مؤتمر التجمع الأول لمنطقة المثلث الجنوبي: المثلث الجنوبي أحد القلاع الوطنية العصية على أعداء شعبنا

-

مؤتمر التجمع الأول لمنطقة المثلث الجنوبي: المثلث الجنوبي أحد القلاع الوطنية العصية على أعداء شعبنا
شارك المئات في المهرجان الافتتاحي لمؤتمر التجمع الوطني الديمقراطي لمنطقة المثلث الجنوبي، الخميس الماضي، في قاعة "الافراح" في مدينة الطيرة وسط حضور نسائي وشبابي لافت، ضمن سلسلة المؤتمرات المناطقية التي يعقدها الحزب في 13 منطقة.

افتتح المهرجان سكرتير التجمع الوطني في مدينة الطيبة أيمن حاج يحيى الذي تولى عرافة المهرجان سوية وسناء سلامة، عضو اللجنة المركزية للحزب.

وشمل المهرجان كلمات وبيانات سياسية وتحيات وفقرات فنية للفنان خليفة ناطور الذي اتحف الحضور بمقاطع من عمله المسرحي "جدارية" محمود درويش، كما القى الشاعر سامح خاسكية قصيدته "بغداد".
وكانت الكلمة الاولى لفرع الطيرة، التي احتضنت المؤتمر، القاها المحامي فؤاد سلطاني، احد مؤسسي التجمع في المنطقة.

وبعد أن رحب بالحضور قال:" يعقد هذا المؤتمر في الطيرة ما يؤكد أن المدينة كانت دائماً وستبقى حجر الزاوية ومرجعية لكل القوى الوطنية وعلى رأسها التجمع الوطني الديمقراطي بكل أبعاده ومزاياه الفكرية والقومية. كانت الطيرة وستبقى دائماً عصية على أعداء شعبنا منذ عام 1936 مروراً بأحداث نكبة 1948، أعقبها ممارسات الحكم العسكري البغيض ويوم الأرض الخالد".

وأضاف:" لا ننسى ما قدمته طيرة الشهداء من دعم إنساني ومعنوي لأهلنا في المناطق الفلسطينية المحتلة .. أيام الإنتفاضة الأولى. كانت الطيرة هي السباقة في فضح وكشف ممارسات سلطات الإحتلال لتوطين عملائها من الطابور الخامس داخل القرى العربية، وقد تصدت لجنة مقاومة إسكان العملاء وعملت الكثير لمنع إسكانهم في الطيرة".

وبعث سلطاني تحية دعم وافتخار من الطيرة الى أهالي أم القطف على نضالهم ضد توطين العملاء في قريتهم، وحمل أجهزة الأمن الإسرائيلية المسؤولية إستشهاد أحد مواطني القرية برصاص العملاء.

وتابع سلطاني: "عندما بادر العشرات من رموز الحركة الوطنية من العرب الفلسطينيين داخل الخط الأخضر إلى إقامة نواة حزب التجمع الوطني قبل حوالي عشر سنوات، كانوا يدركون أن الحركة الوطنية بحاجة إلى عملية ترميم وبناء وإصطفاف بسبب التراخي والتصدع الذي أصاب هذه الحركة بعد إتفاقية أوسلو. عندها ظن البعض بأن الدولة الفلسطينية قد أقيمت، خاصة بعد أن سمحت سلطات الإحتلال برفع العلم الفلسطيني في شوارع المدن الفلسطينية. في ظل هذه النشوة المؤقتة تهافت الآلاف من المواطنين العرب للإذدناب وراء الأحزاب الصهيونية خاصة حزب العمل وحزب ميرتس، مع أن هذين الحزبين وغيرهما من الأحزاب الصهيونية جزء من الإجماع العنصري الذي وقف ودعم الإحتلال والإستيطان وسياسة القهر القومي الذي تمارسه المؤسسة الحاكمة في إسرائيل ضد عرب الداخل. وكان لا بد من بلورة وإعادة تنظيم الحركة الوطنية في إطار وطني جديد، له رؤيا ثابتة واضحة ضد الأسرلة، وتنظيم العلاقة بين المواطن العربي وبقية مؤسسات الدولة، التي لا ترى في هذا المواطن إلا قوة عمل أسود وقوة إستهلاك لمنتوجات الدولة!".

