مثقفون يطرحون برنامجا بديلا لخطة اسرائيلية تغيب انتماءهم القومي

-

مثقفون يطرحون برنامجا بديلا لخطة اسرائيلية تغيب انتماءهم القومي
تواصل وزيرة التعليم ليمور لفنات حملتها المسعورة على مبادرة تثقيفية رعتها ثلة من المثقفين من اجل حماية الهوية الوطنية للناشئة. وهاجمت الوزيرة القيمين على المبادرة وهددتهم برفع دعاوى قضائية مشددة على ان وزارتها هي الجهة الوحيدة المخولة باصدار كتب تدريسية.

وكان المركز لمكافحة العنصرية وجمعية ابن خلدون بالتعاون مع لجنة متابعة التعليم، بادروا مطلع العام بالتعاون مع مثقفين مستقلين الى وضع كتاب تربوي بعنوان " هوية وانتماء" لتعزيز الهوية الوطنية في المدارس العربية في مواجهة برامج الأسرلة وتهميش الانتماء القومي.

وكشف المثقفون ورؤساء الأطر التعليمية والتمثيلية في مؤتمر صحفي جرى أمس في الناصرة عن الكتاب الجديد البديل والذي يضع بين أيادي التلاميذ العرب في اسرائيل الرواية الفلسطينية ويطلعهم على مركبات الثقافة العربية.

وفي المؤتمر اكد شوقي خطيب رئيس لجنة المتابعة العليا ان تلقين الهوية الوطنية للاجيال الصاعدة هو حق انساني وسياسي تكفله المواثيق الدولية، منوها الى امعان السلطات الاسرائيلية في استخدام المدرسة اداة للسيطرة على فلسطينيي 48 وتطويعهم بواسطة تعيينات سياسية لطواقم المربين وفرض المضامين الفوقية التي تنزع لتهويد المكان وتغييب كل ما من شأنه تنمية الانتماء العربي.

وهاجم نبيه ابو صالح رئيس لجنة متابعة التعليم العربي السلطات الاسرائيلية التي لا تزال تواظب على تغييب الهوية والرواية الفلسطينية، لافتا الى الاثر البالغ للثقافة العربية على الحضارة الانسانية المتراكمة. واضاف" لسنا مقتطعين من شجرة ونحن جزء لا يتجزء من الامة العربية الكبيرة وواجبنا التمسك برموزها ومكوناتها".

وأشار الباحث مصطفى كبها الذي شارك في صياغة وتحرير الكتاب ان الثقافة العربية ليست ركوبا للجمل او احتساء القهوة المرة او غيرها من مظاهر الفولكلور كما تسعى وزارة التعليم الاسرائيلية الى طرحه للتلاميذ، لافتا الى انه مساهمات جوهرية اثرت على مجمل الحضارة الانسانية".

وشدد دكتور كبها على ان الحرب بين " الفلسطينيين اينما كانوا وبين الصهيونية حول الرواية التاريخية لم ينته بعد"، داعيا الى استكمال مشروع شامل للحفاظ على الهوية الوطنية للمواطنين العرب داخل اسرائيل.

ودعا الدكتور اسعد غانم في كلمته وزارة المعارف الى تبني الكتاب الجديد وتعليمه للطلاب العرب واليهود بدلا من التحريض عليه.

واكد رئيس لجنة اولياء الامور العرب المحامي معين عرموش على ان الادب الفلسطيني يعتبر مفخرة للعرب وللعالم كافة داعيا السلطات المحلية واقسام المعارف فيها الى تأييد المبادرة.

ودعا الدكتور جوني منصور كافة الجهات المعنية للسعي من اجل ادراج "هوية وانتماء" ضمن مناهج التعليم.

فيما اكد بكر عواودة مدير مركز مكافحة العنصرية في اسرائيل انه من حق المواطنين العرب نقل روايتهم بشكل منظم لابنائهم، لافتا الى ان كتاب المصطلحات البديل يستجيب لاحتياجات الذات العربية غير انه يترك حيزا مناسبا للاخر. ودعا وزيرة المعارف الى التدخل لمنع تعليم مواد تعليمية في المستوطنات تمجد القاتل باروخ غولدشتاين بدلا من التحريض على مبادرة اهلية جاءت لسد فراغ تركته الوزارة بنفسها.

الى ذلك كانت وزارة التعليم الاسرائيلية قد اعلنت الاسبوع المنصرم عن استعداداتها لتعليم " تراث غاندي" في المدارس العربية ايضا لتخليد تراث الوزير السابق رحبعام زئيفي غاندي المعروف بتبنيه نظرية الترانسفير للعرب من فلسطين كحل للصراع!

يشار الى ان جمعية " التعاون" الفلسطينية التي تتخذ من جنيف مقرا لها قد مولت طباعة عشرات الالاف من الكتب التي سيشرع بتوزيعها على الاهالي داخل اراضي 48 رغم تهديدات المسؤولين الاسرائيليين وحملة التهويش التي شنتها بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية التي اعتبرت الكتاب معاديا للدولة اليهودية.

ويشمل " هوية وانتماء" تعريفات لنحو 400 مصطلح منها جمال عبد الناصر، ياسر عرفات، عز الدين القسام، النكبة وحرب الاستنزاف، معركة الكرامة ، ايلول الاسود، الانتفاضة الفلسطينية، كنعان، بيسان ، يافا ،حطين، ادوارد سعيد، كنيسة القيامة، المسجد الاقصى، جامعة الدول العربية ،احمد ياسين، ابو سلمى، سميرة عزام ،ابراهيم طوقان ، ناجي العلي وحق العودة.

وكان الصحفي وديع عواودة ،عضو طاقم صياغة الكتاب، قد ادار المؤتمر الصحفي بعد ان قدم مداخلة حول منهجية الوزارة بحرمان المواطنين العرب في اسرائيل من حقهم بالتواصل مع هويتهم القومية والنهل من ينبوع الثقافة الفلسطينية والعربية واعتبر " هوية وانتماء" شمعة لاضاءة جانب من السياسة الظلامية لوزارة التعليم الاسرائيلية تجاه العرب.

وعقب عواودة على هجوم الوزيرة بالقول" نتفهم محنة مدام لفنات هذه الايام ولكونها وزيرة لن نقول لها من حقنا ان يتمسك ابناؤنا بلحمهم وجلدهم ولك ان تشربي بحيرة طبريا ولكننا نكتفي بدعوتها بالكف عن البحث عن العناوين الشعبوية على حساب حقوق اقلية قومية تشكل 20 % من مجمل سكان الدولة".

يشار الى ان كتاب المصطلحات البديل هو ثمرة جهد وتعاون كل من بكر عواودة ود. مصطفى كبها ود. محمد امارة ود.خالد ابو عصبة ود. جوني منصور وغادة غضبان ونبيه ابو صالح وامل الصانع ونبيل ارملي ووديع عواودة ويوسف شحادة ونهاد علي ومهند مصطفى وسلمان ناطور والياس نصر الله ود. اسعد غانم وانطوان شلحت وعلي حيدر.

التعليقات