وحدة الرعية الأرثوذوكسية في مواجهة صفقات البطريركية

قسيم: "وجود بطرك غير عربيّ يسهّل الاستيلاء على أملاكنا وتهويدها"

وحدة الرعية الأرثوذوكسية في مواجهة صفقات البطريركية

عاد الحديث مجددًا عن الصفقات المشبوهة التي تُبرمها البطريركية الارثوذكسية المقدسية ممثلة بالبطريرك ثيوفولوس ومساعده للشؤون المالية، وذلك بعد توقيع إتفاقية بيع حقوق ملكية و\أو تأجير و\أو حكر لمساحات شاسعة تصل إلى آلاف الدونمات في القدس وضواحيها، تشمل الأراضي المقام عليها مقر الكنيست، ومبنى رئيس الدولة، وآلاف الشقق السكنية في أحياء رحابيا والطالبية وفنادق وحدائق وأراضي سكة القطار ومنطقة أبراج ولفسون وغيرها من الأملاك، ما يزيد عن 85 قطعة ارض بما عليها من أبنية، مقابل مبلغ زهيد لن تستفيد الطائفة العربية الاورثوذوكسية بأي شاقل منه.

الحديث عن موضوع تسريب وتأجير الأملاك ليس بجديد على البطريركية الأرثوذكسية المقدسية، فقد تمّت صفقات تسريب أملاك على مدار سنوات طويلة وفي عهد كافة البطاركة. ولكن يبدو أنّ الصفقات الأخيرة وتحديدًا في عهد البطريرك الحالي ثيوفولوس هي الأضخم والأخطر وتكاد تكون بمثابة تصفية عامة للأملاك. وباتت البطريركية تعمل كوكالة لتصفية العقارات.

هذا، وكان مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية في الناصرة قد قرّر، الأسبوع الماضي، إلغاء المسيرة الكشفية التقليدية، وكل المراسيم الشعبية الاحتفالية بمناسبة عيد البشارة، على ضوء إصرار البطريرك اليوناني ثيوفيلوس الثالث على صفقة جديدة مع شركة استثمار إسرائيلية تمنحها صلاحيات واسعة في استثمار الأرض المؤجرة ل"الكيرن كييمت" منذ العام 1951 لمدة 100 عام، دون الرجوع للمؤتمر الأرثوذكسي وهيئات الطائفة العلمانية لكنه لم يدع إلى عدم استقبال البطريرك بحجة "حرية العبادة"، حيث طالبت مجموعة أخرى من المجلس بتصعيد الاحتجاجات.

هذا وقامت مجموعة من أبناء الطائفة ومن مجلس الطائفة الأُرثوذوكسية في الناصرة بالتظاهر أمام الكنيسة مطالبين بوحدة الصف في مجلس الطائفة من أجل مواجهة الصفقات القادمة ومن أجل وضع حد لتهميش البطريرك ثيوفيليوس لأبناء الطائفة العرب الذين يشكلون 99% من الرعية، حيث رفعوا شعارات مثل: "ارحل"، "الشعب يريد اسقاط الفساد"، " لا أهلا ولا سهلا" وغيرها. يذكر أنّ البطريرك دخل الكنيسة بمرافقة قوات من الشرطة الاسرائيلية من أجل "الحماية".

وفي حديث عضو مجلس الطائفة الأرثوذكسيه في الناصرة منذر قسيم قال: "إنه لامر مستهجن من قبلنا ان يتم تهميش غالبية أبناء الطائفة في قرارات مصيرية تخص الطائفة فقط لكوننا عربًا، والأمر واضح جدًا بالنسبة لنا، حيث يسهل للبطريرك التصرف بحرية بأملاكنا، كما وأنه أسهل على المؤسسة الإسرائيلية أن يكون بطركا غير عربي من أجل تنفيذ سياساتها التهويدية والاحتلالية".

وطالب قسيم مجلس الطائفة باتخاذ موقف واضح وصريح من هذه الصفقة إذ قال: "نظرًا لخطورة الأمر وأهميته توجهت مجموعة من أعضاء الهيئه التمثيلية في الناصرة بطلب عقد اجتماع للهيئة لبحث الأمر وتداعياته وحث مجلس الطائفة لاتخاذ موقف واضح وصريح من هذه الصفقة "الفضيحة" لكن وللأسف، يبدو أنّ مكتب الهيئة ومجلس الطائفة لم يضعوا أمر الأوقاف الأرثوذكسية على سلم أولوياتهم ولم يبحثوا الطلب وقاموا برفضه بحجج واهية".

وأضاف قسيم: "نطالب مجلس الطائفة الأرثوذكسيه في الناصرة الحفاظ على دوره الوطني والريادي واتخاذ موقف حاسم وواضح من هذه الصفقات ووضع مصلحة أبناء الطائفة العرب الأرثوذكس والذين يشكلون %99 من رعية البطريركية على سلم أولوياته، وفوق كل اعتبار. كما ونناشد إخواننا في مجلس الطائفه العربيه الأرثوذكسية في الناصرة عدم تكرار موقف الحوار مع البطريركيّة التي تنقض علنًا كل تعهداتها للمجلس بإطلاعه على كافة تفاصيل الصفقات قبل إبرامها".

نحو تعريب البطريركية...

أصدرت "اللجنة الشعبية للدفاع عن الأوقاف ومن أجل تعريب البطريركية المقدسية" بيانًا مؤخرًا، أعلنت فيها عن تأسيسها في الناصرة، بهدف الدفاع عن الأملاك والأوقاف وإلغاء الهيمنة اليونانية على البطريركية وإقصاء العرب عن إدارتها، رغم كونهم يشكلون 99% من رعيتها في فلسطين التاريخية والأردن.

وأشار بيان اللجنة الشعبية، إلى أن إسرائيل معنية بتصفية أملاك العرب وجعل الأملاك قاعدة مادية للاستيطان الصهيوني والتهويد، بما في ذلك تهويد القدس وقطع تواصلها مع المدن والبلدات الفلسطينية.

وأعلنت اللجنة الشعبية أن البند الأساسي في برنامج مبادرتها هو العمل على تعريب البطريركية المقدسية وكنائسها وكهنوتها، ووقف صفقات التفريط بالأملاك والأوقاف، والعمل على استرجاع ما تمّ التفريط به، وتخصيص مقدرات ومدخولات البطريركية لصالح الخدمات الكنسية والروحية والاجتماعية والسكنية والتعليمية للرعية الوطنية.

ودعا بيان اللجنة إلى عقد اجتماعات فورية لكل من الهيئات العربية الأرثوذكسية الأهلية، في كل من فلسطين والأردن وإسرائيل، بمن فيها الهيئات الوطنية التمثيلية القطرية والمجالس واللجان والجمعيات المليّة المحلية، وذلك لدراسة هذه المبادرة وتطويرها وبلورتها كمبادرة- برنامج- جماعي وحدوي لكل العرب الأرثوذكس ومؤسساتهم في المناطق والدول التابعة للبطريركية.

كما دعا إلى عقد اجتماع ومؤتمرات شعبية وطنية عامة في الدول الثلاث لهذا الغرض، وعقد مؤتمر تمثيلي مشترك يجمع قيادات المؤتمرات واللجان في الدول الثلاث لبلورة البرنامج النهائي لهذه المبادرة واقرار الخطوات العينية للعمل على تنفيذها.

التعليقات