طالبنا وما زلنا نطالب بحق المواطنين العرب المشاركة في إدارة كافة مؤسسات الدولة المختلفة، مثل لجنة التنظيم والبناء القطرية ودائرة أراضي إسرائيل والمشاركة الحقيقية في وضع مناهج التعليم في المدارس العربية. من حق العرب المسلمين إدارة شؤون الأوقاف الإسلامية في الدولة وإستثمار مدخولاتها لإقامة المشاريع الإنسانية والتربوية المختلفة".

"دائماً حذرنا وقلنا من بين أسباب تدني التحصيل التربوي والعلمي في المدارس العربية يعود إلى تدخل أجهزة الشاباك في جهاز التعليم على إمتداد عشرات السنين. فقد إعترفت مديرة المعارف العامة السابقة "تيروش" بذلك، هذا إضافة إلى عدم تخصيص الميزانيات الكافية لمصلحة التعليم العربي وإعداد برنامج عمل ومنهج مدروس لدفع عجلة التعليم في المدارس العربية. من هنا فإن حزبنا يطالب بذاتية التعليم، أي أنه من حق الجماهير العربية إدارة شؤونها الذاتية في مجال التعليم".
وباسم اتحاد الشباب الدمقراطي في المثلث الجنوبي، القى الطالب الثانوي وئام بلعوم كلمة اكد فيها على دور الحركة الوطنية المتمثلة بالتجمع الوطني الديمقراطي في حماية ابناء الشبيبةالعرب من محاولات الأسرلة وطمس الانتماء قائلاً: "إنني كشاب عربي، وكعضو في إتحاد الشباب الوطني الديمقراطي، مثلي مثل زملائي من شابات وشبان، أخذنا على عاتقنا مهمة تعميق الإنتماء القومي، وتنمية الوعي الوطني بين صفوفنا، والعمل على إنتزاع مكانتنا، ورغم أنف كل العنصريين، سواءاً في ساحات العلم، أو العمل من دون إستجداء، مع مقاومتنا الشديدة لأي محاولة قديمة جديدة لفرض التجنيد علينا ومسخ إنتمائنا القومي، فالشباب الوطني يرفض مجرد فكرة التجنيد بأي شكل من الأشكال".

وتابع "فما يسمى بالخدمة الوطنية، هو تجنيد، وهو مرفوض .
وما يسمى بالحرس المدني، هو تجنيد، وهو مرفوض.
وما يسمى، حديثاً، بالخدمة المدنية، هو تجنيد وهو مرفوض.
نرفض التجنيد بكل أشكاله، ولم ولن نكون سكين غدر، وخيانة، يغرس في ظهر شعبنا وأمتنا".
وقدم سكرتير التجمع في الطيرة، محمود ابو خيط، كلمة المنطقة سرد فيها انجازات التجمع في المنطقة منذ تأسيسه.

وقال: "الآن وبعد مرور عشرة اعوام يؤكد هذا الحضور ان التيار الوطني الديمقراطي حي وان مشاريع الذوبان والاسرلة بيمينها ويسارها باسم المواطنة الاسرائيلية المجردة من الهوية والانتماء العربيين والفلسطينيين قد فشلت".

وتابع "كان ردنا واضحاً: لا شرقية ولا غربية جذورها في الارض وفروعها بالسماء، هوية قومية مواطنة كاملة.
استطعنا خلال هذه الاعوام ترجمة مشروعنا الوطني التقدمي الى ممارسة عملية، طالما حاولت الحركة الوطنية بتجاربها السابقة تنفيذه.

"فقط في الاشهر الاخيرة ضاعفنا عدد نوادي التجمع في منطقة المثلث الجنوبي من نادي الى اربعة والفروع من اثنان الى ستة في الطيرة والطيبة وقلنسوة وجلجولية وكفر برا وكفر قاسم".

"اصبحت منطقة المثلث الجنوبي ثاني اكبر منطقة في التجمع الوطني الديمقراطي بعدد منتسبيها للحزب، إذ ضاعفنا عدد المنتسبين ثلاث مرات مما كان عليه".

"استوعبت فروع التجمع في المنطقة المئات من أبناء الشبيبة الذي اصبح التجمع بيتهم الدافئ وحصنهم الحصين من الاسرلة والاندماج".

"اقمنا اتحاد المراة التقدمي في المنطقة باشراف الاخت محاسن رابوص لتنضم اليه عشرات النساء العربيات بعد ان وجدن فيه الاطر الوطني التقدمي الذي طالما احتاج له مجتمعنا".

