مدرسة يافا العربية الديمقراطية في يافا عروس البحر مشروع وطني يحتذى به

مديرة المدرسة ميري قبطي: الحلم تحقق بتوحيد الجهود والتعاون بين مؤسسة الرابطة لرعاية شؤون عرب يافا ومجموعة من الأهالي الغيورين على المصلحة العامة * تقدم وتطور المدرسة يتطلب تكاليف مالية باهظة لتزويد المدرسة باللوازم الضرورية * الافتقار إلى الاحتياجات الضرورية يؤثر على تقدم المدرسة ويهدد استمراريتها * تتميز المدرسة بنهجها الوطني وبأنها تركت حيزا هائلا لمشاركة الأهالي والطلاب في صنع القرار وتحديد سياسة المدرسة. تمكنا من صياغة مناهج تعليمية تشكل شخصية الطلاب بما يتلاءم مع الانتماء القومي والخصوصية الثقافية والوطنية

مدرسة يافا العربية الديمقراطية في يافا عروس البحر مشروع وطني يحتذى به
«مدرسة يافا العربية الديمقراطية»، عربية بحق لأنها مشروع وطني يحتذى به، وديمقراطية بحق لأن الطلاب والأهالي هم جزء من عملية اتخاذ القرار ومن تحديد سياسة المدرسة وهم ممثلون في اللجان المختلفة للمدرسة، حتى في اللجنة السلوكية.

في ظل المخططات الإسرائيلية لاقتلاع أهالي يافا العرب بقوانين وممارسات تلبس قناع قوانين السكن والبناء، وفي ظل مخطط تشويه الهوية العربية الفلسطينية، وخلق طفرة هجينة إسرائيلية بدون حقوق الأسرلة، والتي يعتبر جهاز التعليم أحد وسائلها، قامت مجموعة غيورة في مدينة يافا التي كانت عروس البحر وإحدى أهم المدن الفلسطينية قبل النكبة، وأسست بمبادرات وطنية مدرسة يافا العربية الديمقراطية.

وقد تأسست المدرسة عام 2004 بمبادرة من الرابطة لشؤون عرب يافا بمشاركة نخبة من أهالي يافا واللد الغيورين على مصلحة أولادهم، إلى جانب طاقم من المعلمين مع مديرتهم المربية ماري قبطي*، وذلك استجابة لاحتياجات الأهالي وانطلاقا من حقهم بأن يختاروا نوعية التربية المناسبة لأولادهم.

وقد تميزت المدرسة منذ يومها الأول بأن تركت حيزا هائلا لمشاركة الأهالي والطلاب في صنع القرار وتحديد سياسة المدرسة. . وشكلت المدرسة برلمانا وسلطة تنفيذية وسلطة قضائية، وجميعها مؤسسات فعالة ويشارك بها الأهل والطلاب.

وجاء في تعريف المدرسة عن نفسها في نشراتها أنها ترحب بكل إنسان عربي يرغب أن يربي أولاده على حب الوطن وحب الإنسان والاعتزاز بهويته القومية والوطنية. وتؤمن المدرسة بالنهج الديمقراطي الذي يتأسس على رؤية الطالب كإنسان كامل بفضل ذاته، وبناء على ذلك له الحق بحقوق الإنسان الأساسية المترجمة بالعملية التربوية ومنحه حرية الاختيار، حرية التعلّم على أساس المساواة بين الكبار والصغار، المساواة التي تتحقق بالإدارة الذاتية بين السلطات التي تعمل في مدرسة ديمقراطية: السلطة التشريعية، السلطة التنفيذية والسلطة القضائية.

وعلى مستوى المناهج، نجحت المربية والعاملة الاجتماعية ماري قبطي، مديرة المدرسة بانتهاج سبيل الإدارة الذاتية في مجال التربية والتعليم، حيث استطاعت صياغة مناهج تعليمية تشكل شخصية الطلاب بما يتلاءم مع الانتماء القومي والخصوصية الثقافية.

