدات العربية؟ هل هم الذين أعادوا أراضي الروحة أم النضال الوطني؟ من أعاد أراضي المنطقة رقم 9؟ أليس يوم الأرض والشهداء؟".

وتطرق بشارة إلى الأصوات التي ترتفع مطالبة بوحدة الأحزاب العربية لتخوض الإنتخابات في قائمة واحدة، لكن هناك من يلقي كلاماً على عواهنه، وقال: "الوحدة على أساس قوي هي في لب مشروعنا لتنظيم الاقلية العربية. نريد أن نثقف المواطنين على قائمة موحدة وفقاً للآلية التي نطرحها - برايمرز. وإذا حصل الأمر فإن ذلك سيكون انتصاراً لفكره. المشكلة ليست فينا فنحن على استعداد لتحالف مع كافة الاحزاب الوطنية إنما في الأحزاب التي تواجه صعوبات في الإتفاق فيما بينها".

وأضاف بشارة: من الخطأ الإعتقاد أن قائمة موحدة تحقق عدداً أكبر من المقاعد. عندما خاضت قائمة واحدة الإنتخابات وحدها حققت في أحسن الحالات (عام 1977) خمسة مقاعد. وعندما خاضتها أحزاب أخرى وصلنا إلى تمثيل من عشرة مقاعد. إن التنافس بين الأحزاب العربية يقود إلى استقطاب يوسع الساحة العربية أمام الأحزاب العربية، بينما حزب واحد قد يطرح الخيار بينه وبين الأحزاب الصهيونية. المشكلة الحقيقية التي يجب أن ننتبه إليها تكمن في خطر أن تخوض الإنتخابات قائمة تحرق آلاف الأصوات، كما حصل في الإنتخابات السابقة.. حان الوقت لمنع مثل هذه القوائم من تكرار تجربتها. هذا ما ينفر الجمهور العربي من السياسة. في الساحة العربية ثلاثة تيارات مركزية تمثلها: التجمع والجبهة والحركة الإسلامية".

وأكد بشارة أن التجمع واضح في موقفه القائل بعدم التدخل في سياسة الجبهة والإسلامية التحالفية. وقال "من حق كل منهما أن يقرر سياسته التحالفية. موقفنا واضح؛ نحن على استعداد للتحالف مع التيارات الأساسية في الشارع العربي. قلنا لإخواننا في الجبهة أن التحالف بيننا هو الأكثر واقعية.. لم نتلق رداً على مبادرتنا هذه حتى اليوم. لم نتلقّ إقتراحاً جدياً بهذا الخصوص وإن وجد سندرسه بجدية. هذه الإمكانيات المطروحة. في هذه الحال نخوض الإنتخابات وحدنا وكل الإستطلاعات تشير إلى أن التجمع في صعود. أصبح التجمع تياراً يعطي الأجوبة على قضايا الجماهير العربية. من حقه أن يسعى ليكون الحزب الأول. نحن معنيون بالتعاون مع الجبهة والحركة الإسلامية في القضايا المصيرية، واقترح إقامة قيادة مشتركة للتعاون في هذه الأمور: أولاً رفع نسبة التصويت في أوساط العرب وثانياً محاربة الأحزاب الصهيونية".

وختم مشيراً إلى أهمية أن تكون نسبة التصويت لدى العرب أكثر من 70%: وعندها ستحقق في حال خاضت الإنتخابات القوائم الثلاث المركزية عشرة مقاعد وأكثر.. وقال في نهاية كلمته: "نتوجه إلى الإنتخابات بهمم عالية وثقة كبيرة لتحقيق طموحاتنا".

التعليقات