الأسرى المحررون: آن الأوان لاستثمار طاقات وثقل جماهيرنا في الداخل

وتحدث الحضور حول قضايا الأسرى بعد أن رحب وهنأ منصور الأسرى والحضور و أكد بدوره على أهمية ومركزية قضية الأسرى وأهمية التفكير باجتراح آليات اكثر ناجعة لدعم قضايا الأسرى والمعتقلين وذلك لتعزيز نضالاتهم وصمودهم، كما أكد منصور على ضرورة الالتفاف حول الأسرى المحررين لأن معاناة الأسير لا تنتهي عند خروجه من السجن، بل عليه. أن يخوض معترك آخر مع الحياة الاجتماعية والمعيشية وكذلك السياسية.

الأسرى المحررون: آن الأوان لاستثمار طاقات وثقل جماهيرنا في الداخل

 

الى مجد الكروم، المتربعة على حضن الشاغور، وصل نسور الحرية من اسرى الداخل المحررين في"صفقة وفاء الاحرار"  الى بيت المناضل منير منصور حيث استقبل منسق الرابطة العربية لأسرى الداخل منصور، عصر الجمعة، في بلدته مجد الكروم، كل من أسرى الداخل المحررين مخلص برغال من مدينة اللد وعلي عمرية من قرية ابطن ومحمد جبارين من مدينة ام الفحم ومحمد زيادة من اللد.
 
وحضر اللقاء عدد من النشطاء والمهتمين من بينهم النائب . إبراهيم صرصور والدكتور وليد شحادة رئيس الرابطة العربية والأسير المحرر سرحان عثاملة وذوي أسرى من بينهم راوية شنطي والدة الاسير انيس صفوري وعدد اخر من النشطاء في قضايا الاسرى والمعتقلين.
 
 وتحدث الحضور حول قضايا الأسرى بعد أن رحب وهنأ منصور الأسرى والحضور و أكد بدوره على أهمية ومركزية قضية الأسرى وأهمية التفكير باجتراح آليات اكثر ناجعة لدعم قضايا الأسرى والمعتقلين وذلك لتعزيز نضالاتهم وصمودهم، كما أكد منصور على ضرورة الالتفاف حول الأسرى المحررين لأن معاناة الأسير لا تنتهي عند خروجه من السجن، بل عليه. أن يخوض معترك آخر مع الحياة الاجتماعية والمعيشية وكذلك السياسية.
 
 هذا وقام منصور باسم الرابطة بتكريم الأسرى الأربعة بمنحهم دروع تقديرية على نضالاتهم تحمل أسمائهم وعلم فلسطين ورموز للحرية متمنيا لهم حياة ناجحة ومثمرة.
 
الأسرى المحررون يتحدثون
 علت على ملامح بعضهم صورة الفرح الطفولي بعد ربع قرن وأكثر من الأسر والمعاناة وكأنها ولادة جديدة تعانق فجر الحرية وشمسها في قلب الوطن التي لاوح غيابها عنهم ربع قرن واكثر، وبعضهم ارتسمت على ملامحه العزة والأسى معا وسط تجاعيد السنون التي أعيتها عقود من شرف النضال داخل الجدران الرطبة في رحلة طال بها مشوار البحث عن الوطن، وآخر ارتسمت على محياه ابتسامات الطفولة ونطقت بلغة العتب الخجول، لقيادات شعب كان بمقدورها عمل الكثير من أجل من افنوا زهرات شبابهم من أجل حرية وكرامة شعبهم، وآخر اشاد رغم الأسى بتزايد الاهتمام بقضايا الاسرى في الآونة الأخيرة لكن النبرة لم تخل من نبرة العتب الخجول..مطالبين باهتمام اكثر بهذا الملف النازف والحارق..
الأسير المحرر برغال مثله مثل مناضلي شعبنا الاشداء فإن نضاله غير مشروط بمكان أو زمان او ظرف بل يعتبره من البديهيات والثابت، ولا يعتبر ان أية اتفاقية مثل أوسلو أو انتكاسة يمر بها شعبنا يمكن أن تؤثر على سيرورة النضال بل على العكس، ويقول: "من جهتنا لم يكن نضالنا يوما واعتمادنا له كوسيلة لتحقيق واحقاق حقوق شعبنا كاملة رهنا بموقف او اتفاقية سياسية ما، أو لأي جهة او شخصية او قيادة كانت.
وحول أثر اتفاقات أوسلو معنويا على الأسرى واستثنائهم من الاتفاقية قال: ان الحقوق ثابتة والدوافع للعمل على انتزاعها لا تتبدل ولا تتغير ومن هنا ينبع الموقف ان قضية شعبنا العادلة تستحق منا ومن كل من ينتمي لهذا الشعب العظيم ان يقدم ويساهم ويضحي، وان يكون أكثر جاهزية للعطاء.
 
وتابع: "أوسلو ادت الى تراجع قضيتنا وأصبحت كجسد ضعيف مريض وهذا بطبيعة الحال يستدعينا إلى الى شد الهمم لاستنهاضها واستعادة عافيتها، وبلا شك، إن اتفاقيات أوسلو كانت مجحفة بحق شعبنا وقضيته العادلة ومن ضمنها قضية الاسرى، لكن ذلك لم يزعزع ايماني الراسخ بقدسيتها وبواجبي الوطني اتجاهها.
 