"تواجد شباب التجمع بين ابناء الشبيبة ليرافقوهم في حياتهم اليومية، إذ افتتحنا دورات تعليمية واجتماعية لمساعدة طلاب المدارس".

" كان التجمع ولا زال في طليعة المناضلين لرفع مستوى التعليم في المدارس.
استطاع التجمع في الطيبة في الانتخابات البلدية الاخيرة ادخال مندوبه للمجلس البلدي وهي انطلاقة ستعمم باذن الله على كافة المجالس والبلديات في المنطقة".

"حارب التجمع الوطني الديمقراطي بكوادره وبمندوبه في البرلمان مخططات دمج البلدات العربية في المثلث الجنوبي وافشلها وتصدى لمصادرات الاراضي في الطيرة والطيبة وكفر برا وكان على خط المواجهة الاول مع جرافات دائرة اراضي اسرائيل وهراوات الشرطة والوحدات الخاصة وعلى الرغم من مؤمرات ضعفاء النفوس من بين ظهرانينا. ونجحنا في احقاق الحق وحصول اصحاب الاراضي على اراض بديلة في كفر برا على وجه الخصوص في معركة شرسة خاضتها كوادر التجمع، ولا نزال نتذكر كيف ان البعض استخف بالنضال الشعبي والجماهيري واعتبرونا غير واقعيين ليثبت لهم الواقع اننا كنا على صواب ولا تزال رائحة تراب ارض ابو زياد عاصي رحمه الله من كفر برا فينا وهي الارض التي اقمنا عليها خيمة الاعتصام ضد شارع عابر اسرائيل".

ووصل المؤتمر تحية من مناضل عريق أفنى حياته من أجل فلسطين وشعبها، أفناها كمعلم ومرب ومؤسس للنوادي الثقافية حتى وصل السجن والإعتقال الذي دام سبعة عشر عاماً. تحية المناضل عبد الرحيم عراقي:

"أحييكم وأحيي مؤتمركم هذا وكل مؤتمراتكم المقبلة التي نأمل أن تساعد الحزب وتقويه على نشر رسالته، رسالة القومية العربية التي تشكل سداً منيعاً وفي وجه العنصرية الإسرائيلية المتفشية. وإسمحوا لي أن أحيي معتقلينا في السجون الإسرائيلية، وأخص بالذكر أولئك الذين
إنضموا إلى حزب التجمع وهم ما زالوا قيد الأسر منهم: رشدي أبو مخ، إبراهيم أبو مخ، محمد زايد، مخلص برغال، بشير الخطيب، محمد أبو لبدة ووليد دقة. إضافة إلى رفاقنا غسان وسرحان عثاملة".
وبدوره القى الدكتور محمود محارب، عضو المكتب السياسي للتجمع، كلمة سياسية قال فيها: "الانتخابات المقبلة هي من اهم الانتخابات التي خاضتها اسرائيل، فلأول مرة يخرج رئيس حزب من حزبه على الرغم من انه كان بامكانه ان يبقى رئيساً للحزب، لكن اريئيل شارون خرج واسس حزبا جديدا وكاد ان يمحو حزبه الاصلي، وذلك بسبب رئيسي وهام وهو ان لشارون برنامج واضح، اعتقد ان الليكود يشكل عائقا امامه لتطبيق مشروعه... شارون لا ينظر لنفسه كأنه موظف أو رئيس وزراء عادي بل ينظر لنفسه كقائد تاريخي لاسرائيل وانه حان الوقت لرسم حدود الدولة... ومن هنا تنبع خطورة المرحلة".

وتابع د.محارب:" شارون يريد حشد المجتمع الاسرائيلي خلفه من اجل فرض حل على الشعب الفلسطيني بقوة السلاح، ويريد في الوقت ذاته حشد المجتمع الدولي خلفه لفرض حل غير عادل على الفلسطينيين باستمرار البناء في المستوطنات في القدس والضفة الغربية واستمرار بناء الجدار العنصري، اضافة الى عمليات القمع المنظمة ضد المجتمع الفلسطيني تحت الادعاء الممجوج ان لا شريك فلسطيني للسلام".

