عرب حيفا يرفضون التحريض على المربية أفنان إغبارية ويصرّون على استمرار إدارتها لمدرسة المتنبي

حوّلت المربية أفنان إغبارية مدرسة "المتنبي" في حيفا، خلال عام من تولي إدارتها، من مدرسة تعاني ظواهر التسرب والعنف وتدني الإنجازات إلى مدرسة عربية أثبت نجاحها على كل الأصعدة التربوية والتعليمية في السنة الاخيرة، إلا أنّ مجموعة من الأشخاص يريدون إعادة المدرسة إلى الوراء ويحرّضون على إغبارية ويستهدفونها لمواقفها الشخصية الوطنية، صحيفة "معاريف" نشرت تقريرًا تحريضيًا ضد المربيّة أفنان والمجتمع العربي في حيفا يتجنّد لدعمها وإبقائها

فصل المقال\ عرب48
نشرت صحيفة معاريف الصادرة في مدينة حيفا، الأسبوع الماضي، تقريرًا تحريضيًا مطولا ضد المربية أفنان إغبارية، مديرة مدرسة "المتنبي" الثانوية الرسمية في حيفا، جاء فيه أنّ المربية إغبارية "تحرّض ضد الدولة وتدعو الطلاب لعدم الاعتراف بدولة إسرائيل" إلى جانب اتهامات اخرى مثل "انكار المحرقة" و"عدم الوقوف حدادا على ضحايا الجيش الإسرائيلي".

كما جاء في التقرير أنّ مجموعة من المعلمين وأهالي الطلاب في المدرسة قاموا بإرسال رسالة احتجاجية شديدة اللهجة إلى وزير المعارف، جدعون ساعار، يطالبونه فيها بإقالة المربية أفنان أغبارية بسبب "مواقفها المعادية لاسرائيل وتربية الطلاب العرب على كره الدولة وإحياء ذكرى النكبة، والعمل على التفرقة بين اليهود والعرب في حيفا مما يضرب التعايش القائم في المدينة".

ومن الملفت للنظر ان التقرير لم يذكر أسماء لمعلمين أو أهالي الطلاب الذين ادعوا هذه الادعاءات والتي منها أيضًا ان اغبارية "ناشطة في صفوف حزب التجمع الوطني الديمقراطي التابع لعزمي بشارة وعضو في لجنته المركزية وكانت قد ترشحت في قائمة التجمع للكنيست في انتخابات عام 2003".
وتُعتبر مدرسة "المتنبي" المدرسة الثانوية العربية الرسمية الوحيدة في حيفا، وكانت قد شهدت في السنوات السابقة عدة ظواهر سيئة مثل حالات التسرب وتدني الإنجازات الطلابية التحصيلية، وظواهر عنف بين الطلاب "الناتجة عن حالة عدم الانتماء إلى المكان"، كما يقول بعض الاهالي.
إلا أنّه في السنة الأخيرة شهدت المدرسة تحولا كبيرًا ونهضة تربوية شاملة على أكثر من صعيد بعد استلام المربية أفنان اغبارية منصب مديرة المدرسة بفضل جهودها الرامية إلى تحسين وضع المدرسة والطلاب والهيئة التعليمية والإدارية نحو الأفضل.

رئيس لجنة الاباء رشاد أبو الهيجا: أفنان اغبارية حققت إنجازًا تربويًا عظيمًا شعر فيها كلّ الأهالي والطلاب ولمسنا نتائجه

وفي حديث مع رئيس لجنة الآباء في المدرسة الشيخ رشاد أبو الهيجاء (إمام مسجد الجرينة في حيفا) قال:" لقد شعرنا كآباء، خلال العام الدراسي الحالي، بالتغييرات في المدرسة، فمعاملة المربية أفنان اغبارية مع أبنائنا مهنية وبعيدة عن الجوانب السياسية، ولها الحق بأن يكون لديها موقف سياسي. أصبح لدى كل طالب في فترتها حب التوجه إلى المدرسة بسبب الروح الطيبة التي تواجدت فيها، وهي روح شعر بها الطلاب والأهالي. فأحد الأهالي توجه إلي وقال بأن تحصيل ابنه ما بين40 إلى 50، ولكن بعد فصل واحد حصل تغيير وتحسّن، فقلت له لماذا هذا التغيير؟ فأجابني بأن هناك إدارة تحتضن الطلاب، كما أن الطاقم التدريسي حول الإدارة رفعوا من معنويات الطلاب وبهذا ارتفع التحصيل العلمي لديهم. فنحن شعرنا التغيير خلال العام، ومن يتجول في منطقة المتنبي في شارع عباس يلاحظ التغيير في رأي الناس وردة الفعل. فأحد السكان قال: "اعتقدنا أن المدرسة في عطلة"، وهذا دليل على تغيير في أخلاقيات الطلاب الذين يعودون إلى بيوتهم بروح طيبة ولم يأت من فراغ. إنما الروح الطيبة التي زرعتها المديرة والهيئة التدريسية. ونحن نشهد على حالات سابقة في العام الماضي".

وأضاف: "20% من الميزانيات السابقة وضعت لتصليح الأضرار في المدرسة، وهذه النسبة انخفضت هذا العام. فالطالب أصبح عنده انتماء للمدرسة، ونحن كلجنة آباء طالبنا قبل النشر في الصحيفة، العمل على تثبيت أفنان كمديرة للمدرسة وفتح دورة مديرين في العام القادم، لكي تكون استمرارية للمدرسة. يحق لها هذا بقدر الإنجاز العظيم، فعندها حب لشعبها وحب لأبنائها، فهي ترى بجميع الطلاب أبناءها وعطاؤها مستمر، وموقفنا واضح ونطالب أن يكون الرد موحدًا ومدروسًا".

