قرية مسكة - وطن وجذور.../د. محمد عقل

تقع قرية مسكة في السهل الساحلي إلى الجنوب الغربي من طولكرم، وبالقرب من مدينة طيرة بني صعب. كانت القرية مسكونة منذ العهد الفاطمي إلى عام 1948م حين هُجِّرَ أهلها منها ودُمرِّت

قرية مسكة - وطن وجذور.../د. محمد عقل
تقع قرية مسكة في السهل الساحلي إلى الجنوب الغربي من طولكرم، وبالقرب من مدينة طيرة بني صعب. كانت القرية مسكونة منذ العهد الفاطمي إلى عام 1948م حين هُجِّرَ أهلها منها ودُمرِّت.
 
في كتاب وقف للملك المنصور قلاوون مؤرّخ في 25 ربيع الأول سنة 677ھ/16 آب 1278م، ورد ذكر قرية مسكة المجاورة لقرية دير عسفين وقرية الطيرة. ذكر المؤرخ خليل بن أيبك الصفدي (المتوفى سنة 1363م) في كتابه الوافي بالوفيات أن عدداً من العلماء كان يُنسب إلى مسكة، منهم عالم اللغة والعروض عبد المنعم بن صالح المسكي الذي توفي في القاهرة عام 1235م.
 
 واستناداً إلى الجغرافي العربي ياقوت الحموي (المتوفى سنة 1229م) في كتابه معجم البلدان كانت مسكة قرية تابعة لناحية عسقلان ومشهورة بفاكهتها، ولا سيما تفاح المسكي الذي نقل إلى مصر بأمر من الوزير الفاطمي حسن اليازوري الذي توفي في سنة 1085م، واليازور قرية قريبة من مسكة.
 
وقد مر القائد الفرنسي كليبر وجنوده بالقرية في طريقهم إلى عكا أثناء حملة نابليون عام 1799م.
 
في أواخر القرن التاسع عشر كانت مسكة قرية متوسطة حيث قُدِّرَ عدد سكانها بـ 300 نسمة. وكان شجر الزيتون مغروساً في الأراضي الواقعة شمالي القرية وجنوبها، وشجر التين والنخيل يتفرق في شتى أنحائها.
 
في القرن السادس عشر كانت مسكة قرية صغيرة. في دفتر ضريبة عثماني اسمه دفتر مفصل لواء نابلس مؤرخ في سنة 1005ھ/1596م وردت مقادير الضرائب المجبية من قرية مسكة التابعة لناحية جبل شامي بالعملة المسماة بالآقجة، وهي عبارة عن ثلث بارة، موزّعة على النحو التالي:
عدد الخانات (عدد دافعي الضرائب): 6. 
نسبة الضريبة المفروضة: 33,3%.
مقدار الضريبة المجبية:
حنطة: 1420 آقجة.
شعير: 250 آقجة.
مال صيفي: 300 آقجة.
زيتون إسلامي: 500 آقجة.
بادي هوا ورسوم عروس: 150 آقجة.
ماعز ونحل: 100 آقجة.
عادات رجالية: 240 آقجة.
يكون= مجموع الضرائب: 2960 آقجة.
كيفية جمع الضرائب: بادشاه.
 
البادي هوا ورسوم عروس هي رسوم الزواج وحاصل الجرم والجنايات، وعادات رجالية هي هبات يدفعها المسلمون فقط للوالي في لواء نابلس.
 
بناءً على المعطيات الواردة أعلاه يمكننا أن نستنتج بأن مسكة كانت تابعة لناحية جبل شامي من لواء نابلس، وأن عدد سكانها 42 نسمة، وأن مجموع دخلها السنوي هو 8980 آقجة، وأن نسبة الضريبة كانت باهظة إذ بلغت الثلث؛ أما كيفية جمع الضرائب فكانت عن طريق جباة السلطان (بادشاه).
 
لا مجال للشك في أن المعلومات الواردة أعلاه تخص قرية مسكة الواقعة في السهل الساحلي، ولا عجب في ذلك إذ ظهرت ضريبة الطيرة القبلية في ذلك العام في دفتر لواء اللجون. يبدو أن المقرر هو مصدر قدوم السكان إلى المكان.

التعليقات