واضاف د.محارب: "يريد شارون تنفيذ رؤيته بعد الانتخابات بفرض نظام عنصري بضم 50 في المئة من الضفة المحتلة، فيما يعتقد ان له شركاء لانجاز ذلك وهم على يساره امثال عمير بيرتس وحزب العمل الذين يجمعهم قاسم مشترك وهو استمرار المستوطنات... لذلك فالانتخابات المقبلة في غاية الأهمية وفي هذا السياق اعتقد أن المجتمع الفلسطيني داخل اسرائيل اصبح ناضجا وقرر ان لا يمنح اصواته للأحزاب الصهيونية ولديه ألف سبب وسبب".

وكان آخر المتحدثين في المهرجان هو النائب د.عزمي بشارة حيث القى خطاباً سياسياً استهله قائلاً: " نحن في التجمع الوطني الديمقراطي نعير منطقة المثلث الجنوبي أهمية خاصة لأنها احدى القلاع الوطنية منذ حركة الارض وحتى اليوم، واياكم ان تنسوا هذا التراث لأننا لم نأت من فراغ بل نحن استمرارية لتلك الحركة الوطنية... ".

وعلى صعيد الانتخابات البرلمانية المقبلة قال بشارة: "من الخطأ الاعتقاد بأنه يمكن العمل ضمن إطار المواطنة من دون المشاركة في الانتخابات برلمانية"، مؤكداً أن البقاء في الوطن حتم على المواطنين العرب قبول المواطنة والمشاركة في الحياة السياسية الاسرائيلية، مشيراً إلى أن تتويج النضال السياسي في نظام برلماني يتم عبر الانتخابات البرلمانية، وأكد بشارة ان التحدي الأساس للمعركة الانتخابية المقبلة هو رفع نسبة التصويت والتصدي للاحزاب الصهيونية.

وفي سياق متصل، قال بشارة "إن شارون لم يتغير خلافا لما يعتقده بعض الزعماء العرب، فهو شارون ذاته الذي اختار ألا يفاوض العرب على اتفاق سلام فهو منذ بداية الثمانينيات يؤمن بإقامة كيان فلسطيني مستقل وتوصل الى استنتاج أن هذا لا يمكن إلا بفك الإرتباط مع الفلسطينيين وهذا الاستنتاج لم يوصله أبدًا للحل العادل وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 والقدس عاصمة لها... لذلك فلا يوجد تحول لدى شارون نحو السلام العادل، وانما الحقيقة ان هناك تحولا لدى بعض الزعماء العرب..."

واما عن حزب العمل فقد أكد د.بشارة مرة أخرى أنه" من التضليل ان يدعي عمير بيرتس انه رجل الفقراء والمسحوقين لأنّه لا يمثل في الهستدروت الجديدة الا الشركات الكبيرة مثل الصناعة الجوية وشركة الكهرياء التي ترفض لجنة مستخدميها تشغيل العرب فيها رغم تشريعنا قانون في هذا الخصوص ومصادقة مجلس ادارة الشركة...".

وعلى صعيد آخر وفي ما يتعلق بنداءات الوحدة بين الاحزاب العربية قال بشارة: التجمع هو أول من طرح فكرة القائمة العربية المشتركة لأن فكره وحدوي وليس لأنها ترفع من نسبة التمثيل العربي في الكنيست، بل لأننا في التجمع الوطني نؤمن بأنها درجة أعلى من التنظيم السياسي للمواطنين العرب وليس موضة تتغير وتتبدل حسب الحاجة".

وأكد بشارة ان "الوحدة تقوم بين التيارات الفاعلة بين المواطنين العرب وهي التيار القومي والتيار الشيوعي والتيار الاسلامي وليس لدى التجمع أي اعتراض بدخول تحالفات بين هذه التيارات الثلاث لكن ليس تحالفات بين أفراد يريدون دخول الكنيست من خلال ترويج نداءات الوحدة كل مرة ليضمنوا مقعدا في الكنيست واذا فشلوا في ذلك يهددون بدخول الانتخابات وحرق عشرات الاف الاصوات العربية".

وانهى بشارة خطابه قائلاً إن الانتخابات المقبلة هي المعركة الوحيدة التي نستطيع فيها هزيمة الأحزاب الصهيونية من شارعنا العربي، فعلينا تجميع الوطنيين والشرفاء لخوض المعركة والخروج منها منتصرين".


.الشاعر سامح خاسكيه يلقي قصيدته "بغداد"...الأخت محاسن رابوص تلقي كلمة إتحاد المرأة التقدميالفنان خليفة ناطور يؤدي إحدى الفقرات الفنية

التعليقات