وحول الاهتمام بملف الأسرى وقضاياهم وفيما إذا ارتقى أداء القيادات السياسية العرب إلى حجم هذا الملف الحارق قال برغال: قضية الأسرى السياسيين هي قضية وطنية ويجب التعامل معها من قبل جميع القوى السياسية على هذا الأساس بما يعنيه ذلك من استحقاقات، صحيح ان هناك تقدم على هذا الصعيد ومن ضمن تجلياته ما نلحظه بالسنين الاخيرة من تغيرات على المستوى الشعبي والجماهيري منها الكثير من الفرح والاحتفاء بكل أسير يتحرر..
 
تفاوت بالاهتمام بقضية الاسرى
وتابع برغال: أما على مستوى أداء القوى السياسية المختلفة في الداخل فبدون أن أدخل بالتفاصيل فمن الواضح ان هناك تفاوتا فيما بينها لطبيعة وجدية ومستوى العمل لخدمة قضية الأسرى السياسيين،إن هناك الكثير الكثير مما يمكن ويجب أن تعمله وتقدمه هذه القوى لإعطاء هذا الملف حقه وبرأيي فإنه من واجب لجنة المتابعة العليا لشؤون عرب الداخل بصفتها الإطار السياسي الجامع لكافة الأطر السياسية أن تضع ملف الأسرى وقضيتهم على رأس سلم أولويات برنامجها الوطني.
 
وأضاف برغال: لقد آن الأوان للعمل على استثمار طاقات وثقل جماهيرنا في الداخل من أجل خدمة قضاياه المحقة، وهذه مسؤولية الحركة الوطنية بكافة أطيافها 
السياسية والفكرية. لكن للاسف الشديد فقوانا السياسية لا ترقى بأدائها الفعلي بعد إلى مستوى قضية الأسرى السياسيين ومتطلباتها، إن قضية الأسرى تستدعي كل
 صادق وجدي في انتمائه الوطني للوقوف وقفة جدية أمام هذا الحال المؤسف بهدف استنهاضه وتحقيق انجازات تتناسب وطموح جماهيرنا 
حتى يكون هناك مبرر ومصداقية لوجود قوانا الوطنية في الساحة السياسية بالداخل.
 
الأسير المحرر علي عمرية لا زال مشدوها من حجم الاستقبال له في بلدته كأسير محرر بعد 23 عاما، لكنه في الوقت نفسه عاتب على الكثير من القوى السياسية وقياداتها، ويقول: "حقيقة إنني حتى الان لا أستطيع تفسير هذا الاستقبال والاحتفاء بتحرري من قبل أهل بلدي الذين غمروني بالمحبة، لأنني بعد  23 عاما من الأسر رغم مواكبتي للأمور إلا أنني لا أعرف حجم التغييرات التي حصلت بهذا الشان خصوصا ان قلائل ممن كانوا يهتمون بالسياسة والأسرى في سنوات الثمانينات، وحقيقة لا أفهم ما الذي حدث رغم انني أعلم طيبة وشهامة شعبنا، لكن عمرية لايخفي تذمره وعتبه الخجول على قيادات وقوى سياسية لم تول ملف الأسرى ما يستحق.
 
 وقال: حقيقة اننا حظينا باهتمام بعض النواب العرب منهم حنين زعبي التي واكبت قضايانا باستمرار والنائبان مسعود غنايم وابراهيم صرصور اما الكثيرين فكان اهتمامهم موسمي، وعلى سبيل المثال كان على القيادات العربية عندما تم إطلاق سراح شاليط ان يمارسوا الضغط والعمل الجاد بالتوجه للمسؤولين الإسرائيليين من أجل إيجاد صيغة لإطلاق سراح أسرانا، وباعتقادي إن هذا العمل يتطلب برنامج واضح وعمل منهجي متواصل دون توان. علينا أن نطرق جميع الأبواب من أجل حرية أسرانا الذين مضى على أسرهم ربع قرن وأكثر.
 
محمد جبارين شاء أن يخرج إلى الحرية ضمن صفقة وفاء الأحرار بعد 24 عاما من الأسر لكن مصاب جلل أفسد عليه الفرح عندما علم في يوم تحرره بجريمة القتل الثلاثية في مدينته أم الفحم.
 
 وقال: صحيح أنه تم استقبالي بحشود من الأهل وكنت سعيد بهذا الاستقبال لكن غصة عميقة انتابتني عندما علمت بالجريمة، كنت اتمنى أن أجد أم الفحم
 القلعة الوطنية تعيش بأمن وأمان وسلام. تنتابني الغصة جراء اجتياح آفة العنف بلداتنا.
 
علينا جميعا أن ناخذ دورنا أفرادا ومؤسسات وقيادات ضد ظاهرة العنف التي تهدد نسيجنا الاجتماعي والإنساني والوطني، كما أعتقد أنها من أشد 
التحديات تعقيدا وعلينا ان نستعد لها من أجل مجتمع وشعب معافى. لكن بطبيعة الحال رغم الغصة إلا انني سعيد بتحرري كما آمل ان نتمكن من أخذ دورنا اتجاه ما يواجهه مجتمعنا لا سيما ظاهرة العنف والجريمة 
المقلقة.

التعليقات