عضو البلدية وليد خميس: لن نسمح باستهداف المتنبي أو أفنان وإلا لن تكون هنالك مدرسة

من جهته أعتبر عضو بلدية حيفا وليد خميس (التجمع الوطني الديمقراطي) أن القضية بدأت قبل تقرير صحيفة "معاريف" إذ أن هناك مجموعة صغير تُحرض ضد أفنان، وقال خميس في حديثه ل "فصل المقال": "واضح للعيان أنّ كل الهجمة ضد أفنان أغبارية وما قامت به في مدرسة المتنبي هو عمل مُمنهج ومشبوه وناتج عن عقلية شاباكية من أجل ضرب الإنجاز الذي توصلت له المدرسة في السنة الأخيرة خصوصًا وأنّه قد أصبح للمدرسة هوية مع رؤية وطنية وأُفق، وأنا أُؤكد أنّ القضية ليست شخصية بل لأن المدرسة تحولت الى مؤسسة تربوية حقيقية مرتبطة بهوية الطلاب العرب مع التعامل الصحيح والصحي لمواطنتهم".

كما طالب خميس بلدية حيفا ورئيسها يونا ياهاف بالتدخل الفوري في الموضوع معتبرًا أنّ الصمت على التحريض هو شراكة في الجريمة.
وأضاف خميس: "نتوقع من أي رئيس بلدية لديه مربية كأفنان ومدرسة كالمتنبي ان يهتم ويتمسك بهم ويحافظ على أدائهم الرائع والناجح وعدم مهادنة المُحرضين ومن ورائهم، إذ أنّ قضية التعليم بالنسبة لنا كعرب حيفا قضية مهمة وأساسية ولن نفرّط بنجاح مدرسة المتنبي".

واختتم خميس بالقول: "لقد أدرجنا الموضوع في جلسة البلدية الأخيرة بمشاركة العشرات من اهالي الطلاب والمعلمين الذين حضروا بزي موحد كجزء من حملة شعبية من أجل الحفاظ على أفنان أغبارية كمديرة للمدرسة، ونحن بدورنا كعرب حيفا نؤمن أننا سوف ننتصر في هذه القضية وكلنا متحدون من أجل القضية ولن نسمح بأي استهداف للمدرسة أو لأفنان وإلا لن تكون هنالك مدرسة!".

عضو البلدية عدنه زراتسكي: هناك إجماع حول أفنان لأنها تعمل من أجل مصلحة المجتمع العربي الحيفي

أما عضو بلدية حيفا عدنه زراتسكي (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) ترى بما يحدث أمرًا خطيرًا جدا على النهضة التربوية في "المتنبي" والمجتمع العربي الحيفي، إذ قالت في حديثها ل "فصل المقال": "لقد جرى تغيير جذري في كل المبنى التنظيمي التربوي في المتنبي إن كان على مستوى الطلاب أنفسهم وانتمائهم وحبهم للمدرسة والتعلم أو على مستوى الأهالي الذين لاحظوا وبحق الفرق الذي حصل هذه السنة أو على مستوى المعلمين والهيئة الإدارية من ناحية عطائهم ونشاطهم داخل المدرسة وذلك كله بفضل أفنان أغبارية وعملها الرائع والمشهود له من قبل الجميع".
وأضافت زراتسكي حول مطلبها من بلدية حيفا: "نحن نريد للمديرة أفنان أن تستمر في عملها ووظيفتها، ونعي أنه ينقصها "دورة المديرين" ونطالب البلدية بفتح هذه "الدورة" لأننا نعلم ان أفنان الأجدر ونحن معها حتى النهاية".

واختتمت زراتسكي بالقول: "هناك إجماع حول أفنان من قبل جميع الأحزاب والمؤسسات والجمعيات العربية وغيرها في حيفا، أنا لا أرى بأفنان تعمل على أساس حزبي في المدرسة كما يدعون بل تعمل على أساس وطني ومن أجل مصلحة الطلاب والمجتمع الحيفي".
البلدية: لم تصلنا أي رسالة

وفي ردّها على "فصل المقال" حول هذه القضية، قالت البلدية أنّ الموضوع قيد المعالجة في وزارة المعارف، وأنّه لم تصلها الرسالة المذكورة في التقرير.

الائتلاف من أجل دعم مدرسة "المتنبي" في حيفا

وفي نفس السياق تم هذا الأسبوع تشكيل أئتلاف واسع من أجل دعم مدرسة "المتنبي" في حيفا حيث ضم الائتلاف كل من: رئيسة لجنة المعلمين ايمان بازي وتوقيع 61 معلم ومعلمة من أصل 66 في المدرسة على بيان الائتلاف، أعضاء في بلدية حيفا (وليد خميس، هشام عبدو وعدنه زراتسكي)، رئيس رابطة الخريجين في المدرسة رزق ساحوري، مدير فرع جمعية شاتيل في حيفا فتحي مرشود، رئيس جمعية تعزيز التعليم في حيفا جوزيف خوري، رئيس لجنة الاباء في المدرسة الشيخ رشاد ابو الهيجا، أمل جبارين عن لجنة الآباء المركزية، ورئيسة جمعية التوجيه المهني نهاد جريس.
وأصدر الأتلاف بيانا هذا الأسبوع وصل "فصل المقال" نسخة منه يقول ان الأتهامات الموجهة لأفنان أغبارية هي أتهامات كاذبة وأفتراء ومحاولة من قبل مجموعة قليلة للتخريب على نجاح مدرسة "المتنبي".
وطالب البيان بلدية حيفا بالتدخل في الموضوع وعدم وقوف موقف المتفرج فيما يجري ويوقف التحريض على "للمتنبي" وأغبارية.