وتقول قبطي إن الحلم تحقق بتوحيد الجهود والتعاون بين مؤسسة الرابطة لرعاية شؤون عرب يافا ومجموعة من الأهالي الغيورين على المصلحة العامة. وقد بدأت الفكرة بعد خلاف في الرأي والنهج بين قبطي والمعلمين من ناحية والبطريركية الأرثوذكسية حول السياسة والنهج في إدارة شؤون المدرسة وأولويات الانتماءات. وبعد صراع طويل وتدخل الأهالي والرابطة لرعاية شؤون عرب يافا وشخصيات مهنية واجتماعية ووطنية لثني البطريركية عن رأيها، وفشلها في ذلك، أخذت الرابطة لرعاية شؤون عرب يافا على عاتقها تبني مشروع المعلمين والمديرة الذين عملوا مدة ست سنوات في المدرسة الأرثوذوكسية، وعملوا على فتح مدرسة بديلة تستجيب لتطلعات المديرة والمعلمين والأهالي والطلاب.

وانطلقت مدرسة يافا العربية الديمقراطية في 1-9-2004 مع مئة وخمسين طالبا، وفقا للأسس التي رفضتها البطريركية الأرذوذوكسية اليونانية حينذاك. وتطورت المدرسة سنة بعد أخرى وازدادت كل سنة شعبة جيل ووصلت اليوم إلى الصف التاسع وتعتزم استمرار المسيرة حتى تصبح مدرسة شاملة حتى الصف الثاني عشر.

وتقول ميري قبطي إن الإدارة والمعلمين وضعوا لأنفسهم هدفا نبيلا واحدا وهو تربية أجيال قادرة على الوقوف بوجه التحديات في هذا العصر والحفاظ على الهوية الفلسطينية والصمود الوجودي في البلد الحبيبة يافا. إلا أن العائق أمام تقدم المدرسة واطلاقتها بالشكل الذي تستحقه نابع من صعوبات في الموارد والميزانيات.

وتضيف قبطي التي ستبدأ جولة خارجية لتجنيد دعم للمدرسة، إن الحفاظ على هذه المدرسة ومسيرتها بحاجة إلى مجهودات جبارة وتضحية وعطاء من كافة الأطراف. وبالرغم من العزيمة والنشاط والتضحية والعمل الدؤوب من قبل الطاقم الأكاديمي المهني من إدارة ومعلمين بالتعاون مع اللجنة الإدارية المؤلفة من لجنة الأهالي وأعضاء الرابطة لتحقيق الأهداف، إلا أن الأمر يتطلب تكاليف مالية باهظة لتزويد المدرسة باللوازم الضرورية، ومواكبة التطورات. فالمدرسة تفتقر لاحتياجات بديهية ضرورية ولا تستطيع تحقيق أهدافها دون تجهيز ما يلزم الطلاب من بيئة تربوية مناسبة ومعدات ووسائل تعليمية ضرورية.

وترى قبطي أن هناك حاجة ماسة لتحسين البيئة التحتية داخل المدرسة من حيث تزويدها بالمستلزمات العصرية والعمل على دعم المعلمين العاملين في المدرسة ورفع مكانتهم ليكونوا قادرين على النهوض بدورهم التربوي والعلمي وتحقيق المزيد من النجاح في جهوده وكفاحه من أجل مجتمعه وأبناء شعبه من جمهور الطلاب.
واعتبرت قبطي أن الافتقار إلى الاحتياجات الضرورية يؤثر على تقدم المدرسة ويهدد استمراريتها. فنجاح المدرسة يعتمد على الدعم الاقتصادي بالإضافة للدعم المعنوي الذي تحتاج إليه من أي طرف يهمه مستقبل أبنائنا ومستقبل مجتمعنا العربي الصامد.



* ماري قبطي، مديرة مدرسة منذ عشر سنوات، حائزة على اللقب ثاني في موضوع الطفولة المبكرة من جامعة القدس ولقب أول في العمل الاجتماعي من جامعة تل أبيب. عملت 36 عاما في خدمة المجتمع اليافاوي منها 25 عاما في سلك التعليم عملت في تأهيل المعلمين العرب منذ ست سنوات في معهد المعلمين العرب "بيت بيرل" وعملت كمرشدة تربوية في قرى الجليل والمثلث.





.

التعليقات